منسى فهمي .. راهب الفن المصري

منسى فهمي .. راهب الفن المصري

العدد 666 صدر بتاريخ 1يونيو2020

الفنان المصري القدير الراحل منسى فهمي (واسمه طبقا لشهادة الميلاد: منسى ابيسخارون فهمي) هو أحد عمالقة الرعيل الأول من الممثلين خلال النصف الأول من القرن العشرين، الذين يصعب سقوطهم من الذاكرة، ولعل أكبر دليل على ذلك أن بعض شباب الأجيال الجديدة قد لا يعرفون اسمه ولكنهم سرعان ما ينجذبون إلى أسلوبه المميز الرصين في الإلقاء فيعجبون بمهاراته ويتعلقون بحسن وصدق أدائه فيقومون بالبحث عن باقي أعماله. وبصفة عامة قد تميز بهيئته الوقورة وصوته الرخيم المعبر وبأدائه المتقن لشخصيات الرجل الطيب المسالم والمسامح، ومن بينها شخصية رجل الدين (الشيخ الإسلامي أو القس أو الراهب المسيحي) والطبيب، المحاسب أو مسؤول الخزينة الأمين (الصراف)، وإن كان تميزه في أداء تلك الشخصيات لم يمنعه من التألق أيضا في تجسيد بعض أدوار الشر ومن بينها الباشا المغرور غليظ القلب أو رجل العصابات. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى نجاحه أيضا في أداء بعض الأدوار الكوميدية، وإن ظل مجال تميزه وتألقه هو تجسيده للشخصيات الوقورة بالمسرحيات التراجيدية والمليودرامية سواء اعتمدت على نصوص عالمية مترجمة أو نصوص محلية.  
وهو من مواليد السابع من أبريل عام 1890 في قرية “بني العديات” التابعة لمحافظة “أسيوط”. وقد درس خلال فترة شبابه في الكلية الأمريكية بأسيوط، ثم بدأ حياته العملية بالعمل في سلك القضاء - كموظف في المحاكم المختلطة - وذلك لمدة ست سنوات حتى عام 1911.
ويذكر أنه قد عشق هواية التمثيل في مرحلة مبكرة من حياته، فالتحق خلال فترة عمله بالمحاكم المختلطة - وبالتحديد عام 1906 - بفرقة “إسكندر فرح”، ثم تعرف على الفنان الكبير نجيب الريحاني الذي أقنعه بالعمل معه في المسرح، ثم شاركه تأسيس “جمعية ترقي التمثيل العربي” عام 1908، والتي ضمت مجموعة من الطلبة والموظفين من هواة المسرح، وبعد ذلك انضم في عام 1910 إلى فرقة جديدة قام بتأسيسها الممثل علي يوسف، وليتنقل بعدها كثيرا بين كبرى الفرق المسرحية، خاصة بعدما استقال من عمله الرسمي عام 1912 ليتفرغ للتمثيل، فعمل في عدة فرق مسرحية ومن أهمها فرق: “أحمد الشامي”، “منيرة المهدية”، “علي الكسار”، “عبد الرحمن رشدي”، “عمر سري”، “جورج أبيض”، “رمسيس” ليوسف وهبي، “أولاد عكاشة” (شركة ترقية التمثيل العربي)، “فيكتوريا موسى” و”فاطمة رشدي”.
انضم عام 1934 إلى فرقة “إتحاد الممثلين” عند تأسيسها، وذلك مع عدد كبير من نجوم الفرق الكبرى الثلاث (جورج أبيض، يوسف وهبي، فاطمة رشدي)، وشارك في بطولة بعض المسرحيات التي قام بإخراجها الفنان زكي طليمات، ولكن بعد فشل التجربة وتدخل الدولة بتأسيس “الفرقة القومية” انضم إليها عام 1935، وعمل لسنوات مع المسرح القومي (الفرقة القومية المصرية للتمثيل والموسيقى المصرية الحديثة)، واستمر بالعمل بها بانتظام حتى بعد إحالته للتقاعد عام 1952، وبالطبع كان لقرار إحالته للتقاعد أثر سيء جدا على حالته النفسية، ولذا فقد أصر على أن يختم حياته بها وبالفعل قدم من خلالها آخر أعماله المسرحية وهي مسرحية “أولاد الفقراء” في نهاية عام 1954، وهو نفس العام الذي قدم خلاله آخر مشاركاته السينمائية أيضا.
