لبلبة .. الشقية

لبلبة .. الشقية

العدد 612 صدر بتاريخ 20مايو2019

ممثلة ومطربة وفنانة استعراضية مصرية، من مواليد 14 نوفمبر عام 1945، اسمها الحقيقي (نينوشاكا مانول كوبليان)، وهي تنحدر من أصول أرمينية (ولديها صلة قرابة مع الشقيقتين فيروز ونيللي). مُنحت اسمها الفني عن طريق الكاتب أبو السعود ا?بياري، وذلك حينما أعجب بلباقتها وسرعة بديهتها أثناء بروفات أول فيلم تشارك بالتمثيل فيه وهي بمرحلة الطفولة.
وجدير بالذكر أنها قد بدأت حياتها الفنية وهي طفلة في الخامسة من عمرها، وذلك بعدما ظهر استعدادها الفطري ونبوغها المبكر، ثم تأكدت موهبتها بتميزها في تقليد مشاهير الفنانين. ويحسب لأسرتها تشجيعها المبكر على ممارسة الفن وحرصها على رعاية موهبتها واهتمامها بصقلها، فوفرت لها فرصة دراسة البالية الكلاسيكي، وأيضا الغناء والعزف.
بدأت «لبلبة» مشاركاتها الفنية بالعمل في مجال السينما (وعمرها خمس سنوات فقط)، وخلال مرحلة الطفولة شاركت ببطولة ستة أفلام من أهمهم: «حبيبتي سوسو» إخراج نيازي مصطفى الذي يحسب له اكتشافها سينمائيا، ثم شاركت في أفلام “البيت السعيد” من إخراج حسين صدقي، «أربع بنات وظابط» من إخراج أنور وجدي، ومن أفلامها الأخرى خلال تلك الفترة «يا ظالمني»، «الحبيب المجهول».
وخلال فترة المراهقة قامت بتركيز نشاطها في مجال الغناء والاسكتشات، فقامت بتقديم عدد كبير من المونولوجات، كما اشتهرت بتقليد المشاهير من المطربين والممثلين (من أشهرهم: ماجدة، يوسف وهبي، فايدة كامل، نجاة الصغيرة، صباح، فريد الأطرش)، كما قدمت عددا كبيرا من الأغاني الخفيفة حتى وصل رصيدها إلى 268 (مائتان وثمانية وستين) أغنية من بينهم 30 (ثلاثون) أغنية للطفل. وقد صدر لها عدد من الألبومات الغنائية من بينها: «بنت مصر الجديدة»، «خطفوا حبيبي»، «بابا حبيبي»، «عيب يا هوا».
وبصفة عامة، يحسب لهذه الفنانة القديرة حقا نجاحها في التمرد على مرحلة تقديم «المونولوجات» وتقليد المشاهير وحتى على مرحلة تقديم الأغاني الخفيفة، وتركيز جهودها في مجال التمثيل فقط، خاصة بعدما صقلتها التجارب المتتالية واكتسبت خبرات كبيرة من تكرار تعاونها مع كبار المبدعين في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل. كما يحسب لها أيضا إدراكها المبكر كممثلة بضرورة الهروب من أدوار الفتاة الشقية الدلوعة التي حاول بعض المنتجين والمخرجين سجنها في إطاره، فحرصت على تنوع أدوارها وتجسيد بعض الشخصيات الدرامية المركبة. ويحسب في هذا الصدد للمخرج القدير الراحل عاطف الطيب فضل إعادة اكتشافها من جديد في فيلمي: «ضد الحكومة» و«ليلة ساخنة».
