غابة بلا أنياب.. تعيد أمجاد المسرح الشعري للأطفال..!!

غابة بلا أنياب.. تعيد أمجاد المسرح الشعري للأطفال..!!

العدد 675 صدر بتاريخ 3أغسطس2020

مسرح الطفل من أهم ابتكارات القرن العشرين، كما يقول “وينكوت”، لما لهذا المسرح من تأثير مباشر على عقل ومخيلة الطفل، خاصة حينما يتحول النص إلى عرض مسرحي؛ يقدم وجبة متكاملة تكون مبهرة لعقل ووجدان الطفل، من قصة تحمل مغزى وفكرا جديدا، وملابس متسقة مع الشخصيات، وأغانٍ ملحنة وراقصة تخطف القلوب والألباب، وإضاءة ناعمة، وحركة الممثل الحية على خشبة المسرح، وتفاعله مع الأطفال في صالة العرض، هذه التقنيات والأدوات الفنية قلما تتواجد في فن آخر، مما يجعل تأثيرها قويا على الطفل المتلقي.
وإن كنا نتحدث عن مسرح الطفل، فما بالنا بالمسرح الشعري للأطفال الذي أصبح عملة نادرة، ولدينا أسماء قليلة أبدعت في هذا الفن على مستوى الوطن العربي منها، فاروق سلوم في العراق، وسليمان العيسى في سوريا، ومحمد جمال عمرو في الأردن، وصلاح جاهين، وسمير عبد الباقي، وأنس داوود، وأحمد سويلم في مصر.. لما تستوجب هذه الكتابة موهبة طاغية، وقدرة خاصة على تفجير الصراع وتنامي الأحداث من خلال المسرح الشعري.
وتأتي المسرحية الشعرية للأطفال “غابة بلا أنياب” للشاعر الدكتور أحمد صلاح كامل - التي نشرت مؤخرا في الهيئة المصرية العامة للكتاب - لتعلن بجلاء قدرة شعرائنا على صياغة هذا اللون من الأدب رغم صعوبته.
بداية من عنوان المسرحية باعتباره مدخلا رئيسيا لقراءة النص، وأرى أنه عنوان دال على “الفكرة” ومجريات الأحداث داخل النص، وإن كنت أرى مفارقة يحدثها هذا العنوان، بين غابة وبلا أنياب، فكلمة غابة تستدعي إلى الذهن مباشرة، القوة والعنف والافتراس، فمنطق الغاب يقول “إن القوى يأكل الضعيف”.
(1)
أرى أن الأدب – في الأغلب الأعم- هو انعكاس حقيقى لما يدور فى المجتمع من قضايا وتحولات كبرى تؤثر على مستقبل الشعوب،
فقد كتب بيدبا الفيلسوف الهندى، كتابه الأشهر “كلية ودمنة” حكايات وردت على ألسنة الطير والحيوانات، وهو كتاب سياسى بالأساس كتبه منتقدا ما يحدث فى المجتمع أنذاك، وليعظ الملك الظالم بطريقة غير مباشرة، وكان بيدبا لا يتوقع أن يصير كتابه من أهم المصادر التى استقى منها كتاب الأطفال على مستوى العالم قصصا وحكايات، بل وترجم إلى معظم اللغات الحية، وقد إتخذ أيضا “جورج أورويل” البريطانى، نفس الطريقة فى صياغة روايته الفاتنة “حديقة الحيوان” مستلهما أجواء “كلية ودمنة” الحيوانية، ليظهر من خلالها عداءه ورفضه للاستبداد فى جميع أشكاله، كما أظهر فيه قلقه الفائق من الحرية الفردية، هذه الحرية التى يمكن لها أن تتحول إلى سلاح ذو حدين فى مواجهة حاملها. أراد أن يعالج آفة هذا المجتمع بطريقة رمزية، لتصير روايته من أهم الروايات وأعمقها التى قدمت أدبا رفيعا لأطفال وفتيان العالم، وترجمت أيضا إلى عدد من اللغات.   