ويتضح مما سبق أنه قد تنقل كثيرا بين الفرق المسرحية المختلفة، كما تجدر الإشارة إلى أنه قد انضم لبعض الفرق أكثر من مرة خلال سنوات مختلفة، ويمكن تفسير ذلك بإيمانه الكبير بموهبته وحرصه على الإحتفاظ بروح الهواية، ورفضه أو عدم مقدرته على التعامل بمنطق وسلوكيات الإحتراف، والتي قد تجبره على الدخول في بعض الصراعات أحيانا حول تحديد الأجور أو المكانة الفنية، وأكبر دليل على ذلك احتجابه عن مزاولة هوايته للتمثيل ومهنته التي يعشقها لفترة من الزمن، تلك الفترة التي أعلن خلالها عن رغبته في تنظيم دروس خصوصية في فن التمثيل للهواة.
وجدير بالتنويه أن الفنان منسي قد دخل عالم السينما مبكرا وبالتحديد منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وكان أول فيلم شارك به بعنوان: “بنت النيل” عام 1929 من إخراج عمر وصفي، وبطولة عزيزة أمير، أحمد علام، حسن البارودي، في حين كانت آخر أفلامه عام 1954 وهو فيلم “الشيخ حسن” من إخراج حسين صدقي وبطولته مع هدى سلطان، ليلى فوزي وإستيفان روستي. وقد بلغ رصيده من الأفلام أكثر من 50 فيلما، من أهمها: فاعل خير، قلبي دليلي، الشيخ حسن، وداد، صراع في الوادي، غرام الشيوخ، بياعة اليانصيب.
وقد رحل عن عالمنا في 5 مايو عام 1955 عن عمر يناهز 65 عاما، بعدما أثرى حياتنا الفنية بتجسيده لعدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة، وأيضا بنجاحه في غرس عشق الفن لدى ابنه الفنان الكبير اسكندر منسى فهمي (12101910 - 14111989) الذي كان يشبهه بدرجة كبيرة، والذي تأثر كثيرا بأسلوب وطريقة أداء والده، بل وقام بتجسيد بعض الشخصيات التي كان والده يجيد تشخيصها كرجل الدين، والرجل الشرقي المحافظ على التقاليد، والموظف الصغير، والأب المطحون.
ويمكن تصنيف مجموعة الأعمال الفنية للممثل الكبير منسى فهمي - طبقا لاختلاف القنوات الفنية (المسرح السينما) وطبقا للتسلسل الزمني - كما يلي:
أولا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان منسى فهمي ومجال إبداعه الأساسي، وهو الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من نصف قرن، ومن أهم أدواره المسرحية الي أبدع في تجسيدها: شخصية يمليخا بمسرحية “أهل الكهف”، شخصية متلوف بمسرحية “الشيخ متلوف”، الوزير جلوستر بمسرحية “الملك لير”، الكاهن بمسرحية “لويس الحادي عشر، الشرير ياجو حامل راية الجيش بمسرحية “عطيل”، شخصية كلينوف بمسرحية “الأستاذ كلينوف”، قاضي القضاة بمسرحية “شجرة الدر”، شخصية المركيز بمسرحية “الأب ليبونار”، الكاهن بمسرحية “مصر الخالدة”، شخصية الأب بمسرحية “الفاكهة المحرمة”.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المسرحيات التي شارك فيها طبقا لاختلاف طبيعة إبداعه وكذلك اختلاف الجهات الإنتاجية (تنوع الفرق) مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
1- في مجال التمثيل:
شارك بأداء بعض الأدوار الرئيسة بعدد كبير من المسرحيات التي قدمتها عدة فرق مختلفة كما يلي:
- “أحمد الشامي”: مكايد الغرام، مدهشات الإنتقام، الإنتقام الدموي، تنازع الشرف والغرام (1906).