ونظرا لما تتمتع به هذه الفنانة من موهبة صادقة ووعي فني، فقد استمرت مسيرتها الفنية منذ طفولتها وحتى الآن بنجاح كبير، واستطاعت المشاركة ببطولة ما يقرب من مائة فيلم متميز، ومن أهمها: «حكايتي مع الزمان» إخراج حسن الإمام، «مولد يا دنيا»، «إحنا بتوع الإسعاف» إخراج حسين كمال، «إسكندرية نيويورك» و«الآخر» من إخراج يوسف شاهين، «ألف بوسة وبوسة»، «خلي بالك من جيرانك»، «عصابة حمادة وتوتو»، «البعض يذهب للمأذون مرتين» والأفلام الأربعة من إخراج محمد عبد العزيز، «احترس من الخط»، «الشيطانة التي أحبتني»، «معالي الوزير» والأفلام الثلاثة من إخراج سمير سيف. وذلك بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأفلام مع بعض المخرجين من الأجيال التالية ومن بينها أفلام: “فرحان ملازم بلبل” إخراج عمر عبد العزيز،، «عريس من جهة أمنية» من إخراج علي إدريس، «جنة الشياطين» إخراج أسامة فوزي، «حسن ومرقص» إخراج رامي إمام، «عائلة ميكي» من إخراج أكرم فريد.
ويجب التنويه إلى أن الفنانة لبلبة لم تعمل بالدراما التلفزيونية إلا بعدد قليل جدا من المسلسلات - ولكنها في حقيقة الأمر جميعها مسلسلات مهمة - ومن بينها: «الحفار»، «صاحب السعادة»، «مأمون وشركاه» من إخراج رامي إمام، و«الشارع اللي ورانا» من إخراج مجدي الهواري.
وجدير بالذكر أنها قد شاركت النجم عادل إمام في ثلاثة عشر عملا فنيا ما بين البطولة والأدوار المساعدة، وذلك خلال نصف قرن تقريبا (خلال الفترة من عام 1966 بمشاركتهما بفيلم «أجازة بالعافية»، إلى عام 2016 بمشاركتهما معا ببطولة المسلسل التلفزيوني «مأمون وشركاه». (وتضم قائمة الأعمال المشتركة بينهما عدة محطات فنية مهمة وعلامات في مسيرة كل منهما، ومثال لذلك أفلام: البعض يذهب للمأذون مرتين، خلي بالك من جيرانك، عصابة حمادة وتوتو، احترس من الخط، عريس من جهة أمنية، حسن ومرقص، هذا بخلاف تعاونهما معا أيضا في بطولة مسرحية «قصة الحي الغربي»، ومسلسلي «صاحب السعادة»، «مأمون وشركاه».
هذا وتعد بدايتها المسرحية متأخرة نسبيا حيث اقتحمت مجال المسرح لأول مرة عام 1969، وذلك من خلال بطولة مسرحية «راجل ومليون ست» لفرقة «المسرح الضاحك»، وهي الفرقة التي شاركت - زوجها آنذاك - الفنان حسن يوسف تكوينها، ثم شاركت بعد ذلك ببطولة عدة مسرحيات من أهمها بفرق القطاع الخاص: قصة الحي الغربي، شهرزاد، المتشردة، وجميعهم من إخراج الفنان القدير جلال الشرقاوي.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (السينما، التلفزيون، الإذاعة، المسرح) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا: أعمالها السينمائية
شاركت الفنانة القديرة لبلبة بأداء بعض أدوار البطولة المطلقة وبعض الأدوار الرئيسية المؤثرة في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي قد يزيد عددها على مائة فيلم، وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: حبيبتي سوسو (1951)، البيت السعيد (1952)، أربع بنات وضابط، يا ظالمني (1954)، الحبيب المجهول (1955)، النغم الحزين (1960)، قاضي الغرام (1962)، نمر التلامذة (1964)، أجازة بالعافية، آخر العنقود (1966)، شنطة حمزة (1967)، المليونير المزيف (1968)، رحلة شهر العسل (1970)، بنت بديعة، برج العذراء، زواج بالإكراه (1972)، الشياطين في أجازة، البنات والمرسيدس، شيء من الحب، السكرية (1973)، عجايب يا زمن، عريس الهنا، في الصيف لازم نحب، 24 ساعة حب، البنات والحب، حكايتي مع الزمان (1974)، احترسي من الرجال يا ماما، مين يقدر على عزيزة (1975)، الحساب يا مدموازيل، المزيكا في خطر، سيقان في الوحل، مولد يا دنيا (1976)، ألف بوسة وبوسة، المرايات، بص شوف سكر بتعمل إيه! (1977)، مغامرون حول العالم، الجنة تحت قدميها، القضية المشهورة، سكة العاشقين، حب فوق