في وداع 2019

في وداع 2019

العدد 645 صدر بتاريخ 6يناير2020

يذهب موسم مسرحي ويأتي غيره، وفي مثل هذه الأيام من كل عام اعتادت “ مسرحنا “ أن تقف لتسائل تلك المواسم المسرحية المنقضية عما حققت وفيما أخفقت، وذلك من خلال استطلاع رأي المسرحيين حولها، كما تحاول استشراف الآتي من خلال استطلاع أمنياتهم للموسم الجديد، وما يطلبونه فيه..  وكانت تلك أراء عدد من المسرحيين و المتابعين للحركة خلال العام 2019.
د.حاتم حافظ قال إن الموسم المسرحي المنقضي يدلل على ما سبق وأن رجحناه وهو أن الشباب هم أمل تجدد الحركة المسرحية، وأن العالم يتغير من حولنا، ولكنا للأسف ظللنا لسنوات ندير الحركة المسرحية بنفس الآليات والأدوات التي أديرت بها لعقدين على الأقل، لكن مع توسعة مساحة مشاركة الشباب في العقد الأخير. أضاف: مع دمج التجارب غير الاحترافية مع المسرح الاحترافي تجددت دماء المسرح المصري بصورة ملحوظة،العام المسرحي الحالي هو عام الشباب بامتياز،وهو عام الأمل أيضا، حيث توسعت الحركة المسرحية في قصور الثقافة والبيت الفني للمسرح في استقبال الشباب كتابا ومخرجين وممثلين.
وأشار حافظ إلى أن  تجربة ابدأ حلمك من أفضل التجارب التي أسست لمشاريع مسرحية تقوم على التدريب، وأيضا تجربة لقاء المخرجين - الذي كان لي شرف المشاركة في دورته الثالثة - من المشروعات الجيدة لدعم شباب المسرحيين، وأتمنى التوسع في مثل هذه التجارب لتدريب غير المحترفين. تابع: على مستوى المسرح الجامعي برزت تجارب شابة واعدة جدا، مثل عرض سوبيبور، السردار، حذاء مثقوب تحت المطر، رصد خان، إضافة إلى عروض جيدة في مسرح الثقافة الجماهيرية مثل شتاء والبطة البرية وفرانكشتين، وكلها عروض تتجاوز الأشكال التي ظلت مألوفة طويلا في عروض الثقافة الجماهيرية، ومن أكثر العروض الاحترافية نجاحا في ظني عرض المتفائل الذي قدم على المسرح القومي،أيضا لابد من الإشارة إلى العروض التي يقدمها المعهد العالي للفنون المسرحية والتي دون أي مجاملة هي الأفضل خلال هذا العام والأكثر احترافية من كثير من العروض التي تقدم بشكل احترافي، ففي هذا العام أنتج المعهد عروضا مهمة من وجهة نظري مثل الشاطئ والحيوانات الزجاجية والعذراء والموت، فضلا عن استمرار عروض في حصد جوائز محلية وإقليمية مثل عرضي منولوج الوداع ودراما الشحاتين. وختم بالقول:  لا شك أن تعدد الفعاليات المسرحية يدفع الحركة ويجددها،ولهذا واجب أن نحتفل بالفعالية الأحدث وأقصد بها مهرجان الإسكندرية للمعاهد والكليات المتخصصة والذي لا شك سوف يطلع المسرحيين على التجارب العربية النظيرة.
أما د.محمد سمير الخطيب فأشار لضرورة دراسة صناعة المسرح في مصر، خاصة بعد حصول عرض الطوق والأسورة على جائزتين هذا العام، وهو عرض سبق إنتاجه منذ ما يقرب من الخمسة وعشرون عاما، وتساءل: هل ما سبق كان أقوى مسرحيا.. وهل من المفترض أن يحدث العكس؟ أضاف: أيضا المسرح الجامعي لديه إمكانيات على مستوى الأفراد و الصيغ الإنتاجية، وبالتالي إذا اهتموا أكثر بالتعامل معهم على أساس أنهم لا يقدمون فقط نشاطا ترفيهيا أو نشاطا لتفريغ طاقاتهم فسيقدمون أشياء رائعة ، كما بدأت قصور الثقافة التوغل بشكل كبير في الأقاليم، بمثل لقاء شباب المخرجين واكتشاف العناصر الواعدة خاصة أننا أكبر بلد عربي تقدم إنتاجا مسرحيا.
