العدد 636 صدر بتاريخ 4نوفمبر2019
الفنان القدير عبد الرحيم الزرقاني ممثل مصري متميز ومخرج مسرحي قدير، ويعد من رواد الإخراج المسرحي في “مصر” وخاصة خلال فترة الستينات. وهو من مواليد مدينة “قنا” في 30 يوليو عام 1913، اسمه بالكامل طبقا لشهادة الميلاد: عبد الرحيم محمد عبد الغني الزرقاني. بدأ الدراسة بحفظ القرآن الكريم بالكتاب في مدينة “سمالوط”، ثم انتقل مع والده والأسرة إلى “القاهرة” والتحق بمدرسة “الجمعية الخيرية الإسلامية” بحي “الدرب الأحمر” عام 1922، وحينما حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1934 عين ببنك التسليف الزراعي بمدينة بنها عام 1935، وظل يحاول النقل إلى محافظة القاهرة حتى وفق في ذلك عام 1942.
كانت بدايته الأولى في ممارسة هواية التمثيل من خلال المسرح المدرسي، وبالتحديد من خلال جماعة الخطابة بمدرسة “الجمعية الخيرية الإبتدائية” بالقاهرة عام 1923، ثم من خلال فريق المسرح بمدرسة “الخديوية” حين اختاره الفنان القدير جورج أبيض لتجسيد شخصية الأب بمسرحية “المائده الخضراء”، والتي سبق للفنان جورج أبيض تجسيدها بفرقته الإحترافية، ولاقتناعه بموهبة الطالب عبد الرحيم الزرقاني عرض عليه الانضمام إلى فرقته عام 1930، وذلك بعدما أسند إليه خلال تلك الفترة دوري: “براباتسو” والد ديدمونة بمسرحية “عطيل”، و”أوليفييه” بمسرحية “لويس الحادي عشر”، كذلك اختاره الفنان فتوح نشاطي بعد ذلك لتجسيد دور الأب “كوبر فيلد” بمسرحية “دافيد كوبر فيلد”، ويلاحظ أن جميع الأدوار التي كان يرشح لها وينجح في تجسيدها خلال فترة شبابه هي أدوار كبار السن وذلك نظرا لصوته الرخيم وطريقة أدائه الرصينة الهادئة.
كانت البداية الحقيقية لانطلاقه الفني حينما واظب على التواصل مع بعض فرق الهواة أثناء إقامته في مدينة “بنها”، وتلبيته لدعوة الفنان عبد العزيز خورشيد للإنضمام إلى الفريق الذي أعاد تكوينه عام 1927، خاصة بعدما نجح في إقناع الرائد الكبير زكي طليمات بالمشاركة بإخراج وبطولة عرض “العرش”، والذي قام بدوره بترشيح الفنان الشاب عبد الرحيم الزرقاني لدور البطولة أمام الفنانة إحسان شريف (زوجة الفنان زكي طليمات آنذاك).
ثم كانت انطلاقته الثانية عندما نجح في الانتقال للقاهرة عام 1942 فشارك في تأسيس فرقة “العشرين التمثيلية”، والتي ضمت بين أعضائها نخبة من الهواة الموهوبين ومنهم: فريد شوقي، علي الزرقاني، صلاح سرحان، شكري سرحان، أحمد الجزيري، سعيد أبو بكر، كمال حسين، عبد العزيز خورشيد، كمال إسماعيل. وكانت تقدم عروضها باللغتين العربية والإنجليزية بالتعاون مع “المعهد البريطاني”، وقد أخرج لها الفنان عبد الرحيم الزرقاني مسرحية “الأرملة” من تأليف شقيقه علي الزرقاني (السيناريست الشهير فيما بعد)، وقد اشتهرت الفرقة عن طريق تقديمها لبعض التمثيليات الإذاعية ثم مشاركة بعض أعضائها بالأفلام السينمائية، حتى أن الفنان أنور وجدي قد شاركهم بإخراج إحدى مسرحياتها.
