المسرح في المؤسسات التعليمية ما بين النظرية والتطبيق محاولة للتنظير للمسرح التعليمي(6)

المسرح في المؤسسات التعليمية ما بين النظرية والتطبيق محاولة للتنظير للمسرح التعليمي(6)

العدد 652 صدر بتاريخ 24فبراير2020

المفاهيم التربوية والفنية لمسرحة المناهج
أولاً: المفاهيم التربوية والتعليمية:
تعتبر معظم الأفكار التي يعتمد عليها المسرح التعليمي (مسرحة المناهج)، جزءا من الفلسفة التربوية العامة، التي أبدعتها العقلية الإنسانية عبر السنين، ومن أهم هذه الفلسفات ما يدور حول (اعتبار الطفل محور العملية التعليمية) Education as child centered، والذي يرجع الفضل في المناداة به إلى جان جاك روسو Jean Jacques Rausseaa في القرن الثامن عشر، وهذا المبدأ الفلسفي – والذي يعتبر اليوم واحد من أهم الأسس التي تقوم عليها التربية والتعليم – يقول: “لا يجب أن نعامل الطفل بوصفه كائنا صغيراً، بل يجب أن نفهم احتياجاته واهتماماته، وبالتالي ننطلق من هذه الاحتياجات والاهتمامات التعليمية باعتبار أن الطفل هو محور العملية التعليمية، بمعنى أن العملية التعليمية برمتها يجب أن تنطلق من الطفل، من خصائصه، واحتياجاته، واهتماماته”.
من جانب آخر، جاء الاعتقاد “ بأن الأداء الفعلي لشيء ما، يكون أكثر تأثيرا في التعليم، عن أن نكتفي بتلقين المعلومات عنه، جاء هذا الاعتقاد ليشكل مدخلا هاماً لمسرحة المناهج والمسرح التعليمي بشكل عام، لارتباطه بالمفهوم التربوي “التعليم من خلال الخبرة “Learning Through experience” وهو الأسلوب الذي تقبله العالم أجمع، والذي يعتمد على “مشاركة الطفل المستمرة في ممارسة الأنشطة، تحت إشراف المعلم، بما يحقق له القدرة على الربط ما بين النشاط (الذي يدور حول خبرة حياتية) وما يتعلمه من موضوعات أكاديمية”.
والخبرة هي “محصلة ما يكتسبه الفرد ويتعلمه من قيم ومعارف ومهارات سلوكية، من خلال تعرضه لمواقف من الحياة يتفاعل فيها مع الآخر والمجتمع، وتؤثر في سلوكه واتجاهاته وردود أفعاله، وتظهر في مواقف مشابهة مستقبلا، وتصبح سمة من سمات الشخصية”.
والخبرة الإيجابية هي التي تتفق مع ثقافة واتجاهات الجماعة، وتحظى بموافقتها وتساعد على تطور الفرد والجماعة.
ويرتبط اكتساب الخبرة وتعلمها عن الطريق غير المباشر، بقدرة المصدر الذي يستقي منه الفرد الخبرة ويتمثلها على التأثير في الفرد، وهو ما يعرفه أصحاب نظريات التعلم الاجتماعي “بالنموذج”. فهم يقولون بأن الفرد يتعلم أنشطته وسلوكه عن طريق ملاحظة الغير وتقليدهم عند الاقتناع بهم ثم التوحد معهم، وأن الأطفال أكثر إيجابية في تعلمهم، فالطفل يلاحظ ويتوحد، ويقلد، ما يراه ويسمعه من خبرات.
وانطلاقا من بدأ التعليم من خلال الخبرة ظهرت الكثير من الأفكار والنظريات التربوية الحديثة، والتي تضمن تقرير اللجنة الاستشارية للتعليم الأولى عام 1930 معظمها – Report of the consultative committee on the primary school, HM SO1930 ومن أهم تلك الأفكار ما ارتبط بالأدوار الحديثة التي يمكن للمدرسة أن تلعبها في حياة الطفل، وكما جاء في التقرير: “ليست المدرسة الجيدة، مكانا للإرشاد والتعليم الإجباري، بل لابد وأن تكون مجتمعا من الكبار والصغار – يتفاعلون ويشاركون من خلال الخبرات المشتركة co-operative experiments في العملية التعليمية..
كما اقترح التقرير أيضاً، بالنسبة للمناهج التعليمية، أن تعتمد على ما يعرف بالأنشطة والخبرات، بدلا من تلقين المعلومات الحقائق، التي تخزن في عقول الأطفال، وكان من أثار هذا المنهج، ظهور التركيز حول الاهتمامات (Center of interest) والذي اعتمد على موضوعات تحفز على العمل الجماعي.