أضاف”الخطيب” : أطالب بإرسال بعثات للخارج كما حدث في الستينيات حين عاد كرم مطاوع وسعد أردش وجددا في المسرح المصري، أتمنى إرسال العناصر النابهة سواء في البيت الفني للمسرح أو الهيئة العامة لقصور الثقافة، بعثات تعليمية أو استقدام خبرات، هناك شئ هام أيضا علينا الانتباه له وهو أن الورش في مصر مرتبطة بالمهرجانات، نستدعي بعض المدربين العالميين خاصة في التمثيل خلال المهرجانات ولا أعترض على الفكرة فهي جيدة ، ولكن أطالب بضرورة وجود مركز إعداد كبير يقدم ورش مستمرة طوال العام ويستقدموا أيضا مبدعين سواء عرب أو أجانب لإثراء الحركة المسرحية، وإضافة تقنيات جديدة ،وتطوير أدوات المخرجين والممثلين بحيث لاتكون مرتبطة بظرف محدد.
وعن السلبيات التي رصدها خلال العام قال : ليس هناك اهتمام بتطوير خشبات المسارح لاستقبال عروض كبيرة وتنفيذ أفكار المبدعين، أيضا لابد من الانفتاح على مناطق جديدة، و إقامة مسارح في المناطق والمدن الاخرى كالقاهرة الجديدة وبدر ومدينتي والتجمع وغيرها ،كما أتمنى خروج المسرح للجماهير و لدينا بعض التجارب التي بدأت الخروج من علبتها الإيطالية للاماكن المفتوحة، أطالب بالعرض في الشارع ولذلك لابد من تطوير المخرجين أنفسهم وتدريبهم على هذه الأنواع حتى يعرفوا تقنياتها.
تابع : شهدنا عروضا رائعة بالجامعات مثل حذاء مثقوب تحت المطر، وكذلك مسارح البيت الفني مثل عرض أوبرا بنت عربي ، والمتفائل ،بجانب بعض عروض الثقافة الجماهيرية .. ولكن تبقى العلامة الفارقة وما يجب الانتباه إليه أن العرض الذي حصل على جوائز في مهرجان المسرح العربي ومهرجان قرطاج من إنتاج المؤسسة الرسمية للمسرح منذ سنوات ليس إنتاج جديدا.
فيما قال المؤلف أشرف عتريس إنه في الموسم الماضي لم تكن التجارب على مستوى فني يسمح بالحديث عنه، وأضاف: نستعرض بعض النصوص المسرحية وتقديمها بواسطة الفرق الفنية في الأقاليم ، فبالرغم من أن الاختيار جاء من المخرجين وقراءة الفرق و رغم إلغاء دور المكتب الفني المنوط به اختيار المخرج والنص- وهو دور حيوي لا استطيع إنكاره و استنكر إلغاؤه- إلا أن بعض النصوص جاءت من البيئة وتناسب الفرق في أقاليمها والبعض الأخر جاء بعد فحص اللجان الفنية وموافقتها على المشاريع من الأدب العالمي وهذا يحسب للجنة الفحص ،حيث اتضح أن المسرح  استنفذ تقريبا إنتاج النصوص المحلية وقد أعيدت مرارا وتكرارا وتكرارها.  نحن في حاجة للانفتاح على الثقافات الأخرى برؤية مخرجين مميزين،وجميع الفرق الفنية في الدلتا والصعيد تستعد للمنافسة بقوة بغية النجاح والاشتراك في المهرجان الختامي حتى لو إقليميا. تابع: من عيوب الموسم المنقضي  تأخر الإنتاج ، وبالتالي تأخر افتتاح العروض التي كنا نأمل أن تقدم مع إجازة نصف العام بغية حضور الجمهور والذي هو مكسبنا الحقيقي .