وقد اتخذه الشاعر أحمد صلاح كامل، هذا المسار ليكتب مسرحيته الشعرية “غابة بلا أنياب” مستخدما الرمز والسخرية السوداء، والتهكم المرير، مستلهما فترة سياسية حديثة مرت بها البلاد، وهى فترة حكم “الاخوان المسلمين” لتكون خلفية للأحداث، منتقدا وموصفا بفنية عالية، هذا العام الأسود على مصر، وهذه السقطة التى مرت بها البلاد، ولازال الشعب يدفع ثمنها غاليا حتى الآن.
(2)
تنبأنا المسرحية قبل فتح الستار، وفى بداية الفصل الأول، عن طريق مذيع مرتبك يقرأ نشرة.. أنه فى العام الماضى فى فصل الشتاء، وفى ليل شديد الظلمة، خرج الملك ومعه كل أسود الغابة، ونمور الأدغال، لكى يصطادوا عند مشارف الغابة، ولكنهم لم يعودوا مرة أخرى، مما أربك حال الغابة لأنها بلا حاكم، ودعا جميع الحيوانات أنا تحضر مجلس الغابة عند الساحة.
هذا التمهيد بمثابة الإعلان عن مجتمع الغابة الذى سوف تجرى فيه أحداث المسرحية، ومن ثم إجتمعت الحيوانات عند الساحة لترى ماذا ستفعل، وكيفية الطريقة التى سيختارون بها ملكا للغابة.
هنا إنقسمت حيوانات الغابة إلى فصيلين، الأول منها: “الحيوانات آكلة العشب”، وهم: “الحمار، الزرافة، الخروف، القرد” والتى ترغب فى ألا تعود الغابة إلى سابق عهدها، وأن يكون ملك الغابة واحد من أكلى العشب.
بينما يرى الفصيل الثانى من آكلى اللحوم، المتمثل فى: “الذئب، الثعلب، الكلب” أنه لا تستقيم أمور الغابة إلا إذا حكمها واحد منهم يتميز بالقوة والمكر والدهاء والشجاعة.
ويحدث لغط واختلاف فى الرأى بينهم، وكل حيوان من حيوانات الغابة يرى أنه الأحق بحكمها، ومن ثم يحدث الصراع الذى هو جوهر العمل الدرامى، ويقول الحوار:
الزرافة: (فى سذاجة) نجرى قرعة
الثعلب: (معترضا على كلام الزرافة، فى خبث ومكر) “الغابة تحتاج ذكاء/ فيمن نختار ليحكمها/ والقرعة لا تأتى دوما/ بالملك الراشد والأفضل”
الكلب: (محاولا لفت الأنظار إليه) كان الملك الراحل من أسرتنا/ وأرى أنا نحن الأولى بخلافته/ فى غابتنا يا رفقاء”
الزرافة: (ضاحكة فى تعجب) “لم أسمع أبدا أن الملك الراحل/ كان قريبا أو من أهل كلاب الغابة!!”
الخروف: (متذكرا فى ألم) “كان الملك الراحل ظالم/ يأكل من لحم رعيته/ كل صباح وكل مساء”
الذئب: (ساخرا من كلام الخروف) “لابد لملك الغابة أن يأكل لحما/ هل كنت تريد لملك الغابة/ أن يأكل ورق الأشجار؟!!/ كيف سيحمى غابتنا/ لو كان نباتيا مثلك”
الحمار: (مستنكرا كلام الذئب) “هذا عصر مر وولى يا رفقاء/ اليوم سنبدأ عهدا يرفع فيه الظلم عن الضعفاء”
القرد: (وقد بدا عليه الضيق والملل) “لا شئ أمام الحيوانات سوى القرعة”.
يتضح جليا من هذا الحوار أن الانقسام ساد الغابة، لعدم وجود حاكم للغابة، وكل فصيل يرى فى نفسه أنه الأحق بالحكم، ويبدو من كلام الحمار أن عهد القوة الذى يظلم الضعفاء عهد ولى وراح، وهذا تأكيد على أن العصر القادم هو عصر جديد.
تذكرنا هذه الأحداث بأحداث يناير 2011، حينما سقط نظام مبارك بعد ثماني عشرة يوما، وخلت البلاد من حكومة، وساد الهرج والمرج، وانقسم الشعب على نفسه إلى فصيلين، الأول ينتمى إلى مايسمى بالتيار الاسلامى، والثانى بقية أفراد الشعب.
