للمسارح حكايات ..وأسرار

للمسارح حكايات ..وأسرار

العدد 664 صدر بتاريخ 18مايو2020

تعد دور العرض المسرحي من أركان عملية الإنتاج المسرحي, التي تتلخص في المؤدي والمتلقي والنص والمكان. ويعتبر الاهتمام بالمسرح وتطويره من أولويات العمل المسرحي للارتقاء بمستوى العمل الفني. لذا تواصلت عمليات التطوير والتحديث والتجديد والإصلاح لدور العرض, سعيا نحو مسرح أفضل ونحو جذب جمهور أكبر.. حيث أن دار العرض تعتبر عاملا مهما في نجاح أو فشل العرض المسرحي, فلابد أن تكون حالة دار العرض ممتازة ومجهزة بأحدث التقنيات كي يتمكن المبدعون من تقديم عمل جيد. ويمثل دار العرض  الواجهة التي تعرض المنتج الفني, أي أنه واجهة العرض المسرحي فلابد أن يكون دار العرض مستعدا لحسن استقبال الجمهور في مكان محترم ويليق بالفنان والعرض المسرحي ويتوفر به كل وسائل الراحة والحماية للمتلقي وللفنان. فمظهر دار العرض مهم جدا أمام الجمهور لأن ذلك من عناصر الجذب للرواد وتجهيز الاستقبال لكل من الصحافة والإعلام. ولموقع دار العرض أهمية في نجاح أي عرض مسرحي شريطة أن تكتمل عناصر نجاحه الأخرى ، فموقع دار العرض من أهم الوسائل المساهمة في راحة الفنان والجمهور مثل تواجد المسرح في منطقة هادئة أو مزدحمة أو قريبة من وسط البلد أو بعيدة عنها, ومن الأهم توفير أماكن وقوف للسيارات بجوار المسرح أو وجود جراج عام أو مخصص فتواجد barking له أهمية للإقبال الجماهيري. وكذلك طبيعة الاستقبال ونظافة المكان كل تلك العوامل تساعد نجاح العرض وعدم الاهتمام بها تؤدي بالضرورة لعزوف الجماهير. إضافة لكل ذلك فإن شخصية مدير دار  العرض تختلف من مدير لآخر وبالتالي يختلف مستوى الأداء نوعا وكما مما يكون له أثر في نجاح العرض المسرحي من حيث الإقبال الجماهيري عليه وايضا من حيث حسن تنفيذ العرض وخروجه بحالة فنية جيدة في ظروف ميسرة من ناحية التعاون الإداري والتقني من جانب مدير دار العرض والعاملين معه ومدى إمكانيات وتجهيزات الدار الفنية والتقنية.
وكل مسرح له حكايات وأسرار, ليبقى شاهدا على تاريخ المسرح بكل عروضه ومسرحياته ومبدعيه مخرجين وممثلين وفنيين, فكم من نجوم تألقوا  ومخرجين أبدعوا لا تعرف الأجيال اللاحقة عنهم وعن إبداعاتهم شيئا, والفن هو عملية إبداعية تراكمية, من هنا رأينا أن نسلط الضوء على بعض من أهم دور العرض المسرحي بمصر بداية انتقاء بالمسارح القائمة والفاعلة حاليا, كمجرد نماذج حتى استكمال الباقين  في مجال آخر, وذلك من حيث نشأتها وتاريخها وإمكانياتها ومتطلباتها ومشاكلها التقنية إن وجدت, وأهم المبدعين الذين تألقوا بها. وسيكون ذلك على عدة حلقات وفي نهاية الحلقة الأخيرة سوف أذكر قائمة المصادر والمراجع التي تمت الاستعانة بها.
المسرح القومي
 للمسرح القومي  تاريخ طويل مرتبط بفن المسرح ورواده , حيث كان مكان حديقة الأزبكية فى بداية الأمر او كما كان يطلق عليها “ بركة الأزبكية” نسبة الى الأمير أزبك اليوسفي المملوكي، والذى أنشأ قصره على ضفافها وتبعه العديد من الأمراء فى بناء قصورهم الفاخرة،   فى عام 1870 أمر الخديوي إسماعيل حاكم مصر بتحويل بركة الأزبكية إلى حديقة على غرار حديقة لوكسمبورج بباريس حتى أنه استورد نفس أنواع وأعداد الأشجار الموجودة بالحديقة الباريسية، ، وعلى مقربة من حديقة الأزبكية أنشأ اسماعيل المسرح الكوميدي “مبنى المطافئ حالياً” ودار الأوبرا الملكية عام 1869 وأعدها لاستقبال ضيوف قناة السويس كما أنشأ فى الحديقة مسرحا صغيراً.
