«كمان زغلول» على مائدة الملتقى الشهرى لمركز توثيق بحوث أدب الطفل

«كمان زغلول»   على مائدة الملتقى الشهرى لمركز توثيق بحوث أدب الطفل

العدد 625 صدر بتاريخ 19أغسطس2019

عقد مركز توثيق وبحوث أدب الطفل السبت الماضى الملتقى الشهرى للمركز لمناقشة النص المسرحى “ كمان زغلول “ الموجه للأطفال من سن 9 الى 15 عاما لذوى الاحتياجات الخاصة تأليف الكاتب أحمد زحام ورسوم الفنانة التشكيلية  رشا منير.
أدار الحوار أ.د أشرف قادوس رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية  وذلك بحضور المناقشين وهم الشاعر والناقد المسرحى يسرى حسان،والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومى لثقافة الطفل والكاتب احمد زحام والفنانة التشكيلية رشا منير والشاعر سعد عبد الرحمن الرئيس الأسبق للهيئة العامة لقصور الثقافة، والفنان صدام العدله والكاتبة والأديبة د. سامية سليم د. فيفى أحمد د. صلاح شعير ورائدة أدب الطفل باليمن نجيبة حداد والمخرج محمد فؤاد.
استهل المناقشة د .أشرف قادوس والذى قدم التهنئة لكلا من الكاتب أحمد زحام والفنانة التشكيلية رشا منير على صدور نص “ كمان زغلول” الذى صدر عن الهيئة العربية المصرية للكتاب.
كما رحب بالحضور فى هذه المناقشة وقدم الشكر لكلا من الشاعر والناقد المسرحى يسرى حسان والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومى لثقافة الطفل موضحا أن هذا النص محظوظ  وذلك لأنه نفذ للعرض قبل طباعته كما قدم العرض باللغة العامية وقد قام الكاتب أحمد زحام بكتابة النص باللغة العربية الفصحى موضحا أنه عندما قرأ النص لم يشعر أن الفصحى ثقيلة على  الأطفال فيستطيع الطفل قراءتها بمفرده كما أن النص من الأعمال القليلة التى كتب عليها الفئة العمرية الموجه إليها فهو موجه للفئة من 9  الى 15 عاما.
وأشار د. أشرف قادوس أنه سيتم مناقشة نص “كمان زغلول” لتحليله وإلقاء الضوء على أهم ما يميزه ورؤيته بعين الناقد بالإضافة إلى الاحتفاء بالكاتب أحمد زحام وهو كاتب له إسهامات كثيرة فى مجال الكتابة للطفل.
كما أن النص يحمل عدة أهداف ومنها تصويب النظرة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجهم فى المجتمع فهم قادرون على صنع المعجزات فقد وهبهم الله مواهب عدة كما يحمل النص رسائل عدة ومنها الحب المتواجد داخل هذا الكاتب والذى ينعكس على هذة النص فالكثير من الصفات الإنسانية التى يتمتع بها الكاتب تنعكس على النص وهو ما لمسته فى النص فهناك مجموعة من القيم تبرز من خلال النص ومنها الاحترام والحرية  ... الخ.
أعرب الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس المركز القومى لثقافة الطفل  فى مداخلته عن سعادته بصدور نص “ كمان زغلول” مباركا للكاتب أحمد زحام والفنانة التشكيلية رشا منير وللفنانة حبيبة حسين والتى قامت بالإخراج الفنى للنص.
موضحا أن صدرو مسرحية للطفل تمثل له سعادة كبيرة وذلك لعدم وجود دار للنشر تتصدى لنشر كتابات الطفل سوى أعداد قليلة للغاية
وتابع قائلا “الشيء الهام أن هذا النص لذوى الإحتياجات الخاصة وهو يمثل سعادة آخرى فهو يعد توجه للمخرجين الذين يعانون من قلة عدد النصوص الموجه لذوى الاحتياجات الخاصة وهنا نوجههم لوجود نص يقترب من الاكتمال فهو أحد النصوص الهامة للغاية.