ساعدت هذه الفلسفات بجانب أعمال علماء النفس كبياجيه، على التأكيد على أهمية اللعب بالنسبة لتعليم الطفل، وعلى بدء توظيف الدراما ضمن عناصر الأنشطة التعليمية، خاصة دراما الطفل أو الدراما الإبداعية، والتي قنن لها بيترسليد، بكتاباته وتجاربه حول “دراما الطفل”، وما أن جاء عام 1970، حتى بدأت فكرة استخدام المسرح في التعليم (T.I.E) theatre in education وظهرت الفرق المحترفة التي تمارس هذا الفن، بشكل مغاير للدراما الإبداعية، واعتمدت في برامجها ومسرحياتها على العديد من المناهج التربوية والتعليمية والتي ذكرنا أهمها.. بجانب بعض النظريات المسرحية والتي تشكل المفاهيم الفنية لمسرحة المناهج.
ثانياً: المفاهيم الفنية (المسرحية):
كان للتطور الكبير في الأفكار والنظريات والأجناس والتقنيات التي أثرت الحركة المسرحية في أوروبا، الدور الكبير، في ظهور المسرح التعليمي، خاصة ما جاء به الشاعر والمخرج المسرحي الألماني بيرتولت بريخت في مسرحه الملحمي.
ويمكن تحديد أهم الأفكار التي جاء بها بريخت وأثرت على المسرح التعليمي في :
1. آمن بريخت بأن المسرح ليس هدفا في ذاته، بل هو وسيط للتواصل، وحتى يحقق هذا، يجب أن يتناول تلك الموضوعات وثيقة الصلة بمفهوم وقضايا الإنسان العادي حتى يتمكن من فهمها، وتناول في مسرحة عدد المسرحيات ذات الطابع التعليمي، التي تدعو الجماهير إلى إعمال الفكر بالنقد والتحليل والمناقشة للموضوعات التي تقدمها.
2. من الأفكار الهامة التي استفاد منها المسرح التعليمي مفهوم الاغتراب Alination  عند بريخت، والذي يعتمد على تقديم الخبرات الحياتية على المسرح بأسلوب يؤكد على أسبابها، تبعا لمبدأ العلية، ويقدمها بالشكل الذي لا يسمح للمشاهد بالاندماج الكامل مع ما يراه، بل ليخلق بين المشاهدين والعرض المسرحي مسافة جمالية، لا تسمح له بالإندماج الكامل فيما يراه بل تجعله يشعر وكأنه في عالم مع ما فيه من واقعية، إلا أنه يبدو غريبا عنه، والمطلوب منه أن يفكر فيما يراه من أجل مناقشته ومحاولة تغييره.
وهكذا حاول المسرح التعليمي في أعماله أن يخلق عالم يمكن الاعتقاد في وجوده، له أساس من الواقع، لكنه يدفع المشاهد إلى التفكير في علية ما يراه، فيصبح بذلك على وعي بالمشكلة التي تعرض أمامه، ويحاول التفكير فيما يناسبها من حلول.
3. كما دعا بريخت أيضاً في مسرحة إلى استخدام أقل عدد من الممثلين، للتعبير عن الأحداث، واستخدام أقل عدد من الأدوات والديكورات، حتى يبعد عن الإيهام الكامل ويبدو ما يراه المشاهد مألوفا له، لكنه غريباً عنه في نفس الوقت. وقد تأثر بريخت هنا من “مسرح النو” الياباني الذي كان يقدم عروضه من المسرحيات التقليدية في حيز خال، وبعناصر قليلة من الديكور التي يكون لها دلالة مباشرة فقط، وفي كثير من الأحيان كان الممثل يتوجه مباشرة إلى الجمهور بحديثة، كما كان الممثلون يستخدمون عادة الأقنعة الخالية من أي تعبير.
4 - وأخيرا استفاد المسرح التعليمي من ظاهرة الراوي التي جاء بها المسرح الملحمي تلك الشخصية التي تقدم الأحداث الرئيسية، وتربط بين المشاهد والمسرح، ويوجه المناقشات، وتتعدى شخصية الراوي هنا مجرد الرواية وربط الأحداث والمشاهد إلى.
‌أ- تلخيص الزمن من خلال السرد، فبكلمات قليلة يذهب بالأحداث سنوات.
‌ب- إحداث التأثير المكاني، فمن خلال الوصف والتعبير بالحركة، ينقلنا إلى العديد من الأماكن دون الحاجة إلى تغيير مناظر أو ديكور.
‌ج- التعليق على الأحداث وإدارة المناقشات بين المسرح والمشاهدين.
‌د- التدخل في سير الأحداث والتجاوب معها.
أي أن الراوي هنا يقوم بدور المعلم في المسرحية التعليمية. أو أن المعلم يقوم بدور الراوي في المسرح البريختي.