و فى الفترة من” 1870-1919 “والذى شغله مسرح يعقوب صنوع، وكان بمثابة أول مسرح وطني، ليقابل ويواجه مسرح الطبقة الأرستقراطية  كما كان هذا المسرح مقصد الفرق الأوروبية التي تفد على مصر لتقدم عروضها للأجانب المقيمين فى مصر، كما تم به عرض للفانوس السحري عام 1881 والعديد من العروض المسرحية والسحرية ومر على المسرح المصري فترة من المسرح الهزلى وانتشرت فى مسارح عماد الدين، والتي أدت إلى أن يسود هذا التيار واحتلاله رقعة واسعة من مجال المسرح بمصر حتى طغى على المسرح الجاد والغنائي. جانب آخر من صالة العرض بالمسرح وفى عام 1917 أسست شركة ترقية التمثيل العربي “جوق عبد الله عكاشة وأخوته وشركاهم” وذلك باتفاق كل من عبد الخالق باشا مدكور وطلعت حرب وزكى وعبد الله عكاشة وأسسوا الشركة المساهمة لتقوم بالإنفاق على فرقة عكاشة وتمويلها وتحميها من التيار الهزلى فقامت الشركة بتأجير مسرح الأزبكية لمدة 50 عاماً بإيجار سنوي وقدره 12 جنيها بموجب عقد يسمح للفرقة بتجديد بناء المسرح وتم طرح أسهم الشركة للاكتتاب حتى وصل رأس المال إلى 8000 جنيه لتغطى تكلفة البناء الجديد.
شيد تياترو حديقة الأزبكية عام 1920 فى نفس موقع تياترو الأزبكية القديم وقد تم افتتاحه رسميا للجمهور عام 1920 و قام بتصميم المسرح وتنفيذه المهندس فيروتشى الإيطالي الجنسية، والذى كان يشغل منصب مدير عام المباني السلطانية فى ذلك الوقت وقد صمم المسرح من الداخل على التصميم المعماري الذى كان سائدا فى ذلك العصر من ناحية الصالة البيضاوية على هيئة حدوة فرس وكان تصغيراً لتصميم مسرح الأوبرا الملكية المصرية، وقد تم تصميم العديد من المسارح على غرار هذا المسرح مثل مسرح وسينما محمد على بالإسكندرية عام 1922 “مسرح سيد درويش” ومسرح طنطا ومسرح ريتس عام 1923 ومسرح دمنهور 1925 ومسرح الريحاني عام 1926 ومسرح معهد الموسيقى العربية عام 1928 ويرجع فضل اختيار الطراز العربي للتصميم المعماري للمبنى إلى طلعت حرب والذى أنشأ فى نفس العام بنك مصر على نفس الطراز والزخرفة المعمارية العربية.
و لم ترق فرقة عكاشة - وقتها - للمستوى المرجو منها فى دعم المسرح الجاد فلقت خسائر مادية عالية فلم يقدم زكى عكاشة المهارة الفنية المرجوة، وذلك أدى لتراجع الإقبال على عروض المسرح والذى تم تأجيره فى معظم الأوقات للفرق الأجنبية لتقديم عروضها. فى عام 1934 وعلى أثر تدهور حالة المسرح وقلة الحضور استأجرت شركة مصر للتمثيل والسينما المسرح لتقدم عروضها السينمائية به وسعت لتصفية شركة التمثيل العربي ونقلت حقوق الامتياز لها فى مقابل 35000 جنيهاً وتم إعداد الحديقة الأمامية لتكون سينما صيفية وتم تجهيزها بالمعدات الحديثة لذلك وفى عام 1935 أسست وزارة المعارف الفرقة القومية برئاسة الشاعر خليل مطران وقد سمى المسرح على اسم الفرقة سنة 1958.