البركان، البعض يذهب للمأذون مرتين، إمرأة بلا قلب (1978)، الرقص على أنغام البارود، خلي بالك من جيرانك (1979)، سطوحي فوق الشجرة، بذور الشيطان (1980)، 4 - 2 - 4، إللي ضحك على الشياطين (1981)، رجل في سجن النساء، عصابة حمادة وتوتو (1982)، أنهم يسرقون الأرانب (1983)، صديقي الوفي، إحنا بتوع الإسعاف، احترس من الخط، لك يوم يا بيه (1984)، شيطان من عسل، محطة الأنس، أولاد الأصول (1985)، المخبر، بكره أحلى من النهاردة (1986)، ضحية حب (1988)، الكداب وصاحبه، جيران آخر زمن (1989)، الشيطانة التي أحبتني، امرأة تحت الاختبار (1990)، ضد الحكومة (1992)، لهيب الانتقام (1993)، ليلة ساخنة (1995)، الآخر، جنة الشياطين (1999)، النعامة والطاووس، معالي الوزير (2002)، عريس من جهة أمنية، إسكندرية نيويورك (2004)، فرحان ملازم بلبل، بوحة (2005)، وش إجرام (2006)، حسن ومرقص (2008)، البيه رومانسي، يوم ما اتقابلنا (2009)، عائلة ميكي (2010)، فيلا 69، نظرية عمتي (2013)، الفيل الأزرق (2014)، كازابلانكا (2019).
وجدير بالذكر أنها قد تعاونت من خلال هذه الأفلام مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: نيازي مصطفى، حسين صدقي، أنور وجدي، إبراهيم عمارة، يوسف شاهين، حسن الإمام، محمود ذو الفقار، عاطف سالم، حسن الصيفي، عيسى كرامة، نجدي حافظ، زهير بكير، حسام الدين مصطفى، حسين كمال، نادر جلال، أشرف فهمي، محمد عبد العزيز، أحمد فؤاد، سمير سيف، عاطف الطيب، محمود فريد، صلاح كريم، يس إسماعيل يس، فايق إسماعيل، فتحي عبد الستار، نبوي عجلان، ناصر حسين، أحمد ثروت، شريف حمودة، حسن إبراهيم، فاضل صالح، عمر عبد العزيز، علي إدريس، وائل إحسان، محمد أباظة، أسامة فوزي، مروان حامد، محمد أبو سيف، أحمد البدري، رامي إمام، إسماعيل مراد، أكرم فريد، أيتن أمين، بيتر ميمي.

ثانيا: أعمالها التلفزيونية
شاركت الفنانة القديرة لبلبة بأداء بعض الأدوار الرئيسية في عدد قليل نسبيا من المسلسلات التلفزيونية - على مدى ما يقرب من ربع قرن - قد يصل عددها إلى عشرة مسلسلات فقط ومن بينها المسلسلات المتميزة التالية: الحفار (1996)، صاحب السعادة (2014)، مأمون وشركاه (2016)، الشارع إللي ورانا (2019).

ثالثا: مشاركاتها الإذاعية
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذه الفنانة القديرة، التي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأغاني والمونولوجات وبعض برامج المنوعات وأيضا بعض الأعمال الدرامية المتميزة على مدار ما يزيد على خمسين عاما ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: عاشور رايح جاي، يوم مالوش آخر.

رابعا: أعمالها المسرحية
على الرغم من ندرة أعمالها المسرحية مقارنة بمشاركاتها السينمائية الكبيرة فإن المسرح قد ظل على الدوام هو المجال المحبب للفنانة لبلبة ومجال إبداعها الذي أكدت من خلاله موهبتها فلفتت الأنظار إلى قدراتها ومهاراتها وحققت وجودها الفني، وهو المجال الذي قضت في العمل به كممثلة محترفة أكثر من نصف قرن، شاركت خلالها بعروض بعض الفرق المسرحية المهمة (ومن بينها فرق: «الغنائية الاستعراضية»، «الفنانين المتحدين»، «مسرح الفن»، «القومي للطفل«)، والحقيقة أنه ورغم ابتعادها على المسرح سنوات طويلة - قامت خلالها بتركيز جهودها على المشاركاته السينمائية - فإنها سرعان ما كانت تعود للمشاركة ببطولة أحد العروض المسرحية.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها المسرحية طبقا لاختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
1 - بفرق مسارح الدولة:
 - «الغنائية الاستعراضية»: مصر بلدنا (1978)
 - «القومي للطفل«: علي بابا كهرمانة شكرا (1986)
2 - بفرق مسارح القطاع الخاص:
 - «المسرح الضاحك» (حسن يوسف): راجل ومليون ست (1969).
