التوظيف الدرامي للبطل الشعبي في مسرح يسري الجندي في رسالة ماجستير

التوظيف الدرامي للبطل الشعبي في مسرح يسري الجندي  في رسالة ماجستير

العدد 677 صدر بتاريخ 17أغسطس2020

تم مناقشة  رساله ماجستير بعنوان “التوظيف الدرامي للبطل الشعبي في مسرح يسري الجندي” .للباحثة : أماني رمضان عبدالكريم الدهشان. بكليه تربيه نوعية جامعة المنوفيه وتكونت لجنه الحكم والمناقشة د عصام عبدالعزيز – د نبيله حسن – د عمر فرج – د/ مني مصلحي
وتتحدث الرساله عن التراث الشعبي العربي شكلاً من الأشكال المسرحية التي اتجه إليها كثير من الكتاب والمؤلفين ؛ للتعبير عما يدور في خواطرهم ؛ لأن التراث الشعبي مادة مليئة بالأحداث والقصص،وقد تكون هذه القصص والحكايات والأحداث حقيقية أو خيالية ، ومن بين أولئك الذين تأثروا بالتراث الشعبي في مؤلفاتهم وكتاباتهم ذات الطابع المسرحي،الكاتب المسرحي (يسري الجندي).
 حيث استلهم السير الشعبية في كتاباته المسرحية مثل: علي الزيبق، وعنترة ، الهلالية ، الإسكافى ملكاً .
ويرجع السبب الرئيس في اختيار موضوع الدراسة عن هذا الأديب إلى أنه لم ينل الحظ الوافر من الدراسة ، كواحد من الكتاب الذين استلهموا التراث الشعبي في مؤلفاتهم المسرحية ، لقد أحيا التراث الشعبي في عدد من أعماله ، وذلك من أجل طرح قضايا عصرية على ألسنة هؤلاء الأبطال الشعبيين ؛ حيث اعتمد على توظيف البطل الشعبي في بعض أعماله المسرحية ، والتي من بينها: (عنترة، الهلالية، علي الزيبق ، الإسكافي ملكاً ، الدكتور زعتر ، سلطان زمانه ) ، ولكن كيف تم توظيف البطل الشعبي في مؤلفاته؟
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها : 
يشكل التراث الشعبي جانبا جوهرياً من جوانب خصوصية الشخصية العربية ، لذلك فقد اتجهت معظم جهود المسرحيين العرب إلى استلهام وتوظيف البطل الشعبي توظيفاً درامياً يستهدف التواصل مع الجماهير عبر موروثاتها الخاصة .
وبالبحث عن التراث الشعبي وأبرز مؤلفيه لاحظت الباحثة أن الكاتب (يسري الجندي) يعد من أولئك الذين تأثروا وأثروا في التراث الشعبي ، وهذا ما بدا واضحاً في العديد من مؤلفاته ذات الطابع الشعبي ؛ كما لاحظت الباحثة أن ظاهرة البطل الشعبي هي ظاهرة واضحة في كثير من الأعمال المسرحية للكاتب: (عنترة، على الزيبق ، الهلالية ، الإسكافي ملكاً ، الدكتور زعتر ، سلطان زمانه) ، لذا ارتأت الباحثة أن تدرس هذه الظاهرة  الواضحة في أعماله .
وفى ضوء ما سبق تتمحور مشكلة الدراسة حول كيفية التوظيف الدرامي للبطل الشعبي في مسرحيات الكاتب يسري الجندي ، وكيفية البناء الدرامي لهذه المسرحيات عينة الدراسة .
تساؤلات الدراسة:
- ما الأشكال التراثية الشعبية المستخدمة في مسرحيات الكاتب يسري الجندي عينة الدراسة؟
- ما أشكال استلهام البطل في مسرحيات هذا الكاتب ؟
- كيف وظف الكاتب البطل الشعبي توظيفا درامياً في مسرحياته ؟
والأعمال التي تم اختيارها كالآتي- وهي مرتبة ترتيباً زمنياً-: (علي الزيبق 1973– عنترة 1977 – الهلالية 1978_ الدكتور زعتر1989_ سلطان زمانه1992_ الإسكافي ملكاً 2002).
شتملت الدراسة على أربع فصول، الفصل الأول تحدثت فيه الباحثة عن الإطار المنهجي للدراسه، حيث استخدمت الباحثة المنهج الوصفي الذي يعتمد على وصف الظاهرة وتحليلها، فقد قمت بتحليل سته أعمال مسرحية للكاتب يسري الجندي التي اعتمد فيها على البطل الشعبي، كما تناولت الدراسات السابقه التي تناولت التراث الشعبي والشخصية التراثيه، اما الفصل الثاني تحدثت فيه عن اشكال التراث الشعبي من السيرة والحكاية والأسطورة الشعبية، كما تناولت عناصر الفرجة الشعبية مثل السامر والاراجوز وخيال الظل، وتناول في الفصل الثالث المفاهيم المختلفه للبطل الشعبي والسمات الواجب توفرها في البطل الشعبي، الأسباب التي غيرت مفهوم البطوله واختفاء البطل التراجيدي وظهور البطل بمفهومه الحديث، والمنطق الشعبي في اختيار البطل، ومفهوم بطل النبوءة وميلاد البطل، والتحديات والقضايا التي تواجه البطل الشعبي، وتناول في الفصل الرابع الذي اشتمل على 6 مباحث للمسرحيات عينة الدراسة وهم الهلاليه، عنترة، علي الزيبق، الإسكافى ملكاً، دكتور زعتر، سلطانه زمانه، وكان السبب الرئيس في اختيار هذه النصوص التي اعتمد فيها الكاتب على البطل الشعبي من التراث وهم 4 من النصوص وهم الهلاليه، عنترة، علي الزيبق، الإسكافى ملكاً، وقام الكاتب بكتابة مسرحيات مثل دكتور زعتر، سلطان زمانه من وحي خياله، ليثبت لنا انا الكاتب يسري الجندي ان البطل الشعبي موجود في كل زمان وليس فقط في التراث الشعبي