بينما أشادت المؤلفة صفاء البيلي بالموسم المسرحي المنقضي، وأشارت إلى  أن المسرح المصري قدم خلاله عروضا مسرحية متنوعة سواء من ناحية الإنتاج أومن ناحية القيمة الفنية المقدمة، التي شهدت انتعاشا كبيرا ورواجا ومنتجا مسرحيا باذخا على كافة المستويات، ليس فقط عن طريق إنتاج العروض، إنما بالتوجه إلى ترميم وتجديد عدد من المسارح كما حدث عبر إعادة افتتاح المسرح العائم الكبير بعد تطويره وإضافة ما يتناسب مع استقبال الجمهور من ذوي الهمم، وبعد أن كان مظلما لثلاث سنوات بقاعتيه الكبرى والصغرى، على أمل أن يتم تجديد المسارح المصرية سواء على مستوى المكان أو تقنيات العرض المسرحي من أجهزة صوت وإضاءة،وما يخدم التقنية الرقمية لتساهم في جودة المنتج الفني،لأن المسرح العالمي الناجح الآن هو الذي يعتمد في مجمله على جماليات الصورة، ولعل تنوع منابع المسرح المصري هو في حد ذاته تنوع للمنتج المسرحي، فعلى كامل مسارح التراب المصري من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب توجد جهات منوط بها صنع نهضة مسرحية، ابتداء بالبيت الفني وقطاع الفنون الشعبية بمسرحه الكبير البالون الذي يحتضن العروض الاستعراضية والغنائية الكبرى وقاعة صلاح جاهين التي تحتفي بتجارب الشباب، كما يأتي قطاع قصور الثقافة بما فيه من أعداد هائلة للقصور والتي تقترب من 500 قصر وبيت ثقافي في كل أنحاء الوطن، وتأثيرها العظيم من قدرة هائلة على نشر الوعي والتنوير خاصة تلك الموجودة في الأطراف القرى والنجوع والأماكن النائية
أضافت البيلي: المسرح المستقل شهد طفرة كبيرة بصنع حالات مسرحية متميزة، ومن الفرق التي تميزت على سبيل المثال لا الحصر فرقة أبيض في أسود لموريس عدلي وعرضه مرة واحد متعرفوش، ولعلنا نرى أن المسرح الجامعي هو من أهم الروافد التي تمد الساحة المسرحية بالنجوم المستقبليين والكتاب والمخرجين والدراماتورج، وقد كان هذا الموسم فارقا بالنسبة له خصوصا مع اهتمام الكليات والجامعات بالإنتاج السنوي ،إضافة إلى المسرح الأكاديمي فيما يخص صناعة مهرجانات وملتقيات جديدة تهتم به وتعمل على تطويره مثل مهرجان إبداع الذي ترعاه وزارة الشباب والرياضة بالشراكة مع مسرح شباب الجامعات،ولعل الملتقى الدولي للمسرح الجامعي الذي يترأسه المخرج المتميز عمرو قابيل خير دليل على ذلك ، مما يساهم في تلاقي عقول الشباب من مختلف الجنسيات لإحداث ما نتمناه من التلاقح المعرفي والتعليم والتعلم.
وتابعت “البيلي”: مسرح الطفل سواء في العروض التي ينتجها البيت الفني للمسرح والمتمثل في مسرح العرائس والمسرح القومي للطفل وما يتبعهما من مسارح في الإسكندرية ،و مسارح قصور ثقافة الطفل يحتاج إلى تعزيز ما تقدمه للأطفال بعيدا عن “الريبرتوار”، وضرورة رصد ميزانيات أكبر لإنتاج عروض متميزة تتماشى وروح العصر من التكنولوجيا بعيدا عن النقل من العروض والأفلام الأجنبية ،واستغلال كتاب المسرح من المصريين الحائزين على جوائز التأليف محليا أو عربيا، كما لا أنسى أن أؤكد أن هذا العام شهد تطورا نقديا على مستوى الكتابة والتلقي مما يدل على وجود نقاد شباب متميزين، أضافت : ليس هناك ما يزعجني سواء ككاتبة أو ناقدة أكثر من وجود ميل عام لدى المخرجين وصناع المشهد المسرحي في مصر لأعمال أجنبية، وربما كان ذلك دون قصد لكنه ساهم في صنع حالة من الركود والتعتيم على الكتاب المصريين والعرب على خشبات المسرح المصري بالشكل المطلوب، فنسبة ما تم تقديمه على المسارح لمؤلفين مسرحيين لا تتناسب أبدا مع النسبة المقدمة لأعمال مأخوذة عن روايات أو معالجة عن نصوص مترجمة، وهذا ما يدعو لتلافيه في الموسم القادم  ، بالاهتمام بالنصوص المكتوبة باللغة العربية سواء للكبار أو الطفل وكذلك المسرح الشعري.