- “مصر العربي” (إسكندر فرح): ابن السفاح، الإنتقام الدموي، الولدان الشريدان (1906)، غرام واحتيال، الإرث المغتصب، الكونت دي كولانج (1907).
- “منيرة المهدية”: الكابورال سيمون (1916)، كارمن، ليث الغيل (1917)، كلام في سرك (1919)، العذارى (1926).
- “منسى فهمي”: الغريب، الطلاق (1920)، ابنة حارس الصيد (1923).
- “جورج أبيض”: دولت (1922)، سفينة نوح، الشيطان الجميل، حور محب، إحسان هانم (1924).
- “رمسيس”: الشرف (1923)، مستشفى المجاذيب، أنطونيو وكليوباترا، حانة مكسيم، الصحراء، المستر بيكوبك، الرئيسة، الطاغية (1925)، نائب رغم أنفه، الكوكايين (1926)، البركان، دم الأخوين، النسر الصغير (1927)، الأرستقراطي (1928)، الحب المحرم، قيصر لوك، نسوان وظاويظ (1929)، الجناية (1930)، بيومي أفندي (1931).
- “أولاد عكاشة”: الثائرة (1926).
- “فيكتوريا موسى”: الساحر، كريم شيكولات، عقبال الحبايب، سخرية الحياة (1927)، المشكلة الكبرى (1931)، عايدة (1933)، سوسن العبرانية، الفجر، الشيخ متلوف (1934).
- “فاطمة رشدي”: ركن الزيزفون، الحب (1927)، المائدة الخضراء، فوت، الذهب (1928)، رقصة الموت، الكابورال سيمون (1929).
- “إتحاد الممثلين”:  جميلة بثينة، فتاة شنغهاي، الإسكندر الأكبر، الحلاق الفليسوف، مجنون ليلى (1934).
- “القومية” (المصرية للتمثيل والموسيقى المصرية الحديثة): أهل الكهف، الملك لير (1935)، الجريمة والعقاب، الفاكهة المحرمة، السيد، سافو (1936)، المعجزة، الحب والدسيسة، الزوجة الثانية، سر المنتحرة (1937)، أنتيجونا، طيش الشباب، تلميذ الشيطان (1938)، تحت سماء أسبانيا، مصرع كليوباترة، الأمل، عطيل، لويس الحادي عشر (1939)، أوبريت يوم القيامة (1940)، مصر الخالدة، الأستاذ كلينوف، رجال (1941)، متلوف (1942)، مرتفعات وذرينج، الأب ليبونار (1944)، أوبريت عزيزة ويونس (1945)، الموت يأخذ أجازة، العشرة الطيبة (1946)، الناصر، طالب ثانوي، في ظلال الحريم (1947)، الصهيوني (1948)، شجرة الدر، قلوب الأمهات، غرام لص (1950)، الخيانة العظمى، الذهب (1951)، السر الهائل، عيلة مجانين، البؤساء (1952)، ياتلحقوني يامتلحقونيش (1953)، أولاد الفقراء (1954).
- “أوبرا ملك”: سفينة الغجر (1943)، بنت السلطان (1945)، فاوست (1946).
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: جورج أبيض، عزيز عيد، يوسف وهبي، عبد العزيز خليل، زكي طليمات، عمر وصفي، فتوح نشاطي، عمر جميعي، سراج منير، حسن حلمي، السيد بدير، بالإضافة إلى المخرج الفرنسي لافندر.