هذا هو مسرح المناهج، وهذه أهم المفاهيم التربوية والفنية المسرحية التي اعتمد عليها المسرح التعليمي في مسرحته للمناهج، الشق الأهم من المسرح التعليمي داخل المؤسسات التعليمية، والذي أثبت جدواه في المساعدة في العملية التعليمية من خلال المسرحية التعليمية، والعرض المسرحي داخل الفصل المدرسي.
ما المقصود بالمسرحية التعليمية ؟
  قبل التعرض لفنية كتابة المسرحية التعليمية، أرى لزاما أن أوضح في البداية بعض المفاهيم والقواعد الإرشادية والخصائص، التي يفضل الاسترشاد بها قبل كتابة المسرحية التعليمية، وتساعد على مزيد من الفهم لها وهي تأتي في محورين:
أولاً: المفاهيم والقواعد الإرشادية لعملية كتابة المسرحية التعليمية.
ثانياً: خصائص “عناصر البناء الدرامي” للمسرحية التعليمية.
أولاً: المفاهيم والقواعد الإرشادية لعملية كتابة المسرحية التعليمية:
 بداية، هناك مجموعة من المفاهيم المتفق عليها، بالنسبة لتوظيف المسرح في العملية التعليمية عامة، وللمسرحية التعليمية خاصة، والتي لابد أن يؤمن بها كل من يرغب فى كتابة المسرحية التعليمية، وهذا لا يعني أن هذه المفاهيم تعتبر دستوراً ثابتاً جامداً في هذا المجال، بل هي عبارة عن مؤشرات تقود للعمل المناسب، وبالتالي فهي تخضع لعوامل التطور مثلها مثل كل المفاهيم والمبادئ التي تميز الأعمال الإبداعية، وعلى سبيل المثال، كانت المفاهيم المرشدة للعمل في مسرحة المناهج وخضوعا لحتمية التطور المؤسس على النقد العلمي، تطورت هذه القواعد والمفاهيم، لتصبح الأن في شكل أكثر معقولية، ومناسبة لأهداف المسرحية التعليمية، وأن كان المطاف لم ينتهي بها بالطبع عند هذا الحد.
لذلك نرى اليوم أن أهم القواعد الإرشادية والمفاهيم المرتبطة بالمسرحية التعليمية تتضمن:
1. إعتبار المسرحية التعليمية عنصرا من عناصر المسرح التعليمي، فهي تجمع ما بين خصوصية الكتابة المسرحية، والوسيلة التعليمية.
2. حتى ولو رأى البعض أن هناك اختلافا في الهدف العام بين كل من المسرح (الذي يسعى للمتعة والتسلية) والتعليم (الذي يسعى إلى اكتساب المعرفة الأكاديمية) إلا أن العمليتين في النهاية تتشابه بشكل كبير في هدف أساسي عام، وهو تقديم الخبرة الحياتية وتسهيل الفهم. لذلك لابد وأن يكون هناك توازنا في استخدام عناصر المسرح والعناصر التعليمية، بمعنى أن الاغراق في تقنيات الكتابة الدرامية، وابداع عوامل جذب وتسلية وإمتاع في البناء الدرامي، قد تصرف النظر عن الاهتمام بالعناصر التعليمية، والاغراق في التعليمية، ومناقشة العناصر الدراسية، قد يضعف بناء المسرحية التعليمية، ويفقدها القدرة على جذب التلاميذ.
3. تستمد المسرحية التعليمية عناصرها من مصادر المناهج الدراسية والنظم التعليمية، وتوظف لمساعدة المعلمين على تحقيق مزيدا من التفسير والفهم، للموضوع الدراسي الذي تتناوله المسرحية.
4. المسرحية التعليمية، لابد وأن تأتي كنتاج للمشاركة بين المعلمين والفنانين والتلاميذ والمؤلف، ويتم إبداعها في ورش عمل تسبق إبداعها، ويجب أن تلحق بجلسات متابعة ونقاش لتطويرها وتصحيح أي قصور يظهر بها بعد الكتابة.
5. يمكن استخدام كافة الأجناس والأساليب والمناهج الدرامية المعروفة، في فنية كتابة المسرحية، لكتابة المسرحية التعليمية، وإن كان الأسلوب الواقعي هو الأكثر شيوعاً في الاستخدام.
6. يمكن في صياغة المسرحية التعليمية، الاستخدام المجازي لبعض الأحداث التاريخية، الخيال العلمي، الاستعراضات، الكوميديا، الميلودراما، أو أي عنصر فني آخر. يساعد على تحقيق الأهداف.
هذه أهم المفاهيم التي تشكل القواعد الأساسية لإرشاد فرق المسرح التعليمية T.I.E، أو كتاب المسرحية التعليمية، وكما تتبع اليوم في معظم الفرق العالمية عامة والإنجليزية خاصة.
ثانياً: عناصر البناء الدرامي للمسرحية التعليمية:
وما يهمنا هنا هو الخصائص العامة لعناصر البناء الدرامي الداخلي للمسرحية التعليمية.