وفى بداية تأسيسها اتخذت الفرقة من مسرح دار الأوبرا مكانا لعروضها وذلك حتى 1941 والتي تم الاتفاق فيه مع شركة مصر للتمثيل والسينما على أن تقدم الفرقة عروضها على مسرح حديقة الأزبكية وذلك بعد ضمها لوزارة المعارف والتى كانت تتبعها شركة مصر للتمثيل والسينما فى نفس الوقت. ومنذ بداية عهدها وضعت الفرقة القومية أسس المسرح الجاد الهادف والذى تعاقب على قيادتها العديد من عمالقة فن المسرح فى مصر والذين قدموا لنا ليس فقط مسرحيات عالمية بل ملاحم مصرية لا تقل عن مثيلتها الأوروبية حبكة أو مضمون هادف بناء. تحوَّل اسمه إلى «المسرح القومي»، وتأسست به فرقتان مسرحيتان هما «الفرقة القومية المصرية»، و«فرقة المسرح المصري الحديث»..
وفي الخمسينيات انضم حمدي غيث ونبيل الألفي كما أتيحت فرص إخراج أعمال مسرحية لجيل من خريجي المعهد مثل عبدالرحيم الزرقاني، ونور الدمرداش وفى 1953 تم دمج الفرقتين «المصرية للتمثيل والموسيقى» و«المسرح الحديث» في فرقة واحدة تمت تسميتها «الفرقة المصرية الحديثة»، وأسندت إدارتها للفنان يوسف وهبي حتى أكتوبر عام 1956 وتولى الفرقة أحمد حمروش فوضع خطة طموح للنهوض بالفرقة واهتم بشباب المـؤلفين وعرفت الفرقة آنذاك باسم فرقة المسرح القومي.
ومنذ عام 1956، تم تقديم أعمال أولئك الكتاب الشباب، ومنهم نعمان عاشور وألفريد فرج ويوسف إدريس وسعد الدين وهبة وميخائيل رومان وانطلقت صحوة مسرحية شعرية، كان فارسها عبدالرحمن الشرقاوي وتبعه صلاح عبدالصبور ونجيب سرور، وعلى أثرهما جاءت أعمال فوزى فهمى، وسمير سرحان، ويسرى
وقت شهد فيه المسرح رواجا غير مسبوق بفضل كوكبة من الكتاب المسرحيين والمبدعين الذين دشنوا مرحلة جادة وجديدة في تاريخ المسرح المصري أبدعها زخم الخمسينات والحلم الثوري، ومن المخرجين عبد الرحيم الزرقاني ، وسعد أردش ، ونبيل الألفي ، وكرم مطاوع، وتألق عمالقة تمثيل المسرح على خشبته وفي مقدمتهم سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب ، وعبد الله غيث ، وحمدي غيث ، وشفيق نور الدين ، وحمدي أحمد ، وغيرهم. ,  كما اعتلى خشبة القومي حديثا كبار النجوم في مصر منهم نور الشريف وحسين فهمي وعزت العلايلي, ومحمود الجندي, نبيل الحلفاوي, ورشوان توفيق وعمر الحريري وغيرهم.  
 شهدت عروض المسرح القومي إقبالا جماهيريا عبر مشاركة فنانين كباراً في عروضه التي يبرز منها مسرحية ( مجنون ليلى), ( السلطان الحائر), (تاجر البندقية), «أهلا يا بكوات» ، ومسرحية «الملك لير», (الزير سالم ), (عطوة أبو مطوة), (الست هدى), (الناس اللي في التالت), ومؤخرا (ليلة من ألف ليلة), (المحاكمة), (اضحك لما تموت). وأخيرا قدم عرض (المعجنة) من تأليف سامح مهران وإخراج أحمد رجب, الذي توقف فجأة بسبب الخلافات بين ممثل ومساعد للمخرج, ثم (يعيش أهل بلدي) تأليف محمد بغدادي وإخراج عاصم نجاتي, أما آخر عرض قدم قبل التوقف لانتشار جائحة كورونا فكان عرض (المتفائل) والذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا وهو من بطولة سامح حسين وإخراج إسلام إمام.  وقد توقف العمل بسبب الجائحة أثناء البروفات النهائية وقبل الافتتاح بأيام قلائل لعرض مسرحية (هولاكو) والتي طالت أربعة سنوات, وهي من تأليف الشاعر فاروق جويدة وإخراج جلال الشرقاوي.
