العدد 748 صدر بتاريخ 27ديسمبر2021
أقيم الثلاثاء 21 ديسمبر الحالي، حفل توقيع كتاب «المسرح وثقافة الطفل العربي (دراسة في جماليات النص والعرض) وهو الكتاب الخامس للدكتورة شوق النكلاوي، وقد صدر ضمن سلسلة دراسات وبحوث ثقافة الطفل الصادرة من المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف الذي افتتح المناقشة بقوله :بدأت هذه السلسلة منذ ثلاثة سنوات وهي تهتم بالرسائل العلمية ( ماجستير – دكتوراه ) وهدفنا في ذلك هو الثقافة العامة، حيث يوجد عجز في طباعة الرسائل العلمية ليستفيد بها القارئ بعد تحويلها إلى كتاب بمعني إننا نقوم بحذف بعض التقنيات الخاصة بأسلوب البحث العلمي مثل ( منهج البحث والرسائل العلمية السابقة و..... الخ ) أما الهوامش فنهتم بها حتي يستطيع أي باحث الرجوع إليها وتحدث عن الكاتبة وقال إنها من الباحثين المهتمين بثقافة الطفل وقد سمعت بأنها من المهتمات بمرحلة التعليم برياض الأطفال قبل تعينها في جامعة مطروح وقد تعاونت معنا عندما قمنا بإنشاء قناة على اليوتيوب لمركز ثقافة الطفل وقدمنا فيها برامج عن إبداعات الأطفال والشباب والأسرة، فقد ساهمت معنا في العديد من الفيديوهات لبرنامج إبداعات أسرية مع زوجها الدكتور فارس وأولادها وتم تقديمها من خلال القناة، فعندما قمنا بتدشين قناة المركز بدأنا بثلاثة عشر فيديو، والآن أصبح عدد الفيديوهات يفوق الف وثلاث مائة فيديو، وعدد البرامج أصبح أكثر من خمسة وأربعون برنامجا، وازدادت ساعات المشاهدة بشكل كبير .
الكاتبة قالت : الكتاب هو رسالة الدكتوراه الخاصة بي، فقد قررت أن تكون الدراسة عن المسرح وثقافة الطفل العربي حتي نتعرف على أوجه التشابه والاختلاف فيما يقدم للطفل في الأقطار العربية فكان من الضروري السفر إلي بعض البلدان العربية لمشاهدة بعض العروض المسرحية المقدمة للطفل فسافرت إلى تونس وحضرت مهرجان أم العرائس ثلاث مرات، تقدمت في المرة الأولى بورقة بحثية، وفي المرة الثانية قدمت عرض مسرحي بعنوان قطرة رنا، وفي المرة الثالثة كنت مشاركة في المهرجان كعضو لجنة التحكيم، وفي عام 2017 تواصلت مع الأستاذ محمد النبهاني رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن وعرضت عليه موضوع الرسالة وطلبت منه الحضور إلي سلطنة عمان لمشاهدة عروض الأطفال المقدمة في مهرجان مسرح الدن للثقافة والفن وعلى الرغم من أن المدة المتبقية علي إقامة المهرجان أقل من الشهر إلا أنه مشكورا رحب وأرسل لي دعوة لحضور المهرجان و هو من المهرجانات الفاعلة في الوطن العربي و يعتبر ثلاثة مهرجانات في مهرجان، وهي خاصة بالطفل والشباب والكبار و استفدت وتعلمت الكثير من هذه التجربة وبالتالي بدأت في تجميع المادة العلمية عن عروض المسرح العربي .
أضافت :الفصل الأول من الكتاب أتحدث فيه عن ثقافة الطفل بشكل عام، و هي جزء من ثقافة المجتمع . فالطفل ينشأ على ثقافة المجتمع، وفي ظل الظروف المتغيرة وقد أصبح العالم قرية صغيرة من خلال الشبكة العنكبوتية كان لابد أن نبحث عن كيفية المحافظة على ثقافة الطفل العربي و كيف ينشأ على القيم والمثل والعادات والتقاليد العربية الأصيلة . وتحدثت عن أهمية وأهداف مسرح الطفل، حيث يعتبر من أهم وسائل الاتصال الجماهيري المؤثرة في الطفل وذلك من خلال المواجهة الحية بين الممثل والمشاهد .