وأضاف هناك نقطة ثلاثة يجب أن نتحدث عنها وهو عندما يتعاون المخرج مع الكاتب فيكون الناتج تجربة متميزة وهو ما ينطبق على تعاون كلا من الكاتب أحمد زحام والمخرج محمد فؤاد فعلى سبيل المثال هناك ثنائيات فينة حققت نجاحا كبيرا بين كتاب ومخرجين ومنهم الفنان محمد صبحى ولينين الرملى والمخرج عصام السيد ولينين الرملى  بالإضافة الى تجربتى مع المخرج أسامة فوزى.
وأضاف قائلا” شاهدت عرض “كمان زغلول” وهو عمل متميز قدم على خشبة مسرح الهناجر وقد استمر لأكثر من عام وحصل على جائزة وأتمنى أن تكون الأعمال القادمة ناجحة لهذا الثنائى.
أشاد الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف بالكاتب أحمد زحام وبدروه الكبير والمؤثر فى الكتابة للطفل فهو أحد كتاب جيل السبعينيات الذين أخلصوا فى قضية الكتابة للطفل وقدم إنجازا مهما بها على مستوى جميع فروع الكتابة للطفل سواء كانت القصة القصيرة أو المسرحية أو الرواية أو السيناريو المصور بالإضافة الى فكرة البحث فى الطفولة وهو شىء يستحق الوقوف عنده كثيرا وهو كاتب يمتلك أدواته فى الكتابة للطفل.
وانتقل ناصف للحديث عن القضية الأبرز والتى عبر عنها فى نص “ كمان زغلول” وهى فكرة ذوى الاحتياجات الخاصة و التيمة الأساسية التى من المفترض أن يعمل عليها ذوى الاحتياجات الخاصة فالتيمة الأساسية فى نص “كمان زغلول” هى فكرة الإصرار الشديد والتحدي التى تتواجد داخل الأنسان الذى لديه إعاقة ما.
وتابع  “هذه الفكرة قدمها الكاتب أحمد زحام داخل النص بإنارات مختلفة لشخصيات كبيرة متواجدة لدينا كما أن شخصية زغلول لديها معادل موضوعى يتمثل فى أكثر من شخصية فليس شرطا أن يكون المعادل الموضوعى شىء أو جماد ولكن من الممكن أن يكون إنسانا فالمعادل الموضوعى خلف شخصية “ زغلول” كان “ الموسيقار عمار الشريعى.
وقد حدث خط بين الشخصيتين عندما بدأت علاقة كبيرة تنشأ بين شخصية زغلول والردايو فالراديو يعد الموصل الجيد للفعل الدرامى بين شخصية زغلول وعمار الشريعى الذى كان يقدم برنامجا فى الراديو واستمع إليه زغلول وبدأ زغلول يتحدث إلى عمار الشريعى و يستقى فكرة التحدى الإصرار من خلال شخصية الموسيقار عمار الشريعى التى استطاعت أن تحقق وجودها فى الموسيقى العربية والمصرية.
 وهو ما بث فى شخصية زغلول روح الإصرار والتحدى مثل شخصية عمار الشريعى وهناك شخصيات لم يكن لها مساحات مثل شخصية طه حسين فقد كانت إشارة أو صورة ولكنها إشارة ذات أهمية كبيرة فى سياق آخر تدعم وتقوى زغلول ليبدأ فى بذل قصار جهده ليصل إلى هذة الحالة.
واستطرد قائلا “ يبدأ النص المسرحى بشخصية “بتهوفن” فقد قدم النص ثلاثة شخصيات واحدة عالمية وآخرى شخصية عربية طه حسين والشخصية التى يحتك بها زغلول وهى عمار الشريعى فعندما يكون خلف شخصية زغلول ثلاثة شخصيات بهذه القيمة والنجاح يبدأ زغلول للدخول إلى منطقة الحل وهى الشخصيات التى استعان بها الكاتب حتى يستطيع زغلول بطل النص أن يتخطى أزمته التى يمر بها
 وأشار ناصف الى أن النص يبدأ بكسر الإيهام أو الحائط الرابع فيبدأ المتفرجين بالدخول داخل النص وكأنه يشير للمتفرجين بأنهم ليسوا بمفردهم وأن المسئولية تقع على عاتقهم لهذا الشخص الذى سيتحدى العديد من الأشياء فالأب والأم والمشرف والقريب ليسوا فقط مسئولين عن المعاق فكل الناس بلا استثناء مسئوله عن هذا الإنسان.
