كثير من السينوغرافيا قليل من الأفكار.. ملاحظات على هامش الدورة الثلاثون لأيام الشارقة المسرحية

كثير من السينوغرافيا قليل من الأفكار.. ملاحظات على هامش الدورة الثلاثون لأيام الشارقة المسرحية

العدد 655 صدر بتاريخ 16مارس2020

 في لحظة فارقة داخل اتون الصراع المجازي بين الفرقة السيمفونية التي تعزف لحنا قويا وبين اصوات الرصاص والمدافع التي تتعالى مع اشتباك ميليشات المتطرفين ضد الجيش النظامي وذلك في ذروة العرض المسرحي سيمفونية الموت والحياة للمخرج محمد العمري- في لحظة فارقة داخل هذه المواجهة الصوتية والبصرية الشيقة التي تقسم المسرح إلى نصفين -وتتداخل فيها اصوات العزف مع طلقات الرصاص- ينسجم القائد العسكري المتطرف للدرجة التي يبدأ فيها بالعزف على سلاحه الطويل فينتبه لذلك المايسترو الذي يقود الفرقة في المواجهة المجازية ليسحب من يدي (الجنرال المتطرف) السلاح ويضع بدلا منه عصا المايسترو دلالة على لحظة الانتصار الرائعة للفن والقيم الجمالية والعقائد الإنسانية الإبداعية على كل سياقات التخريب والتطرف والكره والرفض النفسي لكل ما هو راق وملون ومختلف.
ولكن للأسف لا يتوقف العرض عند هذه الذروة الفكرية والنفسية والبصرية الجيدة ولكنه يستمر فيما يمكن أن نطلق عليه (انتكاسة ما بعد الذروة-anti-climax) ليستعرض لنا تاريخ الجنرال المتطرف واسباب تطرفه ثم تحوله المفاجئ وغير المبرر دراميا أو زمنيا – اي زمن التحول المطلوب لتحقيق الإقناع وصولا إلى لحظة النهاية التي يريد فيها أن يسمع عزف الفرقة التي أطلق صراحتا لموسيقى بحيرة البجع بينما تغادر الفرقة مسرعة وهو يلوح لها قبل أن يلقى مصرعه.
هذا التحليل الموجز للعرض المقدم من فرقة مسرح الشارقة الوطني والفائز بغالبية الجوائز الخاصة بالدورة الثلاثين لأيام الشارقة المسرحية (افضل عرض وأفضل مخرج وأفضل ممثل من غير المواطنين وأفضل إعداد موسيقي وأفضل إعداد درامي) يمكن أن يجعلنا نضع أيدينا على واحد من العناصر البارزة في تقييم هذه التظاهرة المسرحية الهامة، التي يمكن عبر متابعتها الوقوف على قراءة واضحة للحركة المسرحية الإماراتية، والتي بلا شك قد قطعت شوطا لا بأس به في سبيل الوصول إلى ما يمكن اعتباره مستوى من النضج ينضح بالخبرة المتراكمة.
عبر ستة أيام فقط – في تخفيض واضح لعدد ايام التظاهرة التي كانت تصل إلى اثنا عشرة يوما في الدورات السابقة- عرضت الأيام سبعة مسرحيات داخل مسابقتها الرسمية وثلاثة مسرحيات خارج المسابقة بالأضافة إلى ثلاثة عروض مستضافة منها عرض واحد فقط خارج سياق الإنتاج المحلي لدولة الأمارات وهو العرض الجزائري جي بي أس من إعداد وإخراج محمد شرشال وهو العرض الفائز مؤخرا بجائزة مهرجان الهيئة العربية للمسرح – الذي نظم في الأردن- وهي الهيئة التي اسستها حكومة الأمارات للأعتناء بسياقات المسرح العربي واستقر اعضائها في إمارة الشارقة الوجه الثقافي والمسرحي الأبرز لأتحاد الأمارات.
