المهرجانات المسرحية.. مالها وما عليها؟

 المهرجانات المسرحية.. مالها وما عليها؟

العدد 645 صدر بتاريخ 6يناير2020

ونحن  في بداية عام جديد ، رأينا أنه لابد من تقديم تقييم شامل لما أقيم في العام الماضي  من مهرجانات مسرحية ، منطلقين من سؤال : ما الهدف من إقامة المهرجانات وما جدواها وهل استطاعت أن تحقق الهدف المنشود من إقامتها؟ وما الذي أضافته  لحركة المهرجانات المسرحية المصرية؟ حول ذلك  قمنا باستطلاع رأى عدد من المسرحيين.                                                        
أشار المخرج سعيد سليمان إلى أن عنوان المهرجانات في 2019 هو غياب الهدف، حيث كانت إقامتها  فى البدايات تيحمل هدفا أساسيا على مستوى المهرجان القومي للمسرح، والمهرجان التجريبي وغيرهما . أوضح:
فإذا أخدنا المهرجان القومي نموذجا سنجد أن هدفه الرئيسي هو تقديم بانوراما لجميع العروض المنتجة من جميع الجهات الإنتاجية إلخ.
ولكن فى عام 2019 غاب هذا وأصبح الهدف هو  الحصول على جوائز،  أما بالنسبة للمهرجان التجريبي فعلى الرغم من وجود عدة مميزات للمهرجان وعلى رأسها إقامة ورش في جميع العناصر المسرحية ، لا أستطيع تقييمها لأني لم أكن متدربا فيها، إلا أن الأهم من ذلك هو الإجابة على سؤال: هل كانت هناك عروض تجريبية بمفهومه الحقيقى؟. تابع:  في عام 2019 أقيمت عدة مهرجانات هامة ومنها ملتقى المسرح الجامعي و مهرجان الإسكندرية العربي للمعاهد والكليات المتخصصة، ولكن مع وجود هذه المهرجانات يجب أن نعى أولا الهدف من إقامتها.
هل هناك جمهور
كذلك تساءل  المخرج الكبير فهمي الخولى: ما الجدوى من إقامة المهرجانات.. ولمن تقام.. وهل هناك جمهور تأكدت لديه عادة ارتياد المسرح أو عادة الفرجة المسرحية، كي نقيم المهرجانات ونحتفي بها ؟ هذا تساؤل هام يجب أن نطرحه حتى نعلم كيف نسير.
أضاف قائلا : شاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان أحمد بهاء الدين الذي أقيم في قصر ثقافة أسيوط، والحقيقة أن المهرجان شهد إقبالا جماهيريا كبيرا وكان هناك توافد من قبل المسرحيين ومنهم المخرج أحمد إسماعيل والمخرج طارق الدويرى وغيرهما وهناك عدة مهرجانات هامة أقيمت مؤخرا ، منها ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، وأعتقد أن مثل هذه المهرجانات يجب أن تلقى اهتمام جميع الأجهزة المعنية بالثقافة في مصر، وأن يرصد لها ميزانيات جيدة ولا تعتمد على الجهود الفردية، ويجب أالا تقام سرا.. لماذا لا تحتفي كل الجهات الإعلامية والثقافية بجهود شباب المسرح الجامعي.
وإنتقل الخولى إلى نقطة هامة تخص المهرجان القومى هذا العام فقال : هناك ضرورة أن يتم إختيار لجنة تحكيم المهرجان القومى بعناية شديدة على أن يكون الإختيار قائم على رجالات المسرح شبابا وكهولا ومتخصصين ومنفتحى الفكر وغير منغلقين فأرجو أن يحدث ذلك
فيما قال المخرج أكرم مصطفى: شاركت العام الماضي في المهرجان القومي للمسرح بعرض “نوح الحمام “ وقد كان مستوى المهرجان فى هذا العام ضعيفا على مستوى فعالياته ومساراته الثلاثة ، وجاء حفل الختام مخيبا للآمال.. ولكن على الصعيد الآخر كانت هناك مجموعة متميزة من العروض المسرحية التي شاركت بالمهرجان..  تابع : علينا  أن نعى أن الحدث أهم من الأشخاص،  فالأشخاص لديهم وجهات نظر فردية تحتمل الخطأ و الصواب.. و الشيء الأكثر أهمية هو أن لدينا أسماء هامة وبارزة ولديها القدرة على صنع تظاهرات فنية جيدة، ويجب الاعتماد عليها، وهناك مثال واضح وهو مهرجان السينما الذي خرج بشكل متميز.