عند إعادة افتتاح “المعهد العالي للتمثيل” نجح في الإلتحاق بدفعته الأولى ليتخرج فيه بحصوله على درجة البكالوريس (قسم التمثيل والإخراج) عام 1947، ضمن دفعة من الموهوبين الذين نجح أغلبهم في تحقيق النجومية بعد ذلك، حيث ضمت الدفعة كل من الأساتذة: حمدي غيث، نبيل الألفي، عبد المنعم إبراهيم، سعيد أبو بكر، نعيمة وصفي، شكري سرحان، محمد السبع، فريد شوقي، صلاح منصور، عمر الحريري، كمال حسين، زكريا سليمان، يوسف الحطاب، والكتاب: أنور فتح الله، أمينة الصاوي، رشاد حجازي، بهاء الدين شرف، خليل الرحيمي.
ويذكر من المواقف الطريفة أن طوال فترة دراسة الفنان عبد الرحيم الزرقاني بالمعهد كان يعمل مساعدا للفنان القدير زكي طليمات، فيقوم بتدريب الطلاب والمساعدة في إخراج المشاهد والمسرحيات التي كان يقدمها الطلبة، كما كان أثناء الأجازة الصيفية يقوم بناء على توجيهات أستاذه بتدريب مجموعة من زميلاته بالمعهد ومن بينهن: نعيمة وصفي، سميحة أيوب، سناء جميل، زهرة العلا، فاتن حمامة، وذلك نظرا لأن الرائد زكي طليمات كان يرى أن “عبد الرحيم الزرقاني هو الطالب العجوز الذي خلق ليكون ممثلا وأنه الممثل الذي خلق ليكون مدرسا”.
وللأسف لم يحظ الفنان عبد الرحيم الزرقاني بفرصة الحصول على بعثة دراسية والسفر إلى الخارج للحصول على الدرجات العلمية العليا كبعض زملائه، وذلك بالرغم من أن ترتيبه في التخرج من المعهد كان يؤهله لذلك، فقد كان ترتيبه الثاني على الدفعة بعد الفنان حمدي غيث، ولكن أستاذه وعميد المعهد آنذاك الفنان زكي طليمات رفض إيفاده عام 1950 إلى “ فرنسا” في بعثة لدراسة فن الإخراج - وذلك لكبر سنه - ورشح مكانه الثالث على الدفعة (الفنان نبيل الألفي)، ولأنه مؤمن بقدره لم يغضب أو يتأثر نفسيا بهذا الإستبعاد بل على العكس فقد دفعه لمزيد من العمل والتحصيل العلمي، وظلت صداقته مع جميع الزملاء تسودها المحبة والمودة والإخلاص.
وقد منحه الفنان زكي طليمات أول فرصة للإخراج بمسارح الدولة من خلال فرقة “المسرح المصري الحديث” عام 1952، فقام بإخراج مسرحية “بنت الجيران” من تأليف أمين يوسف غراب. وبعد استقالته من البنك في عام 1954 عين مخرجا وممثلا بالفرقة “المصرية الحديثة”، ثم عين عام 1956 مشرفا على فرقة “المسرح الشعبي”، ولكنه أضطر إلى تقديم استقالته في العام التالي نتيجة لبعض الخلافات الإدارية. واستأنف عمله كممثل ومخرج بالفرقة “المصرية الحديثة”، وذلك حتى عام 19661967 حيث تم انتدابه آنذاك مشرفا على فرقة “المسرح الحديث”، كما كرر تجربة الإشراف على “المسرح الحديث” مرة أخرى عام 19721973.
خلال مسيرته الفنية أخرج العديد من المسرحيات التي حققت نجاحا كبيرا بعدة فرق مسرحية (من بينها: المسرح القومي، الحديث، الكوميدي، الحكيم، الجيب)، كما أخرج عدة مسرحيات لفرق الهواة بمسارح الجامعة والأقاليم (بالثقافة الجماهيرية)، وأيضا بعض المسرحيات المصورة للعرض التليفزيوني وكذلك عرضا لإحدى الفرق الخاصة. وتضم قائمة أهم مسرحياته كل من مسرحية “بداية ونهاية”، “في بيتنا رجل”، “عيلة الدوغري”، “سليمان الحلبي”، “ليلي والمجنون”، “الثأر ورحلة العذاب”. وبجانب موهبته الملموسة في الإخراج كانت يمتلك موهبة التمثيل أيضا، حيث قام ببطولة خمسة وعشرين مسرحية أبرزها مسرحية “أهل الكهف”، “بابا عايز يتجوز”، و”تحت الرماد”، “ليلى والمجنون”، “الميت الحي”، كما كان أيضا واحدا من رواد العمل الإذاعي حيث قدم للإذاعة ما لا يقل عن ألف عملا إذاعيا سواء كان في شكل مسلسلات أو مسرحيات إذاعية. كذلك شارك في عدد من المسلسلات التليفزيونية من أبرزها: “هارب من الأيام”، و”محمد رسول الله”. وفي مجال السينما شارك كممثل في خمسة وستين فيلما ولكن يبقى دوره الأهم شخصية بائع الأخلاق في فيلم “أرض النفاق”.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم أدواره قد عكست شخصيته الحقيقية في الحياة، حيث برع في أداء شخصية كبير العائلة دمث الخلق والمحافظ على التقاليد والأصول، أو الأب الوقور الرزين طيب القلب، وكذلك الرجل الشريف نظيف اليد والمعطاء والمحب للخير، وبالتالي فقد اتسمت أغلب الشخصيات التي قام بتجسيدها بالحكمة والرزانة والشرف والحنان والقدرة على العطاء.