تابعت البيلي : أثمن تجربتين نوعيتين هامتين مستحدثتين في المسرح المصري،هما تجربة شعبة مسرح المواجهة المنبثقة من المسرح الحديث والتي يشرف عليها الفنان أشرف طلبة وتسلم زمامها مؤخرا الفنان سامح بسيوني ، و أثمن العروض التي أنتجتها وطافت ربوع مصر كعروض “عاشقين ترابك وأولاد البلد للمخرج محمد الشرقاوي الذي قاد شعبة المواجهة لعامين ناجحين، وكذلك عرض إشاعات للمخرج محمود فؤاد صدقي، وتجربة مسرح الشمس ومديرته الفنانة وفاء الحكيم بما يقدمه من مسرح يتلاءم وفلذات أكبادنا من ذوي الهمم وأتوقع له مزيدا من النجاحات بعد عدة تجارب هامة ومتميزة كتبت عن بعضها مثل العرض الناجح “الحكاية روح” .
وعن أمنياتها للموسم المسرحي الجديد قالت:  أن تظل مسارح مصر كلها مضاءة،كما أتمنى أن تعبر العروض عن روح الوطن والمواطن الذي تستهدفه هذه العروض، ولا ضير أن يقدم كل مسرح ما يحتاج إليه قاطنو المكان من حوله للاقتراب من مشاكلهم وآمالهم، كما أرجو زيادة الاهتمام بتسويق العروض، وأثمن ما تقوم به القديرة السيدة ماجدة عبد العليم في هذا المجال بنفسها .
فيما رأى المؤلف أشرف حسني أن المسرح في 2019 كان متنوعا قدم الكثير من العروض الجيدة، مضيفا: لا أحب جلد الذات والقول أنه لم يكن موسم ناجح، أعتقد أنه كان ناجحا فنيا ولكنه فاشل تسويقيا كالمعتاد،ولا أقصد هنا الحضور الجماهيري والإيراد المادي، فمازال التسويق يدار بالطريقة القديمة دون الاستعانة بالكفاءات التسويقية، ولا أتهم زملائي من العاملين بقسم التسويق ولكن التسويق  علم وفن ولابد أن تمارسه الجهات المختصة وشركات التسويق المحترفة ،فكل يسوق بجهوده الذاتية من مخرجين ومديري مسارح ،عشرات المسرحيات تقدم وتُصرف الميزانيات ولا يشاهدها سوى القليل من المهتمين بالحضور للمسرح في ظل انتشار السوشيال ميديا . تابع : نريد العمل بنفس طريقة السوشيال ميديا ،المنتج يضمن جمهوره ومكسبه قبل البدء في العمل ، وبالطبع مسرحنا لا يهدف إلى الربح،  وأهم مكاسبنا هي الجمهور ولن يأتي بدون تسويق سليم.
ومن أهم الإيجابيات التي رآها :  تنوع العروض الجادة بين الكوميديا والتراجيديا ، وتكليل الموسم بفوز الطوق والأسورة بمهرجان قرطاج المسرحي، ومنافسة  عروض البيت الفني عروض القطاع الخاص في الاستفتاء الذي أجرته قناة cbc مع منى الشاذلي وكان ضمن الإستفتاء عروض للشباب مثل بيت الأشباح وهو عرض محدود التكلفة ومع ذلك ينافس عروض القطاع الخاص، وقد يتفوق عليها ،لكن لم نشارك في نفس الوقت في مهرجان المسرح العربي وتلك من السلبيات.

طفرة بالثقافة الجماهيرية
فيما أشاد المخرج سعيد منسي بالطفرة المسرحية التي حققها مسرح الثقافة الجماهيرية ،ودلل على ذلك بأن عروضه التي شارك بها في المهرجان القومي للمسرح تركت أثرا وحصلت على جوائز، كما أن عروضه كانت منتشرة في كل المحافظات .. على العكس يشير “منسي” إلى تراجع مسرح البيت الفني حيث تم غلق بعض المسارح مثل الطليعة والغد مما أثر على مستوى الإنتاج بالرغم أن هناك عروضا مميزة قدمت هذا العام مثل المتفائل الذي قدمه المسرح القومي ، وكذلك مسرح الشباب الذي قدم عروضا شبابية جيدة.