كما يشير الكاتب أحمد زحام فى بداية النص إلى الشخصية الأقرب الى “ زغلول”فأعطى لنا إشارة بأن الأم تندرج فى المنزلة الأولى لتحمل المسئولية تجاه زغلول بينما يظهر الأب فى مشهدين المشهد الأول عندما قام بشراء الكمان للزغلول والمشهد الثانى تلقى الأب رسالة من المسئولين بأن زغلول سيذهب الى مدرسة المكفوفين وهى إشارة هامة قد تكون منصفة للشخصية التى تتحمل الجزء الأكبر للإعاقة.
 وإذا قمنا بعمل أبحاث على هذه المنطقة فسنجد أن الأم الأكثر تحملا المسئولية فى رعاية المعاق وذلك على مستوى جميع البيوت المصرية ويأتى بعدها الأب أو المشرف أو الأخ على حسب الترتيب ولكن الأم هى رقم واحد.
 وتابع قائلا “ فى سياق دراستنا للبطل المحورى المتواجد فى النص سنجد أن زغلول شخصية مكتملة شخصية من “لحم ودم” نستطيع التعامل معها ورؤيتها وليست شخصية كرتونية كما أن هذه الشخصية المحورية استطاعت أن تجمع حولها بقية الشخصيات الآخرى والشخصيات الأخرى منها الأم،الأب، “الحلم” البجعة، الضفدعة التى تحاول دائما أن تسير فى سياق مخالف ومعاكس لشخصية البجعة فالضفدعة من الممكن أن تعطى طاقة سلبية ولكن شخصية البجعة هى رمز للطاقة الإيجابية وتعد الإشارة الأولى للطفل بأن هناك مستقبل قادم جيد وأضاف ناصف قدم الكاتب أحمد زحام مجموعة من الإنارات داخل النص حتى نصل الى النتيجة.
وإختتم حديثه مشيدا بكتابة أحمد زحام إذ استطاع أن يقدم حبكة جيدة متماسكة والتى تبدأ من طفل لديه أزمة يمكث فى حجرته يبحث عن حل ومخرج لهذة الأزمة ويشعر بأن من حوله ليسوا متفاعلين معه بدرجة أكبر يبدأ الأمن يتزايد ويبدأ فى حل عقدته عندما يتحدث معه عمار الشريعى ويصل له رسالة من مدرسة المكفوفين. وعندما يبدأ فى تعلم الموسيقى على الكمان حتى يصبح عازف كمان متميز وقد إستخدم الكاتب اللغة الفصحى البسيطة القريبة من العامية المصرية وقد حدد الفئة العمرية الموجه للنص إليها وهو شىء جيد بالإضافة الى الإرشادات المتواجدة مع الحوار والمرفقة برسومات تميزت بها كثيرا الفنانة رشا منير حيث قامت الرسومات بإخراج النص بشكل متميز.
بينما قال الشاعر والناقد المسرحى يسرى حسان “ فى ظنى أن نص “كمان زغلول” هو نص متميز ومتماسك على المستوى الدرامى وهو يتوجه الى فئة فاعلة فى المجتمع رغم إعاقتها البصرية، وقد سعى الكاتب الى بث الطاقة الإيجابية إلى هذة الفئة مستتشهدا بتجارب سابقة فى تاريخنا المعاصر من أصحاب هذه الإعاقة الذين تحدوا إعاقتهم ونجحوا مثل “ عميد الأدب العربى طه حسين والفنان عمار الشريعى.
الذى جسده الكاتب فى النص من خلال علاقته ببطل النص وتابع قائلا “ نص كمان زغلول يطرح العديد من القيم والأفكار كقيمة الحرية وفكرة تحدى الإعاقة وقد نجح الكاتب فى إختيار عنوان الذى جاء مزدوج المعنى أو الإيحاء كمان زغلول هو ألة الكمان وأيضا تعنى زغلول آخر، وأضاف قائلا عن مميزات النص “ أن الكاتب لم يهتم بأدبية النص بقدر اهتمامه بكتابة نص يجسد على خشبة المسرح
وهناك بعض الملاحظات ربما  يكون أهمها أن الكاتب لم يعكس الطفرة التكنولوجية الحادثة الأن والتى استفاد منها أطفال وشباب هذه الأيام بمن فيهم أصحاب الإعاقات سواء السمعية أو البصرية أو الحركية، وكنت أتمنى أن ينعكس تأثير الطفرة فى النص المسرحى الذى أطلعنا على أشياء ربما لم تعد تستعمل بالشكل الواضح هذه الأيام ومنها ساعى البريد، والراديو لابأس بالتأكيد من التعريج على مثل هذة الأشياء لكنك مادامت تخاطب شباب أو أطفال هذه الأيام فعليك أن تخاطبهم بلغتهم. وإستطرد قائلا “لكن مثل هذة الملاحظة لا تقلل من قيمة النص وأهميته.