وقد تميز الفنان عبد الرحيم الزرقاني كمخرج باتباعه لمنهج “الواقعية”، حيث كان يركز إهتمامه على إبراز الخطاب الدرامي للنص وتجسيد أحداثه الدرامية بكل تفاصيلها الدقيقة، وذلك عن طريق توظيفه لمختلف مفرداته الفنية وفي مقدمتها الإختيار الدقيق لمجموعة الممثلين، وتصميمه لحركتهم بصورة طبيعية أقرب للتلقائية. وكان محافظا بمنهجه الواقعي في بناء الإطار المسرحي من الديكور والملابس وباقي الادوات والمفردات المسرحية، كما كان يتميز بعشقه الشديد للغة العربية الفصحى إخراجا وتمثيلا، وبدقته وحرصه الكبير في التدقيق في مخارج الألفاظ والصوتيات، وبتمسكه الشديد بنصه الخاص وعدم سماحه لأي فرد بالحذف أو الإضافة أو التبديل لأي عبارة في النص الذي استقر عليه.
وأخيرا يجب التنويه أنه قد استمر في عمله كأستاذ بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد “العالي للفنون المسرحية” إلى تاريخ رحيله في أول نوفمبر عام 1984 عن عمر يناهز الثانية والسبعين.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنان القدير عبد الرحيم الزرقاني طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - إسهاماته المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان عبد الرحيم الزرقاني فهو المجال الذي مارس من خلاله هوايته لفن التمثيل، كما تفجرت من خلاله أيضا موهبته التي أثبتها وأكدها من خلال عمله بعدد كبير من الفرق وتعاونه مع عدد كبير من كبار المخرجين والممثلين، ولذا كان من المنطقي أن يشارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة، وأن يقوم بتجسيد عدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة. ويجب التنويه إلى أن بداياته المسرحية بمجال الإحتراف كانت من خلال فرقة “المسرح المصري الحديث” بمجرد تخرجه من المعهد العالي للتمثيل.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة إختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج إلى قسمين طبقا لطبيعة عمله كممثل أو كمخرج كما يلي:
1 - في مجال التمثيل:
- بفرقة “المسرح المصري الحديث”: في إحدى الضواحي، كدب في كدب (1951)، بنت الجيران، قصة مدينتين، المأخوذة، نزاهة الحكم، دنشواي الحمراء، كفاح شعب (1952).
- بفرقة “المسرح القومي”: بابا عاوز يتجوز (1954)، تحت الرماد (1956)، بنت الجيران (1959)، أهل الكهف (1960)، دكتور كنوك (1962)، ثلاث ليالي - الليلة الحمراء (1966)، الميت الحي (1976).
- بفرقة “المسرح العالمي”: بلدتنا (1967)،
- بفرقة “المسرح الحديث”: الورطة، الزوبعة (1967)، جواز على ورقة طلاق (1972).
- بفرقة “مسرح الجيب”: ليلى والمجنون (1970).
- بفرقة “المسرح الطليعة”: حراس الحياة (1974)،
- “مسرحيات مصورة”: خيوط العنكبوت، سيدة الفجر (1980)،
وجدير بالذكر أنه ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها قد تعاون مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: زكي طليمات، سعيد أبو بكر، نبيل الألفي، كمال يس، كمال حسين، أحمد عبد الحليم، سمير العصفوري، مجدي مجاهد، جمال منصور.
