مسرح ذوي الاحتياجات الخاصة في الميزان

مسرح ذوي الاحتياجات الخاصة في الميزان

العدد 646 صدر بتاريخ 13يناير2020

يعد ذوو الاحتياجات الخاصة جزء أساسي من نسيج المجتمع، لهم كل حقوق الأصحاء ويجب ان يحظوا  بنفس الاهتمام الذي تحظى به كل الفئات. إذ يمثلون ما يقارب 15-20 % من تعداد السكان، وهي نسبة ليست قليلة، بالتالي يجب الالتفات إليهم ومعرفة احتياجاتهم ومساعدتهم علي إخراج طاقاتهم في شتى المجالات لكي يكونوا نماذج فعالة داخل المجتمع يمكن الاستفادة من طاقاتهم في شتى المجالات ولكي نستطيع دمجهم داخل المجتمع بوصفهم إفرادا فاعلين، وليس النظر إليهم نظرة الشفقة أو التعاطف التي لا تقدم لهم شيئا سوء تدهور حالتهم النفسية وبالتالي يلجأون إلى العزلة، وقد حقق العديد منهم  تميزا علميا ورياضيا وفنيا لفت إليهم أنظار المسئولين فمنحو بعضهم هم الدعم والتشجيع، ولكن مازال الكثير منهم ينتظر، خاصة في مجال الفنون، ومن هذا المنطلق كان لنا مجموعة من اللقاءات  مع مجموعة من المسرحيين والمهتمين بذوي القدرات الخاصة للتعرف على ما ينقصهم لكي يستطيعوا الاندماج داخل المجتمع. جمعية الرواد تعد أول جمعية لتنمية المجتمع حيث أنشئت عام 1929 ولها أنشطة متعددة ومتنوعة .. تحدثنا مع الدكتورة أسماء جاويش مديرة التأهيل داخل الجمعية عن النشاط المسرحي التي تقدمه الجمعية فقالت: الجمعية لها أنشطة كثيرة والنشاط المسرحي جزء منها يخدم ذوي الاحتياجات في وسط البلد وضواحيها، فمعظمهم يمتلكون وقت فراغ كبير. ومنذ 2008 وجدنا العديد منهم لديهم الموهبة ويريدون التمثيل. فبدأنا نستقطبهم لمشاهدة العروض المسرحية حتي يتعرفوا على المسرح، وعندما وجدنا تفاعلا كبيرا منهم بدأنا في التفكير في عمل ورش مسرحية تؤهلهم للوقوف على المسرح وعمل فرقة. هؤلاء كان منهم الأقزام وذوي الإعاقة البصرية والسمعية وغيرها، ولكن كان منهم أيضا من يغني ومن  يمثل فبدأنا في إشراكهم في المسرحيات بالتدريج و الاشتراك في مهرجان الرواد السنوي بالإضافة إلي استضافة فرق أخرى للمعاقين لمشاهدة المهرجان ومشاهدة ذويهم علي خشبة المسرح ليكون ذلك دافعا لهم.
وبالسؤال عن أهم المعوقات التي تواجهها عند تقديم  الأنشطة المسرحية لهذه الفئة ردت قائلة: للأسف 90% من المعوقات مادية .فقد كان صندوق التنمية الثقافية يقدم لنا خمسة آلاف جنيها كدعم للنشاط المسرحي .ولكنه توقف منذ 2013 .
- هل يحظى هذا النوع من المسرح باهتمام المسرحيين؟
لا، إطلاقا.المسرحيون الذين يمتلكون السلطة والقرار لا يهتمون بهذه الفئة، فلا يوجد احد يحضر عروضهم لتشجيعهم، واذا جاء مرة أو اثنين لا يأتي ثالثة بسبب فقر إمكانيات المسرح الذي يحتاج دعما ماديا لكي يكون جاهزا وملائما لذوي الاحتياجات، أن تكون هناك كراسي مناسبة لهم ولجمهورهم من المعاقين بالإضافة الى رامب متحرك لمعاق الحركة وأيضا إضاءة وستارة بشكل مناسب .
- ألا توجد تبرعات أو جهات تتولي تطوير هذا المسرح؟
- جمعية الرواد ليس منوط بها جمع التبرعات، وبالتالي النشاطات هي التي تنفق علي الخدمات.
