العدد 652 صدر بتاريخ 24فبراير2020
- .
ياسر صادق :نجحنا في تحويلات الندوات إلى دراسات مسرحية معمقة تضاف الي كتيب توثيق العروض.
----------
ضمن الندوات النقدية التي يقيمها المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة الفنان ياسر صادق، أقام المركز، الاسبوع الماضي، بمقره بالزمالك، ندوة حول العرض المسرحي” البخيل” من إنتاج فرقة الشباب، أدارها الناقد وليد الزرقاني وتحدث فيها د. عمرو دواره و الناقدة وفاء كمالو، وحضرها عدد من صناع العرض.
د. عمرو دواره أوضح أن نص “البخيل” يقدم علي خشبات المسارح في مصر، منذ القرن التاسع عشر، مشيرا إلى أنه
في عام 1871 قدمة يعقوب صنوع ، و فرقة السكندري العربي عام 1895 ، و فرقة الروايات العربيه 1898 ،
كما قدمته فرقة سلامه حجازى في 1909، و اولاد عكاشه في 1914 ، وفوزى الجزايرلي في 1916 ، وقدمته فرقة عبد الرحمن رشدى في 1918 ، سيد درويش وعمر وصفي “ غنائيا “ في 1921 ، كما قدمه جورج ابيض في 1923 ، وفرقة المسرح المصري الحديث زكي طليمات 1951 ، و المسرح القومي 1961 ، كما قدمته فرقه الكوميدي 1999 وأخرجه خالد جلال.
وتساءل دوارة : لماذا “ البخيل” ؟ ولماذا مولير ؟ واصفا إياه بأنه” رجل مسرح” جمع بين التمثيل والإخراج والتأليف والانتاج، وأشار إلى أنه قام بتمثيل 95 مسرحية من بينها 31 مسرحية من تأليفه في غضون خمسون عاماً ، استطاع خلالها أن يكونرائدا من رواد الكوميديا علي مستوى العالم، ولم يستطع أحد حتي الآن أن يتجاوز هذا النجاح الفريد، لما قدمة من مسرحيات وأعمال مرتبطة بالناس والشعب، مليئة بالسخرية من السلبيات. أضاف: لم يعتمد موليير في كتاباته الكوميديه علي اللفظ أو الحركة، بل اعتمد على الموقف واستطيع أن يستغله كوميديا من خلال حبكة درامية محكمه الصنع.
وأشار دواره إلى أن الموقف الذي اتخذه موليير من التطرف قاده إلى حكم الاعدام لولا تدخل “ لويس الرابع عشر” الذي أنقذه من الموت شنقا .
أشاد دوارة بمخرج العرض وحفاظه علي الإيقاع وعلي الجو الفرنسي، وتوظيفه الجيد لكل عناصر العمل، وقال إن اختيار ملابس العرض التاريخية كان لها دور كبير في الحفاظ على ذلك، بجانب المكياج و” الباروكات” مشيرا أيضا إلى تميز الأشعار والموسيقي والديكور ، حيث منحوا العرض المسرحي شخصيته.
وعن أداء الفنانين أشاد دوارة بكل أبطال العمل وصناعه وعلي رأسهم الفنان أشرف طلبه، لاحتضانه كل هذه الطاقة الإبداعية من الشباب.
فيما رأت الناقدة وفاء كمالو أن موليير أطلق ثورة في عالم الكوميديا، باعتباره صاحب قدرة ابداعية مدهشة مازالت تتردد في قلب المسرح العالمي منذ منتصف القرن السابع عشر حتي هذه اللحظة، وأضافت أن كوميديا موليير تربية للأحاسيس الجمالية والقدرات النقدية، تكشف عن فهمه العميق للضرورة الفنية، وأهميتها للإنسان والمجتمع، وضرورة تطويرها عبر التاريخ .
واوضحت أن موليير يتميز بخصائص جوهرية لأعماله مثل الموضوع الواحد الجاد، و تشريح المجتمع .
وأكدت كمالو على أنه عندما يقدم المسرح العالمي موليير فإنه يمنح درسا مهما في فن الكوميديا، وكذلك في المسرح المصري، حيث ترك موليير بصمة لدى الجمهور المصري .
