نور الشريف النجم المثقف

 نور الشريف  النجم المثقف

العدد 680 صدر بتاريخ 7سبتمبر2020

الفنان القدير نور الشريف والذي مرت منذ أيام الذكرى الخامسة لرحيله سيظل علامة بارزة في تاريخ ومسيرة الفن المصري والعربي ورمزا من رموزه المشرقة المشرفة. وكالعادة كل عام  سارعت كثير من القنوات التليفزيونية والصفحات الفنية بالصحف والمجلات بالاحتفاء بذكراه والإشادة باسهاماته المهمة، ولكن للأسف شاركت جميعها في التركيز على اسهاماته السينمائية وبعض إسهاماته بالدراما التليفزيونية وذلك مع تجاهل شبه كامل لمشاركاته المسرحية المهمة ممثلا ومخرجا ومشاركا في الإنتاج، وهو ما نحاول التركيز عليها في هذا المقال مع عدم إغفال جميع مشاركاته بباقي القنوات الفنية ومن بينها الدراما الإذاعية أيضا.  
وبداية أود الإشارة إلى أن الفنان القدير نور الشريف ليس مجرد ممثل متميز أو نجم كبير ولكنه قبل هذا وذاك مثقف ملتزم يعي دوره ومسئوليته تجاه مهنته وجمهوره ووطنه، وهو دائم البحث عن تقديم الأفكار والموضوعات الجديدة التي تساهم في التنمية والتنوير والسمو والارتقاء بالمجتمع. وذلك لأنه فنان مغامر دائم البحث والقراءة والإطلاع والدراسة والمشاهدة لتقديم كل جديد يثير الدهشة ويحقق تواصلا أكبر مع جمهوره العريض الذي منحه ثقته منذ بداياته الفنية في نهاية ستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي.
واسمه الحقيقى محمد جابر محمد عبد الله، ولد لأسرة من الطبقة العاملة، وتعود جذوره إلى قرية «طنبدي» بمركز «مغاغة» بمحافظة المنيا، وعاش طفولته وشبابه في الحي العريق السيدة زينب بالقاهرة، وقد بدأت هوايته للتمثيل من خلال المسرح المدرسي، وبالتحديد من خلال مدرسة «بنبا قادن» الإعدادية، وبعد ذلك من خلال مركزي شباب السيدة والجزيرة. وخلال المرحلة الثانوية عشق بجوار الفن لعبة كرة القدم أيضا، وانضم لاعبا في فريق أشبال كرة القدم بنادى «الزمالك”، ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم وذلك لأن عشقه للتمثيل كان أقوى. حصل على بكالوريوس «المعهد العالي للفنون المسرحية» عام 1967 بتقدير إمتياز وكان الأول على دفعته، والتي كانت تضم نخبة من الموهوبين الذين نجحوا في تحقيق نجوميتهم بعد ذلك ومن بينهم الأساتذة: مجدي وهبة، محمد وفيق، عبد العزيز خيون، سامية أمين، ميرفت سعيد، فاروق يوسف، علي عزب، ماهر لبيب، عبد الهادي أنور، بالإضافة إلى مجموعة تخصصت بعد التخرج في الإخراج المسرحي وتضم: محمود الألفي، شاكر عبد اللطيف، محمد عبد المعطي، مصطفى الدمرداش، عوض محمد عوض، ممدوح عقل. 
كانت بداية إنطلاقه الفني حينما أسند إليه أثناء فترة دراسته دورا صغيرا في كل من مسرحيتي «الشوارع الخلفية» من إخراج سعد أردش، و»وابور الطحين» من إخراج نجيب سرور، مما شجع المخرج القدير كمال عيد  على اختياره لبطولة مسرحية” روميو وجولييت” (ولكن للأسف لم يسمح للعرض أن يرى النور لخلافات بالفرقة)، وأثناء بروفات المسرحية تعرف عليه الفنان الشاب عادل إمام ونشأت بينهما صداقة، وكان له الفضل في تقديمه للمخرج حسن الإمام ليمنحه فرصة المشاركة بدور «كمال عبد الجواد» في فيلم” قصر الشوق»، والذي حصل على شهادة تقدير عنه، فكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.
