«احلم يا جحا» و «خليك مكانى» على طاولة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل

«احلم يا جحا» و «خليك مكانى»  على طاولة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل

العدد 730 صدر بتاريخ 23أغسطس2021

أقيم الأسبوع الماضى بمركز توثيق وبحوث أدب الطفل بالإدارة المركزية للمراكز العلمية برئاسة د أشرف قادوس الملتقى الشهرى الثامن والثلاثون لمبدعى أدب الطفل حول النص المسرحى والأطفال ذوى الإعاقة مناقشة نقدية لمسرحيتى «احلم يا جحا « و «خليك مكانى « للكاتب والمخرج مجدى مرعى وذلك تحت إشراف د. نيفين موسى رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، أدار المناقشة الكاتب أحمد زحام شارك في المناقشة كل من الناقد المسرحى جمال الفيشاوى، د سلامة تعلب، والكاتب المسرحى منتصر ثابت
استهل الكاتب أحمد زحام الندوة مرحبا بالحضور والكاتب مجدى مرعى موضحا أنها المرة الثانية له فى إدارة مناقشة لاحدى مسرحيات الكاتب مجدى مرعى، كما أشار زحام بأن كلا من النصين « احلم يا جحا «، «خليك مكانى « نصين يختلفان وخاصة أن مسرحية «خليك مكانى « أكثر وضوحا فى شخصيات المعاقين الموجودة داخل النص، مشيرا إلى قراءته السابقة للنص قبل أن يحضره له الكاتب مجدى مرعى كان عن طريق الادارة العامة لثقافة الطفل، وتتسم المسرحية بتلقائية شديدة للشخصية المعاقة الموجودة داخل النص، كما أن «خليك مكانى « ترتبط ارتباطا وثيقا بما هو مكتوب داخل النص
وأضاف :»فى مسرحية « احلم يا جحا « ألقى الضوء على مجموعة من المشكلات والمناطق كل مشكلة تحتاج الحديث عنها، كما أن هناك صراع قائم داخل مسرحية «احلم يا جحا « وهو صراع بين جحا نصير الفقراء وما بين منصة الحكم، وعندما كتبت المقدمة كنت حريص على إلقاء الضوء على وجهة نظرى فى موضوع مسرح المعاقين، وهناك مقدمتين مقدمة الكاتبة رجاء محمود التى خصت المسرحية بوجه نظرها بدقة وقد أكون اتجهت بمسرح المعاقين داخل المسرحية.
وتابع قائلا :» إذا تحدثنا عن مسرح المعاقين فهى قضية شائكة فلا يستطيع احد منا ان يقدم تعريف دقيق لمسرح المعاقين فكذب من استطاع وضع تعريف محدد لمسرح المعاقين؛ وذلك بحكم تجربتى الشخصية وهذا يجعلنا نطرح تساؤلا هاما هل معنى أننا نقدم مسرح للمعاقين أنه مسرح للأطفال؟ وهل من الممكن أن يكون مسرح الكبار هو مسرح معاقين أم لابد أن يكون الامر كله خاص بالمعاقين، وهناك مشكلة فى هذه المنطقة فهل وجود الشخصيات نفسها مع الفكرة مع الممثلين تجعلنا نطلق عليه مسرح طفل أو كبار، فإذا كانت الفكرة تقدم للكبار ويشارك فيها معاقين فسنكون ذهبنا إلى فكرة الدمج ما بين المعاقين والأصحاء داخل نص المسرحى، وإذا حمل النص قضايا المعاقين فاقترب الأمر من مسرح المعاقين؛ وذلك لأنه من المفترض ان نعلى ونبرز مشاكلهم،