كما تناولت الدراسه تحليل هذه النصوص من حيث عناصر البناء الدرامى لهذه النصوص، والتوظيف الدرامي للبطل الشعبي في هذه المسرحيات وكيف تم توظيفها توظيفا درامياً من قبل الكاتب
نتائج الدراسة :
- يسري الجندي هو مستلهم التراث الشعبي ، ولكن برؤيا مختلفة عما وجدنا عليه التراث الشعبي من قبل ، وخاصة في استلهامه للسيرة الشعبية ، التي اعتمد عليها اعتماداً كبيراً ، فقد كان يهدف من خلال استلهامه هذا عرض قضاياعصرية برؤية تراثية ؛ حيث ناقش قضايا مختلفة في أعماله ذات التراث الشعبي .
- صاغ يسري الجندي السير الشعبية في قالب درامي مسرحي شعبي ؛ معتمدا على البطل الشعبي ، الذي كان يرى أنه المنقذ لجماعته من الظلم الواقع عليها ، كما قدمها بما يواكب مقتضيات العصر الذي نعيش فيه الآن.
- يعد البطل الشعبي العامل المشترك في أعماله المسرحية المستلهمة من التراث الشعبي ، وقد جعل نجاة البطل الشعبي بالتفاف المجموع حوله وليس الفرد ؛ لذلك تناول الكاتب البطل الشعبي برؤى مختلفة في أكثر من عمل مسرحي ، وفي كل عمل نراه يعرض لنا وجهة نظر مختلفة وقضايا مختلفة ، قوامها الأساس والرئيس: البطل الشعبي .
- قدم «يسري الجندي شخصية أبي زيد كشخصية مثالية لصورة البطل ، التي تطمح الجماعة في وجوده بجانبها ، فها هو « أبو زيد « نراه يسعى لخلاص قومه من الفقر والجدب والحرمان الذي أحاط بهم ، ولا يكل من التفكير في وجود حل للخروج مما يشعر به قومه .
- نجح « يسري الجندي « في أن يواجه تحديات واقعه وعالمه المعاش ، وفي التعبير عما يعاني منه مجتمعه من ظلم واقع على عاتق أبنائه من خلال تقديم: « عنترة « ؛ ليثبت لنا جميعا أن العصر الذي نعيشه ليس عصر البطولات الفردية ، التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يصل إلى مايريد تحقيقه، سواء أكان أحلاما أم طموحات يرنو إليها .
- يعد نص «علي الزيبق» خير دليل على تغير مفهوم البطولة التي تربينا عليها منذ القدم ؛ فالبطل منذ القدم هو الذي يتمتع بالقيم والمثل العليا ، وينأى عن أي صفات سلبية تنافي صفة البطولة ، ولكن وجدنا في نص «علي الزيبق» تغييرا في مفهوم البطولة .
- عرض يسري الجندي البطل الشعبي علي الزيبق بأسلوب مختلف عن مفهوم البطولة ، فقد وجدنا البطل يقوم بمجموعة من الحيل والألاعيب ؛ حتى يستطيع مواجهة الحاكم الظالم
- قدم يسري الجندي شخصيات غير مألوفة في مسرحيته: « الإسكافي ملكاً «؛ حيث وجدنا شخصيات من أهل الجان ، والتي تمثل القوى الشريرة داخل النص ، وقد استطاع يسري الجندي أن يثبت لنا أن الشر كامن داخل الإنس والجن معاً.
- قدم الكاتب الكبير يسري الجندي شخصيات متباينة ومختلفة الأبعاد والمقومات ؛ حيث قام بتقديم شخصيات من واقع خياله ، فالشخصيات « الأبطال» في مسرحية: « الدكتور زعتر» لم تكن من التراث الشعبي كما كانت في: « الهلالية – علي الزيبق- عنترة – الإسكافي ملكا « ولكن قدم الكاتب مسرحية الدكتور زعتر ، راسماً أبطال مسرحيته من واقع أفكاره وتجاربه الحياتية ومن وحي خياله ، وإن دل ذلك فإنه يدل على قدرة الخيال في خلق أبطالٍ قادرين على التعبير عما يريد الكاتب، كما يدل على إبداع الكاتب نفسه .
- تناقش مسرحية:»سلطان زمانه» مجموعة من الصراعات المختلفة ، التي يتعرض لها الإنسان ، وليس أي إنسان قادرا على مواجهة مثل هذه الصراعات بشجاعة وإصرار منه ؛ حيث ناقش يسري الجندي- من خلال مسرحيته- صراعات مختلفة عاشتها مصر في ظل فترة الحكم العثماني ، لهذا نجد تقديمه لمسرحية « سلطان زمانه « خير دليل على إبراز القضايا وأساليب القمع التي عاشها المصريون في تلك الفترة التي كانت تتسم بالقمع.


محمود سعيد