تابع”منسي”:  التطور التكنولوجي الذي جعلنا نقدم أي عرض في أي مكان جعل الناس أكثر وعيا ولديها من الثقافة والإطلاع ما يجعلها تشاهد أي عرض، لذلك لست مؤمنا بفكرة ارتباط العروض ببيئتها، فأي مسرح يقدم في أي مكان الأهم أن يناقش قضايا اجتماعية أو إنسانية أو سياسية . وتمنى منسي  أن تفتح المسارح المغلقة في مصر كلها ، وزيادة الإقبال الجماهيري، وأن يكون هناك طفرة نوعية في نوعية العروض المقدمة، بالإضافة للاهتمام الإعلامي وألا تعتبر القنوات أن المسرح نشاط ترفيهي .
أما الناقد باسم صادق فأكد على سعادته بحصول مسرحية الطوق والأسورة – التي أعيد تقديمها- على جائزة أفضل عرض في مهرجان المسرح العربي بالإضافة لجائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان قرطاج المسرحي ،وقد اعتبره حدثا هاما جدا و مؤشرا للمسرحيين و المسئولين عن الإنتاج المسرحي إلى أننا في حاجة للعودة إلى الجذور في تقديم العروض،مؤكدا على أننا نمتلك موضوعات هامة جدا في التراث يمكن تقديمها على خشبة المسرح، بالإضافة لحاجتنا للاهتمام بالمؤلف المصري والاستغناء عن النصوص الأجنبية.
وأشار”صادق” إلى أن أهم العروض التي قدمت هذا العام مسرحية استوديو مصر لخالد جلال التي قدمها مركز الإبداع ، مشيرا إلى أن جلال يسير بخطى مختلفة تماما من خلال علاقته بالشباب وتدريبهم واكتشاف المواهب الشابة ، وانه  استطاع من خلال منتدى شباب العالم أن يضع بصمة خاصة من خلال عرض الزائر الذي قدمه العام الماضي وعرض المحاكمة الذي قدم هذا العام والذي استطاع من خلاله استغلال قدرات الشباب من الجنسيات المختلفة في عرض واحد برغم اختلاف اللغة ،وكانت النتيجة تكريمه من الرئيس في ختام المنتدى،مما يدل على حرص الدولة واهتمامها بالمسرح ودوره في تنمية الوعي الثقافي لدى الجمهور.
صادق تحدث أيضا عن تقديم البيت الفني لعروض سبق وقدمت ،وأرجع السبب في ذلك إلى إقامة المهرجان القومي للمسرح في توقيت خطأ، وبناء عليه لا يتمكن مديرو الفرق من تقديم أي جديد، ولهذا يرى  أننا في حاجة لإعادة النظر في توقيت المهرجان بحيث يقدم في يونيه وينتهي في يوليه،  وبهذا تكون لدى الفرق الفرصة لتقديم إنتاجها الجديد طوال إجازة نصف العام. أضاف: أيضا لابد من الاهتمام بعروض مسرح التجوال من حيث تقديمها في أماكن مناسبة،  مشيرا إلى أن عرض إشاعات إشاعات لم يقدم في مكانه المناسب .
وأكد “صادق”على أن فرقة مسرح الشباب كانت من أنشط الفرق المسرحية على مستوى البيت الفني للمسرح لأنها قدمت أكثر من عرض وقدمت نشاطات كثيرة مختلفة وهو ما يحسب لعادل حسان مدير الفرقة، و أن دورة المهرجان التجريبي كانت من أهم دورات المهرجان لأنه كان هناك تحد كبير بعد النجاح الذي حققه العام الماضي، خاصة وأنها الدورة ال26 وقد استطاع المسئولين عنه تقديمه  بشكل متنوع لذا أعتبره من أهم المهرجانات المصرية ويسير بخطى ثابتة جدا، تابع صادق : لذلك نحن في حاجة للاستقرار على إدارة المهرجان الحالية قدرا من الوقت الذي يسمح بتثبيت أركانه .
وختم صادق بالقول : وهناك أيضا العودة الجيدة لمسرح القطاع الخاص بشكل متنوع كما في مسرحية أشرف عبد الباقي “جريما في المعادي”الذي حاول من خلالها تقديم فكرة جديدة تعتمد على إعادة تقديم عرض أو الحصول على حقوق عرض أجنبي والاعتماد على فكرة اللعب بالديكور والممثلين وهي فكرة لا بأس بها، وكذلك  عودة محمد صبحي بمسرحية أنا النحلة والدبور التي  أحدثت صدى جيد، ويرى صادق أن المسرح الجامعي يقدم نشاطات مهمة جدا وكالعادة يؤثر ويناقش بشدة وقوة في المهرجانات الثقافية.


روفيدة خليفة