وفي البداية يجب التنويه إلى أن الفنان نور الشريف وبرغم كثرة مشاركاته الفنية بجميع القنوات الفنية - والتي يزيد عددها عن مائتي وخمسين عملا - إلا أنه ظل طوال مشواره الفني حريصا على تقديم الأعمال القيمة التي تضيف إلى رصيده، حتى وإن قدم بعض الأفلام التجارية بهدف كسب القاعدة الكبيرة من الجمهور، أو شارك ببطولة بعض العروض المسرحية بفرق القطاع الخاص، حيث حرص على تنوع أدواره وأيضا على تطوير اختياراته وعدم الابتعاد عن همومه مجتمعه، ولذا نجد أن أغلبية أعماله تتصدى للسلبيات التي طرأت على المجتمع المصري خلال فترة السبعينيات والتسعينيات من القرن العشرين.
 وجدير بالذكر أنه خلال حياته الشخصية لم يتزوج سوى من الفنانة بوسي، وله منها بنتان فقط هما الفنانتان سارة ومي. كما تجدر الإشارة إلى أنه أسس مع الفنانة بوسي شركة للإنتاج الفني هي شركة (N&B)، التي انتجا من خلالها مجموعة من الأفلام القيمة ومن بينها: الخوف، دائرة الانتقام، ضربة شمس، حبيبي دائما، آخر الرجال المحترمين، ناجي العلي.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة الأعمال الفنية للفنان القدير نور الشريف طبقا لإختلاف القنوات الفنية (المسرح السينما التلفزيون الإذاعة) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا - الأعمال المسرحية:  
بالرغم من نجاحه السينمائي والتلفزيوني الكبير طوال مسيرته الفنية وخاصة خلال السنوات الأخيرة إلا أنه لم يتخل أبدا عن العمل بالمسرح عشقه الأول لذا فقد قام ببطولة إحدى عشر  مسرحية لفرق الدولة ومسرحية لمسرح التليفزيون، وخمسة مسرحيات لفرق القطاع الخاص وتفاصيلها كما يلي: 
1 - لفرق مسارح الدولة: ميديا (الجيب - 1968)، الأمير الطائر (العرائس - 1969)، شمشون ودليلة (القومي - 1970)، بعد أن يموت الملك (القومي - 1974)، ست الملك (القومي - 1978)، الفارس والأسيرة (القومي - 1979)، لعبة السلطان (القومي-1986)، كاليجولا (أكاديمية الفنون - 1992)، يا مسافر وحدك (القومي- 1998)، لن تسقط القدس (القومي - 2002)، ياغولة عينك حمرا (مسرح التلفزيون - 2004)، الأميرة والصعلوك (القومي - 2005).
2 - لفرق القطاع الخاص: العيال الطيبين (الفنانين المتحدين - 1972)، ، بكالوريوس في حكم الشعوب (المسرح الجديد - 1978)، سهرة مع الضحك (أستديو الممثل - 1982)، المليم بأربعة (مسرح الفن - 1989)، كنت فين يا علي (الوعد - 1992).
وقد تعاون من خلال هذه العروض مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون مختلف الاتجاهات الفنية ومن بينهم الأساتذة نبيل الألفي، أحمد زكي، سعد أردش، نجيب سرور، جلال الشرقاوي، حسن عبد السلام، عبد الغفار عودة، فهمي الخولي، د.عوض محمد عوض، د.شاكر عبد اللطيف، د.هاني مطاوع، عصام السيد. 