- ما الحلول التي تقترحينها لحل تلك المشكلة ؟
أولا تغيير النظرة إليهم، فهم يملكون قدرات ومواهب من الممكن ان لا تكون موجودة لدى الأصحاء وهذا لن يأتي إلا بالاقتناع بهم ودعمهم معنويا والإيمان بما يقدمونه. وهؤلاء ينقصهم الاهتمام الفعلي وليس الشو الإعلامي الموجه لفرقه بعينها دون الأخرى.. وأيضا قصور الثقافة لابد وان يتوفر بداخلها فرقة لذوى الاحتياجات داخل كل محافظة ليندمجوا داخل المجتمع .وكذلك دعم المدربين بإعطائهم دوارات تدريبية لكي يستطيعوا التعامل معهم ، وبالتالي يجب دعمهم ماديا .
المخرجة  أميرة شوقي مؤسسة مبادرة «الفن حياة» التي انبثق عنها مسرح ذوى الإعاقة الذي تم تقديمه للجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة والذي يهدف إلي إنشاء فرقة تابعة للبيت الفني وإنشاء مهرجان يحمل اسمهم، وكان لها دورا هاما في ولادة فكرة مسرح الشمس وإنشاء فرقة الشكمجية.. عن ذلك تحدثت قائلة إن فرقتها مصنفة كأفضل فرقة فنية لذوى الإعاقة علي مستوى الشرق الأوسط «حيث قدمنا ما يقرب من تسعة عروض  مسرحية و60 «ايفنت» لذوى الاحتياجات ونحن بصدد التحضير لمهرجان للفنون الشعبية .كما نقوم بتحضير 4 ورش فنية تشمل المسرح والبالية والموسيقي وفن العرائس والتفصيل.. و بتوجيه من الأستاذ جلال عثمان رئيس قطاع قصر ثقافة الجيزة تم ترشيحنا لعمل فرقة بقصر ثقافة بهتيم .
وعن  أهمية المسرح بالنسبة لذوى الإعاقة قالت : من خلال الفرقة نعمل جاهدين علي تعديل السلوك وتهذيبه وليس فقط الاهتمام بالنواحي الفنية وهذا هو الأساس ..وهو ما لفت إلينا الانتباه فقد سعت مؤسسة ترك أكاديمي السعودية لذوي الاحتياجات للتعاون معنا ونحن بصدد عمل فيلم يعد هو الأول عن ذوى الاحتياجات الخاصة من إخراج رائد ترك .
- وماذا عن المسرحيين هل يهتمون بهذا النوع من المسرح؟
ليس كل المسرحيين يهتمون بذوي الإعاقة،  ولا يجد هذا النوع دعما ماديا فنحن نعمل بالنفقات الشخصية، فالعرض الأول لنا علي مسرح الشمس كان بتكلفة 37 ألف جنية عرضته علي نفقتي الشخصية .ولكن لا ننكر ان من المسرحيين من يهتمون ويدعمون بشكل حقيقي، فمثلا المخرج شادي قطامش لدية فرقة بالكامل جميعهم من ذوى الاحتياجات ويعملون بشكل منظم ودائم .. أضافت : مسرح الشمس فرقته  انشئت خصيصا لذوي الإعاقة وكان لابد ان يكون الدعم موجها  إليها بالكامل .ولكن ما يحدث عكس ذلك فعندما أقوم بعمل مسرحي عدد أفراده 50 فنان وفنانة مثلا ، اكتشف ان 11 فقط هم من ذوى الإعاقة والباقي من الأصحاء، كذا يكون الدعم المقدم ليس في مكانه .فضلا عن الحالة النفسية السيئة  التي تنتاب الذين يأتون الي البروفات كل يوم وفي النهاية لا يتم اشراكهم في العرض،  وعندما يشتركون لا يأخذون مستحقاتهم كاملة مثل غيرههم من الأصحاء. وهناك نقطة أخري هي ان ميزانية التمكين التي وضعتها الدولة لذوى الاحتياجات الخاصة هي 400 ألف  جنيها، ولابد ان يكون الدعم شامل جميع المناطق داخل الجمهورية .ولكن ما حدث هو أن عرضا واحدا حصل علي ميزانية 800 ألف جنية وهو اكبر من الميزانية المخصصة في الأساس ليقوم بها بمفرده، وهذا بالتأكيد قد اثر علي باقي الفرق والعروض التي تحتاج الدعم .