2 - في مجال الإخراج:
ساهم الفنان عبد الرحيم الزرقاني بإخراج عددا من المسرحيات بفرق مسارح الدولة وأيضا بإحدى الفرق الخاصة ومن بينها العروض التالية:
- بفرقة “المسرح المصري الحديث”: بنت الجيران، شروع في جواز (1952).
- بفرقة “المسرح القومي”: الأشباح (1955)، الوارثة (1957)، سيأتي الوقت (1958)، بداية ونهاية (1959)، في بيتنا رجل (1960)، القضية (1961)، عيلة الدوغري (1962)، الحلم (1964)، سليمان الحلبي (1965)، بلاد بره (1968)، طائر البحر (1978)، بيت الأصول (1983).
- بفرقة “دمنهور المسرحية”: الزوبعة (1965).
- بفرقة “المسرح الحديث”: الزوبعة (1967)، عيلة الأستاذ ربيع (1972)، جواز على ورقة طلاق، واحد ولا اتنين (1973)، نرجس (1975)، الثأر ورحلة العذاب (1982).
- بفرقة “مسرح الحكيم”: العرضحالجي (1968)،
- بفرقة “المسرح الكوميدي”: على جناح التبريزي وتابعه قفة (1969).
- بفرقة “عمر الخيام”: إتفضل قهوة (1969).
- بفرقة “مسرح الجيب”: ليلى والمجنون (1970)، المشخصاتية (1971).
- بفرقة “المسرح الطليعة”: جواز على ورقة طلاق (1972)، الثأر ورحلة العذاب (1982)،
- “مسرحيات مصورة”: خيوط العنكبوت، الماضي الذي يعود (1980).
وقد شارك في بطولة تلك المسرحيات نخبة من كبار المسرحيين ومن بينهم الأساتذة: أمينة رزق، فتوح نشاطي، نجمة إبراهيم، حسن البارودي، فاخر فاخر، محمد توفيق، عقيلة راتب، محمود المليجي، زوزو ماضي، رشدي المهدي، عزيزة حلمي، ملك الجمل، نعيمة وصفي، ناهد سمير، سناء جميل، سميحة أيوب، نبيل الألفي، حمدي غيث، سعيد أبو بكر، نور الدمرداش، محمد السبع، محمود عزمي، عبد المنعم إبراهيم، صلاح سرحان، عبد الغني قمر، عمر الحريري، توفيق الدقن، صلاح منصور، شفيق نور الدين، أحمد الجزيري، نادية السبع، كمال حسين، رجاء حسين، عايدة عبد العزيز، سلوى محمود، أحمد عبد الحليم، عبد الله غيث، رشوان توفيق، حسن يوسف، إبراهيم الشامي، عبد الرحمن أبو زهرة، يوسف شعبان، محمود ياسين، سهير البابلي، كرم مطاوع، سهير المرشدي، مديحة حمدي، نوال أبو الفتوح، صلاح قابيل، إسماعيل يس، أبو بكر عزت، محمود التوني، محمد نوح، سهير رمزي، محمود الحديني، حسين الشربيني، محمد الشويحي، حسن عابدين، فاروق الفيشاوي، عبد العزيز مخيون، عادل المهيلمي، فاروق يوسف، خالد الذهبي، فايزة كمال.
ثانيا - أعماله السينمائية:
لم تستطع السينما الإستفادة بصورة كاملة من إمكانيات وخبرات هذا الفنان القدير وموهبته الكبيرة، فتنوعت أدواره السينمائية بشدة بين بعض الأدوار الرئيسة وبعض الأدوار المساعدة، وإن كان يحسب له نجاحه في وضع بصمة مميزة بجميع أدواره ولفت الأنظار إلى قدراته ومهاراته الفنية، وذلك بالإضافة إلى عدم مشاركته إلا في مجموعة من الأفلام السينمائية الجادة. كانت بدايته السينمائية بفيلم “غرام راقصة” عام 1950، من إخراج حلمي رفلة، وبطولة محمد فوزي، نور الهدى، تحية كاريوكا، في حين كانت آخر أفلامه عام 1984، وهو فيلم “بناتنا في الخارج”، من إخراج محمد عبد العزيز، وبطولة رغدة، محمود عبد العزيز، سعيد صالح. هذا وقد وصل رصيده السينمائي خلال ما يقرب من خمسة وثلاثين عاما إلى أكثر من خمسة وستين فيلما.
