محمد هاشم: مهمتنا تحقيق أحلام المخرجين على خشبة المسرح ونتمنى تكريم التقنيين والفنيين المتميزين

 محمد هاشم: مهمتنا تحقيق أحلام المخرجين على خشبة المسرح ونتمنى تكريم التقنيين والفنيين المتميزين

العدد 627 صدر بتاريخ 2سبتمبر2019

 - في كل عام ومع الاستعداد لبدء المهرجان القومي للمسرح المصري، تبدأ خلية النحل التي تعمل في تجهيز المسارح مبكرا، تستعد مسارح الدولة لتكون في كامل الاستعداد، كي يخرج المهرجان في أبهى صورة وليحقق لكل الفرق والعروض المشاركة أفضل ما يمكن أن يقدموه من نجاح فني، هذا العمل الدءوب الذي يستمر لأسابيع طويلة بواسطة لجان الخدمات الفنية ودور العروض ولجنة التجهيزات الفنية. التقينا بالفنان المهندس محمد هاشم رئيس لجنة الخدمات الفنية ليلقي الضوء على الجنود المجهولين خلف كواليس عمل المهرجان الذين هم الأساس الذي يرتكز عليه العمل المسرحي لتنفيذه على خشبة المسرح.
 - كيف كانت الاستعدادات الأولية للتجهيزات الفنية للمهرجان؟
الاستعداد للمهرجان ينقسم إلى جزأين، الأول هو عمل اللجنة العليا التي تضع استراتيجيات المهرجان، ثم اللجان التنفيذية التي تدير أعمال المهرجان، فمن خلال أعمال اللجنة العليا يتم وضع خطط عامة، ثم توجد بعد ذلك اللجان التنفيذية التي تقوم بتحويل الخطط إلى شيء يتم تنفيذه على أرض الواقع لكيان له وجود.

 - كيف يتم التعامل مع دور العرض المشتركة بالمهرجان؟
من البداية يتم وضع الجدول وفيه تراعى أشياء كثيرة منها عدد العروض المشاركة، ثم يبدأ التنفيذ من خلال التجهيزات، وعند وضع الجدول يتم مراعاة عدة اعتبارات منها مثلا وجود فرق قادمة من سفر أو فرقة سوف تسافر أو فرقة سوف تسافر إلى الخارج في موعد محدد فيتم وضعها في الجدول مبكرا قبل موعد السفر، هذا على سبيل المثال، توجد في المهرجان فرق من كل القطر المصري، وبالتالي تتم مراعاة مسألة التنقلات والإعاشة وغيرها، وتحديد دار العرض المناسبة طبقا لكل عرض ومواءمة خشبة المسرح له، وكيفية تحديد التجهيزات المناسبة له، وبالتالي يتم تحديد خطة التشغيل من خلال أطقم التجهيز التي تعمل معنا، ثم يتم التنفيذ بعد ذلك بالشكل الذي يحقق الجدول بأقل كمية أخطاء أو مشكلات، لأنه لا بد أن يكون هناك أخطاء لأننا نتعامل مع طاقات بشرية، والمهم وجود حلول سريعة دائما تقنيا وفنيا.

 - هل توجد اعتبارات عند اختيار المسارح وأماكنها في التوزيع؟
الذي يحكم عدد المسارح هو عدد العروض المشاركة لأن وضع الجدول يراعى فيه تحركات اللجان في نطاق جغرافي واحد، فلا يمكن أن تضع عرضين متتاليين أحدهما في شرق القاهرة والآخر في غربها، فتحرك اللجنة لا بد أن يراعى، لا يصح أن يكون هناك عرض بالأكاديمية الذي يليه مثلا في الحديقة الدولية بمدينة نصر، وإلا سيصبح شيئا صعب التنفيذ، لكن يمكن مثلا وضع عرض بالمعهد العالي للفنون المسرحية وآخر في قاعة سيد درويش والثالث في البالون، فيكون هذا مسارا قريبا من بعضه، وتكون نقاط التحرك بينها فواصل زمنية قصيرة لمراعاة توقيتات العروض وتوقيت تحركات اللجان، وكلها اعتبارات في الجدول وفي التجهيز.

 - هل توجد اشتراطات لحد أدنى للتجهيزات الفنية في دور العرض؟
نحن نتعامل مع مسارح يقدم عليها عروض طوال العام، وعند دخول المهرجان يوجد حلم, هو حلم التسابق والتنافس والحصول على الجوائز، كل مخرج أو فنان متسابق يريد أن يبدع بأقصى إمكانياته ويحقق في العرض ما لم يحققه عندما عرض من قبل، وأحيانا يكون هذا التجويد في صالح العرض وأحيانا يكون ضد العرض.