فيما وجه الكاتب مجدى مرعى الشكر للحضور والأساتذة والنقاد على المنصة وآثار مرعى نقطة هامة فى حديثه تتعلق بمصطلح «ذوى الإعاقة»، و»ذوى الاحتياجات الخاصة» فقد استقر الأمر فى المسرح على مصطلح «ذوى الإعاقة «، موضحا ان العملين نتاج ورشة وأضاف قائلا :» مسرحية «خليك مكانى» أو «الصديق الأمثل» كانت بدايتها عندما، طلب منى كتابة نص عن الإعاقة الفكرية بجمعية التثقيف الفكرى بالإسماعيلية ولك يكن لدى اى فكرة حاضرة فى ذهنى ولكنى قمت بعمل دراسة مع مجموعة من الأطفال المعاقين من ذوى الإعاقة الذهنية التى من الممكن التعامل معها، وبالفعل تعاملت مع الأطفال وتعرفت على سلوكياتهم وبدأت أتعرف على خيوط الدراما فى عملى، وكان بالمصادفة مشروع يحمل عنوان «الصديق الأمثل « خليك مكانى والقائم على هذا المشروع منظمة عالمية، وتهدف من خلاله إلى الإعلاء من شأن المعاق عن طريق الصداقة المثلى بالأسوياء وهى طريقة أقرب للدمج، فاعتمدت على هذه الفكرة فى لب دراما المسرحية ولذلك قمت بتسميتها «خليك مكانى أو الصديق الأمثل «،وأدخلت عليها البعد الإنساني الثانى وهو المتاجرة بالأعضاء، وافترضت أن هناك شخص مريض يحتاج إلى كلى يأخذها من طفل معاق باعتبار انه ليس له مكان،
وأضاف أما مسرحية « أحلم يا جحا « كانت نتيجة التقائي بمجموعة من ذوى الإعاقة وطلب منى تقديم عرض مسرحى يضم ذوى الإعاقة ووجدت انهم لا يفضلون تقديم عمل يناقش قضاياهم وقبل ذلك كنت قد قدمت عرض بعنوان «سيدة الفجر» وقدمته فى قصر ثقافة الفيوم قام به مجموعة من المكفوفين ونتيجة الجلسات المستمرة تمخض عنها نص «احلم يا جحا «،
ومن جانبه أوضح دكتور سلامة تعلب أثناء مداختله أن العمل يعد من اهم الأعمال وبمتابعة جميع هذه العناوين سنجد بها أدب الطفل ومسرحيات الطفل والسيكودراما ومسرحيات موجه لذوى الإعاقة، و فى هذين النصين مقدمتان إحداهما للأستاذ أحمد زحام وهم 7 صفحات يشرح فيهم أنواع المسرح المختلفة ومسرح ذوى الاحتياجات ومسرح الطفل .
وتابع قائلا :» نجد أننا أمام كاتب كبير يعطينا ثراءا متعددا وعندما قرأت مسرحية «احلم يا جحا « وبالتحديد فى الفصل الأول، وجدت فرشه تراثيه عن جحا وشخصيته ولماذا قدم للمحاكمة وتهمته انه يضحك الناس ولم أجد شىء يخص ذوى الاحتياجات، ولكن مقدمة الكاتب أحمد زحام والكاتبة رجاء محمود موضحة ان ذوى الاحتياجات ليسوا فقط من يعانون من إعاقات ولكن يوجد أسوياء من ذوى الاحتياجات من يحتاجون الى الراحة والمساندة فالأسوياء فى بعض الأحيان بحاجة الى رعاية خاصة،
وأضاف : فى الفصل الثانى استخدم الكاتب والمخرج مجدى مرعى تقنية الحلم فهو يلعب بالتقنيات المسرحية،ويعطينا الإثارة متعددة الثراء وكذلك الأمر فى عدد الشخصيات، وهو أمر مميز فى كتاباته فكلما زاد عدد الشخصيات كان ذلك له هدف تربوى فى إشراك أكبر عدد من الأطفال فالمسرح علاج نفسى واجتماعي، ومن مميزات النص الاهتمام بعنصر الصراع فى صعود وهبوط الأحداث ولكن هناك بعض التلميحات الجنسية التى كان من الممكن تحاشيها .