1 - الفكرة: عندما نحاول أن نعد مادة تعليمية إلى نص درامي يجب أولاً أن نهتم بالفكرة وهي تعني التيمة التعليمية الأساسية أو المفهوم التعليمي الأساسي الذي نحاول من خلال توظيف فن العرض المسرحي تبسيطه وشرحه للمتلقي”.
هناك عدة شروط يجب توافرها في هذه الفكرة:
أولاً: بالنسبة للمؤلف
ثانيا: بالنسبة للمتلقي
أولاً: بالنسبة للمؤلف:
هناك شرطين أساسين بالنسبة للفكرة لدى المؤلف:
أ‌- وضوح الفكرة.
ب‌- التزود بالمعلومات حول الفكرة.
أ- وضوح الفكرة:
من منطلق أن فاقد الشئ لا يعطيه فيجب أن تكون الفكرة أو التيمة التعليمية التي يود المؤلف التعرض لها واضحة تماماً في ذهنه ويتمثل هذا الوضوح في وضوح كافة معالمها وتحديد كافة العناصر المركبة والمتداخلة في تكوين الفكرة.
مثال:  فإذا كان الموضوع حول الماء، فيجب تقديم خصائص الماء. فوائدة كيف يمكن الحافظ عليه.
 ولو انتقلنا إلى الفكرة التعليمية فيجب أن تكون واضحة بالنسبة للمعد ويجب على المعد أن يجمع كافة المعلومات والحقائق والثوابت التاريخية حول الفكرة لتكون واضحة لديه تماماً بكل أبعادها ثم بإعمال الخيال يستطيع أن يبدع من خلالها ما يتناسب مع رؤيته حول هذه الفكرة.
 ب- التزود بالمعلومات العلمية حول الفكرة:
يجب أن تتوفر للمؤلف المادة العلمية الكافية التي تتيح له الاختيار بحرية، بما يساعده على إعداد التيمة العلمية درامياً لأن الفكرة في ذاتها وفي حدود المعلومات التي يستقيها من مصدر واحد، - قد يكون المنهج الدراسي الذي يعتمد عليه- قد لا تكفي لإثارة خياله سواء كان ذلك لاختيار المعادل الموضوعي أو الشكل الفني الذي يمكن صياغة هذه الفكرة من خلاله ولكن الثراء في المعلومات والمعرفة حول الفكرة يسمح له بحرية أكثر في الاختيار والإبداع.
ثانيا: خصائص الفكرة بالنسبة للمتلقي:
1. أن تكون هذه الفكرة ضمن اهتمامات هذا المتلقي بمعنى أنه يجب أن يشعر المؤلف أو المعد بأن هذا المتلقي يهتم بهذه الفكرة وأنه في حاجة فعلاً إلى شرحها وتبسيطها أو فهمها وأنها تحتل من اهتماماته مكان ذو أهمية.
2. أن تكون صياغة الفكرة في مستوى النمو العقلي والإدراكي والمعرفي بالنسبة للمتلقي، فعندما أخاطب الطفل الصغير توجد مجموعة من العوامل يفضل التعامل بها وهي الحوار البسيط – المعلومة البسيطة- استخدام مسرح العرائس، وبالضرورة ستختلف هذه العناصر لو حاولنا أن نخاطب طفلاً في مرحلة عمرية أكبر فلن تبهره العروسة أو المعلومة البسيطة.
3. أن تجيب الفكرة على تساؤلاته حيث أن الفكرة التي لا تستطيع الإجابة على تساؤلات التلاميذ أو التي يشعر التلاميذ من خلالها أنها لاتقدم إليهم المزيد عما يعرفوه حولها، ينصرفوا عنها.
2 - الموضوع:
 يقصد بالموضوع الحدث العام الذي سنحاول من خلاله عرض الفكرة المراد إعدادها درامياً بشكل يسمح بعرضها على التلاميذ داخل الفصل بأسلوب غير مباشر يعتمد على القدرات الدرامية لفن الكتابة وفن المسرح، لذلك يجب أن يكون الموضوع معادلا موضوعيا للفكرة التي نريد علاجها، بمعنى أن يكون الحدث الذي يشكل الموضوع مساويا وشارحا لهذه الفكرة. وعلى سبيل المثال لو كانت الفكرة التي سنحاول أن نطرحها من خلال المسرح التعليمي هي : التعريف بأنواع البكتريا فلابد أن يكون الموضوع قائما على هذا التعريف ويطرحه بشكل مباشرة بمعنى أننا قد نقدم هذه الفكرة من خلال موقف أو حدث يدور بين صديقين أحدهما يريد أن يتناول طعاما من الباعة الجائلين وصديقة الآخر يحذره من خطر هذا الطعام ولكن الصديق (أ) يصر على رأيه وفعلا يتناول طعاماً من أحد الباعة الجائلين وبعد فترة يبدأ يشعر بالألم في بطنه وعند عرضه على الطبيب تكتشف أنه قد أصيب بنوع من التسمم نتيجة وجود نوع من البكتريا الضارة التي تعرض لها الطعام المكشوف من جهة أخرى يوصي له الطبيب بنوع من الأمصال مثلا فيسأل الصديق(ب) وكيف يمكن أن نتجنب أخطارها فيشرح له الطبيب أن هناك نوع من البكتريا لا يضر بل يفيد الإنسان.