ما سبق واشرنا إليه في بداية حديثنا عن ابرز عروض الأيام يمكن اعتباره سمة اساسية من سمات العروض التي شاركت في مسابقة الدورة الثلاثين، ونعني به التركيز على الشكل بمختلف تجلياته (ديكور وسينوغرافيا وحركة ممثلين وإضاءة وحتى شريط الصوت) في مقابل تواضع للمضمون أو مباشرة أو استبعاد لأسئلة العمق والثقل والطزاجة سواء في الطرح أو التناول أو المعالجة المسرحية.
يعرف ماركيز فن الكتابة بأنه فن الاستبعاد وان الكاتب الجيد يعرف بما يستبعده وليس بما يضيفه، وعليه يمكن القول أن غالبية عروض الأيام مع تفانيها البصري الواضح في محاولة تحقيق صورة مسرحية قوية ومؤثرة افتقدت إلى حد كبير أولا إلى قوة الفكرة وثانيا إلى فن الأستبعاد، وابرز مثال على ذلك ما اشرنا إليه بخصوص العرض الحائز على غالبية الجوائز الأهم هذا العام، فهناك فرق شاسع بين الذروة الدرامية والمعنوية والفكرية للعرض والتي تتجلى في لحظة سحب المايسترو للسلاح من يد الجنرال المتطرف ووضعه عصا المايسترو بما لها من دلالات فنية وجمالية وبين استكمال العرض لمجرد تحقيق ذروة أخرى بصرية أو شكلية تتمثل في مقطع مونودرامي كامل (اداء ممثل واحد) لكي يسرد الجنرال تاريخ شخصيته ثم المشهد الأخير حيث ترحل الفرقة وهي تعزف لحن تشايكوفسكي على اطلال المعسكر المتفجر والجنرال القتيل.
فخلفية الجنرال في الحقيقة لا تعني النص ولا الفكرة لأنه ايا كانت خلفيته فهو رمز أيقوني واضح لكل ما هو متطرف ومنغلق وسوداوي وغارق في ظلامية الفكر والسلوك، وسواء تربى تربية سوية أو انضم دون اراداته إلى بدافع المصلحة أو التدين أو ايا كان، فإنه يظل نموذجا للدواعش أو غيرهم واللحظة التي يتخلى فيها عن السلاح في مقابل عصا المايسترو هي لحظة انتصار الفرقة الموسيقية بكل ما تمثله من نور وجمال وابداع وإنسانية ورقي وليست لحظة عزفها لموسيقى بحيرة البجع بينما تبتعد هاربة بعد أن اطلق الجنرال المتحول أو المرتد عن ظلاميته سراحها.
أن هذا هو ما قصده ماركيز تحديدا بفن الأستبعاد، وهو في الأساس عنصر الغرض منه تكثيف الشكل من اجل ايصال الحد الأقصى من المضمون، وهي الأشكالية الأكثر وضوحا كما سبق واشرنا في غالبية اعمال الدورة، فالرغبة في استعراض الأمكانيات الخاصة بالخيال البصري تتعارض مع مبدأ التكثيف وتتسبب في تشوش الأفكار أو تسطيحها لمجرد أن يتبلور الشكل في جماليات مؤثرة دون أن يكون لها قوة النفاذ إلى ما هو ابعد من امتاع العين أو بهاء الرؤية.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن عمل سيمفونية الموت والحياة هو عمل مقتبس عن نص روائي (رواية الجنرال ل آلان سيليو) وقد قام بالأعداد المسرحي لها الكاتب اسماعيل عبد الله ولكنه في غمرة هذا الإعداد القائم على استبدال الجنرال الفاشي بقائد عسكري داعشي متطرف وعلى استبدال الحرب الأهلية في الرواية بالحرب القائمة بين الدواعش والجيوش النظامية في سوريا والعراق، في هذا السياق لم يقم الكاتب بتعريب كافة العناصر التي يمكن أن تقرب الأفكار والواقع الخاص بالنص من المتفرج العربي أو المحلي ! حيث حافظ على عنصر أن الفرقة هي فرقة سيمفونية أرسلت للجبهة للترفية عن الجيش النظامي في حين أن نصائح التعريب كانت تشير إلى أن الفرقة في حالة كونها فرقة موسيقى تراثية لشكلت سياق فارق مع العرض شكلا ومضمونا خاصة على مستوى التلقي وتحقيق مساحة الإيهام المطلوبة لتمهيد ذهنية المشاهد للاقتناع والتشبع بأفكار العرض وسياقاته القائمة على الحرب بين النور والظلام أو بين الموسيقى/الحياة التي تمثلها الفرقة والموت/التطرف الذي يمثله قائد الجناح العسكري للميليشيات الموهومة بمخدر الحرب المقدسة ورفع راية الدين والله.