وعن عناصر العرض أشارت كمالو إلى أن المخرج خالد حسونه دخل عالم موليير من خلال أجمل واشهر أعماله وهو “ البخيل “ وأن هذة التجربة كشفت عن موهبته الإبداعية وبصماته ورؤيته الفنية، حيث نجح في أن يرسم بهجة وسعادة وجعل الحياه ترقص علي المسرح ، من خلال لوحة فنية كاملة، محافظا علي سحر الفن وأصول الدراما، كما حقق المعادلة المهمة والصعبة وهي أن لا يشعر المتلقي بالغربة، لأنه يقدم نصا وليد القرن السابع عشر، و كتب باللغة الفرنسية ، حيث حافظ المخرج علي الكلاسيكية والأناقة والجمال و علي أهداف موليير، وفي الوقت ذاته أشعر المتلقي بأنه أمام لغة حديثة ومعاصرة بشكل كبير، ساعده في تحقيق هذه المعادلة استخدامه للتقنيات الحديثة التي نقلته من القرن السابع عشر الي عصرنا الحالي، عابرا كل العصور الماضية
وعن فريق العمل قالت كمالو إنه فريق محترف وكامل يتعامل مع المسرح برقي وتميز، قادهم الفنان اشرف طلبه الي الاحترافية الحقيقية.
وردًا علي سؤال حول تأثير مسرح الفضائيات علي المسرح الموجه للجمهور أجابت أن مسرح الفضائيات أحدث حاله من العشوائية ولم يقدم شيئا إيجابيا للجمهور وان متعه المشاهدة فى حرم المسرح ذاته تفوق متعه المشاهده أمام الشاشات بمراحل عدة.
الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح أشار إلى أن الندوات النقدية التي يقيمها المركز تحولت من مسمي الندوة الي كونها دراسات مسرحية نقدية، شكلا ومضمونا مؤكدا أن الندوات التقليدية لا تفيد العمل وصناعه، ولكن المفيد هو الدراسة النقدية لأن لها مجموعة من الفوائد المثمرة، حيث ستضاف الي كتيب توثيق العروض المسرحية، فيكون لكل عرض سيرته الذاتية الخاصة به، مشيرا إلى أن دائما كان هناك دور غائب للمركز القومي وهو وضع استراتيجيات للمسرح المصري وتقييمه عن طريق تقدم الأبحاث والدراسات الرقمية، لتعزيز النجاحات وتجنب الإخفاقات. أوضح صادق أيضا أن الندوات بشكل عام هي عمليه شكلية لا تؤدى الي نتائج فعليه علي أرض الواقع. وعن العرض أشاد صادق بالدور الكبير للفنان اشرف طلبه بطل العرض في نجاحه بهذا الشكل، وأضاف أن من حسن حظ الممثلين الشباب المشاركين بالعرض أن قائدهم علي المسرح هو الفنان أشرف طلبه، لاحتضانه لهم .
أما الناقد جمال الفيشاوى فقال إن نجاح العرض يكمن في حالة الحب الواضحة بين كل عناصره ، أضاف : إن تذوق الفن يختلف من شخص لآخر، وعاب علي بعض الشباب الأداء الكوميدي الزائد عن اللزوم، مشيرا إلى أنه كان لابد من أن يتدخل قائدهم الفنان أشرف طلبه، لمنعهم ، ولكنه تركهم يرمحون علي خشبه المسرح. كما رأي الفيشاوي أن بعض الاستعراضات ليست من نسيج العمل، وأنها مقحمة وكان لابد من استبعادها كدا أن هذا الأمر لا يؤثر في رأيه بأن العرض ناجح.
الدكتور عمرو دوارة قائلا : هذه مشكلة المسرح التي تميزه عن السينما، مشيرا إلى أن السينما شريط ثابت لا يتغير، علي عكس المسرح الذي قد يتغير الأداء فيه من يوم لآخر، مؤكدا أنه عندما شاهد العرض رأي التزاما كاملا من كل عناصره ، وهو ما أكدته أيضا الناقدة وفاء كمالو .
“البخيل” إنتاج فرقة الشباب عن نص الكاتب الفرنسي موليير ، بطولة أشرف طلبة، محمود متولى، محى الدين يحيى، سوزان مدحت، نشوى عبدالرحيم، جاسمين أحمد، هادى محى، عصام أشرف، نوران عبدالحميد، محمد خلف، عبدالباري سعد، مجيب أحمد، عمرو وليد، ياسمين عسكر، فادى سمير، الاء النادى، أشعار حامد السحرتي، موسيقى وألحان محمد حسنى، ديكور رانيا الدخاخني، ملابس ناردين عماد، استعراضات شيرلى أحمد، مسؤل سوشيال ميديا مدحت صبري ، مكياج أمل حسام ، إعداد وإخراج خالد حسونة.