 في هذا الموقف قدمنا الفكرة الأساسية من خلال موقف درامي متضمنا للصراع بين فكرتين وهما:
- الرغبة في تناول طعام مكشوف  2 - رفضه
 ويحسم الصراع لصالح الرأي الثاني ويحل باكتشاف البكتريا الضارة، وفي سياق الأحداث نتعرف أيضا على نوع أخر من البكتريا النافعة.
 خصائص الموضوع الجيد:
. أن يكون معادلا للفكرة شارحا لها بشكل غير مباشر.
. أن يكون في حدود الواقع والمنطق المناسب لقدرات الطفل العقلية.
. أن يكون من السهل إعداده دراميا بقدر إمكانيات أخصائي المسرح.
. أن يكون سهل التنفيذ بأقل الإمكانات.
. أن تكون عناصره مناسبة للمادة والفكرة والإمكانات العقلية والإدراكية والخبرات للتلاميذ المستهدفين.
3 - الحبكة:
 ويقصد بها ترتيب عناصر الموضوع بالنسبة للزمن بمعنى أنه في الموضوع السابق نجد أن عناصر الموضوع يمكن تقسيمها كما يلي:-
1. إحساس الصديق (أ) بالجوع.
2. رغبته في تناول طعام مكشوف.
3. الصديق (ب) يعارض هذه الرغبة.
4. الصديق (أ) يصر ويتناول طعاما مكشوفا.
5. الصديق (أ) يصاب بألم في المعدة.
6. الطبيب يقرر بأن (أ) أصيب بالتسمم.
7. الطبيب يعالج (أ).
8. الصديق (أ) يعترف بخطأه ويقرر بألا يتناول طعاما مكشوفا.
هذه هي عناصر الموضوع مرتبة حسب المنطق الواقعي لحدوثها لكن قد يأتي كاتب ويحاول أن يعيد ترتيب هذه العناصر فقد يبدأ ترتيب عناصره بدخول التلميذ (أ) إلى المستشفى وبالكشف عليه يتبين إصابته بالتسمم فيسأله الطبيب فيحاول (ب) الإجابة و (أ) يحاول منعه من قول الحقيقة والتلميذ (ب) يخبر الطبيب بالحقيقة.
ويشترط في الحبكة ما يلي:
تتكون الحبكة بالضرورة من ثلاثة أجزاء “بداية – وسط – نهاية” ويشترط في البداية أن تكون ذلك الجزء من الأحداث الذي يستعرض فيه المؤلف العناصر الأساسية لأحداثه مثل: التعريف بالمكان – التعريف بالزمان – التعريف برغبات الأفراد. لذلك يعرف هذا الجزء بـ “العرض وفيه يتم استعراض العناصر الأساسية” ويشترط فيه:
‌أ. أن يكون مكثفا لا إطالة فيه.
‌ب. أن يعتمد على الطرح غير المباشر للأفكار.
‌ج. أن يمهد للجزء الأوسط.
يبدأ الوسط ببداية الصراع بين الإرادات المتضادة في الموضوع ويستمر هذا الجزء في التصاعد إلى أن يصل الصراع إلى قمته وهي النقطة التي يجب أن يحسم الصراع بعدها ويشكل هذا الجزء المساحة الأكبر في زمن المسرحية، ويتضمن عرض وجهات النظر المختلفة وتصارعها ويسمح بتدخل العناصر الخارجية لإضافة بعض نقاط التنوير على الموضوع الأساسي من أجل تصعيد الحدث حتى يصل إلى ذروته وتعميق الفهم بالصراع الأساسي. وينتهي هذا الجزء بالوصول إلى القمة أو الذروة التي تطرح ما يعرف بالسؤال الدرامي وهو ماذا بعد؟
النهاية والإجابة على هذا السؤال هي التي تشكل نهاية الحبكة والتي يجب أن تجيب على كل التساؤلات وتحسم الصراع وتنير العقول ويشترط في النهاية أن تكون سريعة وحاسمة ولا يعقبها شئ بمعنى أنه في المثال السابق بعد أن اعترف التلميذ (أ) بخطأه لا يمكن أن نقدم شئ بعد ذلك لأن كل ما يأتي بعد ذلك يعرف أنه مضاد للذروه وهي ما يسمى بالإنجليزية anticlimax.