وقد مر على مبنى المسرح القومي عدد من مراحل التطوير بدأت فى عام 1940 عندما قررت الفرقة القومية أن تشغله وفيها تم تعديل خشبة المسرح وتغيير الأثاث بالصالة بالكامل وفرش الأرضية بالسجاد وإصلاح المداخل وبعدها هناك نقطتان هامتان فى مسار حياته المعمارية، الأولى هي التجديدات التي تمت عليه فى سنة 1960 والتي تمت بعد إنشاء مسرح القاهرة للعرائس 1959 وشملتها تعديلات جوهرية فى مبنى المسرح ، والثانية فى عام 1983 تمت تجديدات للمسرح والتي شملت تجديدات فى شكل المسرح خارجيا وتعديلات داخلية فى المسقط الأفقي وفي البنية العامة للمسرح وأعيد افتتاحه في 2 يناير1986.
وفى يوم 27 سبتمبر عام 2008 أثناء تولي شريف عبد اللطيف إدارة المسرح القومي, تعرضت خشبة المسرح وصالة العرض لحريق هائل الحق أضرارا بالغة بجميع عناصر مبنى المسرح وبعد رفع مخلفات الحريق قررت وزارة الثقافة إجراء مشروع ترميم وتطوير متكامل للمسرح القومي ليعود وبقوة لأداء دورة فى الحياة الفنية وبتجهيزات وامكانات القرن الحادي والعشرين وكان أكبر ضرر للحريق على المسرح تأثيره البالغ على جميع العناصر الإنشائية بالمبنى، بعد تعرضه للحريق استغرقت أعمال ترميمه 6 سنوات، وبلغت تكلفة ترميمه حوالى 104 ملايين جنيه.
 وفي ديسمبر 2014 تم إعادة افتتاح المسرح وشارك في حفل إعادة الافتتاح، رئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير الثقافة جابر عصفور ورئيس البيت الفني للمسرح فتوح أحمد. وكرم رئيس الوزراء خلال الحفل عددا من الممثلين والممثلات منهم أشرف عبد الغفور وحسن يوسف وحسين فهمي ورشوان توفيق وسميحة أيوب وسهير المرشدي وعبد الرحمن أبو زهرة وعزت العلايلي وفردوس عبدالحميد ومحمد وفيق ومحمود ياسين ونبيل الحلفاوي ونور الشريف ويحيى الفخراني إضافة للمخرج سمير العصفوري. وبين كل الفنانين كان للإداري الفذ فؤاد السيد نصيبا كبيرا في ارتباط اسمه بالمسرح القومي لما كلن لديه من مهارة فائقة في عمله كمدير للشئون المالية والإدارة شهد له الجميع باعتماد المسرح على جهوده وأفكاره وتفانيه في العمل طوال مدة خدمته. وقد تولى إدارة دار عرض المسرح القومي من قبل وحيد الشناوي وحامد شاكر ومحمد شوقي وجمال حجاج ويتولى إدارة دار العرض حاليا مصطفى عبد الحميد.
وقد تولى إدارة عموم المسرح القومي على مدار تاريخه عدد من كبار الفنانين قديما وحديثا منهم على سبيل المثال الشاعر خليل مطران, جورج أبيض, يوسف وهبي, أحمد عبد الحليم, سميحة أيوب, محمود ياسين,  محمود الحديني, توفيق عبد الحميد, خالد الذهبي, ويوسف إسماعيل وإيهاب فهمي وغيرهم.