 - «الفنانين المتحدين»: قصة الحي الغربي (1972).
 - «عمر الخيام»: شهرزاد (1976).
 - «الفنانين المصريين»: المتشردة (1978).
وقد شاركها بطولة المسرحيات السابق ذكرها نخبة من كبار الفنانين وفي مقدمتهم الأساتذة: محمد عوض، صلاح منصور، زوزو ماضي، عدلي كاسب، حسن يوسف، عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، صلاح السعدني، محمود شكوكو، وحيد سيف، بدر الدين جمجوم، سعاد حسين، محمود أبو زيد، سعيد عبد الغني، إبراهيم نصر، أحمد بدير، حاتم ذو الفقار، عماد رشاد، سامي مغاوري، عبد الوهاب خليل، محمد جبريل، والمطربان فايزة أحمد، هاني شاكر.
ويذكر أنها قد تعاونت من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: السيد بدير، جلال الشرقاوي، السيد راضي، أحمد زكي.
 - الجوائز والتكريم:
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذه الفنانة القديرة بحصولها على بعض مظاهر التكريم ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر:
 - عضوية لجنة التحكيم في ستة عشر مهرجانا سينمائيا بمصر منها: «مهرجان إسكندرية السينمائي الدولي»، «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، «مهرجان المركز الكاثوليكي».
 - المشاركة بعضوية لجنة التحكيم في ستة مهرجانات سينمائية دولية ومنها: باريس، فنيسيا، دبي.. وغيرها.
 - حصولها على عدد كبير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير ولعل من أهمها: حصولها على جائزة بينالي السينما العربية من «معهد العالم العربي» في باريس عن دورها في فيلم «ليلة ساخنة» من إخراج عاطف الطيب عام 1996، كما فازت بنفس الجائزة كأحسن ممثلة في مهرجان «كل أفريقيا» بمهرجان «كيب تاون» جنوب أفريقيا عام 1996 عن دورها في نفس الفيلم.
وأيضا تكريمها ببعض المهرجانات ومن بينها المهرجانات التالية:
 - تكريمها في أكثر من مهرجان سينمائي منها: «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الخامسة والثلاثين عام 2012، «مهرجان إسكندرية السينمائي الدولي»، «مهرجان سينما الأطفال»، «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وعدة مهرجانات سينمائية ومسرحية بالمملكة المغربية.
 - التكريم بمهرجان «المسرح العربي» (الذي تنظمه “الجمعية المصرية لهواة المسرح”) بدورته الحادية عشرة عام 2013.
وجدير بالذكر أن الفنانة القديرة لبلبة لم تتزوج إلا مرة واحدة فقط من الفنان حسن يوسف عام 1961، وكان الزواج تتويجا لقصة إعجاب وحب كبيرة بين الطرفين، وقد استمر زواجهما في سعادة أكثر من 9 سنوات (حتى عام 1971). وكان السبب الأساسي للطلاق هو إصرارها على تأجيل الإنجاب حتى يمكنها التفرغ لعملها الفني، أما السبب المباشر لطلاقهما ولسرعة اتخاذ القرار فهو عدم التزامها بتعليمات زوجها وتنفيذها لتعليمات وتوجيهات المخرج حسن الإمام بضرورة تصوير قبلة بينها والفنان حسين فهمي طبقا للمتطلبات الدرامية بأحداث فيلم «بنت بديعة» (من وجهة نظر المخرج)، الأمر الذي رفضه بشدة الفنان حسن يوسف وقرر بعدها الانفصال. وللأسف لم تنجح جميع محاولات الصلح في إعادة المياه لمجاريها. ونظرا لفشل هذه التجربة لم تقدم الفنانة لبلبة على تجربة الزواج مرة أخرى واتخذت قرارها النهائي بالتفرغ الكامل للفن.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