العدد 681 صدر بتاريخ 14سبتمبر2020
ناقش الباحث عمرو محمد نبيل عبد البديع محمد.
رسالته وهي بعنوان : البناءُ الفنيُّ في المونودراما المصريةِ
( دراسةٌ في نماذجَ مختارةٍ ).وذلك بكليه دار العلوم جامعه المنيا وتكونت لجنه الحكم وإلاشـراف من السادة: أ.د. محمد عـبـد الله حـسـيـن- أستاذ الأدب والنقد العربي، أ. د. سعيد الطواب محمد - أستاذ الأدب الحديث ووكيل كلية دار العلوم للدراسات العليا والبحث العلمي الأسبق بجامعة المنيا.
أ.م.د. أحمد بهي الدين العساسي - أستاذ النقد الأدبي المساعد بكلية الآداب جامعة حلوان.كلية الآداب/ جامعة حلوان.
ترجع أهمية الدراسة إلى ما أفرزه الاهتمام المتزايد بهذا النوع من الفن الدرامي من مشكلات كانت فنية في غالبها، وذلك من حيث قدرة النص المونودرامي على إقامة نسق تواصلي مع المتلقي، ليبقى الإشكال الأكبر هو: كيف يُمكن للمونودراما كظاهرة مسرحية أن تحقق المتعة الفنية والرسالة الاجتماعية للمسرح في الوقت نفسه؟ كما تكمن أهميتها في الوقوف على الخصائص الفنية والتقنية التي تجعل من المونودراما مشروعًا يحمل في داخله عناصر النجاح أدبيًا وفنيًا.
ومن هنا جاءت الدراسة لتبحث في خصوصية التجربة المونودرامية وعناصر بنائها الفني، وجاء التركيز على البناء الفني نظرًا لتجدده وتطوره المستمر، فهو يعد محورًا رئيسًا للدراسات الحديثة التي ترصد تطور الأدب بصفة عامة.
أهداف الدراسة:
أما الهدف من الدراسة فيتبلور في محاولة رصد الخصائص الفنية والتقنية التي تجعل من المونودراما شكلاً دراميًا خاصًا ومتميّزًا، والإجابة عن الأسئلة التي يطرحها تفرد الممثل في المونودراما، التي منها:
- هل تختلف تقنية النص المونودرامي عن تقنية النص الدرامي التقليدي كتعدد الشخصيات؟.
وأيضًا الكشف عن الآليات والتقنيات الفنية والجمالية للنص المونودرامي، والتعرُّف على كتَّاب المونودراما في مصر، ومحاولة اكتشاف التقنيات الجديدة التي تُمَكِّن الكاتب من ضبط الترهل الذي يُمكِن أن ينتج عن طول الحوار السردي– بوصفه نتاجًا طبيعيِّا لأحادية المونودراما، الذي يجعل من النص عبئًا على المتلقي .
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة على المنهج الفني؛ ذلك لما فيه من مميزات تناسب موضوع الدراسة، فالمنهج الفني هو البحث في القواعد والأصول الفنية التي تتوفر في العمل الأدبي، وهذا المنهج مناسب لأهداف الدراسة التي تسعى إلى تحليل عناصر البناء الفني في المونودراما المصرية؛ لذا كان المنهج الفني هو أنسب المناهج لهذه الدراسة.
خطة الدراسة:
جاء تصور الباحث لدراسته في: مقدمة، تمهيد، وثلاثة فصول تتبعها خاتمة، ثم ثبت المصادر والمراجع، بالإضافة إلى فهرس الموضوعات والملخص.
أما المقدمة فتضم (موضوع الدراسة–أسباب اختيار الدراسة - أهمية الدراسة– أهداف الدراسة– منهج الدراسة– الدراسات السابقة- خطة الدراسة).
ويضم التمهيد عنصرين رئيسين هما: (تعريف المونودراما ونشأتها).
وتضمن الفصل الأول مبحثين هما: (بنية الحدث)-(بنية الشخصية).
وجاء الفصل الثاني في مبحثين، الأول منهما بعنوان( بنية الصراع)، بينما جاء المبحث الثاني بعنوان( بنية الحوار).
أما الفصل الأخير فقد اشتمل على مبحثين أيضًا هما:( بنية الزمكان)-( بنية اللغة).
ثم خاتمة: وفيها أهم النتائج التي توصل إليها البحث وقائمة بأهم المصادر والمراجع، بالإضافة إلى فهرس الموضوعات والملخص.
عينه الدراسة:-
1 - ألفريد فرج : بقبق الكسلان
2 - أمين بكير: المتمرد
المتعنطظ والمتمرد والمنافق
3 – أمين بكير : المنافق
4 - صفاء البيلي: امرأة عنيفة
5 - ليلى عبد الباسط:ثمن الغربة
6 - محمد عبد الحافظ ناصف: مش حبه اسمي
الخاتمة :
تناول هذا البحث البناء الفني في المونودراما المصرية– دراسة في نماذج مختارة، وقد تناول الباحث عناصر البناء الفني في نماذج مختارة من المونودراما المصرية؛ لإثبات احتوائها على كل عناصر البناء الفني في النص المسرحي التقليدي وأيضًا توضيح نقاط الاختلاف التي تتميز بها عناصر البناء الفني في المونودراما عنها في الأشكال التقليدية من النصوص المسرحية، وكذا استكشاف الآليات والتقنيات الفنية التي استخدمها كتاب المونودراما المصريين للتغلب على بعض الإشكاليات التي تفرضها الطبيعة الفنية للمونودراما، التي تقتضي وجود ممثل واحد على خشبة المسرح، الأمر الذي ينتج عنه– بالضرورة– الوقوع في فخ الرتابة والملل الذي يمكن أن ينتج عن السردية والمونولوجات الطويلة، بالإضافة إلى توضيح خصوصية البنية الفنية للنص المونودرامي والتي تعطيه الأحقية في مناقشة بعض القضايا الإنسانية دون غيره من الأشكال المسرحية ، وقد توصل الباحث لبعض النتائج من أهمها:
1 - عودة الكتَّاب للتمسك بالشكل الفني للمونودراما من جديد هو عودة إلى الأصل؛ لكن في قالب فني أكثر نضجًا وبالاعتماد على وسائل وأدوات مساعدة حديثة ومتطورة.