أشار الكاتب أحمد زحام أن النص عندما كتب فى البداية كتب باللغة العربية وقد تم نشره فى جريدة مسرحنا باللغة العامية وقد كتب النص على مرحلتين المرحلة الأولى قبل أن يقوم المخرج محمد فؤاد بإخراج هذا النص والمرحلة الثانية بعد تجربة الإخراج وعندما شرع المخرج محمد فؤاد فى تقديم النص حدث حوار حول إدخال إضافات جديدة على النص، ومنها “ الضفدعة” “ البجعة” ومنها هادى الممثل وقد أصر المخرج محمد فؤاد أن يقدم كل ممثل شخصيته فيقدم شخصية الكفيف كفيف بالفعل وكذلك قائد الفرقة كفيف ومن قام بتجسيد دوره أيضا كفيف وهكذا فيقوم كل ممثل بدوره وهو ما قصدته أنها مسرحية يقوم بتمثيلها ذوى الإحتياجات الخاصة.
وأوضح زحام أن سبب استمرار عرض “ كمان زغلول هو صدق كل من شارك بهذا التجربة على خشبة المسرح وتابع “ قمت بإعادة كتابة النص لإقوم ببلورة التجربة بأكملها مرة آخرى وأعتقد أنه شىء محمود تقديم نص من خلال تجربة.
واستطرد الكاتب أحمد زحام قائلا “قضيتى هم ذوى الاحتياجات الخاصة  فحتى الأن لم يحصل ذوى الاحتياجات على حقوقهم وقد قدمت أعمالا تناقش قضايا ذوى الاحتياجات ومنها “سفينة نوح “ “ زهرة “ وشاغلى الشغال أن أقدم كتابات تمس قضايا تخص هذه الفئة ولأننى أرى انهم شريحة مقهورة داخل هذا المجتمع وسأظل أكتب عنهم.
أوضحت الفنانة التشكيلية رشا منير أنها ارتكزت فى عمل مشهدى الغرفة على” السرير” “ والكرسى “ والذى يظل لفترة طويلة يجلس عليه بطل المسرحية “ زغلول” وعندما بدأ زغلول التدريب على العزف على  الكمان ترك الكرسى ولم يصبح مقيدا كما كان فى السابق وجميعها إيحاءات حاولت تقديمها للقارىء حتى يشعر بها وفى المشهد الأخير عندما كان يعزف مع زملائه نلاحظ عدم وجود الكرسى  وهو ما يوضح تحرر زغلول
وقد قمت برسم غرفة زغلول تشبه القفص فهى تحوى عدة خطوط كثيرة
وتابعت قائلة من خلال جلسات عمل مكثفة مع الكاتب احمد زحام طرحنا العديد من الأفكار وما يريد أن يوضحه من خلال الرسم  وقد ساعدنى رسم الكمان فى توضيح فكرة الخروج من القوقعة والتعبير عن فكرة الحرية وذلك عندما كان زغلول يمسك بعصا الكمان ويتحكم بها
أشارت رشا منير أنها التجربة الثانية لها فى رسم كتاب للمكفوفين
أشار المخرج محمد فؤاد مخرج نص “ كمان زغلول” أن أحد أسباب انجذابه للنص هو أسم النص فهو يحوى مفارقة لغوية فقد ساعده هذا الأمر فى تقديم رؤية إخراجية مختلفة مع مهندس ديكور العرض حيث قدم غرفة زغلول أشبع بقفص العصافير
وأشار فؤاد أن النص يأكد على مجموعة هامة من القيم ومنها قيمة الحرية وفكرة إستخدام الحواس وأهم ما يميز النص أنه عند قراءته نرى الحوار يصنع مشهدا والنص يعطى طاقة إيجابية ويعزز من الإرادة واختتمت المناقشة بمجموعة من المداخلات
 

 


رنا رأفت