4 - الشخصيات:
وهي العناصر الدرامية التي تحمل الأفكار الواردة في الموضوع، ويجب أن تكون هذه الشخصيات ممثلة لهذه الأفكار بشكل جيد حتى يمكن من خلال تجسيدها في العرض أن تساعد على تعميق الفكرة أو الأفكار التي تحملها كل شخصية، ويجب أن يراعي في بعض الشخصيات وجود الحس المرح والفكاهي حيث أن هذا الحس سيخلق نوعاً من التشويق والإثارة والمتعة ويكسر جمود وملل الفكرة العلمية. ولا ينحصر جانب المرح على الشخصية بل يجب أن يبدأ من التخطيط للموضوع ذاته حتى لا تكون هذه الشخصية مقحمه على الموضوع بشكل غير منطقي.
5 - الحوار:
هو اللغة المسموعة (المنطوقة) المستخدمة عن طريق الشخصيات لتوصيل أفكارها إلى الآخرين، ويصاغ الحوار في عمومة حسب نوعية المتلقي فإذا كنا نقدم العمل المسرحي لصغار الأطفال فيفضل أن نقدمها باللغة العامية مع تطعيمها ببعض ألفاظ اللغة العربية الفصحى لإثراء القاموس اللغوي للطفل وخاصة المصطلحات العلمية التي يجب أن تنطق كما هي.
أما بالنسبة لكبار الأطفال فيجب أن تكون الصياغة باللغة العربية الفصحى البسيطة المناسبة لإدراك واستيعاب هؤلاء التلاميذ ويفضل في اللغة الدرامية التكثيف والاقتصاد وهما سمتان هامتان للإعداد الدرامي،
كما يجب أن يرتبط الحوار بسمات الشخصية وبأبعادها فالحوار هو مفتاح الشخصية وصورة للأعماق النفسية والاجتماعية للشخصية، بجانب أنه صورة لفكرة العالم تجاهها وبذلك لابد وأن يكون الكلام المتضمن في الحوار ذو دلالة واضحة وألا يخرج عن سياق الشخصية بأبعادها،
كيف نكتب مسرحية تعليمية ؟
بعد أن تعرفنا على القواعد الإرشادية للبدء في كتابة المسرحية التعليمية، كذلك خصائص عناصر البناء الدرامي لها، اعتقد أنه قد آن الأوان لنعرف كيف يمكن كتابة مسرحية تعليمية ؟
تأسيسا على القواعد السابق ذكرها، يمكن حصر خطوات كتابة المسرحية التعليمية في مرحلتين أساسيتين:
1- مرحلة ما قبل كتابة النص:
وهي المرحلة التي يحاول فيها الكاتب الإلمام بموضوعه والتعرف على أهم جوانبه وتحديد مفاهيمه، وجمع الآراء والنقاش فيما يجب أن يكون عليه هذا الموضوع.
2- مرحلة كتابة النص:
وهي المرحلة التي يجلس فيها الكاتب مع كل ما تم تجميعه من معلومات ومعارف ووجهات نظر وآراء حول المادة الدراسية، والموضوع المعادل لها، واضعا نصب عينيه أهم خصائص عناصر البناء الدرامي للمسرحية التعليمية، ليبدأ في صياغة المادة الدراسية أو التعليمية في نص تعليمي مسرحي.
أولا: مرحلة ما قبل كتابة النصPrescription phase
وفي هذه المرحلة يحاول الكاتب المسرحي، الإجابة على عدد من التساؤلات المرتبطة بفكرة وموضوع المسرحية التعليمية، ووسيلته في الحصول على الإجابة عليها، الاطلاع على مزيد من المراجع والخبرات السابقة، أو من خلال ورش العمل واللقاءات المتعددة مع التلاميذ والمعلمين والتربويين والفنانين..
وتتنوع هذه التساؤلات إلى :
1. ما يمكن أن يضيفه الكاتب للمادة الدراسية لتلقي القبول من التلاميذ ؟
2. ماذا يهدف المعلم أو إدارة المدرسة من الإضافات التي قد يقترحوها إلى موضوع المسرحية؟
3. هل يمكن أن يتضمن موضوع المسرحية عوامل جذب قوية وكافية لجذب انتباه التلاميذ ؟
4. هل ما تحاول المسرحية إضافته – سواء من وجهة نظر الكاتب أو المعلم – يتوافق مع الأهداف التعليمية بالمنهج الدراسي ؟
5. ما هي الاحتياجات الفعلية للتلاميذ لمثل هذه الإضافات ؟
6. هل الإضافات والمعلومات المنتفاه لصياغة الموضوع، قادرة على إثارة التفكير النقدي للتلاميذ، أم ترتبط بما يعرفونه فعلا من معلومات فقط ؟
7. ما هي العناصر التعليمية اللازمة للمناقشة والمتابعة، خلال ورش العمل ؟
8. كيف يمكن أن يتحقق التوازن المطلوب بين المادة الدراسية، وعناصر البناء الدرامي المسرحي؟
9. هل تصلح المادة الدراسية، لإقامة مواقف درامية جيدة؟
وتشكل الإجابة على هذه الأسئلة ما نسميه الخطة العامة التي يجب أن ينطلق منها الكاتب للعمل، واضعاً نصب عينيه، أهداف الفرقة التي يكتب لها، وأهداف المدرسة والمنهج الذي يتعامل به، ووجه نظر ورؤيا المعلمين، والأمر بهذا الشكل يختلف بالضرورة عند كتابة مسرحية تعليمية عن كتابة موضوع عام لمسرح الأطفال والذي قد يكون للكاتب به خبرة سابقة. حتى يكتب لجمهور كبير متنوع المراحل العمرية، وبدافع تعليمي أقل.