تابعت الكاتبة: في الفصل الثاني تحدثت عن العروض المسرحية المصرية واخترت أربعة عروض وهي بدر البدور والبير المسحور، تأليف سهام عبد السلام ومن إخراج باسم قناوي، ومن إنتاج المسرح القومي للأطفال، وفكرة العرض عن ثقافة تحرير المرأة، أما العرض الثاني فهو فركش لما يكش، إنتاج مسرح القاهرة للعرائس، تأليف وإخراج شوقي حجاب عن فضل التعاون والعمل الجماعي والاتحاد، و العرض الثالث بعنوان رحلة نور، إنتاج فرقة مسرح الإسكندرية، إعداد وإخراج جمال ياقوت، وهو يناقش الخلافات الزوجية وأثرها على الأبناء، أما العرض الرابع فهو قطرة رنا، تأليف عبد الله النشار، ومن إخراجي، شاركت به في مهرجان أم العرائس بتونس، والحمد لله فزنا بجائزة في المهرجان واشترك بالتمثيل أولادي الثلاثة بجانب ممثلين آخرين، و فكرة العرض تتعلق بحماية البيئة، وكان بالعرض شق سياسي بعدم السماح للتدخل الأجنبي، ودعوة للأطفال بالحفاظ على البلد .
أما عن العروض العربية فكان عرض الوشاح السحري لفرقة المسرح الشعبي بالكويت وقد شاهدت العرض في مهرجان مسرح الدن، وفكرة العرض تدعوا بالتمسك بالتراث وذلك عن طريق القراءة والبعد عن الألعاب الإلكترونية التي لا فائدة منها والرجوع للقراءة.
اما العرض الثاني فهو النجدة لمركز الفنون الدرامية والمسرحية بتونس، وفكرة العرض الحفاظ على الأرض وما حدث عليها من دمار وخراب ودخان، ولو عاد إليها سيدنا سليمان وسمع الطيور والحيوانات وهي مستاءه، ماذا يحدث .
والعرض الثالث الذئب الماكر لفرقة مسرح الصمود بأم العرائس بتونس وفكرة العرض تدعو للتعايش السلمي .
والعرض الرابع هو جزيرة الأماني لفرقة الدن للثقافة والفن بسلطنة عمان، تأليف عباس الحايك وإخراج طاهر المحرزي، وفكرة العرض تحث على طاعة الوالدين واحترام الكبير.
العروض الثمانية شاهدتها على المسرح والتقيت بالمؤلفين والمخرجين مما أفادني كثيرا، وتناولت في هذه الدراسة النص والعرض، وتناولت في العرض كل ما يقدم على المسرح من ( لغة الجسد والديكور والازياء والإضاءة ... الخ ) تناولت كل شيء على المسرح ورمزه ودلالته وتأثيره على ثقافة الطفل .
الدكتور أحمد عبد العليم المحرر العام للسلسلة قال:
في بداية حديثي أحب أن أوجه الشكر للأستاذ محمد عبد الحافظ ناصف لإحيائه مجلد ثقافة الطفل، وأيضا لأنه اكتشف منذ توليه المسئولية دور مركز ثقافة الطفل فقرر إنشاء سلسلة بحوث ودراسات. و كتاب الدكتورة شوق هو الخامس من هذه السلسلة . وقد تحمست لنشره لسبين أولهما : أنه من المهم أن يكون هناك رؤية عامة يجب أن تسود خاصة فيما يتعلق بثقافة الطفل حيث أن كل مبدع يتعامل مع الطفل بالجزء الذي يخصه فقط ولا يهمه شيء آخر، أما الدكتورة شوق فربطت بين ثقافة الطفل ومسرحة . أما السبب الثاني فإن نقد فنون الطفل هو نقد انطباعي وغير قائم على معايير علمية، ومحاولة الدكتورة شوق تعتبر محاولة جيدة حيث وضعت اللبنة الأولى لمعايير ورؤي نقد مسرح الطفل ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي، كما يحسب لها إصرارها على السفر خارج مصر لمشاهدة العروض المسرحية وتناولها بالنقد والتحليل طبقا للمعايير العلمية والمنهج الذي اختارته، وأن العروض كانت معبرة عن ثقافة البيئة التي تم تقديم العرض لها، كما بحثت في كيفية تحويل النص إلى عرض، و وصلت إلى مجموعة من النتائج المهمة .
الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز قال: لقد صدر من هذه السلسلة السفر إلى ممالك الخيال للمؤلف الدكتور فاروق إبراهيم وهو عن سينما الطفل، وتجليات القص في أدب الطفل عند يعقوب الشاروني للدكتور هبة عبد الفتاح وهو عن أدب الأطفال، مسرح العرائس في مصر للأستاذ الدكتور سيد على إسماعيل عن مسرح الطفل، مهارات الحياة للمرأة والطفل من ذوي الإعاقة البصرية للدكتور هدي الأنشاصي ن ذوي الإعاقة .
كاتب هذه السطور قال يعتبر هذا البحث من الأبحاث المهمة في مجال مسرح الطفل في الوطن العربي وشكر الباحثة على ما بذلته من جهد لجمع المادة العلمية و تمني أن يلحق بالكتاب أسطوانة مدمجة خوفا من عدم وجود العروض على اليوتيوب، كما وجه استفسارا عن جهة إنتاج العرض المسرحي قطرة رنا .
وأجابت مؤلفة الكتاب بأن العروض موجودة على اليوتيوب والمسألة تعود للمركز القومي لثقافة الطفل، وأن « قطرة رنا» من إنتاج مركز شباب الأصلاب، شبراخيت محافظة البحيرة بمصر، ويعتبر عرضا أسريا بالمجهود الذاتي وتكلف مبالغ زهيدة وقدم ضمن عروض المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس بتونس في دورته السادسة عشر محليا والدورة الرابعة دوليا .
الكاتب عبده الزراع قال إنه سعيد جدا بهذا الكتاب لأنه عن مسرح الأطفال والدراسات لمسرح الطفل قليلة جدا، والدكتور شوق عرضت الكتاب بشكل شيق وينم عن وعى كبير وإنها ربطت ثقافة الطفل بمسرح الطفل. وقال إن المسرح أكثر تأثير على المتلقي من أي فن آخر، فعندما يشتبك الممثل على خشبة المسرح مع الطفل الجالس في الصالة ويعطي له الاهتمام يكون أكبر معلم ويربط الطفل بالمسرح، وكذلك من خلال الأشعار والديكور والموسيقى إلى أخره من عناصر العرض المسرحي نستطيع أن نوصل ما نريد من رسائل للطفل بشكل فني محبب له .
الشاعر قدورة العجني أعرب عن سعادته بتجربة الدكتور شوق وكذلك وجودها بجامعة مطروح وقال أن تجربتها ستستمر وتكبر كما شكر الدكتور الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف لإصدار الكتاب من المركز.
وفي مداخلة ناصر عبد التواب قال إن النقد عندما يقوم بتحليل العرض يكون من خلال المشاهدة، أما إذا شاهد العرض المصور فيكون ذلك عن طريق وسيط آخر، وطلب من الدكتور شوق أن يرسل لها أعماله عن الأراجوز لتقيمها، خاصة أن فن الأراجوز أصبح العالم يهتم به . ورحبت الدكتور شوق بذلك .
أما محمد النبهاني فقال أن لا مانع لديه من وجود عرض جزيرة الأماني إنتاج فرقته (مسرح الدن للثقافة والفن – سلطنة عمان) على الأسطوانة الملحقة بالكتاب أذا تم ذلك، وشكرا الدكتور شوق على الاهتمام ودراسة وتحليل أحد العروض الخاصة بفرقته وخاصة أن العرض كان موجها للطفل.