2 - في مجال الإخرج:
شارك الفنان منسى فهمي بابداعه أيضا في مجال الإخراج المسرحي وخاصة من خلال الفرقة التي قام بتأسيسها (وإن كانت للأسف لم تستمر طويل)، وكذلك ببعض الفرق الأخرى، وتتضمن قائمة المسرحيات التي قام بإخراجها للفرق المختلفة المسرحيات التالية:
- فرقة “منسى فهمي”: “الغريب”، “الطلاق” (1920)، “ابنة حارس الصيد” (1923).
- فرقة “أوبرا ملك”: “بنت السلطان” (1945).
- “الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى”: “غرام لص” (1950).
ثانيا - أعماله السينمائية:
قام الفنان القدير منسى فهمي بأداء بعض الأدوار الثانوية المؤثرة في عدد كبير من الأفلام السينمائية والتي يبلغ عددها أكثر من خمسين فيلما من بينها ثلاثة أفلام مع أم كلثوم (وهي: عايدة، وداد، دنانير)، وخمسة أفلام مع ليلى مراد (وهي: في ليلة ممطرة، ليلى، ليلى في الظلام، أنا قلبي دليلي، الحياة الحب). والحقيقة أنه برغم إخلاصه الشديد في تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية وتألقه في عدد كبير من الأفلام إلا أنه يمكنني رصد بعض الشخصيات المهمة والمؤثرة دراميا والتي أبدع في تجسيدها ومن بينها: شخصية جودت معاون الأمير (حسين رياض) بفيلم “سلامة في خير”، الشيخ رضوان بفيلم “وداد”، شخصية إسماعيل بن يحيى بفيلم “دنانير”، علي علوي والد أحمد (محسن سرحان) بفيلم “حياة الظلام”، شخصية شوكت باشا بفيلم “أحب الغلط”، ناظر العزبة الشيخ عبد الباقي بفيلم “أولاد الفقراء”، والد ليلى (ليلى مراد) بفيلم “ليلى في الظلام”، اللواء فتحي باشا شاكر بفيلم “الجيل الجديد”، شخصية الوزير بفيلم “شهرزاد”، الحكمدار مجدي بك بفيلم “قلبي دليلي”، شخصية الشيخ بفيلم “صراع في الوادي”، الدكتور جعفر بفيلم “الحياة الحب”.
هذا وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: بنت النيل (1929)، تحت ضوء القمر (1930)، معجزة الحب، وخز الضمير (1931)، الدفاع، عنتر أفندي (1935)، وداد (1936)، سلامة في خير (1937)، لاشين (1938)، دنانير، في ليلة ممطرة (1939)، صرخة في الليل، حياة الظلام (1940)، صلاح الدين الأيوبي (1941)، أولاد الفقراء، أحب الغلط، ليلى، عايدة (1942)، الطريق المستقيم، كليوباترا، نداء الدم، بنت الشيخ، ماجدة (1943)، ليلى في الظلام، غرام وانتقام (1944)، رجاء، ليلة الحظ، الجيل الجديد (1945)، بنت الشرق، شهرزاد، دايما في قلبي، غرام الشيوخ، الطائشة، راقصة المعبد (1946)، نور من السماء، شبح نص الليل، البدوية الحسناء، بياعة اليانصيب، ثمرة الجريمة، قلبي دليلي (1947)، الريف الحزين، عاشت في الظلام، فتح مصر، القاتل (1948)، حلم ليلة (1949)، أنا بنت مين، زمن العجائب (1952)، المرأة كل شيء، فاعل خير (1953)، صراع في الوادي، العاشق المحروم، الحياة الحب، الشيخ حسن (1954)،
وتجدر الإشارة إلى أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة من كبار المخرجين السينمائيين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: فريتز كرامب، بدر لاما، توجو مزراحي، يوسف وهبي، أحمد جلال، أحمد بدرخان، نيازي مصطفى، إستيفان روستي، أحمد كامل مرسي، عمر وصفي، حسين فوزي، عمر جميعي، شكري ماضي، عبد الفتاح حسن، حسين صدقي، فؤاد الجزايرلي، إبراهيم عمارة، محمد عبد الجواد، صلاح أبو سيف، حسن حلمي، السيد زيادة، أنور وجدي، حسن الإمام، صلاح بدرخان، يوسف شاهين، حلمي رفلة، سيف الدين شوكت.