وبالإضافة إلى مشاركاته بالتمثيل شارك بإخراج خمسة مسرحيات هي: مسرحيتين من المسرحيات القصيرة الثلاث التي قدمت بعنوان «سهرة مع الضحك» عام 1982، حيث أخرج مسرحيتى «المتفائل» و»المؤلف فى شهر العسل» في حين قام المؤلف على سالم شريكه بالإنتاج بإخراج المسرحية الثالثة «الكاتب والشحات»، كما أخرج نور مسرحية «طظ في حياتي بحالها» (للجمعية المصرية لهواة المسرح -1984)، محاكمة الكاهن (مركز الهناجر- 1994)، الأميرة والصعلوك (المسرح القومي - 2005). 
ثانيا - أهم الأفلام السينمائية:
قام الفنان نور الشريف ببطولة ما يقرب من مائتي فيلما سينمائيا من بينها: قصر الشوق (1966)، بنت من البنات (1968)، نادية، بئر الحرمان، زوجة بلا رجل (1969)، زوجة لخمسة رجال، المرايا، السراب، أشياء لا تشترى (1970)، زوجتي والكلب، ولد وبنت والشيطان، شباب في عاصفة، غدا يعود الحب، ثم تشرق الشمس، بنات في الجامعة، امرأة لكل الرجال، البيوت أسرار، المتعة والعذاب (1971)، صور ممنوعة، من البيت للمدرسة، مكان للحب، إمتثال، زواج بالإكراه، الخوف، الرغبة والضياع، الحاجز (1972)، مدينة الصمت، كلمة شرف، مدرسة المشاغبين، شيء من الحب، شروال وميني جوب، المرأة التي غلبت الشيطان، السلم الخلفي، الاستعراض الأخير، الحب والصمت، أشرف خاطئة، دمي ودموعي وابتسامتي، السكرية (1973)، ليالي لن تعود، في الصيف لازم نحب، حبيبتي شقية جدا، امرأة حائرة، آنسات وسيدات، الشوارع الخلفية، النصابين الخمسة، البنات والحب، الأبرياء، الأخوة الأعداء، الحفيد، أبناء الصمت (1974)، يوم الأحد الدامي، لقاء مع الماضي، لا شيء يهم، صابرين، شقة في وسط البلد، شهيرة، بائعة الحب، امرأتان، الكل عاوز يحب، ألو أنا القطة، الضحايا، الأنثى والذئاب، الحفيد، الكرنك، يارب توبة (1975)، وعادت الحياة، لقاء هناك، شلة الأنس، لا وقت للدموع، توحيدة، المنحرفون، الكل يحب، الراعية الحسناء، العاشقات، الدموع الساخنة، دائرة الإنتقام (1976)، ميعاد مع سوسو، همسات الليل، فتاة تبحث عن الحب، الشياطين، ابنتي والذئب، سونيا والمجنون، قطة على نار (1977)، ضاع العمر يا ولدي، رحلة داخل امرأة، الأقمر، بدون زواج أفضل، المرأة الأخرى، البعض يذهب للمأذون مرتين، ابتسامة واحدة تكفي، الاعتراف الأخير (1978)، الرغبة، لا تبكي ياحبيب العمر، يمهل ولا يهمل، مع سبق الإصرار (1979)، إعدام طالب ثانوي، لست شيطانا ولا ملاكا، ضربة شمس، حبيبي دائما، أين تخبئون الشمس، تحدي الأقوياء، الحب وحده لا يكفي، الرغبة (1980)، فتوات بولاق، لن أغفر أبدا، أهل القمة، الشيطان يعظ (1981)، أرزاق يا دنيا، بريق عينيك، الغيرة القاتلة، غريب فى بيتى، سواق الأتوبيس، حدوتة مصرية، الطاووس، العار (1982)، الذئاب، ياما أنت كريم يا رب (1983)، آخر الرجال المحترمين، شوارع من نار)1984)، عندما يبكي الرجال، اللعنة، بيت القاضي، عسل الحب المر دنيا الله، الحكم آخر الجلسة، الزمار، الصعاليك، المطارد، انحراف (1985)، عصفور الشرق، السكاكيني، كلمة السر، جذور في الهواء، وصمة عار، عصر الذئاب، القطار، الهروب إلى الخانكة، أجراس الخطر (1986)، جري الوحوش، ضربة معلم، قاهر الزمن، زمن حاتم زهران، سكة سفر، بئر الخيانة، الوحل (1987)، أصدقاء الشيطان، كل هذا الحب (1988)، أيام الغضب، إلحقونا، كتيبة الإعدام، قلب الليل، صراع الأحفاد، عنبر الموت، الفتى الشرير، الظالم والمظلوم (1989)، ليل وخونة (1990)، الظاهر بيبرس، البحث عن سيد مرزوق، الصرخة (1991)، دماء على الأسفلت، لعبة الإنتقام، عيون الصقر، ناجي العلي (1992)، كروانة، لهيب الانتقام، 131 أشغال، أقوى الرجال، الرقص مع الشيطان (1993)، الطيب والشرس والجميلة (1994)، خيط أبيض خيط أسود، ليلة ساخنة (1995)، الزمن والكلاب، الهروب إلى القمة (1996)، عفريت النهار، عيش الغراب، المصير (1997)، الكلام في الممنوع (2000)، العاشقان، أولى ثانوي (2001)، اختفاء جعفر المصري (2002)، دم الغزال (2005)، عمارة يعقوبيان (2006)، ليلة البيبي دول، مسجون ترانزيت (2008)، بتوقيت القاهرة (2015).
ويمكن من خلال قائمة الأفلام السابقة رصد تعاونه مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: أحمد بدرخان، نيازي مصطفى، هنري بركات، حسن الإمام، يوسف شاهين، كمال الشيخ، السيد زيادة، حسن رمزي، حسين حلمي المهندس، سيف الدين شوكت، أحمد ضياء الدين، عاطف سالم، حسام الدين مصطفى، سيد طنطاوي، حسين عمارة، نجدي حافظ، كمال عطية، كمال صلاح الدين، علي رضا، عدلي خليل، محمود فريد، محمد بسيوني، أحمد درويش، حسين كمال، أشرف فهمي، علي بدرخان، نادر جلال، سعيد مرزوق، محمد خان، محمد عبد العزيز، أحمد فؤاد، علي عبد الخالق، محمد راضي، داود عبد السيد، حسن يوسف، أحمد طنطاوي، محمد فاضل، يحيى العلمي، عادل صادق، أحمد تيسير عبود، أنور الشناوي، سمير سيف، عاطف الطيب، محمد النجار، هشام أبو النصر، يوسف فرنسيس، أحمد ياسين، أحمد يحيى، عمر عبد العزيز، أحمد السبعاوي، عبد اللطيف زكي، عادل الأعصر، عبد الرحمن الشريف، حسن حافظ، حسين الوكيل، سيمون صالح، منير راضي، إبراهيم الموجي، ساندرا نشأت، محمد أبو سيف، علاء محجوب، وديع يوسف، سمير الغصيني، مروان حامد، أمير رمسيس.
 وتجدر الإشارة إلى أن الفنان نور الشريف كان له فضل اكتشاف ومنح الفرصة لعدد كبير    من المخرجين في بداية مشوارهم الفني ومن بينهم المبدعين: أنور الشناوي، محمد خان، سمير سيف، عاطف الطيب، محمد النجار.