وتضم قائمة مشاركاته السينمائية الأفلام التالية: غرام راقصة، أمير الإنتقام، المليونير (1950)، حكم القوي، ورد الغرام، طيش الشباب، ليلة غرام (1951)، الإيمان، حياتي أنت، الأسطى حسن، لحن الخلود، شم النسيم، الهوا مالوش دوا، أنا وحدي، المنزل رقم 13، مصطفى كامل، جنة ونار، من القلب للقلب (1952)، مؤامرة، حكم الزمان، شريك حياتي، ظلموني الحبايب (1953)، حدث ذات ليلة (1954)، أغلى من عينيه، حب ودموع (1955)، موعد غرام، عيون سهرانة (1956)، المتهم (1957)، مجرم في أجازة، خالد بن الوليد (1958)، نور الليل، بين الأطلال (1959)، البنات والصيف (1960)، غدا يوم آخر، نصف عذراء (1961)، أمير الدهاء (1964)، أرض النفاق (1968)، 5 شارع الحبايب، إعترافات إمرأة (1971)، الشيماء (1972)، أبو ربيع (1973)، الرسالة (1976)، إمرأة من زجاج، حلوة يا دنيا الحب (1977)، قلوب في بحر الدموع، إذكريني (1978)، يمهل ولا يهمل، أقوى من الأيام، عشاق الحياة، عشاق تحت العشرين، خطيئة ملاك، سأكتب اسمك على الرمال (1979)، الدرب الأحمر (1980)، مرآة في الكف، زيارة سرية، حكمت المحكمة، سفينكس (1981)، القضية رقم 1، الغيرة القاتلة (1982)، القضية رقم 1، المدمن (1983)، بناتنا في الخارج (1984).
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية وفي مقدمتهم الأساتذة: أحمد بدرخان، صلاح أبو سيف، أحمد كامل مرسي، حسين فوزي، السيد بدير، حلمي رفلة، حسن الإمام، هنري بركات، عز الدين ذو الفقار، كمال الشيخ، حسين صدقي، ريمون، يوسف معلوف، فطين عبد الوهاب، محمود ذو الفقار، كمال عطية، سعد عرفة، حسام الدين مصطفى، نادر جلال، يحيى العلمي، إبراهيم الشقنقيري، ناجي أنجلو، حسن حافظ، إلهامي حسن، عبد الفتاح مدبولي، ألبير نجيب، محمد عبد العزيز، عاطف الطيب، أحمد يحيى، يوسف فرنسيس، وذلك بالإضافة إلى كل من المخرج المغربي عبد الله الصباحي، والمخرج العالمي مصطفى العقاد، والمخرجان الأجنبيان فرنيتشو، فرانكلين ج شافنر.
ثالثا - أعماله الإذاعية:
ساهم هذا الفنان الأصيل في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من أربعين عاما، خاصة بعدما نجح مخرجو الإذاعة في توظيف نبرات صوته المميزة ومهاراته في فن الألقاء والتلوين الصوتي وإجادته في إلقاء الأشعار والتمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس مستوى وكفاءة تمثيله باللهجة العامية. وقد انطلقت شهرته الإذاعية بمشاركته ببطولة البرنامج الإذاعي الشهير “ألف ليلة وليلة”، وذلك من خلال أدائه الرصين لشخصية الملك شهريار أمام القديرة زوزو نبيل التي جسدت أمامه شخصية “شهرزاد”. ويكفي لتميزه الإذاعي أن نذكر أنه أحد الحاصلين على لقب عضو مجموعة “الأعمدة السبعة للإذاعة” (والتي تضمنت اسمه مع الأساتذة: محمد الطوخي، زوزو نبيل، محمد علوان، رفيعة الشال، صلاح منصور، لطفي عبد الحميد).