 مسرح الطليعة
يقع مسرح الطليعة بموقع متميز بميدان العتبة، بوسط القاهرة, ويتضمن المسرح قاعتين للعرض أحدهما قاعة “زكي طليمات” للعروض الكبيرة، والثانية قاعة “صلاح عبد الصبور” للعروض التجريبية، وكان هذا المسرح في البداية مسرحا صيفيا يقع في حديقة المسرح القومي ويسمى ب “مسرح 26 يوليو”، ثم قامت إدارة المسرح عام 1979 (خلال فترة إدارة الفنان سمير العصفوري) باقتطاع جزء من القاعة الرئيسة للجمهور وحولته إلى قاعة تجريبية جديدة، وبالتالي أضيف لأنشطة المسرح قاعة اتسمت بالطابع الحداثي أطلق عليها أولا قاعة 79، ثم أطلق عليها بعد ذلك اسم الشاعر المبدع صلاح عبد الصبور. حيث قدمت أول أعمالها مسرحية (مسافر ليل) تأليف صلاح عبد الصبور ومن إخراج سمير العصفوري
.ويحيط بمسرح الطليعة مباني المسرح القومي, ومسرح القاهرة للعرائس. ويعد مسرح الطليعة هو مقر فرقة الطليعة أو كما كان يطلق عليها من قبل مسرح الجيب. التي لم يكن لها مقر ثابت وانتقلت بعروضها في عدة أماكن, حتى استقرت في حديقة الأزبكية بالمقر الحالي منذ عام 1973, أثناء تولي المخرج أحمد زكي إدارة الفرقة, وقد تم عمل تجديدات وإصلاحات في المسرح عدة مرات حتى وصل إلى مستواه الحالي. وكان آخر تلك التجديدات عام 2018 التي أغلق المسرح من أجلها وأعيد افتتاحه في أوائل عام 2019 بتقديم عرض في الانتظار بقاعة صلاح عبد الصبور وهو من تأليف سعيد حجاج وإخراج حمادة شوشة, أما قاعة زكي طليمات فقدم عليها في نفس التوقيت عرض شباك مكسور من بطولة أحمد مختار وتأليف رشا عبد المنعم, وإخراج شادي الدالي.
قدم على خشبة الطليعة العديد من الأعمال المتميزة منذ إنشائه , منها على سبيل المثال: جبل المغماطيس إخراج فهمي الخولي عام1974, دون كيشوت إخراج سناء شافع عام 1975, مولد الملك معروف إخراج سمير العصفوري عام 1975, ليالي شهر زاد إخراج محمود الألفي عام 1977, دقة زار إخراج محسن حلمي عام 1980, المخططين إخراج أحمد زكي 1983, فوت علينا بكرة واللي بعده إخراج سعد أردش عام 1984, العسل عسل والبصل بصل إخراج سمير  العصفوري عام1986, الصعود للقلعة إخراج ناصر عبد المنعم عام 1994, منوعات شعبية إخراج سعيد سليمان عام 1998, مخدة الكحل إخراج انتصار عبد الفتاح عام 2001, العشاء الأخير إخراج أكرم مصطفى عام 2007, حمام روماني إخراج هشام جمعة 2010,  الجلسة إخراج مناضل عنتر عام 2017, يوم أن قتلوا الغناء إخراج تامر كرم عام 2017, وغيرها مئات الأعمال الرائعة لا يسع المجال لذكرها كلها هنا. أما آخر عرض قدم بالطليعة قبل قرار الحظر لانتشار جائحة كورونا فكان عرض صبايا مخدة الكحل 2020 بقاعة صلاح عبد الصبور وهو للمخرج انتصار عبد الفتاح, وأيضا عرض حريم النار بقاعة زكي طليمات من تأليف شاذلي فرح وإخراج محمد مكي.
تولى إدارة عموم مسرح الطليعة عدد كبير من الفنانين منذ إنشاءه بحديقة الأزبكية كان أولهم المخرج أحمد زكي , منهم على سبيل المثال الفنانين سناء شافع, سمير العصفوري, محمود الحديني, محمود الألفي, محسن حلمي, وتوالت الإدارات الناجحة حتى اليوم حيث يتولى الفنان شادي سرور إدارته الآن.
يعتبر مسرح الطليعة مدرسة فنية أفرزت العديد من النجوم الذين اعتلوا خشبة المسرح واكتشف من خلالها عدد كبير من شباب الفنانين الموهوبين منهم على سبيل المثال: أحمد راتب, محمود الجندي, محمد أبو الحسن, محمود  الحديني, أحمد عقل , محمد محمود, طارق لطفي, وفاء صادق, على الحجار, سهير المرشدي, عبد العزيز مخيون, محمود القلعاوي, محمد فريد, السيد عزمي, فاطمة مظهر, أحمد حلاوة, صبري عبد المنعم, إبراهيم يسري, وغيرهم عشرات الفنانين نجوما وشبابا.
 ويستضيف مسرح الطليعة سنويا عروض المهرجان القومي للمسرح المصري, مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي.
وقد تولى إدارة عرض مسرح الطليعة عدد من المديرين الأكفاء, منهم: رزق إبراهيم وأميمة السيد ومحمد شافعي وأحمد خضر وحنان مهدي وجهاد السيد.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