يستدعى الشاعر هذه الأحداث خلال مسرحيته وحين من الفيل أن يقول رأيه، فيقترح قائلا:
“رأيى أن نصنع مجلس حكم ليدير الغابة/ يتكون من زعماء الحيوانات بغابتنا/ هل يعجبكم رأى الفيل؟!!”
يرد الحمار: “دعنا نتشاور فى تلك الفكرة.
وبعد حوارات جانبية من حيوانات الغابة، كل فصيل مع بعضه البعض، فترى الحيوانات الأليفة أن هذا الرأى ليس فى صالحهم، بينما يرى الفصيل الآخر من أكلات اللحوم أن هذا الرأى سوف يصب فى صالحهم، وبهذا لم يتم الموافقة على رأى الفيل، ويقترح الحمار، قائلا: “نترك شعب الغابة كى يختار الملك القادم”
وقد أثار هذا الرأى لغط آخر وانقسام بين الفصيلين، ويتمسك الفيل بموقفه من ضرورة الاتحاد بين حيوانات الغابة، لكن الحمار يصر على رأيه هو وفصيله.
يقول القرد: (محاولا إنهاء الأمر) ما دام الأمر على هذا/ سأكون أن المسؤل/ فمن يترشح ملكا للغابة؟؟”
فيرشح كل من: “الذئب، الكلب، الثعلب، من الفصيل الأول، فى مقابل أن اتفق الفصيل الثانى على ترشيح الحمار”
ورغم تندر الحيوانات من ترشيح الحمار ملكا للغابة، لأنهم فى حالة فوزه سوف يكونوا مثارا لسخرية الغابات الأخرى.
ويظهر الفأر لأول مرة ساخرا من حال ما وصلت إليه الغابة، خاصة بعد ترشيح الحمار نفسه للحكم.
فيقول موجها حديثه للفيل: “يا سيد فيل/ ما دام حمار الغابة يطمع أن يصبح ملكا/ فليس غريبا أن تصبح أنت صديقا لى/ أليس كذلك يا فلفول؟!
ينتهى الفصل الأول، والفأر الساخر يسأل الفيل: “ما هذا يا فلفول”
فيرد الفيل: “الغابة بدأت فى التصويت/ على من يصبح حاكمها”
الفأر: “قل بدأت فى فرز الأصوات”.
هنا لجأ الكاتب إلى “الديمقراطية” فى اختيار حاكما للغابة، بل تجرى انتخابات حره بين المرشحين، وهذه الانتخابات استعارها من عالم البشر.
(3)
ومن ثم اتخذ الكاتب خلفية الأحداث السياسية محركة للأحداث ومتماسة معها، حينما رشح التيار الاسلامى “محمد مرسى” رئيسا للجمهورية، ولأول مرة يتعاطف الشعب المصرى مع التيار الاسلامى بعدما ضاق من نظام مبارك الفاسد، لينجح ويصير رئيسا فعليا للبلاد.
تقول المسرحية بأن الحمار قد صار ملكا للغابة، تفرح كل الحيوانات العشبية فرحا شديدا، ونسمع هتافاتهم: “عاش الملك حمار الغابة.. عاش حمار الغابة ملكا” بينما تحزن الحيوانات أكلة اللحوم، وتتندر على ما حدث، وتشعر بأنه لم يصبح لها مكانا فى الغابة،
فالحمار هنا هو المعادل الموضوعى للملك الغبى، تتم مراسم تسليم الحكم، بأن يقرأ القسم بصوت عال وجهورى ملئ بالثقة: “أقسم بالله تعالى/ أن أرعى مصلحة الغابة/ أن أحفظ حق الحيوانات/ وأن أحترم القانون” فتتعالى أصوات المؤيدين: “عاش الملك حمار الغابة/ عاش حمار الغابة ملكا”.
فيقوم الحمار بتعين خروف الغابة نائبا له، والزرافة نائبة له، مما أثار غضب الحيوانات آكلة اللحوم، واعتراضها على ما يحدث.