- التكريم والجوائز:
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم في حياته ولكنه للأسف لم يحظ بأي تكريم مناسب يليق بأصالة موهبته وحجم مشاركاته الكبيرة في إثراء حياتنا الفنية بكل من مجالي المسرح والسينما، ولكن مع ذلك يظل حب الجمهور وتقديره لأعمال واسهامات الفنان هو أكبر وأهم الأوسمة التي تمنح للفنان الحقيقي ويسعد بالحصول عليه، ويكفي أن نذكر إختيار خمسة أفلام من لأفلام التي شارك بها الفنان منسى فهمى فى قائمة أفضل (100) مئة فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب أهم إستفتاء قام به النقاد والمتخصصون عام 1996، حيث ضمت قائمة الأفلام المائة أفلامه التالية: سلامه فى خير (1937)، لاشين (1939)، دنانير (1940)، غرام وإنتقام (1944)، صراع فى الوادى (1954).
وفي هذا الصدد يطيب لي أن أسجل شهادة الرائد المسرحي الكبير زكي طليمات حول موهبة وإسهامات هذا الفنان الكبير حيث كتب: “الفنان منسى فهمي يتميز بإلقائه الجيد وأدائه المتزن وحضوره الشخصي، وقد تميز على كثير من معاصريه بسيطرة الجانب العقلي على الجانب الإنفعالي في تمثيله. كان يبدع بأسلوبه في فن الممثل بأداء يقوم على الصدق في الإنفعال والسهولة في التعبير”.
وجدير بالذكر أن الفنان القدير منسى فهمي ظل طوال حياته نموذجا مشرفا للفنان المصري، وكانت جميع سلوكياته وراء الكواليس نموذجا مثاليا يجب أن يحتذى، فقد عرف واشتهر بطيبة قلبه وتمتعه بالأخلاق السامية الحميدة، واتسام جميع معاملاته بالتواضع والهدوء والرقي، وأيضا بالإلتزام الشديد بدقة المواعيد، وبتنفيذ جميع ملاحظات المخرجين، وكذلك بالتعاون والعطاء بلا حدود مع جميع الزملاء وخاصة من الأجيال التالية، ويكفيه فخرا عدم تسجل أي خلاف له طوال حياته حول حجم الدور أو كيفية ترتيب الأسماء في الأفيشات أو ترتيب التحية لجمهور في نهاية العروض المسرحية. والحقيقة أنها كانت سمة عامة من سمات هذ الجيل المحب والعاشق للفنون والذي برغم احترافهم وتألقهم فنيا ظلوا يحتفظون بروح الهواية حتى آخر مشاركاتهم، فهذا الجيل الذي ضم - على سبيل المثال - الأساتذة: جورج أبيض، عزيز عيد، روز اليوسف، يوسف وهبي، نجيب الريحاني، علي الكسار، فاطمة رشدي، زينب صدقي، حسين رياض، سليمان نجيب، أحمد علام، فؤاد شفيق، محمد عبد القدوس، حسن البارودي، بشارة واكيم، حسن فايق، عباس فارس، فتوح نشاطي، هم الذين ساهموا في غرس الفن المسرحي بالتربة المصرية، واجتهدوا في وضع قواعده وتقاليده الراسخة، كما ساهموا في تأسيس أول المعاهد الأكاديمية والنقابات الفنية بالوطن العربي، وبالتالي فقد وفقوا بتعاونهم في تغيير نظرة المجتمع إلى الفن والفنانين. 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