العدد 738 صدر بتاريخ 18أكتوبر2021
اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الجمعيات الثقافية – مسرح الهواة – التي أقيمت على خشبة مسرح قصر ثقافة بورسعيد في الفترة من 2- 7 أكتوبر الحالي، برئاسة الشاعر مسعود شومان، وحملت الدورة اسم الفنانة البورسعيدية الراحلة « ملك الجمل/ خالتي بمبة».
المهرجان أدارته عبير رشيدي مدير إدارة الجمعيات الثقافية، التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، التي يرأسها الفنان د. هاني كمال.
كلمات افتتاحية
و في كلمة أرسلتها بمناسبة إقامة المهرجان قالت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة إن فرق الهواة تمثل نبعا عظيما لتخريج المواهب المصرية وإن المهرجان تأسس خصيصا لدعم مؤسسات المجتمع المدني، وأعربت الوزيرة عن سعادتها بإقامة هذه الدورة في بورسعيد، تلك المدينة الباسلة، التي جمعت في تاريخها بين النضال والإبداع، وتمنت عبد الدايم استمرار العطاء الذي يقدمه المهرجان للهواة في كل شبر من أرض مصر.
وفي كلمته في افتتاح المهرجان أعرب الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عن سعادته بإقامة دورة المهرجان هذا العام على أرض مدينة بورسعيد، التي وصفها بأرض النضال والكفاح، وفاجأ عطوة الحضور بقراره زيادة أعداد المكرمين لما تتمتع به بورسعيد من وفرة في المبدعين الذين يستحقون التكريم، و لما قدموه من إبداعات متميزة، أثرت مسرح الثقافة الجماهيرية، كما أثرت مسارح مصر كافة، بما في ذلك مسارح الهواة، كما أعلن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عن استمرار التكريم حتى ختام المهرجان، وهو القرار الذي قوبل بترحيب كبير من حضور حفل الافتتاح. ووجه المخرج هشام عطوة الشكر للفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة لما قدمته وتقدمه من دعم لأنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة ، ولكل الأنشطة التي تقوم بها الوزارة، ولتشجيعها للهواة في كل بقعة من أرض مصر، كذلك وجه الشكر للواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد لما قدمه من دعم غير محدود للمهرجان خاصة، وللثقافة في بورسعيد بشكل عام، كما حيا كل من عمل على إنجاح المهرجان من قيادات الهيئة والعاملين بها.
فيما قال الفنان د. هاني كمال رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة إن وزارة الثقافة، من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة تعمل على دعم وتشجيع التجارب المسرحية الجديدة والمختلفة أملا في الوصول إلى مناخ إبداعي أفضل تتنافس فيه كل الفرق بما تضمه من مواهب شابه منافسة شريفة وخلاقة، ما يسهم في اكتشاف وتقديم هذه المواهب وقد اكتسبوا المزيد من الخبرات، الأمر الذي يؤهلهم للتألق والتميز في المستقبل، وتوجه د. هاني كمال بالتحية لكل مبدعي بورسعيد، وأعرب عن سعادته بتكريم عدد من رموز الفن والإبداع في المدينة ، كما توجه بالشكر لوزيرة الثقافة على رعايتها للمهرجان ولما توفره من دعم للمواهب الشابة ، كما وجه الشكر للفنان هشام عطوة رئيس الهيئة لما يبديه من اهتمام كبير ودعم كامل حتى تخرج أنشطة الهيئة على أعلى مستوى من الجودة، كما وجه رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية التحية لما وصفهم بكتيبة المقاتلين، من العاملين بالهيئة العامة لقصور الثقافة، لما بذله كل فرد منهم من جهد لإنجاح المهرجان.
أما رئيس المهرجان الشاعر مسعود شومان فقد استهل كلمته بمقطع شعري أهداه لمدينة بورسعيد ومبدعيها استهله بالقول» أول سلام للوتر بيطل من بورسعيد» وأعرب شومان عن سعادته برئاسة المهرجان قائلا» إنها الدورة الثامنة عشرة التي أشرف برئاستها، وكيف لي ألا أسعد وأنا المنذور للشارع والتراث والمأثور الشعبي، والهواة عندما يعلنون تمردهم الخلاق والجغرافيا الثقافية ووهج الفن وسحره. وتوجه رئيس المهرجان بالشكر للفنان هشام عطوة، و وصفه بالفنان الإنسان الذي يعي دوره ويلعبه بمحبة ومقدرة، ووجه الشكر كذلك للفنان هاني كمال ولإدارة الجمعيات على كل ما بذلوه من جهد لتقديم المهرجان في أحسن صورة ممكنة.
كرمت الهيئة العامة لقصور الثقافة في حفل الافتتاح عددا من رموز الفن والأدب في بورسعيد وهم: حمدي الوزير، وحسن الوزير، و عبد الرحيم حسن، محمد الخولي، عبد الرحمن عرنوس، سمير زاهر، جلال العشري، الشاعرين الكبيرين كامل عيد، ومحمد عبد القادر، وهالة الجباس مدير العلاقات العامة بفرع ثقافة بورسعيد، واسمي الراحلين علية الجباس والسيد طليب، بالإضافة إلى تكريم اسم الفنانة ملك الجمل، و تسلمت ابنتها درع التكريم، كما كرمت الفنانة مديحة حمدي ضيف شرف المهرجان.