- إذن ما الرؤية التي تقدمينها لتجاوز هذه المشكلات ؟
لابد في البداية من الاعتراف بهم في نقابة المهن التمثيلية وإعطائهم تصريح فنان لأنهم الى الآن لا يسخرج لهم تصاريح الا بوصفهم  أقزام مما يسقط عنهم مميزات وحقوق كثيرة يتمتع بها الأصحاء من النقابة ، وأيضا إعطاءهم  أماكن وفرص داخل قصور الثقافة على مستوي الجمهورية وليس القاهرة فقط، ليمارسوا من خلالها أنشطتهم خصوصا في الأماكن التي تحظي بأعلى نسبة إعاقة مثل شبرا وأسوان وحلوان وغيرها .كما أرى ضرورة عمل دورات تدريبية للمتدربين لكي تستطيعوا التعامل مع اشكال مختلفة من الاعاقة داخل العمل الفني الواحد لتطوير حالة كل واحد منهم وذلك من خلال معرفة المتدرب بنوع الإعاقة وكيفية التعامل معها ، واخيرا الدعم المالي الذى تقدمه الدولة لابد من ان يوزع بالتساوي لكي يأخذ كل واحد منهم حقه وفرصته كاملة هذا شق .والشق الآخر ان يصل الدعم لمستحقيه من ذوي الإعاقة فقط .مثلما يحدث في الرياضة والتعليم وغيرهما .
كما يرى سامي شاكر الشاعر ومدير عام قصر ثقافة القاهرة الأسبق ان سياسة الدولة تعطى توجيهات للتعامل بشكل محترف وعملي مع ذوى الاحتياجات الخاصة .ولكن المشكلة تكمن في التنفيذ والمتابعة .وأشار إلى إدارة التمكين الثقافي ومديرتها (فادية بكير) ونشاطاتها مع ذوى القدرات حيث  تصطحبهم  في رحلات للمتاحف والأماكن السياحية وتقديمهم فعاليات في تلك الأماكن : غناء وتمثيل وفنون شعبية وذلك بالتعاون مع فرقة (احنا واحد) لذوى القدرات الخاصة والتي مقرها قصر ثقافة الريحاني وهي تابعة للإدارة العامة للتمكين الثقافي وكان يرأسها في ذلك الوقت الأستاذ .محمد زغلول ، الرجل المناسب في مكانه المناسب، وبالتالي استطاع ان يفيد هؤلاء الاطفال ويستفيد معهم .ولكن دائما ما تظهر مشكلات الدعم ،  فالميزانيات  المخصصة لإدارات التمكين الثقافي ضعيفة جدا تتراوح من 20الي30 إلف ، هذه الميزانية لا تأتي بعرض جيد  ولابد من إعفائها من الضرائب ..وبسؤاله عن حلول تلك المشكلات رد قائلا :
الأشخاص ذوي الاحتياجات لابد من حصولهم علي بدلات للانتقال ، وكذلك المدربين لابد من حصولهم علي دورات تؤهلهم للتعامل مع تلك الفئة وان يكونوا قادمين من مؤسسات تعليمية لذوي الاحتياجات ولديهم خبرات .أيضا لابد من وجود أماكن للعروض مجهزة لهم في كل إقليم ثقافي و هو دور الهيئة العامة لقصور الثقافة التي يجب ان يفعل دورها ويكون لديهم إدارات وموظفين متخصصين للتعامل معهم وان نعين منهم في أماكن مناسبة لكي نستطيع الاستفادة منهم. وان يأخذوا حقهم في النقابة بأن تضم منهم أعضاء ليستفيدوا من مميزاتها التي تقدمها للأعضاء الأصحاء .
المخرج والمؤلف محمود عطية في الهيئة العامة لقصور الثقافة قال: .أخرجت 6 عروض علي مدار 6 سنين متفرقة بفرقة (ياسمين) المسرحية .والحقيقة كنت أقابل بالتهميش الإعلامي والفني و أعاني فقر الإمكانيات ونقص الميزانية. و تقدمنا بطلبات الى إدارة المسرح ولكن دون جدوى ،فالإعاقات معظمها تحتاج إلي مرافق معها وبالتالي تحتاج إلي تمييز مادي .كذلك هناك  معاناتي كمخرج ومدرب حيث  أتعامل مع نماذج متعددة من الإعاقات، فالأمر يحتاج إلى مجهود كبير خصوصا إذا وضع احدهم في دور أعلى من إمكانياته، لذا  أقوم بتدريب ذوي الحاجات المختلفة مع بعضهم البعض حتي يستطيع كل منهم ان يكمل الآخر ويتفاعل معه وهذا يحتاج لجهد شاق وكبير جدا ووقت أطول من البروفات.أضاف : قدمت عروضا مسرحية مثل (صلاة الملائكة والعميان ) في قصر ثقافة الجيزة وكانت لجنه التقييم تحضر علي مضض ولم يأتي لا مدير عام ثقافة الجيزة ولا أي من المسئولين ولم يهتم احد من بهذه العروض
هل هناك رؤية محددة تتحكم في عروض هذه الفئة؟
لا توجد رؤية لمسرح ذوي الاحتياجات الخاصة .فهناك تهميش متعمد لها .لا توجد حركة نقدية تدعمهم أو حتى أقسام داخل المعاهد والكليات الفنية تعني بالتدريس والاهتمام بفنون هذه الفئة حتي النقابات الفنية لا تعطيهم التصاريح اللازمة ولا تعطيهم عضويات بل لا تعطي عضويات لأعضاء الهيئة العامة لقصور الثقافة من ممثلين او مخرجين .وبالتالي لا يوجد مسارح مؤهلة خاصة بهم . .وما الحل؟  
دعم إدارة التمكين الثقافي لإنتاج العروض المسرحية لفرق المعاقين علي مستوي الجمهورية تحت إشراف متخصصين في شئون الطفل والمتابعة بشكل حقيقي وإلقاء الضوء علي مسرحهم من خلال إعلانات وبرامج خاصة تعرض فنهم ..وأيضا عمل ندوات للحديث مع هؤلاء الأفراد عن مهاراتهم وما إستفادوه من تجاربهم  ليكون ذلك حافزا لهم ولأمثالهم من متحدى الإعاقة .