من هو الجمهور المستهدف؟
سؤال أخر لا يقل أهمية عن الاسئلة السابقة، يرتبط بنوعية وخصائص التلاميذ الذين سيكتب لهم الكاتب، وطبيعة التلقي المسرحي لديهم، خاصة وأن التلقي هنا يشكل طرفا في عملية التواصل المسرحية، من جانب آخر، وحتى يستطيع الكاتب أن يعادل الفكرة الدراسية، بموضوع أو خبرة حياتية، تلقي الإهتمام من التلاميذ، يجب أن يكون ملما بهم، بظروفهم، ومشكلاتهم، وتوقعاتهم بالنسبة للموضوعات العامة والدراسية.
ثانياً: مرحلة كتابة النص: Scripting phase
مثل أي عمل مسرحي فإن النص التعليمي يجب أن يكون جيد البناء، له بداية متماسكة واضحة ويتصاعد الحدث بها لوسطه ونهايته، وفعل مترابط وحبكة واضحة، وشخصيات محددة الأبعاد والصراع، والأزمة، التي تتصاعد إلى الذروة والانعكاسات، والسخرية، والمزاج العام وتكرار الفكرة الأساسية، والحل. وجميعها تشكل العناصر المعتادة والتقليدية للبناء الدرامي، إلا أن أهميتها هنا تأتي من استخدامها كإطار للمسرح التعليمي الذي يضع في اعتباره المحتوى التعليمي.
خطة النص:
وللطبيعة المتكاملة للمسرحية التعليمية مع النظم التعليمية، يكون من الضروري وضع خطة النص كاملة قبل البدء في الكتابة، وهذه الخطة تأتي نتيجة للمناقشات وورش العمل التي يصل بها الكاتب إلى وضع الخطوط العريضة للنص الفعلي والتي ناقشها مع المخرج والاستشاريين المسئولين عن المحتوى التعليمي.
المحتوى : Content
يعتبر المحتوى من أهم عناصر المسرحية التعليمية، فبجانب القصة الدرامية المؤثرة، التي تشكل عصب العمل، هناك الموضوعات التعليمية التي تجئ متضافرة مع نسيج القصة الدرامية بشكل كبير.
ويتدرج المحتوى التعليمي من نطق بعض الكلمات التي قد يرى المعلمون اهميتها لمرحلة عمرية معينة، إلى تجسيد شخصية تاريخية ممن تدرس في المنهج المدرسي، والذي تتناوله المسرحية بشكل أكثر نقدا أو تحليلا.
اللغــة : dialogue
إن الخطأ الشائع الذي يقع فيه كل من يكتب لمسرح الأطفال، وبالمثل أي فرد يحاول أن يكتب لمستمعين من الصغار، محاولته أن يبسط بشكل كبير الموضوع بحبكته، وفعله، وحواره.
مع أن اللغة في المسرحية التعليمية يجب أن تكون كالمرآة التي تعكس الجمل، والأساليب العامية، والرموز التي يتعامل بها المشاهد المعاصر، وفي نفس الوقت تقدم للمشاهد كلمات وأساليب مناسبة للحوار، تساعده على أن يفهم، سلوك الشخصيات المختلفة، التي عاشت في الأزمنة المختلفة، وهذا يعني أن اللغة يجب أن تمتلك مصداقيتها خاصة، أن كان الموضوع ذو طبيعة تاريخية أو وثائقية.
وبالنظر إلى استخدام اللغة المعاصرة في النص، يجب أن يكون كاتب المسرحية التعليمية قادرا على استخدام التعبيرات المميزة للجماعات المختلفة، واللغة الشائعة، والمعاني التي يمكن أن تعبر عنها الكلمات، واللهجات المعاصرة، التي يختارها، من وسائط الاعلام والثقافة، والتلاميذ أنفسهم. كل ما سبق من شأنه أن يغلف المسرحية بالإطار الواقعي الذي تحققه اللغة. مما يخلق توحداً مباشراً لدى التلاميذ عند استخدامهم هذا النوع من اللغة المعاصرة خلال تدريس الدراما.