المهرجانات الإقليمية
وتمنى الكاتب محمد أبو العلا السلامونى عودة المهرجانات الإقليمية لمسرح الثقافة الجماهيرية لما تشكله من أهمية، وضرورة ولما تحققه من حراك في المحافظات المختلفة و لتكون مشاركة الفرق فى المهرجان الختامي لفرق الأقاليم بمثابة الدفعة لهم. كما تمنى عودة التسابق للمهرجان التجريبي  وهو الذى من شأنه خلق المنافسة وزيادة حماس المتسابقين
ونادى السلامونى بضرورة دعم الجمعية  المصرية لهواة المسرح التى أسسها د. عمرو دوارة خاصة وأنها تحمل تاريخا طويلا وتجمع بين العرب والمصريين ويجب استمرارها.
ورأى السلامونى عدة ظواهر سلبية في مهرجانات 2019 منها تغيير بعض لوائح المهرجان وهو ما يتسبب في عدم ديمومة النظام المتبع وهو ما بدوره ما يسبب تشتت للمتسابقين، مؤكدا أن  وجود لوائح ثابتة للمهرجانات يحقق مصداقية كبيرة وثقة في المشاركة في المهرجانات، كما  أشار إلى أن  أحد السلبيات أيضا  ضعف القيم المادية للجوائز وهو ما يتطلب إعادة النظر تشجيعا للمتسابقين.
مهرجانات في صعيد مصر
المخرج ناصر عبد المنعم أشار إلى أن أهم الظواهر الايجابية فى 2019 إقامة  مهرجانين مهمين  في الصعيد، وهما مهرجان أحمد بهاء الدين ومهرجان شباب الجنوب وقد حقق كلا منهما نجاحا كبيرا وكشفا عن عدد كبير من المبدعين الشباب فى الصعيد
  كما أشاد المخرج ناصر عبد المنعم بفرق المسرح الجامعي التي قدمت أعمالا متميزة فى المهرجانات السابقة، ما يبرهن على وجود طاقات مبدعة في المسرح الجامعي، وتمنى تعاون مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية في إقامة المهرجانات لأهمية دورها فى المرحلة القادمة.
استمرارية المهرجانات
فيما أشادت د. هدى وصفى باستمرارية بعض المهرجانات الشبابية،  ومنها ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي وعدة مهرجانات أخري،  وهو ما يمثل بالنسبة لها أهم الظواهر الإيجابية لعام 2019 حيث أشارت إلى ان  “استمرارية هذا المهرجانات تؤكد على قيمتها ونجاحها
وتابعت: إن إقامة المهرجانات يؤكد على حالة النشاط والتنافس الذي بدوره يحقق الإبداع على جميع المستويات حتى وإن كانت هناك بعض الإخفاقات ، لذلك فإن ممارسة المسرح بشكل عام ووجود تظاهرات فنية ثابتة ظاهرة صحية
روح المنافسة والاحتكاك
و رأى المخرج محمد حافظ أن أهم إيجابيات مهرجانات 2019 زيادة روح المنافسة واستمرار الاحتكاك بالفرق المسرحية المختلفة، بما يحقق زيادة الخبرات غير المباشرة للفرق الحرة ، كونها تجمع لفناني المسرح و للجمهور في فترة محدده، وهو بدوره ما يخلق جمهورا جديد لهذا الفرق
وعن الظواهر السلبية قال : تمثلت الظواهر السلبية بالنسبة لمهرجانات الفرق الحرة في سوء التنظيم الخاص بالمهرجانات،  كذلك ضعف الدعاية وعدم وجود رعاه بما يحقق النفع لجميع الأطراف، كذلك عدم تبني المهرجانات للفرق الحرة  في صورة إتاحة الفرصة  لها لتقديم العروض عده أيام دون إرهاقها  في إيجار المسارح
الثقافة الجماهيرية
اتفق المخرج السيد فجل فى ضرورة عودة المهرجانات الإقليمية للثقافة الجماهيرية وأشار فجل إلى أن أهم الظواهر الإيجابية في عام 2019 هو مشاركة ثمانية عروض من الثقافة الجماهيرية في المهرجان القومي وقد كان تمثيلا مشرفا . أضاف: “ كان هناك تعاون كبير من قبل إدارة المهرجان القومي مع جميع الفرق ، وقد شاركت مجموعة متميزة من العروض المسرحية التي حققت نجاحا كبير على المستوى النقدي والجماهيري، وتمنى فجل في عام الجديد ازدهار مسرح الثقافة الجماهيرية الذي حقق نجاحات وطفرات كبيرة فى الأعوام الماضية
ظاهرة حيوية
الناقد أحمد خميس الحكيم تحدث في عدة نقاط تخص مهرجانات 2019 حيث قال: “هناك مجموعة كبيرة من المهرجانات وهى مسألة في صالح الحركة المسرحية ، وتجعل هناك رئات جديدة للحركة المسرحية  تدفع بمبدعين جدد، حيث  تزيد المهتمين بالعرض المسرحى و بالشأن المسرحى، و جميع عناصر العملية المسرحية، مخرجين وممثلين ومصممين ديكور ونقاد وكتاب وهو في صالح الحركة المسرحية .