ولكن مع كل ما سبق لا يمكن انكار وجود حالة من النشاط الإبداعي الخاص بالخيال الموحي والطزاجة التعبيرية المتمثلة في عناصر الديكور والسينوغرافيا داخل العرض – حصل العرض أيضا على جائزة افضل ديكور – خاصة فيما يتعلق باستخدام ألواح بيضاء مطاطة على جانبي الخشبة لتشكيل الفراغات سواء في مستواها المجازي كلا وعي شباب المتطرفين حيث تهوم افكار القائد الذي يحشدهم لقتال في هيئة غرف او «اعداء الدين» أو كتشكيل رمزي لساحات المعسكر أو قضبان القطار الذي كان يحمل الفرقة إلى الجبهة والذي سقط ايضا بالمناسبة من سياق التعريب، حيث أن القطارات ليست وسيلة مواصلات «عربية» شهيرة ولكنها الوسيلة الغربية التي ترد في العمل الروائي، بينما في الواقع العربي فإن الشاحنات هي الوسيلة الاكثر قربا لذهنية المتلقي.
على هامش الأيام
 كما سبق وأشرنا فإن المتابع لأيام الشارقة في دورتها الثلاثين يمكن له أن يلتقط بسهولة عدة ملاحظات على هامش العروض المقدمة سواء داخل أو خارج المسابقة، وهي الملاحظات التي يمكن أن تشكل نصائح مباشرة لصناع المسرح في الأمارات خاصة مع تكرارها بشكل اقرب للظاهرة منها للمظاهر الفردية.
الملاحظة الأولى هي ضرورة ان يتمثل المؤدي الأداء المسرحي في شقه الحواري بشكل واضح ومتقن فغالبية العروض تعاني من اداءات كلامية سريعة جدا حتى المضغ والدمج كأن الممثل يؤدي الدور أو ينطق الحوار وثمة من يطارده، يعاني غالبية الممثلين في العروض من تلك الحالة الغريبة في نطق الكلمات والجمل سواء كانت عربية فصحى أو باللهجة المحلية الدارجة وهو ما يمثل صعوبة في المتابعة وفقدان الملتقى للشعور بالشخصية أو تمكنه من فهم ما تقول وبالتالي انفصاله التدريجي عن الحالة المسرحية ككل والتي لا تعوضها أي ديكورات أو سينوغرافيا خاصة في العروض التي تعتمد بالأساس على الحوار في سرد الحكاية وتطوير الموضوع الدرامي.