كما يجب أيضا ألا تكون اللغة ذات بعد واحد، بمعنى أنه في محاولة الكاتب تقديم مسرحية حول الشباب، فإنه يخطئ عندما يجعل شخصياته جميعا تتحدث باللغة السوقية أو الشائعة بين الشباب، طوال المسرحية لأن اللغة الدرامية تتطلب وجود عناصر من الاضحاك، والمجاز، والمقارنة، بجانب قدرتها على التصوير.
من جهة أخرى، وتبعا للمتطلبات التعليمية اللغوية للمراحل الدراسية المختلفة، قد يطلب المعلمون أو المستشارون التربويون، المساهمة ببعض الكلمات أو المقاطع في صياغة النص، وهذا يشكل تحدي للكاتب، الذي يجب أن يتجنب وضع هذه الكلمات بشكل حرفي مفتعل على لسان الشخصيات غير المناسبة.
وهناك أيضاً المونولوج الذي يعتبر من أفضل الأساليب التي يمكن بها تثبيت العناصر التعليمية للمشاهدين من التلاميذ، كما يعتبر وسيلة هامة لتقديم المعلومات الهامة حول الموضوع الذي يعرض. والذي يستخدم أيضا للانتقال من مشهد درامي لآخر، مع كل ذلك يجب أن نضع في الاعتبار عامل الملل والضيق هنا، فالمونولوج الذي أحسن الكاتب صياغته، بتفاصيل تعكس المعلومات بقوة، ومرح، ومشاعر متنوعة، ولغة جذلة يكون أكثر تأثيرا.
الشخصيات: Characters
ترتبط الشخصيات باللغة في المسرحية التعليمية بوصفها حاملة وناقلة للمحتوى الفني والتعليمي للنص، ومن أهم الشخصيات التي يمكن استخدامها هنا، شخصية الراوي لمقدرته على تقديم المعلومات، ويصدق هذا بشكل كبير في المسرحيات الوثائقية (التسجيلية) حيث يمكن تقديم الإطار والشخصيات، والمشاكل الكبرى بوضوح من خلال الراوي كما يمكن للراوي أن يعمل كمفسر أو موجه للعملية الدرامية، عندما تتحول الدراما إلى مناقشات بعد العرض، أو تتطلب تدخل الجماهير أثنائه.
والشخصيات في المسرحية التعليمية قد تكون تاريخية أو من الواقع أو رمزية، ومع ذلك يجب تجنب أي غموض للشخصيات وعدم وضوح أبعادها بالدرجة التي قد يصعب على المشاهدين من التلاميذ فهمها وبالتالي فهم الحدث.
وبالنسبة للشخصيات الرئيسية في المسرحية التعليمية، فيجب أن تكون واضحة، يتعرف المشاهد على دورها في الصراع وكيف ترتبط بالمسرحية منذ البداية. ذلك أن تأخر ظهور البطل أو الأبطال في الدخول في الصراع مباشرة قد يربك المسرحية، وهذا لا يعني التبسيط المفرط أو الإسراع الفائق لعرض المشكلة.
والشخصية المضادة والشخصيات المساعدة لا يفضل أن تكون أحادية البعد بل لابد وأن تكون شخصيات إنسانية تثير الانفعالات والعواطف.
والتحول في حياة الشخصيات المختلفة، يجب أن يكون واضحا ليساعد على الحفاظ على القدرة التحليلية لدى التلاميذ المشاهدين لتحليل الاختيارات المختلفة التي اتخذتها هذه الشخصيات، والأجزاء التي عانوا منها في المسرحية.
وأخيرا يجب أن تمر كافة الشخصيات في المسرحية التعليمية بعملية التحول في أسلوب حياتهم، أو مواقفهم السابقة.
يساعد هنا على أن يفكر التلاميذ، في الشخصيات التي تقف أمامهم على خشب المسرح، ومصائرهم، مما يشجع على تنمية التفكير الناقد لديهم. كما يسمح لهم هذا بإعادة النظر في دوافعهم الشخصية، وأن يروا كيف تكون الأفعال نتاج للاختيارات، وكيف يتبعها نتائج ترتبط بها. يساعد على التأكد على كل هذه الجوانب ما يتم من نقاش في ورش العمل وحلقات النقاش التي تتم قبل وأثناء وبعد العرض.
هذا ما يرتبط بتعليمية النص في المسرح التعليمي، واتمنى ان اكون قد اوضحت الجانب التنظيري وأفدت   البعض فهذا هو الهدف، إفادة المهتمين بالمسرح التعليمي في المؤسسات التعليمية، والله الموفق .


كمال الدين حسين