المخرج المسرحي احمد السيد المدير السابق لمسرح أوبرا ملك  قال ان المسرحيين لا يهتمون بمسرح ذوي القدرات الخاصة .فهذه المجموعة تمثل ما يزيد عن 12% من تعداد سكان مصر وبالتالي فلابد من ان يكون لهم نفس النسبة من النتاج الفني، ولكن هذا النتاج الفني لا يتم بشكل مناسب لهم . أضاف: نحن نريد ان ندمج هذه الفئة داخل المجتمع ونحولها الي جزء منه وبالتالي يشعرون بأهميتهم .ومن هنا يجب التفريق بين مسرح ذوى قدرات خاصة يقدمونه  بأنفسهم بمعني ان الممثلين والمغنيين هم من يقومون وما يقدمه الأصحاء لذوى القدرات  لتوعيتهم بقدراتهم الخاصة أو بأنواع أمراضهم .وهناك نوع ثالث لتوعية الجمهور بوجودهم  وتأهيل  المجتمع لاستيعابهم،..إذن لابد من تواجد أكثر من نوع، وللأسف لا يوجد أي من هذه الأنواع هنا في مصر،فما يقدم من مسرح لذوي القدرات الخاصة سواء ما يقوم به الأصحاء أو هم أنفسهم يأتي من منطق سد الخانات أو التعطف ، علي الرغم ان هناك منهم فلتات عبقرية .. لا يوجد لدينا متخصصين في التعامل معهم ، لأنه لا توجد مواد داخل المعاهد والكليات  الفنية المتخصصة عن فن التعامل معهم ، ولا حتي من يعمل في الفنون الخاصة بهم ،  فهذه التجارب التي نشاهدها ومن يعمل علي إخراجها هي نتاج خبرات شخصية وقدرات فردية ..تابع السيد : ننتقل لنقطة أخرى : هل الجمعيات المعنية بذوي القدرات الخاصة  لها سقف واحد تعمل من خلاله ؟ الإجابة أيضا لا.. إذن فالمشكلات تكمن في انعدام الرؤية و عدم توفر الآليات.. سؤال آخر:  هل القائمين علي مسرح ذوي القدرات الخاصة مؤهلين للتعامل مع معاق الحركة أو معاق ملازمة داون أو الكفيف أو مريض التوحد ...الخ؟  لا ..لأننا لا نعرفها كمجتمع .إذن فنحن نحتاج إلي حملات توعية للمجتمع بماهية ذوى القدرات الخاصة و إلي حملات توعية وتأهيل للمدربين المتعاملين معهم  وتطوير للمخرجين الذين ينتجون مسرحا لهم ونحتاج ان نتحرك ونذهب اليهم  في أماكنهم وليس فقط في القاهرة .، بالإضافة إلي دور المعاهد الفنية والكليات التطبيقية التي تعمل في الفنون، لابد من عمل دورات تدريبية وحملات توعية وورش عمل وايجاد مواد تدرس للطلاب تهتم بهذه الفئة أيضا. .الموضوع يحتاج إلي دراسة متأنية وتأهيل فعلي واتجاه حقيقي وليس فقط من منطلق الشو الإعلامي والتباهي بأننا نقدم مسرح لذوي الإعاقة وهذا هو كل شئ، لأنه  في الواقع المسرح المعني بتلك الفئة غير موجود .. نحن  نهدر طاقات وحقوق ذوي القدرات الخاصة و أسرهم .. واصل السيد : نفس تلك المشكلات يواجهها مسرح الطفل ..إذن حل المشكلات يكمن في التعامل بمهنية مع الفئات المستهدفة  ..نأتي لمشكلات الدعم وهل حقا يصل إلي مستحقيه؟ .لان هناك أيضا مستويات من الإعاقة . لابد أولا من استقطابها لممارسة الفنون وتلك هي المشروعات الأولية، ثم ننتقل الي الموهوبين منهم وكيفية إدماجهم مع الأصحاء ومستوي آخر وهم الموهوبين والفلتات و كيفية الاهتمام بهم خاصة.