أيضا تتماس أحداث المسرحية مع فترة حكم الاخوان حيث عين “مرسى” نوابه من التيار الاسلامى، مثلما عين “الحمار” نوابه من الحيوانات آكلة العشب، ولنتذكر معا أول خطاب “لمرسى” وجهه إلى أهله وعشيرته، مما استفز بقية أفراد الشعب.
فى تلك اللحظة يتحول “الحمار/ الملك” إلى ديكتاتور لا يستمع سوى لنفسه فقط، ويهدد الحيوانات ممن تخالفه الرأى أن تترك الغابة وترحل، وقبل أن تتركها يقول الذئب القول الفصل محذرا:
“سنغادر غابتكم/ يا ملك جميع الحيوانات/ لكن.. إحذر/ غابتكم سوف تصير بلا أنياب/ وستصبح هدفا للأعداء”.
ومن ثم يتحتدم الصراع ويصل إلى الذروة، خاصة حينما يشب حريقا فى أطراف الغابة، ولا يجد من يطفأه، فقد فشل الفيل فى إخماده، لدرجة أن الحيوانات بدأت تتشمم رائحة شواء الحمير والخرفان التى طالتها النار، وعندما أبلغه الفأر بما حدث قال له “الحمار”: “ولماذا لم يمنعه حرس الغابة يا فرفور؟!”
الفأر: “حرس الغابة رحلوا يا مولاى”.
القرد: (مذكرا الحمار فى آسف) “كل كلاب الغابة.. كل ذئاب الغابة وثعاليبها.. رحلوا عنا مضطرين”.
الحمار: (ضائقا بكلامه وغاضبا من نقده) “لا أسمع صوتك بعد الآن/ لن يعجزنى أن كلاب الغابة وثعاليبها.. (موجها كلامه بحزم لجميع الحيوانات) يا كل خرافى وحميرى/ يا كل زرافات الغابة.. يا كل غزالات الغابة/ يا كل البقر الوحشى/ أنتم مسؤلون الآن أمامى/ عن تأمين حدود الغابة يا رفقاء.. (وهو يهم بالتحرك) ولنسرع فى إطفاء النيران المشتعلة”.
وتدور حوارات متندرة على ما يحدث من “الحمار/ الملك”، الذى لا يدرك حجم المصيبة التى ألمت بالغابة.
ينتهى الفصل الثانى، حينما تصل إلى الآذان “أصوات زئير وعواء ترج جنبات المسرح، وهى تعلو شيئا فشيئا، بينما أصوات الحيوانات القادمة من جنبات أطراف الغابة تعلو استغاثتها: “أدركونا.. أدركونا نحترق” (والفيل والقرد والفأر تظهر عليهم علامات الخوف والفزع).
القرد: (وهو يصرخ نادما) “كنت غبيا.. كنت غبيا/ حين رضيت بأن يحكمنا هذا الأحمق/ من قال بأن حمار الغابة يصبح ملكا”.
(4)
يبدأ الفصل الثالث، وقد بدت آثار الدمار والحريق فى كل مكان، ويظهر على الحيوانات آيضا آثار هجوم الحيوانات المفترسة عليها، فمنهم من يعلق ذراعه، ومنهم من يعلق ضمادات، ومنهم من يضع ميكركروم، ومن ثم يعترف الحمار بأنها كارثة أكبر من طاقتهم، قيقول:
“كارثة أكبر من طاقتنا يا رفقاء/ لكن الله تعالى قدرنا/ أن نطفئ نيران الغابة”
ولكن حينما تذكره الحيوانات التى تمثل الحكمة والعقل، مثل: (الفيل، والأر، والقرد) بفداحة الهزيمة وحجمها الكبير، فقد خسرت الغابة أنبل حيواناتها فى الإطفاء، وما يقرب من خمسين خروفا، وثلاثين حمارا، وعشرات الزرافات، ومئات الحيوانات الأخرى” يضيق بحديثهم، ولا يقبل منهم نصحا وأخذه الغرور والعند.