ثالثا - أهم المسلسلات الدرامية:
ساهم الفنان نور الشريف في إثراء الدراما التلفزيونية بعدد كبير من المسلسلات المهمة من بينها: الأشياء النفيسة (1964)، لا تطفئ لشمس (1965)، عادات وتقاليد (1966)، ذكريات بعيدة (1967)، بعد العذاب، الإنتقام، سيداتي آنساتي (1969)، القاهرة والناس، عادات وتقاليد (1972)، الحواجز الزجاجية (1974)، ابن الليل (1975)، هروب (1976)، مارد الجبل (1977)، أنا وأنت ورحلة العمر (1978)، طائر الأحلام (1979)، ولسه باحلم بيوم (1981)، رجل بلا ماضي، عاشت مرتين، أرزاق، أديب (1982)، عبد الرحمن بن خلدون (1985)، ثمن الخوف (1988)، الثعلب (1993)، عمر بن عبد العزيز (1994)، لن أعيش في جلباب أبي (1995)، السيرة العاشورية - الحرافيش ج1 (1998)، هارون الرشيد، الرجل الآخر (1999)، عائلة الحاج متولي (2001)، السيرة العاشورية - الحرافيش، العطار والسبع بنات (2002)، رجل الأقدار عمرو بن العاص (2003)، عيش أيامك (2004)، حضرة المتهم أبي (2006)، الدالي- ج1 (2007)، الدالي- ج2 (2008)، ما تخافوش، الرحايا حجر القلوب (2009)، الدالي-ج3 (2011)، عرفة البحر (2012)، خلف الله (2013).  
رابعا - الأعمال الإذاعية:  
يتميز الفنان نور الشريف بصوته الهادئ الرصين المتميز الذي لا تخطئه الأذن وبمخارج ألفاظه السليمة، وأيضا بإجادته التامة لفن الإلقاء مع إلتزامه الكامل بجميع قواعد النحو، كما يحسب له إجادته للتمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس كفاءة تمثيله باللهجة العامية، لذا كان من المنطقي أن يقوم بتركيز بعض جهوده في الأعمال الإذاعية، ليساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببطولة وأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من خمسة وأربعين عاما تقريبا، شارك خلالها ببطولة عدد كبير من المسلسلات الإجتماعية والدينية، ولكن للأسف يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية (في غياب القوائم والفهارس الأرشيفية) نظرا لأننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية !! وتضم قائمة المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التي شارك في بطولتها - على سبيل المثال فقط - مسلسلات: وللحب أجنحة، ينابيع الحب، هارب من الذكريات، فارس العرب، قانون ساكسونيا، فين عيونك يا نوال، ابتسامة في بحر الدموع، الإمبراطور أبو الدهب، سيرة ومسيرة، الفاتح صلاح الدين. وذلك بالإضافة إلى مشاركته ببطولة عدد كبير من المسرحيات العالمية المترجمة من إنتاج «البرنامج الثقافي» (البرنامج الثاني).   
- دعمه لهواة المسرح: 
ظل الفنان الكبير نور الشريف - رحمه الله - لآخر أيام حياته محتفظا بروح الهواية التي تتيح له فرصة تجديد شبابه وتطوير أدواته وتمنحه فرصة الإطلاع على كل التجارب الشابة، لذلك لم يمارس نجوميته أبدا مع هواة المسرح، بل كان يشعرهم في جميع تعاملاته معهم بأنه واحدا منهم، فيقدم لهم النصح بأسلوب رقيق غير مباشر ويمنح المتميزين  - في جميع المفردات الفنية - الفرص الحقيقية. وتحتفظ الذاكرة بكثير من المواقف النبيلة لهذا الفنان الكبير بدءا من ترحيبه بحضور حفل إشهار «الجمعية المصرية لهواة المسرح» في أول أكتوبر عام 1982 بمسرح السلام، ثم دعمه الكبير لأول مهرجان تنظمه الجمعية في فبراير 1984 بمسرح الطليعة وهو «المهرجان الأول للمونودراما»، وذلك بموافقته على المشاركة بفعالياته بإخراج عرض «طظ في حياتي بحالها» من تأليف مصطفى بهجت مصطفى، وبطولة النجم الراحل أحمد عبد الوارث. وبالطبع قدم هذا العرض تطوعا وتحمل تكاليف انتاجه بعدما تأكد من جدية المهرجان وارتقاء مستوى العروض المشاركة والتي يقوم ببطولتها نخبة من نجوم المسرح الجامعي - آنذاك - وفي مقدمتهم الأصدقاء: عبلة كامل، خالد صالح، خالد الصاوي، ماجد الكدواني، عمرو عبد الجليل، عزة الحسيني. 