وفى مداخلته أعرب الناقد جمال الفيشاوى عن سعادته بتواجده على المنصة مع مجموعة مميزة من الكتاب والنقاد المميزين فى مجال أدب الطفل واشاد الفيشاوى بمسرحية «خليك مكانى « أو الصديق الأمثل الخاصة بذوى الاحتياجات فقد كتبها الكاتب مجدى مرعى ببراعة وأتقن بها حرفيه الكتابة فى خمسة مشاهد فقط وهناك تكثيف للأحداث وهناك مسرحية آخرى ليست للأطفال ولكنها للكبار فلم يحدد بها الكاتب فئة عمرية وهى مسرحية « احلم يا جحا « وهى مسرحية من ثلاثة فصول الفصل الأول يتحدث فى قضية بعيدة تمام عن المعاقين وإذا سرنا على هذا الخط لن يصبح هناك ذوى الإعاقة ومن خلال الأحداث نجد جحا ينام ويحلم ويقوم ذوى الإعاقة بتنصيبه عليهم وفى الفصل الثالث يعود للمحاكمة مرة آخري وكانت تهمته إسعاد الناس، ثم تأتى معاقة بصريا تدعى أحلام وهى بمثابة المعادل الموضوعي لشخصية ياسمين التى كانت فى المدينة التى احتجز ذوى الإعاقة انفسهم بها حتى يستطيعون أن يعيشوا .
وأضاف قائلا :» يعيب مسرحية «احلم يا جحا « أنها تتكون من ثلاث فصول ونحن لسنا فى زمن تقديم عرض مسرحي من ثلاثة فصول وذلك لطول الوقت وإذا قمنا بحذف الفصل الأول من العرض لن يؤثر على المسرحية، فكان من الممكن أن ينام جحا ويجد نفسه أمام المحكمة ومن الضرورى أن يراعى الكاتب أن العصر الراهن يتطلب تقديم مسرحيات ذات فصل واحد، فهى جرعه سريعة ولكن هناك جهد محمود وممتع .
واشاد الفيشاوى بنص «خليك مكانى « فهناك حرفيه شديدة فى الكتابة ولغة حواريه شديدة التميز وخاصة فى المشهد الخامس وخليك مكانى هو سؤال درامى فماذا تفعل عندما عندما يعرض عليك كل هذا الثراء هل ستظل على الوفاء أم سيغيرك الثراء .
وقدم الكاتب المسرحى منتصر ثابت رؤيته عن المسرحتين فقال :» سأتحدث فى ثلاث نقاط وهم مسرح ذوى الإعاقة وهو مسرح ليس جديدا علينا والقضايا التى آثارها الكاتب فى المسرحيتين والشكل المسرحى «اللعبة المسرحية «، أما عن النقطة الأولى فشخصيات ذوى الإعاقة ليست شخصيات جديدة علينا، ولكنها تعود إلى تاريخ المسرح نفسه وفى مسرحية « أوديب ملكا « نجد شخصية «تيرسياس « العراف هذا الرجل الاعمى الذى يقول للملك أوديب انه الرجل الذى يحدث بسببه الوباء فى طيبة وعندما ينعته اوديب بأنه اعمى يقول له انه اعمى ولكنه أكثر إبصارا من المبصرين، فلديه الإبصار بالحقيقة والحدس القلبى والبصيرة التى تعرف الحقيقة، إذن فالمسرح منذ بداياته قدم لنا ذوى الإعاقة وأن لديهم بصيرة، كما ان هناك مسرحية فى الادب الرمزى بعنوان «العميان « تتحدث عن الاثنى عشر شخصية المكفوفين ويصطحبهم الكاهن فى رحلة حتى يذهبوا إلى شاطئ البحر ويستمتعوا بيوم مشرق ومعهم طفل يصرخ من شدة البكاء فيذهب الكاهن ويتركهم وهم على مشارف شاطىء البحر ويفقدون الدليل وينتظرون عودة الكاهن لهم حتى يستكملون الرحلة ولا يأتى فيكتشفوا أنهم فى حالة ضياع وخواء،ويكتشفون أن هذا الكاهن مات وهو فى طريق الذهاب، ولا يبقى لهم دليل سوى صرخات الطفل، وكأن ذوى الإعاقة يحتاج إلى هذا الدليل الذى يأخد بيده ويهديه وهذا هو تاريخ المسرح فى التعامل مع ذوى الهمم، مسرح يوضح حقيقتهم هؤلاء الذين يملكون البصيرة ومسرح مكمل له يوضح مشاكلهم وأنهم يحتاجون إلى من يأخد بيدهم ويساندهم ويكون لهم دليل مهم وهذا مسرح ذوى الإعاقة
