العدد 684 صدر بتاريخ 5أكتوبر2020
حصلت الباحثة إنجى البستاوى على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، عن رسالتها “أثر الارتجال فى تنمية التفكير الإبداعي لدى الممثل/ دراسة تجريبية تحليلية” وقد أقيمت المناقشة بقاعة ثروت عكاشة بأكاديمية الفنون.
تشكلت لجنة المناقشة من د. أيمن الشيوى أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، “ د. شاكر عبد الحميد أستاذ علم النفس الأبداعى بالمعهد العالي للنقد الفني ، د أشرف ذكى أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورئيس أكاديمية الفنون. و د. جابر عصفور بكلية الآداب جامعة القاهرة.
في ملخص رسالتها قالت الباحثة إنجى البستاوى أنها تبحث في الارتجال ودوره في الكشف عن المكنونات الإبداعية للممثل وتنميتها، حتى الوصول به إلى أقصى مراحل الإبداع والابتكار، و أشارت إلى أن الرسالة تكونت من ثلاثة فصول، الأول تناول تعريفات الإبداع ومراحله وطرق تنميته وتعريفات الارتجال وأنواعه وأهدافه المتعددة وأهميته، أما الفصل الثاني فناقش توظيف الارتجال عند رواد فن التمثيل على مستوى العالم بداية من ستانيسلافسكي مرورا بإيليا كازان، ولي ستراسبورج، وجاك كوبو، وماير هولد، وتشارلز دولان، وجان لوي بارو، وبيتر بروك، وفيولا سبولين، وروبرت لويس، وكيث جونستون، وغيرهم مع شرح فروق توظيف الارتجال فيما بينهم، فيما استخدمت الباحثة في الفصل الثالث المنهج التجريبي من خلال تطبيق برنامج تدريبي للارتجال على ثلاث عينات استكشافية من ثلاث دول وبيئات مختلفة ثقافيًا واجتماعيًا، وقد تبلورت مشكلة البحث في تساؤل رئيس وهو: ما تأثير تدريبات الارتجال على زيادة معدل التفكير الإبداعي لدى الممثل، وما نسبة التغير فى قدراته الذهنية وانعاكسها على قدراته الإبداعية، وأهمية إنماء التفكير الإبداعي للممثل ؟ وقد افترضت الباحثة مجموعة من الفروض التي سعت لإثباتها وقياس مداها وتأثيرها على الممثل من خلال ممارسته الارتجال، وقالت أن هناك فروق فردية بين الممثلين وبعضهم البعض في الإبداع ، وأن العلاقة بين الارتجال والتفكير الإبداعي علاقة منحنية وليست مستقيمة أو طردية ، وقد خلصت الباحثة إلى عدة نتائج منها أن الممثل الذي يتم تدريبه على الارتجال أكثر قدرة على الإبداع من غيره، و أن الارتجال لا يعد عملا تمثيليا ينشأ من ذاته أو عن ممارسة الممثل لعملية التمثيل، ذلك لأن التفسيرات التي تناولت ماهية التمثيل الحسي تظهر الارتجال بوصفه ممارسة فنية يحدث بواسطة القوة المحفزة للخيال، ومن خلال التأثير الحيوي للإدارة . أضافت أنه ليس هناك تدريبات محددة للارتجال، إنما تختلف التدريبات باختلاف الأشخاص ،و الهدف من الارتجال،مشيرة إلى أن الارتجال ليس هدفا في ذاته إنما يستخدم للوصول إلى هدف محدد، كتنمية الفكر الإبداعي لدى الممثل. أشارت كذلك إلى أن التدريبات تتغير وفقا لأسباب أخرى مثل البيئة المحيطة والظروف الاجتماعية والثقافة والنفسية للمتدربين.
دكتور أشرف ذكى أشاد باختيار الباحثة لموضوع الرسالة ، مشيرا إلى افتقار المعهد العالي للفنون المسرحية لدراسات خاصة بالارتجال، منذ رحيل د.عبد الرحمن عرنوس، وأشار د. أشرف ذكى إلى عدد من الملاحظات الشكلية والمضمونية بالرسالة، منها ضرورة ضبط إسناد بعض العبارات ضبطا علميا، مع ضرورة التمهيد فيما يخص أسئلة البحث.
بينما أشار د. جابر عصفور إلى أن رسالة الباحثة تعد من الرسائل الجادة التي حرص على قراءتها باهتمام، مشيدا بالجهد الكبير المبذول من قبل الباحثة و الذي يستحق الثناء والتقدير حسب قوله، وهو ما حدده في جمع المادة الخاصة بالبحث وترتيبها وتصنيفها بالإضافة إلى القدر الهائل من استيعاب الباحثة للرسالة وحرصها على المنهجية . مؤكدا أنها رسالة تستحق درجة الدكتورة بجدارة واستحقاق.
أشار عصفور إلى أن الجزء الأول من الدراسة يقدم عرضا طيبا لكل مذاهب ومناهج الارتجال، و اقترح فيما يتصل بالقسم الثاني من الرسالة والخاص بالعينات ضرورة البدء من نقطة تود الباحثة التركيز عليها، حيث رأى أن قسمي الرسالة يعد كلا منهما بمثابة كتاب مختلف عن الآخر.
أما د. شاكر عبد الحميد فأشار إلى أن الرسالة تؤكد على فكرة “البينية” بمعنى أن الحقول المعرفية ليست منفصلة عن بعضها البعض ولكنها متصلة، وأن الرسالة تجمع بين الاتجاه الخاص بالدراسات المسرحية، واتجاه خاص بعلم النفس، و النقد الأدبي .
أضاف د. شاكر عبد الحميد: الارتجال به قدر كبير من الإبداع حيث يحوى قدرا كبيرا من الحرية وإطلاق الأفكار و كسر المألوف والمتوقع، وانه بذلك يعد جوهر الإبداع، وأشار إلى أن الارتجال له أشكال مختلفة و أنه أشمل من مجرد الخروج على النص. مؤكدا أنه من الصعب أن يرتجل الشخص الانطوائي، حيث يجب ان يكون اجتماعيا وانبساطيا على نحو ما. وقال الدراسة تعد دراسة رائدة فى الارتجال وأنها استطاعت أن تقدم إسهاما كبيرا فى دراسة الارتجال.