فيقترح عليه الفيل بأن يعقد صلحا بين جميع الحيوانات، ويعيد المطرودين لحاجة الغابة إليهم، فيرد عليه فى غضب واستنكار:
“أعيد المطرودين وأصبح سخرية الغابات؟!/ ملك الغابة يحتاج لبعض كلاب وذئاب؟!/ أنا لست ضعيفا يا فلفول لهذا الحد”
وحينما أراد أن يفهمه الفيل بأنه ليس ضعفا ولكنه عين العقل أن يعيد وحوش الغابة كى يدافعوا عنها، وصف الفيل بالجنون، وحين تدخل القرد لتوصيل وجهة نظر الفيل وصفه “بزبال الغابة” وإحتقر الفأر لصغر حجمه.
فى تلك الأثناء يدخل “النسناس العجوز” رسول الغابات المتحدة، يحمل رسالة “ملك الغابات المتحدة” الذى جاء ليشكر “ملك الغابة” على ما قدمته الغابة لوحوش الغابات الجوعى من خرفان مشوية وعددهم خمسين خروفا، ويطالبه بالمزيد.. وهنا يرمز إلى “الولايات المتحدة الأمريكية” التى تغذى التيارات الارهابية على مستوى العالم.
هنا يتدخل الفأر المعروف بذكائه فى كل قصص الأطفال حيث يشير على “الحمار/ ملك الغابة” بضرورة أن تحفر الحيوانات حفرة ويغطوها بأوراق الأشجار حتى إذا هجمت عليهم أسود الغابات الجوعى سقطوا فى الحفرة، ورغم أن الفيل شكر الفأر على هذه الفكرة الذكية، إلا أن الحمار سخر من الفأر، فكيف للملك الحمار أن يستمع لفأر صغير.
ولأن الملك/ الحمار صار ديكتاتورا لا يستمع لرأى أحد، فقد دمرت الغابة ووقعت حيواناتها فريسة سائغة لأسود الغابات الجوعى، وهذا ما حدث بالفعل فى الواقع فبعد سقوط “مرسى” فى ثورة 30 يونية، تداعت علي مصر الدول من رعاة الاخوان ليتآمروا على مصر، فى مؤمرة لتركيعها وتقسينها.  
فيقول، القرد: الغابة ضاعت منا يا رفقاء الفيل:
ضاعت وبأيدينا/ حين اختار الحيوانات حمارا/ كى يصبح ملكا للغابة/ ضاعت حيت اتحد فصيل منها/ ضد جميع الحيوانات.
وتنتهى المسرحية بجملة الفأر الحكيمة:
أن تتبع أسدا/ خير من أن يحكمك حمار/ جاء برغبة كل الحيوانات.
أرادت المسرحية فى النهاية أن تقول ليست الديمقراطية فى كل الأحوال هى الاختيار الأمثل للصالح العام، فقد أتت بأسوأ نظام حكم لمصر، حكم “الأخوان المسلمين”، وبرئيس مثل “مرسى” لا ينتمى سوى لمصالح فصيل واحد مما أثار سخط الشعب عليه، وخرج فى ثورة 30 يوينه لينهى هذا الحكم الأسود، ولازلنا نعانى جرائه حتى اليوم.
(5)
نجح الشاعر فى تقديم عمل درامى جيد يؤرخ لفترة مهمة من عمر الوطن، بشكل رمزى عبر لغة شعرية شفيفة وحادة وموظفة بعناية لخدمة المضمون، وخدمة التصاعد الدرامى الذى أداره الشاعر بحنكة واقتدار، من أول سطر فى المسرحية إلى آخر سطر فيها، لم تتغلب الشاعرية بغوايتها على الدراما، بل تشعر بانسجام تام بين عناصر العمل.
كما استطاع أيضا أن يوظفها بترديداتها الصوتية التى تتناسب وطبيعة كل حيوان وقدراته وسلوكه.
إننا أمام مسرحية شعرية شديدة التميز، رسمت بعناية واختمرت جيدا فى عقل الشاعر بكل تفصيلاتها قبل كتابتها على الورق، وأرى أنها يستحق بجدارة أن تقدم على خشبة المسرح، ونتمنى أن نراها عرضا رائعا فى القريب.

 


عبده الزراع