الملاحظة الثانية هي ذلك الميل من قبل صناع العروض سواء الشباب منهم أو الكبار إلى الذهاب باتجاه اشكال من التجريد والفانتازيا والواقعية السحرية وهو ما يتجلى في عروض مثل صبح ومسا إخراج حافظ أمان واشياء لا تصلح للاستهلاك الأدمي إخراج حسن رجب ولير ملك النحاتين إرخراج سعيد الهرش وأين عقلي يا قلب إخراج أحمد الأنصاري، حيث تدور أحداث وتفاصيل هذه العروض في فضاءات اجتماعية ونفسية وسياسية مجرد ومبهمة أو فانتازية مغرقة في الخيال، وهي بالطبع اتجاهات لا غبار عليها من ناحية الشكل ولكن يظل السؤال هو مدى ما تخدم به هذه الأشكال المضامين التي تطرحها الأعمال ودرجة طزاجتها وقوتها الفكرية، ففي عرض صبح ومسا يصبح السياق العام هو اننا أمام مجتمع يعاني من ازدواجية كبيرة نتيجة أن السلطة السياسية تقرر تحويل بيت للعاهرات (زهرة اللوتس) إلى مصح للمجانين وكبار السن رغم ان المجتمع الحالي للمدينة التي تدور فيها الأحداث تشكل بناء على ما تقرر في هذا البيت الغريب قبل سنوات ولكن بعد ان صعدت السلطة إلى الحكم نكرت جميل هؤلاء وحولتهم لمجموعة من المجانين!
وفي اشياء لا تصلح للاستهلاك الأدمي يحاول العمل الوقوف على فكرة فلسفية مفادها أن الحياة لا يمكن أن تستمر سوى بقليل من الشرور والخصال غير الحميدة التي يحتاجها البشر من أجل أن يتمكنوا من البقاء على قيدها، وهو اقرب لمعالجة مسرحية لرواية الأديب المصري يوسف السباعي ارض النفاق، حيث يقرر أحدهم ان يقوم مع مجموعة من زملائه بجمع النفايات البشرية المتمثلة في الخصال غير الحميدة والأخلاق الفاسدة وبعد أن يتمكنوا من تطهير المجتمع منها يكتشفون أن عليهم إخراج بعضها من برميل النفايات لكي يساعدوا به البعض من أجل الحصول على حقوقهم وحل مشاكلهم كالقسوة والنفاق وما إلى ذلك وبالتالي تصبح المثالية المفترضة أو المجتمع اليوتوبي فكرة غير قابلة للتحقق على ارض الواقع لأنها ستؤدي إلى فشل المنظومة الاجتماعية كلها وضياع حقوق البعض وفشل الآخرون في نيل ما يستحقون، وهي فكرة جدلية تحتاج إلى درجة من الحساسية الفكرية في التناول خاصة مع تمثل المجتمع سينوغرافيا في صورة مكب نفايات ضخم وتحويل الأخلاق الفاسدة إلى اكياس زبالة يتم جمعها ثم إعادة توزيعها بل واسقاطها على الجمهور في الصالة في نهاية العرض على اعتبار أن كل منها يحتاج إلى بعض من هذه النفايات الأخلاقية لكي يتمكن من العيش والنمو في الحياة!- حصل العمل على جائزة افضل أزياء
الملاحظة الثالثة هو ظهور الخطاب الخاص برثاء الاندلس في عرضين وهما سمرة من إنتاج مسرح ياس وتأليف وإخراج مرعي الحليان وبكاء العربي إنتاج جمعية دبا الحصن للثقافة والتراث المسرحي وإعداد وإخراج مهند كريم، فكلا العرضين يتباكيان بشكل واضح على ضياع الأندلس وأيامها المفعمة بالشعر والغزل والموسيقا الأول عبر فرقة تراثية تنتظر دورها في مهرجان موسيقى وعندما يتأخر الدخول يبدأ افرادها في التدريب عبر استعادة اشعار ابن زيدون الوزير العاشق وشعره الرومانتيكي في غزل ولادة بنت المستكفي والثاني عبر التوقف أمام ليلة سقوط غرناطة حين يذهب عبد الله الصغير إلى فرناندو لكي يتفق معه على تسليم مفاتيح أخر مدن العرب في الأندلس ليلة الخروج الكبير بعد ثمانمئة سنة من الوجود العربي في اسبانيا.
