في لقاء حول كتابها «ورش عمل الأطفال» فاطمة المعدول: العمل مع الأطفال يتطلب حب وشغف واندماج

في لقاء حول كتابها «ورش عمل الأطفال» فاطمة المعدول: العمل مع الأطفال يتطلب حب وشغف واندماج

العدد 619 صدر بتاريخ 8يوليو2019

تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وإشراف الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، أقام المركز  القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد ناصف الأربعاء الماضي لقاء وورشة تدريبية مع الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول حول كتابها « ورش عمل الأطفال « الصادر عن الهيئة العامة للكتاب،  و الذي يدور حول تجربة الكاتبة مع الورش الفنية التي بدأتها عام 1980، وأشرفت عليها خلال مسيرتها فى العمل الثقافى مع الأطفال في هيئة قصور الثقافة، والمركز القومي لثقافة الطفل.
أوضحت الكاتبة فاطمة المعدول في بداية حديثها أن العمل مع الطفل يتطلب الحب والشغف والاندماج والإستمتاع،  وهو ما ينطبق أيضا على الكتابة للطفل التي تتطلب من الكاتب قدرا كبيرا  من الحب والشغف والمتعة .
وأشارت إلى أن  أولى الدورس التي تعلمتها خلال فترة عملها في قصر الطفل ضرورة إفادة الطفل بجميع الطرق،  حيث الأطفال على قدر كبير من الوعي ويدركون جيدا الأشياء التي تفيدهم بشكل حقيقي.
وتابعت: عندما بدأنا في عمل ورش للأطفال كانت البداية تدريجية، حيث  واجهنا صعوبات فلم يكن هناك استيعاب من قبل المسئولين عن أهمية تلك الورش التي تقدم للطفل. أضافت:
 إن لكل ورشه أسلوب وأجواء تختلف عن غيرها،  الورش التي تقام للمعاقين تختلف عن الورش التى تقام لأطفال الشوارع وهكذا، ولكنها تجتمع في مفاهيم محددة، منها  ضرورة إقامة حوار معهم، على أن يقوم الأطفال بالتعريف بأنفسهم حتى يشعر كل طفل بكينونته، قالت : دائما الورش تبدأ بالآراء حتى يتم الاتفاق على قصة، ويتم صياغتها لتخرج في أشكال فنية مختلفة، وشددت المعدول على  أهمية العمل الجماعي مع الأطفال وفي مقدمة كتابها الذي يتناول التجربة الشخصية في مجال الورش الفنية
أوضحت أن الورشة عمل حر وأساسه الفن ولا يخضع للمكسب أو الخسارة ولا يخضع لفكرة الدرجات أو التقييم وبالتالى هى تقوم على العمل بشكل حر أساسه الفن، وأن الشيء الثاني المهم  فى الورش هو ضرورة جذب  الأطفال وتفتيح أذهانهم  إلى قضايا هامة على سبيل المثال قضية «المواطنة» تابعت: سبق وأن أقمنا «ورشة الوطن» وكان نتاجها أكثر من عمل فني ومنه مسرحية «الوطن» وفيلم، وتحدثنا من خلال تلك الورش عن الوطن وما هو من خلال قصة حب، وهدفت هذه القصة إلى تعريف الطفل أن الوطن هو الإنسان وليس الأرض
وأضافت المعدول: دائما تترد كلمة «أدب الطفل« على مسامعنا ولكن الحقيقة أنه لا يوجد ما يسمى بأدب طفل في العالم العربي.. و أدب الطفل يبدأ بعد سن 12 عاما، أما الكتب التى تقدم للطفل قبل هذا السن فتسمى كتاب طفل وليس أدبا.                                           وأوضحت المعدول أن للرسومات أهمية كبيرة في كتب الأطفال، وأن هناك العديد من الكتب أساسها الرسوم مؤكدة أن  أدب الطفل يجب أن يقدم به مجموعة من الحكايات ويحوى كم كبير من المشاعر ولذلك ترى أن كلمة أدب الطفل بها تزيد وأن كل ما  يجب فعله هو عمل كتاب للطفل لأنه يمثل القاعدة العريضة.
يتضمن الفصل الأول من الكتاب فكرة الورش الخاصة بالطفل حيث يوضح أن الورش عمل حر أساسه الفن واللعب، تقول:
تعد الورش  من أهم وسائل التثقيف والتعليم الذاتي والتفاعلي الذي يعتمد فى الأساس على رؤى الأطفال وفكرتهم وتصوراتهم عن حياتهم، وأيضا تسجيل وإعادة تشكيل لما حولهم في مجتمعهم الذي يعيشون فيه، وأن يعبروا بصدق عما يرونه ويسمعونه أو يشعرون به، أى رؤيتهم لحياتهم هم وليست رؤى الأخر الأجنبي، عن طريق الفنون المستوردة من مجتمعات أخرى، والتى تبث يوميا من الفضائيات العربية والأجنبية أو الشبكة العنكوبتية، أو رؤى الأهل والمدرسين التى تتسم أغلبها بالفرض والتلقين، إنها وسيلة ذاتية للتعلم والمعرفة عن طريق الفنون المختلفة، وذلك بالتجربة والخطأ بعيدا عن الحسابات الصارمة والثواب والعقاب، وهى في مجملها نوع من اللعب، وإنه بالرغم من دخول الوسائل الحديثة والمغرية مثل الألعاب الالكترونية والانترنت المفتوح على العالم كله، يظل العمل الذي ينجزه الطفل بذاته، والعوالم التى يكتشفها عن طريق العمل اليدوى والذاتى يحتوى على سحره الخاص الذي لا يدانيه شىء أضافت :  ومن أهم الخبرات فى الورش كسر حاجز الخوف لدى الأطفال وتدريبهم وتعويدهم منذ طفولتهم على طرح الأسئلة ومناقشة الأكبر سنا وكذلك عرض تعريف بالمفاهيم والقيم الإنسانية التى نريد ترسيخها لتكون دليلا لأولادنا فى الحياة والمفاهيم الحديثة مثل حقوق الإنسان، وقبول الآخر، والمحافظة على البيئة التى نعيش فيها،  وفى الورش نستطيع مناقشة كل شىء كقيمة العمل، حب الوطن، المشاركة، احترام الكبير.. وقد ثبت بالممارسة أن كل الأفكار خاضعة للمناقشة والطرح والتحويل إلى أعمال فنية إبتكارية يصنعها الأطفال ويقدمونها بأنفسهم مع توجيهات من المشرفين والفنانين، على أن يكون ذلك بعيدا عن المباشرة والتلقين، بل بعرض الأفكار في أسلوب فنى جذاب وفيه قدر من التشويق يجمع بين البحث عن المعلومات وحكاية القصص وقراءة الشعر والغناء والرقص واللعب، أضافت:  وإذا إستطاع القائمون على الورشة إنجاز عرض مسرحي مع جمهور فهذا بالطبع يصبح تتويجا لكل ما حدث وتلبية لرغبة حقيقية عند كل الأطفال وهى عرض أفكارهم ومهاراتهم، سواء أكانت  لغوية حركية وفنية أمام ذويهم وأصدقائهم، مؤكدة أن ذلك بمثابة  نوع من تحقيق الذات والاعتراف بالقدرات التى قد تكون كامنة في نفوسهم، وغير قادرين على التعبير عنها أو لم يدركوها، وقد تفجرت وأعلنت عن نفسها خلال الورشة..  كما أوضحت في كتابها  أنواع الورش،  ومنها ورشة الدراما التخيلية أو التلقائية التي تعتبر الورشة الأم الجامعة لكل الفنون والخبرات والمهارات التى أكتسبها الأطفال منذ البدايات، هذا إذا كانت الورشة عمل جماعي وليس فرديا، مؤكدة ـأن   ورشة الدراما هى العمل الذي يجمع كل الأطفال فى عمل واحد، وان  ورشة الدراما التخيلية أو المسرح التلقائي تتصارع فيها الأفكار والرؤى وتمتزج فيها الشخصيات مع الأطفال.
 عقب اللقاء أشار الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومي لثقافة الطفل إلى أن كتاب الورش الفنية للأطفال يتناول مجموعة من الركائز الهامة لعمل ورشة للأطفال وكيف تكون البداية معهم والتى تتمثل في طرح تساؤلات فيقوم المدرب بعمل عصف ذهني للأطفال، ويبدأ بتحديد مجموعة العناصر التى سينطلق منها ويبدأ في تطبيقها في الورشة فى السياق الذى يرغب فيه، سواء كانت الورشة خاصة بالفن التشكيلي أو العرائس، أو المسرح أو خيال ظل
وتابع : الفكرة الأساسية فى هذا اللقاء ليس الاحتفاء بالكتاب فقط،  ولذلك قمت بدعوة أخصائي المركز القومي لثقافة الطفل ليستفيدوا من هذه الورشة، بالإضافة الى إلقاء الضوء على هذا الكتاب ليستفيد الآخرين منه وهو أحد  أدوار المركز القومي التى تتمثل فى إنتقاء الكتب الجيدة وعرضها وتناولها لأن هذا يمثل الجزء الخاص بالبحث والتوثيق.
وقال الكاتب محمد مستجاب « نفتقر إلى وجود الورش الفنية الخاصة بالأطفال فى مصر،  وقد واجهت العديد من الصعوبات عندما حاولت إقامة ورشة للأطفال في حي الأسمرات بسبب بيروقراطية الموظفين. وتابع:  يجب أن يخصص وقت للأطفال لممارسة هواياتهم المختلفة وأشار إلى أن هناك مجموعة متميزة من كتاب مسرح الطفل قدموا أعمالا مسرحية متميزة للطفل وخاصة فى الفترة الأخيرة
 فيما أكد المخرج أحمد إسماعيل على أهمية اللقاء، موضحا أن الأمر شبيه بالدراما الإبداعية التى تبدأ بفكرة ثم فرض.   
 

 


سمية أحمد – رنارأفت