دعوة للتفاؤل..

 دعوة للتفاؤل..

العدد 687 صدر بتاريخ 26أكتوبر2020

يستوعب الفن المسرحي كل تحولات العرض المسرحي على أسس تفي بقراءة عصرية للمسرح ، وبطرح صورة جمالية مكونه لعامل أساسي في النجاح الجماهيري للعرض ، ومنحه فرصة نقدية في حدود النظريات النقدية المعاصرة ، ووجود بدائل تتسم بمحاولات تحقق مدي اندماج الجمهور مع العرض وقدرة الفنان علي تكوين رمز مبتكر أثناء العرض ، لكن ربما تتعرض رؤيتك كمشاهد لبعض الملابسات حين تشاهد عرض مسرحي للمرة الأولي  ، فهنا لا يجب عليك أن تتعمق بدراسة العرض المسرحي من الوهلة الاولي ، الا أنك تقوم بالتحليل والتحميص وفرز المعطيات وإعادة تركيبها وتتساءل في نفسك عن كثير من الأشياء ، وحين تشاهده مرة أخري تجد نفسك في حيرة وحالة من الارتباك فتشعر بتفهمك للكثير من الرؤي التي طرحت في العرض ، فتلاحظ مدي التغيير في الطرح وهذا ما حدث لي شخصياً حينما شاهدت عرض المتفائل  لأجد نفسي أمام مخرج  حمل رؤية متميزة في طرح الأحداث من خلال فريق عمل متميز قدم حياة جديدة للعمل الفني من خلال طرحه للأحداث بصورة  لا يمل منها المشاهد بل وقادرة على جذب الجمهور ، والقدرة على فتح آفاق المشاهد نحو تقدم الكثير من الجمهور نحو المسرح القومي والذي ارتبط بالنخبة على مدي سنوات عديدة  ، واستطاع عرض المتفائل تغيير تلك الخاصية فتوافد الكثير علي المسرح وهذا من الإيجابيات للعرض المسرحي  ، هنا تدرك أنك أمام مخرج استطاع أن يتصدى  لإشكاليات وقضايا معاصرة وتحولات جوهرية تعكس الصراع الطبقي في المجتمع وبرؤية متميزة طرحها للمشاهد بجوانبها المتعددة لتجد نفسك أمام معطيات فلسفية ونفسية استطاع أن يطرحها المخرج من خلال الإعداد المتميز لرائعة فولتير ( كانديد ) والتي تعتبر من أشهر الروايات الفرنسية فقدم إعداد متميز توافق مع المحلية واستطاع أن يفجر طاقات الممثلين علي الخشبة من خلال الأداء المتميز والاشتغال الواضح علي أداء الفريق حيث التناغم في الأداء من خلال توظيف كل الأدوات وبشكل ومعطيات أظهرت تفاصيل العمل المسرحي وبرؤية جمالية تناغمت فيها كل عناصر العرض المسرحي حيث تفاعل الجمهور بكل أطيافه وأعماره مع العرض ، وكادر تمثيل متميز قدم رؤية واضحة تناغمت مع الجمهور ، حيث استطاع المخرج  القيام بالبحث عن نقاط التوافق فيما بينهم  كفريق عمل متناغم فأسس لتيار متجدد وفكرة تدل علي الوعي الكامل بتوفيق عناصر العرض المسرحي مع الممثلين  والاحساس  المتميز والواضح في الأداء بين سامح حسين وسهر الصايغ  والأداء الرائع ليوسف إسماعيل وعزت زين وسوسن ربيع وآيات مجدي فتألف الجميع في تقديم تلك الصورة المبهرة للعرض تفاعلت مع عناصر العرض المسرحي . لقد طرح عرض المتفائل وجهات نظر متعددة للمشاهد بالصورة التي شاهدناها , والتي لاقت القبول وتحققت فيها الاستمرارية بين الممثل والجمهور واستقرت سلطة الممثل علي الخشبة لتقديم كل ما هو أفضل , فلقد تلاقت روح الممثل بروح المتفرج وهذا لا يأتي من فراغ  .
كل الشكر لفريق العمل الرائع علي تقديم هذا العمل المتميز .
 


مجدي محفوظ