2 - تحتوي المونودراما على حدث درامي كامل يحتوي على كل مقومات الحدث الدرامي من بداية ووسط ونهاية، وهو لا يسير دائمًا في الماضي؛ حيث يبدأ من نقطة تأزم في الحاضر، ثم ينحرف الزمن إلى الماضي عن طريق تقنية الاسترجاع( الفلاش باك) أو إلى المستقبل من خلال تقنية الاستباق( استشراف المستقبل)، فالحدث المونودرامي يرتبط بالبناء الداخلي للشخصية المونودرامية وما يعمل في داخلها، وفي بعض النصوص تجعل مسرح الأحداث هو النفس الفردية.
3 - تحتوي المونودراما على شخصية رئيسة تكون ذات حضورًا حيًّا ومباشرًا، وشخصيات أخرى تكون ذات حضورًا مجازيًا من خلال الاستدعاء الذي تُحدِثه الشخصية المونودرامية، هذه الشخصية المونودرامية لا تكون دائمًا منعزلة عن محيطها الاجتماعي؛ بل يمكن أن تكون الشخصية البطلة مشاركة ًفي الحياة الاجتماعية، مؤثرة فيها ومتأثرة بها، وذات ملمحًا إيجابيًّا متطورًا.
4 - المونودراما تختزل ولا تنتفي أشكال الصراع ؛ لأن الشخصية المونودرامية تستدعي شخصيات أخرى، وينتج عن هذا الاستدعاء صراعًا دراميًّا كاملًا، إلا أن المونودراما تمتاز بطغيان الصراع النفسي الداخلي الذي ينمو ويتطور في دواخل الشخصية ومع تطور الأحداث، وهو ما يعطي أحقية للنص المونودرامي بمناقشة بعض الأفكار عن غيره من النصوص المسرحية العادية وذلك عندما يريد الكاتب ترجيح كفة طرف على الطرف الآخر في الصراع المحتدم بينهما؛ حيث إن حضور الصوت الآخر لا يكون حضورًا دراميًّا مباشرًا وحيًّا، بل هو أحيانًا مجرد صدى يردده الصوت المونودرامي فيتحكم فيه وفقًا لمنظوره فيفنده أو يستنكره أو يعيد صياغته، مما يساعد الكاتب في بعض الأحيان على ترجيح موقف الشخصية المونودرامية على الشخصية الغائبة بطريقة أكثر فاعلية.
5 - تحتوي المونودراما على عنصر الحوار بنوعية( الداخلي والخارجي)، إلا أن المونودراما تعتمد على المونولوج بوصفه ركيزة أساسية للحوار، كما يعتمد هذا الحوار على السرد نظرًا لتقيده بالشكل الفني للمونودراما، هذا السرد يكون مدعمًا بالعديد من الآليات والتقنيات الفنية والمونودرامية التي تعمل على تفعيل درامية النص، وتخليصه من رتابة السرد الطويل والمونولوجات المباشرة إلى المتلقي.
6 - يكون الزمن في المونودراما زمنًا نفسيًا حرًا؛ حيث لا يتقيد بلحظة تاريخية معينة، ولا يخضع للترتيب الطبيعي والمنطقي للأحداث، فيهيمن الزمن الذي ينطلق من الذات، وتكثر الانحرافات الزمنية، ويتحرك الزمن بين مستوياته الثلاثة( الماضي والحاضر والمستقبل).
7 - يتوزع المكان( الفضاء المكاني) في المونودراما وفق عالم افتراضي من خلال مكان ذهني( الفضاء الدرامي)، وهو يخضع لنزوات الشخصية وعالمها الداخلي المضطرب، كما يعتمد الفضاء الدرامي المتخيل في المونودراما على الزمن النفسي أثناء تشكله داخل ذهن المتلقي.
8 - يطغى السرد على لغة المونودراما باعتباره أنسب الأشكال لطبيعتها الفنية، كما تمتاز اللغة المونودرامية في أغلب النصوص بالمزاوجة بين الفصحى والعامية؛ وذلك لدمج مستويات اللغة، وتحقيق تواصل أفضل مع المتلقي.
9 - هناك نوعان من الكتابة المونودرامية:
- النوع الأول: وهو يجعل من الشخصية وتأزمها محور أحداثه، وتكون فيه الشخصية المونودرامية منعزلة ويائسة تعبر فقط عن مأساتها، وتجتر أحداثها من الماضي، كما يطغى فيه الصراع النفسي؛ ذلك نتيجة الاستغراق في استجلاء مكنون الشخصية النفسي، ويدور فيه الحوار في فلك الشخصية وتأزمها.
- النوع الثاني: وفيه يجعل الكاتب النص وأحداثه يدوران في إطار فكرة معينة، وتكون الأحداث جميعها تذهب باتجاه الفكرة أو القضية، كما أن الشخصية المونودرامية تكون مشاركة اجتماعيًا، وإيجابية، تحاول إيجاد حلولًا لقضيتها، ويهتم فيه الكاتب بنوعي الصراع الداخلي والخارجي، وذلك لتفاعل الشخصية مع محيطها الاجتماعي، ويكون فيه النص مؤطرًا بالفكرة أو القضية التي يناقشها.