 أضاف:  “البعض يردد عبارة أن لدينا عدد كبير من المهرجانات وليس هناك حركة مسرح وهم لا يعون عدد المشتغلين بالمسرح في مصر،  هذا العدد الكبير الذي يسمح باتساع قاعدة المهرجانات المسرحية، فهناك شباب مسرحي يمتلك قدرات وطاقات و يرغبون فى الاحتكاك والتفاعل، كما أن المهرجانات تدفع بجمهور مختلف وخاصة الجمهور المقيم في الصعيد.
تابع خميس:  “ فكرة وصول المسرح إلى المناطق البعيدة شىء ضروري وهام ومن أبرز الايجابيات في عام 2019 النشاط الكبير من قبل فرقة مسرح التجوال فقد تجولت بعدد كبير من العروض فى مختلف المحافظات المصرية، و قدمت عروضا لمجموعة كبيرة من الجماهير التي لم تشاهد مسرحا من قبل، هذه الجماهير التي  ليس لديها رفاهية الذهاب إلى المسرح،  فذهب اليها المسرح في مواقعها المختلفة وهو دور هام يبرز للجماهير أن الذي يشاهدونه  عبر شاشات  التلفزيون ليس هو المسرح فقط،  وهناك مسرح جاد يناقش قضايا هامة كما يناقش مشكلاتنا الراهنة، وكيف نستطيع العمل عليها، و توعية الجماهير ، ومن أهم إيجابيات 2019 فتح عدد من المسارح في الثقافة الجماهيرية وإقامة مهرجانات تلبى احتياجات الشباب. استطرد خميس قائلا “:  المهرجان التجريبي أتاح الفرصة أمام المسرحيين لرؤية ما يحدث في العالم العربي والأوربي وهذا فى صالح الحركة المسرحية
وعن السلبيات قال: عدم احترام الجمهور بعدم الإعلان الجيد عن الفعاليات،  ولكن أكثر الأمور إيجابية وجود ورش وتدريبات متخصصة من الخبراء في مجال المسرح، و علينا أن نلتزم  الموضوعية ف تقام المهرجانات والفعاليات لخدمة الحركة المسرحية وليس لخدمة أفراد بأعينهم  مع ضرورة احترام الجمهور.
الإقبال الجماهيرى
فيما أوضحت الناقدة داليا همام أن أبرز الظواهر الإيجابية لعام 2019 تمثلت في توافد الجماهير بشكل مكثف لمشاهدة العروض ، بالإضافة إلى الشباب،  كذلك العناصر الفنية المميزة فى العروض المسرحية، ومنها تميز عنصر الإضاءة المسرحية و ظهور عدد كبير من المؤلفين الشباب على الساحة . اما  أبرز السلبيات فقالت: هناك بعض عروض القاعة التي تشهدا توافد جماهيريا كبيرا وتتطلب تنظيما جيدا .
وعن أهم الإيجابيات قالت: إقامة مهرجان الهيئة العربية للمسرح يناير الماضي.


رنا رأفت