ولكن للأسف الشديد فإنه يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، وذلك نظرا لأننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، هذا وتضم قائمة أعماله الإذاعية المسلسلات والتمثيليات التالية: أغرب القضايا، في سبيل الحرية، لن ننسى، الأرض، الخطة رقم 13، القصاص، أريد هذا الرجل، حسن ونعيمة، عندما تغيب الشمس، مندوب من المريخ، نص دستة عيال، باب زويلة، شهر الإنتقام، علي بابا والأربعين حرامي، شخصيات تبحث عن مؤلف.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الإسهامات الإذاعية لهذا الفنان القدير لم تقتصر على التمثيل فقط بل شارك أيضا بإخراج عدد كبير من المسرحيات العالمية المترجمة والمعدة للإذاعة والتي قدمت من خلال البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي حاليا).
رابعا - الإسهامات التليفزيونية:
عاصر الفنان القدير عبد الرحيم الزرقاني بدايات البث التلفزيوني وبداية إنتاجه الفني مع بدايات ستينيات القرن الماضي، ويجب التنويه في هذا الصدد بأن الصعوبة التي كانت تواجه جميع العاملين خلال فترة البدايات هي ضرورة تصوير كل حلقة كاملة دون توقف - لعدم وجود إمكانية لعمل “المونتاج” - وبالتالي فقد كان واحدا من جيل الممثلين المسرحيين الذين أثروا العمل التلفزيوني بقدرتهم على الحفظ وأيضا بتفهمهم لطبيعة التصوير بهذه التقنية الحديثة آنذاك ومراعاة زوايا الكاميرا المختلفة. ويحسب له في تاريخه الفني إثرائه الدراما التليفزيونية بمشاركته في بطولة بعض المسلسلات المهمة في مرحلة البدايات ومن بينها على سبيل المثال المسلسلات الشهيرة: هارب من الأيام (1962)، خيال المآتة (1964)، القاهرة والناس (1972).
هذا وتضم قائمة إسهاماته الإبداعية مشاركته في أداء بعض الأدوار الرئيسة بعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية المهمة ومن بينها: هنداوي، عيد يا عم عيد، رحلة هادئة، الحب الكبير، هارب من الأيام، خيال المآتة، وحش البراري، قنديل أم هاشم، الأمل، لقاء في السماء، بنك القلق، سيداتي آنساتي، ميرامار، أشجان، القاهرة والناس، عندما يشتعل الرماد، عودة الروح، بستان الشوك، وفاء بلا نهاية، أبناء في العاصفة، العملاق، الأيدي الناعمة، الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين، بستان الشوق، ألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة (عروس البحور)، ألف ليلة وليلة (وردشان وماندو)، ألف ليلة وليلة (الثلاث بنات: كريمة وحليمة وفاطيمة)، ألف ليلة وليلة (بدر باسم وجوهرة بنت السمندل)، ومن المسلسلات الدينية: الأزهر الشريف منارة الإسلام، الإمام مالك، ابن عمار، حدود الله، محمد رسول الله (ج1،3،4،5). وذلك بخلاف مشاركته بأداء بعض الأدوار الرئيسة بعدد كبير من التمثيليات والسهرات والتليفزيونية ومن بينها على سبيل المثال فقط: خبز الآخرين، وكنا ثلاثة، الدليل، وتبقى الذكريات، نور النبوة، الرحمة المهداة.
- الجوائز والتكريم:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة ببعض مظاهر التكريم وأن يحظى صاحب هذه المسيرة الفنية العطرة على عدد كبير من الجوائز، وكنه للأسف لم يحظ بما يليق به وبمسيرته الفنية من تكريم، ومع ذلك فقد حصل على الجائزة الكبرى التي يعتز بها كل فنان أصيل وهي إحترام وتقدير الجميع له وإعجاب الجمهور بأعماله، وربما تكون أفضل مظاهر تكريمه هو تخليد اسمه - بعض رحيله - بإطلاقه على قاعة من أهم قاعات “المسرح القومي”، وكذلك تكريم اسمه باحتفال “يوم الوفاء” الذي نظمته فرقة “المسرح الحديث” عام 2010.
حقا أنها مسيرة فنية ثرية نجح خلالها الفنان القدير عبد الرحيم الزرقاني في حفر مكانة خاصة له في وجداننا وذاكرتنا الفنية بموهبته المؤكدة وتلقائيته المحببة وإبداعاته المتنوعة والتزامه الشديد بالقيم السامية والأخلاقيات الرفيعة، وحرصه الدائم بالمحافظة على تقاليد المهنة والتمثيل المشرف للفنان المصري والعربي.