 - إذا كانت المسارح مؤهلة من قبل، فلماذا العمل على مدار الأربع وعشرين ساعة من قبل التجهيزات؟
نعم، هذه المسارح كانت تقام عليها عروض قبل المهرجان. إذن، فهي مؤهلة ومجهزة، لكن يوجد لدى المخرج حلم يريد تحقيقه ويمكن أن يطلب شيئا ليس موجودا بالموقع، أو أن يحدث عطل مفاجئ، لأنه يتم استخدام المسارح بشكل مستمر ومنتظم، فكل يومين يوجد تغيير ديكور وضبط إضاءة وغيره وهذا يؤدي إلى الاستهلاك، وبالتالي يمكن أن يحدث قصور ما، ولا بد لنا أن نحل مشكلته سريعا، نحن لا نقدم عرضا موسميا عاديا حيث يتم تركيب الديكور وضبط أجهزة الإضاءة والصوت وخلافه في نحو عشرين يوما ثم يتم تقديم العرض لمدة شهر أو شهرين، ولدينا في المهرجان كل ذلك الذي يتم في أيام في الأصل، إنما يتم في المهرجان في ساعات قليلة، وهذا بالطبع مجهود مضاعف للعمالة البشرية واستهلاك كبير للأجهزة والمعدات مما يتطلب العمل الدائم والمستمر طوال الأربع وعشرين ساعة.

 - ما أهم الصعوبات التي تواجهك في تجهيزات المهرجان؟
كل حالة ولها صعوبتها ولها يسرها، فالاستعداد الدائم يقلل كمية المشكلات التي يمكن أن نقابلها بالإضافة إلى العمل بروح الفريق الواحد، وأن يكون لكل الناس أدوار واضحة ومحددة، وكل فرد يعلم تماما من وماذا بجانبه كي يتعاون الجميع معا دون أن يعيق أحد الآخر وهذا في غاية الأهمية، بالإضافة إلى أن كل فرد يقدم بينه وبين نفسه كشف حساب بعد كل عمل كي يدرك ماذا أنجز وأين أوجه القوة والقصور كي يتم تداركها فيما بعد.. هذا التقييم الفوري من الأشياء المهمة هنا لإنجاز العمل.

 - هل تواجه أحيانا نقصا في بعض المتطلبات من خامات أو أجهزة؟
بالطبع، ليس لدينا كل ما يحلم به جميع المخرجين ولكن علينا أن نقوم بتوفير أقصى ما يمكن توفيره.

 - عندما تنتقل لمسرح خارج البيت الفني للمسرح هل يتم العمل به بنفس العمالة الفنية؟
نعمل دائما بنفس العمالة المختصة بالموقع ويمكن أحيانا أن ندعمها بآخرين إذا تطلب الأمر ذلك، فلدينا فرق للطوارئ جاهزة للتحرك لسد أي نقص أو عجز مفاجئ في أي مكان، فمثلا يمكن أن يكون موقع به أربعة أفراد فقط والعرض يحتاج لعشرة أفراد مثلا لتشغيله، أي أننا نعتمد في المقام الأول على الأفراد الموجودين في المكان ونقدم لهم الدعم اللازم إذا استدعى الأمر ذلك، وحسب الإمكانيات المتوفرة لدينا.

 - كيف يكون الدعم الذي تقدمونه لفرق الأقاليم؟
العروض في المهرجان تم إنتاجها سابقا بالفعل وتم عرضها في دور عرض سابقة، لذا لديها ديكوراتها جاهزة، لكن إذا حدث عجز ما نحاول المساعدة بسد هذا النقص، لكن الأساس أنني كمهرجان لست جهة إنتاج لأقوم بتوفير الاحتياجات الأساسية. ونحن فقط ندعم ونحل المشكلات في حدود المتاح.

 - ما هي اللجان العاملة بالمهرجان التي تختص بتجهيزات وخدمات العروض؟
لجنة التجهيزات ولجنة دور العرض ولجنة الخدمات الفنية كل منها له دور محدد يقوم به.

 - المهرجان يحتفي بجميع الفنانين في العمل المسرحي.. أين الاحتفاء بالتقنيين؟
هذا حدث من قبل وتم تكريم التقنيين والفنيين المتميزين، وهذا لو تحقق الآن سيكون رائعا لأن العرض المسرحي خلفه جيوش من العمالة، ونتمنى الإشارة إليها وتكريمها أدبيا على الأقل لأن المسرح لعبة جماعية يشترك فيها الجميع، أمام الستار وخلفه وخلف الكواليس. وكل له دوره المنوط به. فبدون التقنيين والفنيين لن يخرج العرض المسرحي وهم من ينفذون إبداع فناني العرض، وخصوصا أن لدينا كفاءات وخبرات كثيرة بكل قطاعات الوزارة في كل المجالات.

 


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