وكان من المنطقي أن يحرص مجلس إدارة الجمعية على تكريمه في إطار فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان «المسرح العربي» عام 2005، وأيضا تتويجه مع الفنانين جلال الشرقاوي ومحمود ياسين لتمثيل «مصر» في «ملتقى الفرات والنيل» الذي نظمته الجمعية برعاية وزارة الثقافة المصرية وبالتعاون مع كل من وزارة الثقافة العراقية والسفارة العراقية بالقاهرة على «مسرح الجمهورية» عام 2012.
- الجوائز ومظاهر التكريم: 
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلي عدد كبير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير المحلية والدولية، ولعل من أهم مظاهر تكريمه:
- مشاركة بعض أفلامه في عدد كبير من المهرجانات السينمائية الكبرى (المحلية والعالمية). 
- نال شرف المشاركة في عدد كبير من لجان التحكيم بالمهرجانات السينمائية والمسرحية العربية والدولية. 
- تكريمه من خلال عدة مهرجانات سينمائية دولية وأيضا بالمهرجانات الخاصة بالدراما التليفزيونية.
- حصوله على درجتى دكتوراه فخرية فى الآداب، الأولى من جامعة «ميدل برى» الأمريكية عام 2005 ، والثانية من جامعة «ويلز» البريطانية.
- حصل على عدد كبير من الجوائز ومن بينها أكثر من جائزة عن فيلم «قطة على نار»، وأربع جوائز عن فيلم «يارب توبة»، وعن أفلام: «وضاع العمر يا ولدى»، «حبيبي دائما»، «الكرنك»، «حدوتة مصرية»، «الطاووس»، «العار»، و»أهل القمة»، كما حصل على جائزة مهرجان نيودلهي عن فيلم «سواق الأتوبيس»، وعلى جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم «ليلة ساخنة» فى مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996. وقد وصل عدد الجوائز التي حصل عليها نور الشريف إلى أكثر من خمسين جائزة، وهو ما جعل نقاد السينما يطلقون عليه لقب “صائد الجوائز”،
- تم اختيار عددا كبيرا من الأفلام المهمة التي شارك ببطولتها ضمن قائمة أفضل مئة فيلم باستفتاء الجمهور والنقاد الذي أجري عام 1996، وذلك بالرغم من أن الاستفتاء تم إعداده مبكرا وبالتحديد قبل رحيله بعشرين عاما تقريبا - وكانت بالطبع تعد مرحلة نضجه الفني التي قدم خلالها عددا من الأفلام المتميزة - وقد تضمنت قائمة أفضل الأفلام السبعة التالية طبقا لترتيبها بالقائمة: سواق الأتوبيس (8)، أهل القمة (37)، زوجتي والكلب (33)، الكرنك (39)، العار (56)، أبناء الصمت (74)، حدوتة مصرية (84). وذلك بخلاف أن قائمة الخمسين فيلما التالي تضمنت أيضا خمسة أفلام من أفلامه وهي: قصر الشوق، قلب الليل، أيام الغضب، البحث عن سيد مرزوق، ناجي العلي. 
  وأخيرا يبقى تكريمه الأهم بالنسبة له وهو حب وتقدير الجمهور لموهبته وجديته وثقافته وحرصه على مشاركة الفن بالقضايا المجتمعية الآنية.
 رحم الله هذا الفنان القدير الذي ساهم بكل موهبته وخبراته وجهوده في دعم الفن المصري واستكمال مسيرة رواده الكبار، فظل طوال مسيرته الفنية التي قاربت من نصف قرن واجهة مشرفة بحق للفن المصري والفنانين العرب في كل المهرجانات الدولية. 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