هذا أيضا ما أكد عليه المخرج ومدرب التنمية البشرية من خلال المسرح الأستاذ صبحي الحجار حيث يؤكد علي عدم الاهتمام الكافي من الأوساط الفنية بذوي الإعاقة سواء من الفنانين المستقلين او من داخل مؤسسات الدولة .أضاف: الأعداد الموجودة وتستحق الاهتمام كبيرة جدا و مساحات العرض المتاحة لهم أو حتي للأصحاء مساحات ضيقة جدا وبالتالي من يمتلك الرغبة في العمل المسرحي اعداد كبيرة جدا لا تتسع لهم الساحة المسرحية، و التغطية الاعلامية غير موجود وغير معبرة . وعن تجربته في محاولة  دمج مجموعة من المرضى النفسيين داخل المجتمع استهدفت دمج حوالي 30 منهم قال انه قام بعمل ورش عمل لمدة ستة أشهر» وقمت بدمج الممرضين وبعض طلبة مدارس التمريض بمستشفيات الصحة النفسية بالعباسية  والخانكة  وحلوان واسكندرية وقمنا بالعمل داخل مستشفى العباسية واستطعت دمج مجموعة من الأصحاء معهم وتواجد في التجربة بعض الدكاترة المشرفين علي هذه الحالات ليقوموا بشرح طبيعة المرض وطبيعة كل حالة .وفى ختام الفترة المحددة كان هؤلاء المرضى فعلا مندمجين داخل المجتمع وقاموا بتقديم عرض مسرحي تحت رعاية الأمانة العامة للطب النفسي وبتمويل من منظمة الصحة العالمية، و حضره ذويهم مع الجمهور ، وساعدت هذه التجربة الي عودتهم الي المجتمع مرة أخرى .فالمسرح له دور اكبر من تنمية مواهب ذوي القدرات الخاصة ويدخل في دائرة العلاج بالفن ، خاصة وان العمل المسرحي يقوم على الثقة بالنفس في مواجهة الجمهور .وهذا هو اول مداخل ذوي القدرات الخاصة لكي يتصالحوا مع مشكلاتهم ويتقبلوا إعاقاتهم المختلفة .و هنا يأتي دور الدولة والقائمين علي المنتج الفني لأنه واجب تنظمه حقوق الإنسان والدستور والمعاهدات الدولية ، لذا في 2018 كان هناك اهتما م من وزيرة الثقافة بهذا النوع من المسرح و قدم بالفعل في الهيئة العامة لقصور الثقافة عدد من العروض في مجموعة من المحافظات وكان للقاهرة النصيب الأكبر ، وهذا كان يعد بمثابة طفرة وانتهت .و نحن نحتاج مزيدا من الاستمرار والجهد الأكبر وخطط العمل ورؤوس أموال كتمويلات لهذا النوع من الفن وان تكون لها خطط مدرجة في مسارح الدولة والهيئة العامة لقصور الثقافة لتغطى كافة المحافظات .اما التجارب التي تتم تكاد تكون تجارب عشوائية غير ممنهجة  ومبادرات فردية  .هذا لا يعني انه لا يوجد مسرحيين لديهم رؤى بل بالعكس هناك تجارب قام بها مجموعة من المخرجين الشباب اهتموا فيها بدمج مجموعات مختلفة من مستويات الإعاقة والخروج بهم في عرض مسرحي واحد . وهذا النوع يحتاج إلي تدريب وورش عمل وتمويل . لدينا طاقات هائلة وفنانين حقيقيين ولكن تنقصنا التمويلات والدعم ، و منظمات المجتمع المدني المهتمة بالمسرح عددها قليل والتي تهتم بالتنمية البشرية من خلال المسرح اقل والتي تهتم بالتنمية البشرية من خلال المسرح لذوي الإعاقة عددها اقل جدا،  وبالتالي نحتاج الي عدد اكبر وتمويلات أكثر لكي نستطيع ان نقوم بعمل تجارب حقيقية و استيعاب اكبر لذوي الإعاقة ..


منار سعد