وتابع :» هناك من تناولوا ذوى الإعاقة بشكل سيء للغاية فى السينما المصرية وأشار إلى ذلك الكاتب مجدى مرعى فى مسرحية «خليك مكانى»، وفى شخصية أحلام وهى تتحدث مع جحا فى مسرحية «احلم يا جحا «، فقد أتوا بالأقزام كلعبه يلعبون بها، ولكن هذا ليس هو سبيل المسرح الذى عرف منذ بداياته بأنه يهدف إلى التنوير والتغيير والتطهير فمسرح المعاقين يعرفنا بألم وحقيقة ذوى الاحتياجات وبحاجتهم لمن يكون دليل لهم
وأضاف :» استطاع الكاتب مجدى مرعى المزج بين هذين السبيلين مع بعضهم البعض وأتى بهذين الخطين فى المسرحيتين، الخط الاول هو التعريف بمشكلاتهم وآلامهم وحاجاتهم إلى دليل وخط آخر يوضح قدراتهم وإمكانيتهم، وقد تناول الكاتب مجدى مرعى الكثير من المشكلات والقضايا الخاصة لذوى الإعاقة والتى سبق وأن ذكرها دكتور سلامة تعلب والناقد جمال الفيشاوى ولكنى أود أن أوضح القضايا التى تناولها الكاتب مجدى مرعى من خلال المسرحيتين فمن خلال مسرحية « احلم يا جحا « قدمنا فكرة هذا العالم الذى يحتاج من يعبر عنه فالأولاد يتحدثون عن الاحساس بالدونية فعندما يقوم الطفل بالاحتفال مع أخيه تقوم الأسرة بإبعاده وهو أمر متواجد فى الكثير من الأسر، وقدم لنا قضية أخرى وهى الاستخدام الجائر لوسائل الإعلام فى مسرحية «احلم يا جحا « وفى مسرحية «خليك مكانى « قدم لنا سوء استخدام ذوى الإعاقة فى التجارة بالأعضاء وهى قضية شائكه، وقدم لنا التسول وطرح العديد من القضايا الأخرى، وعالجها فهؤلاء الأطفال بجاحه لمن يتحدث بالنيابة عنهم حتى يشعرون بالدونية او بالتجارة، وفى مسرحية « احلم يا جحا» قدم لنا متطلباتهم فى أن يكون لهم وسائل مواصلات خاصة بهم ولهم اماكن وطالب بمطالبهم وأن يتعاملوا معاملة الأطفال الأسوياء .
وفى كلمته وجه د. أشرف قادوس رئيس الادارة المركزية للمراكز العلمية الشكر للنقاد ومبدعى أدب الطفل مباركا للكاتب مجدى مرعى على صدور نصيه «احلم يا جحا «، «خليك مكانى» موضحا انه شىء جيد مناقشة أعمال الكاتب مجدى مرعى على طاولة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل بحضور لفيف من أدباء الطفل وكبار النقاد، كما أشاد بالكاتبة رجاء محمود على تكاتفها مع نزوجها الذى يجمع بينهما حب المسرح وأدب الطفل وهما نموذج طيب يجب أن يحتذى به، وتابع قائلا :» سئلت فى أحد البرامج عن النص المسرحى للأطفال ذوى الإعاقة، وكانت إجابتي انى مسئول عن تحرير هذا العنوان وهو ما طرح سؤال مهم وهو معرفه علاقة النص بالجمهور الخاص من ذوى الإعاقة، فعندما نناقش نص فإننا نناقش نص ولا نناقش العرض، وهل هذا النص وحده كفيل بمعالجه هذه القضايا وهناك قضية هامة أشار إليها الكاتب أحمد زحام وهى فى مسألة الاهتمام بمسرح الطفل ذوى الإعاقة أنواع الإعاقات وهل النص يواكب جميع أنواع الإعاقات وهى قضية هامة يجب طرحها،ومناقشتها سواء كان النص واقعى أو خيالى هل يواكب جميع أنواع الإعاقات
فعلى سبيل المثال النص المطبوع يناسب قطاع ذوى الإعاقة البصرية، وهل تناسب العروض المسرحية ضعاف السمع، وهل تتناسب مسارح الأطفال مع النصوص التى تعالج قضايا الطفل المعاق وهل هى ملائمة لهذا القطاع، أم أن الأمر يتطلب مجهود كبير من الموضوعات وجود دراسات نقدية تزين بمجموعة من التوصيات، واختتمت المناقشة ببعض المداخلات والتساؤلات التى وجهت للكاتب مجدى مرعى
 


رنا رأفت