يعاني كلا العرضين من تشوش الرؤية والغرض الدرامي بشكل واضح، فالأول يقفز من المعاناة الخاصة لأفراد الفرقة مع سياقات الانتظار والإهمال والتأخير -قبل صعودهم إلى خشبة المسرح لتقديم فقرتهم- إلى تلك الاستعادة غير المبررة لحكاية ابن زيدون وولادة دون أن يكون ثمة رابط واضح بين المعاناة والاستعادة لمجد زائل أو تراث ذاهب، ومع وجود الكثير من الأفيهات والقصدية في الأضحاك دون مبرر، بينما في العرض الثاني لا نتمكن من العثور على الغرض الدرامي الخاص باستدعاء لحظة السقوط التي لا تنسى في تاريخ الحضارة العربية وقت نهضتها، فما الذي يمكن اسقاطه على الواقع الحالي من الماضي البعيد عبر لحظة ضياع الأندلس نهائيا، وماذا يمثل كل من عبد الله الصغير وفرديناندو فيما عالمنا المعاصر؟ هذا عغلى مستوى المضمون أما على مستوى الشكل فثمة تلك التساؤلات حول الضرورة الفنية لحديث الممثل الذي يقوم بدور فرديناند بالعربية ذات المخارج الأسبانية مع لثغة واضحة غير طريفة بل ومرهقة في متابعة الحوار عبر وجودها على لسان الممثل طول الوقت، بالإضافة إلى التساؤل حول السبب في جعل المهرج بهلول أمين سر الملك عبد الله وخائنه في نفس الوقت من أصل مغربي ويتحدث اللهجة المغربية! هل في هذا إشارة باطنية أو مباشرة من أي نوع تخص اسباب الضياع ؟ وما فائدة الكم الهائل من التجريد والرمزية على مستوى الديكور والسيوغرافيا والتصميم الحركي التعبيري في مقابل المباشرة الكبيرة في الطرح والحوار وغياب الهدف الفكري والسياسي من وراء صناعة عمل يرفع خطاب الرثاء والاستعادة دون انعكاس حقيقي على اللحظة الآنية واقعيا أو تاريخيا!!
أما الملاحظة الرابعة والأخيرة فتخص غياب النصوص الفائزة بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي عن خشبات العروض داخل الأيام، وهي ملاحظة نتوجه بها إلى دائرة المسرح ! ففي كل عام تعلن الأيام عن فوز أحد الكتاب المحليين بجائزة التأليف المسرحي ومبلغ مالي محترم ولكن هذا النصوص الفائزة يبدو أنها لا تجد طريقها إلى أن تتحول لعروض حية وتقدم على خشبة المسرح خلال الأيام في الدورات التالية!! وهو امر غريب ويستحق الدراسة خاصة مع تواضع مستوى العديد من النصوص المشاركة في الأيام وشكوى صناع المسرح المحلي من عدم وجود نصوص قوية! أو اللجوء إلى سياقات رمزية وفانتازية كما سبق واشرنا أو خطابات لا محل لها من الأعراب الواقعي والتاريخي كما تحدثنا في الملاحظة السابقة.
نتصور أنه ثمة ضرورة لأن يصبح سياق الفوز بجوائز التأليف المسرحي شاملا ليس فقط على الجانب المادي ولكن على الجانب الإنتاجي – الأكثر قوة وتأثيرا وحضورا وتخليدا للنص من الجانب المادي- وبالتالي يصبح للجائزة وللأيام دور حقيقي في تغذية المشهد المسرحي الإماراتي بروافد درامية وفكرية تساهم في تطور ونمو الحركة المسرحية بالإتحاد عاما بعد عام، بل وتصبح مثلا يحتذى به في الجوائز والمسابقات المماثلة على المستوى المحلي والإقليمي على حد سواء.


رامي عبد الرازق