ماجستير في مسرح سعد الله ونوس

ماجستير في مسرح  سعد الله ونوس

العدد 686 صدر بتاريخ 19أكتوبر2020

نوقشت مؤخرا بجامعة المنوفية كلية التربية النوعية قسم الإعلام التربوي رسالة ماجستير بعنوان العلاقة بين الحاكم والمحكوم في مسرح سعد الله ونوس، إعداد إيمان عبد الفتاح عبد السلام الطباخ وتكونت لجنه الحكم والمناقشه من كلا من  أ.م.د/ فرج عمر فرج(أستاذ الإعلام والمسرح المساعد بكلية التربية النوعية بجامعة المنوفية، ورئيس قسم الدراما بكلية الآداب، جامعة بني سويف)، د/ منى مصيلحي حامد حبرك (مدرس الإعلام والمسرح بكلية التربية النوعية بجامعة المنوفية)، د / شيماء فتحي أستاذ النقد والدراما المساعد بجامعه الزقازيق، ا د / أسماء عبدالمنعم ابوالفتوح أستاذ النقد والدراما المساعد بجامعه المنصورة. تتبلور مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي: لماذا وكيف تناول سعدالله ونوس العلاقة بين الحاكم والمحكوم في أغلب أعماله المسرحية بهذا الشكل الكثيف والمتكرر حتي أصبحت ظاهرة فى مسرحه؟.
تتبلور أهمية الدراسة في شقين الأول أنها تتناول هذه الدراسة علاقة حيوية لا يمكن تصور استمرارية الواقع البشرى بدونها وهى العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والشق الثاني خطورة الآثار المترتبة على اشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وهذه الخطورة تشمل كافة النواحي النفسية ، والصحية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والأمنية أيضاً . 
أهداف الدراسة :
هدفت الدراسة إلى التعرف على اتجاهات سعدالله ونوس فى تناوله للعلاقة بين الحاكم والمحكوم فى مسرحه، و التعرف على طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم كما تعكسها النصوص المسرحية عينة الدراسة، و صورة كل من الحاكم والمحكوم كما تعكسها النصوص المسرحية –عينة الدراسة. 
وقد كانت حدود الدراسة في الفترة الزمنية الممتدة من بداية الستينيات وحتى نهاية القرن الماضي .
و اختارت الباحثة عينة الدراسة عبر الطريقة العمدية وهي: حفلة سمر من أجل 5 حزيران، الفيل يا ملك الزمان ، مغامرة رأس المملوك جابر، الملك هو الملك 
و قسمت الباحثة دراستها إلى بابين، الأول يتكون من فصلين؛ وتناولت فيه الباحثة: مشكلة الدراسة وتساؤلاتها، وأهدافها وأهميتها ومبررات اختيار عينة الدراسة من مسرحيات الكاتب سعد الله ونوس، وحدود الدراسة ومصطلحاتها، والدراسات السابقة. أما الفصل الثانى من الباب الأول من الرسالة، فتناول مفهوم المسرح السياسى ونشأته وأنواعه وأهم أعلامه وأهم مدارسه واتجاهاته. أما الباب الثاني من الدراسة، فتناول الدراسة التحليلية، وقد اشتمل على أربعة مباحث، المبحث الأول، تناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم في النص المسرحي «الفيل يا ملك الزمان». والمبحث الثاني، تناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم في النص المسرحي «الملك هو الملك». والمبحث الثالث، تناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم في النص المسرحي «مغامرة رأس المملوك جابر». أما المبحث الرابع، فتناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم في النص المسرحي «حفلة سمر من أجل خمسة حزيران» . واختتمت الباحثة رسالتها بملخص الدراسة وأهم نتائجها،   
أهم نتائج الدراسة:
كشفت الدراسة أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة تنافرية، سلبية، ومتوترة، قائمة على الظلم والاستبداد من قبل الحاكم والذل والخضوع من قبل المحكوم،  أجمعت كل النصوص المسرحية – عينة الدراسة- أن هناك حالة انفصال تامة بين الحاكم والمحكوم، وأن كلاهما مغترب عن الآخر، و كشفت الدراسة عن حالة الاغتراب الشديدة التي يعيشها المحكوم في وطنه، وانعزاله التام عن الحاكم، طرحت النصوص المسرحية -عينة الدراسة- حلاً لإشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم يتلخص في حتمية ثورة المحكوم على الحاكم حتى ينتزع منه حريته، و كشفت الدراسة أن  المسرح ولد سياسيا، والمسرح بجميع أشكاله هو مسرح سياسي.
يرى الحاكم أن المحكوم حقير ووضيع وجبان، ولا يجب الإلتفات إليه أو الاهتمام به، ولا خوف منه على الإطلاق، إنه في نظر الحاكم مجرد عبد، تٌعطي له الأوامر فينفذها فوراً دون نقاش، الحاكم – في كل المسرحيات عينة الدراسة – هو حاكم ديكتاتور، بوليسي، قمعي، مستبد ، ظالم، مخادع، غدار، لئيم، لا يؤتمن، لا يحقق انتصارات للشعب. ولا يعنيه سوى مصلحته الذاتية فقط، صورت كل المسرحيات –عينة الدراسة- المحكوم بأنه إنسان طيب، مسالم ، جبان، جاهل، سلبي، مغلوب على أمره، يشبه قطعة الشطرنج في يد الحاكم، يعيش حياة يملؤها البؤس والشقاء والمرارة، ولا أمل عنده في أن يعيش في المستقبل حياة رغد وترف.
أجمعت كل النصوص المسرحية – عينة الدراسة – أن الملك وحاشيته وأركان حكمه هم شيء واحد، دعت كل النصوص المسرحية – عينة الدراسة- المحكوم إلى الاستيقاظ من غفوته الطويلة، والثورة ضد الظلم والقهر الذى يمارسه الحاكم عليه
يرى سعد الله ونوس في مسرحياته – عينة الدراسة - أن المحكوم لا حول له ولا قوة، فهو إنسان مسالم، يرغب في العيش بهدوء بعيداً عن المشاكل، وخاصة المشاكل التي تتعلق بالسلطة الحاكمة في البلاد. 
توصيات الدراسة
توصي الدراسة الحكومة والمسئولين على الرقابة بإتاحة مساحة أكبر من الحريات لكتاب المسرح حتى يعبِّروا عن أرائهم بكل جرأة،  توصي الدراسة كتاب المسرح أن يقدموا أعمالاً مسرحية هادفة مثلما فعل سعد الله ونوس في مسرحه، توصي الدراسة الباحثين أن يتناولوا بالدراسة والتحليل «العلاقة بين الحاكم والمحكوم في السينما  العربية». 
 


محمود سعيد