فيما شهد حفل الختام تكريم المزيد من فناني ومبدعي بورسعيد - حسب ما وعد الفنان هشام عطوه رئيس الهيئة في كلمته الافتتاحية - وقد تم تكريم الفنانين طارق حسن، صلاح الدمرداش، رجب سليم، و رجب الشاذلي، عمر الحلوجى، أحمد عجيبة، محمد الكتاتني، محمد حسن، و فوزي شنودة. كذلك تم تكريم ضيوف شرف المهرجان: المخرج الكبير عصام السيد و المخرج حمدي حسين، والكاتب الصحفي والشاعر محمد بهجت.
لم يخل تكريم الفنانين من لمسات إنسانية قدمها بعضهم، أبرزها التأثر الشديد الذي ظهر به الفنان حمدي الوزير، وعبر عنه في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح ، و تحدث فيها عن بدايته على الخشبة نفسها التي يكرم عليها الآن، خشبة مسرح قصر ثقافة بورسعيد، وقد أهدى التكريم لعدد من أساتذته في المسرح البورسعيدي وكان بعضهم حاضرا الحفل، وتلقى تحية الحضور. كذلك قام الشاعر الكبير كامل عيد بغناء أغنيته الشهيرة التي أصبحت من مأثور السمسمية « طازه وعال يا ام الخلول» ذلك على الرغم من كبر سنه.
تضمن حفل الافتتاح أيضا فعاليتين ثقافيتين، فقد قدم المخرج الفنان محمد صابر عرضا استعراضيا، صمم استعراضاته محمد عشري، ديكور محمد هاشم، أشعار محمد رءوف، موسيقى محمد نصر، غناء جنا الحسيني، ومحمد سمير. أعقبه فيلم تسجيلي قصير من إخراج الفنان محمد شومان، استعرض خلاله تاريخ المهرجان، ورؤسائه السابقين، وقدم لمحات من فعاليات دوراته السابقة . كما تضمن حفل ختام المهرجان فقرة استعراضية لفرقة أطفال قصر ثقافة بورسعيد للفنون الشعبية، تصميم وتدريب الفنان محمد عشري وإخراج محمد صابر.
شارك في المهرجان عشرة عروض هي تريفوجا ، شكسبير في السبتية، رطل لحم، البحر بيضحك ليه، اسمي أوسكار، أقنعة الملائكة، البحر يغير مجراه، العطر» قصة قاتل»، دراما الشحاذين، والخان. وهي العروض التي صعدتها لجنة المشاهدة إلى المهرجان من بين عروض أخرى كانت قد تقدمت للمشاركة. تكونت لجنة المشاهدات من محمد بهجت، شادي سرور، وإسلام إمام.
أعقبت عروض المهرجان ندوات نقدية شارك فيها من النقاد: محمد الروبي، د. حسام أبو العلا، د. احمد يوسف عزت، والمخرج حمدي حسين وأدارها د. عمرو دواره.
جوائز.. جوائز
في ختام المهرجان أعلنت لجنة التحكيم المكونة من الفنانين: حسن الوزير، وجلال عثمان، وحازم شبل عن جوائز المهرجان التي أسفرت عن فوز عرض «البحر بيضحك ليه» إخراج أحمد ثابت الشريف، لجمعية رواد قصر ثقافة أسيوط بجائزة المركز الأول لأفضل عرض، فيما حصل عرض «تريفوجا» إخراج محمد الملكي، لجمعية الخدمات للأسرة والمجتمع ببورسعيد على المركز الثاني، وجاء عرض «الخان» إخراج حسام التوني، لجمعية الخدمات الفنية والأدبية في المركز الثالث.
أما جوائز لجنة التحكيم الخاصة فقد فاز بها العرض المسرحي «دراما الشحاذين» لجمعية بورسعيد للفنون المسرحية، و الممثلة هاجر إبراهيم عن عرض «تريفوجا»، والممثل يوسف شوقى عن دوره في عرض «العطر».
جوائز أخرى.
حصد عرض «الخان» عدة جوائز أخرى هي جائزة أفضل إضاءة و حصل عليها محمود جراتسي، أفضل ديكور لروماني جرجس وكذلك أفضل ملابس لدينا مصطفى، وذهبت جائزة أفضل إكسسوار لأحمد فتحي عن عرض «أقنعة الملائكة» الذي حصد أيضا جائزة الموسيقى الأولى لعبد الله رجال ، و جائزة الأغاني والأشعار لأيمن حافظ، فيما حصلت على الجائزة الثانية للموسيقى ليالي يحي عن عرض « اسمي أوسكار» الذي حصل أيضا على جائزة أفضل ماكياج لمارينا ثابت.
وحجبت اللجنة الجائزة الأولى لأفضل تأليف، ومنحت المركز الثاني لنص «النهر يغير مجراه» للراحل «أحمد الأبلج» ، فيما حصل «الخان» لمحمد علي إبراهيم على المركز الثالث.
أما جائزة الإخراج الأولى فقد حصل عليها المخرج أحمد ثابت الشريف عن عرض «البحر بيضحك ليه» وجاء المخرج محمد الملكي في المركز الثاني،
عن عرض «تريفوجا» ، وحصل على المركز الثالث المخرج «حسام التونى» عن عرض «الخان».
وعن جوائز التمثيل (رجال) فقد حصد جائزة المركز الأول كريم منصور عن عرض «دراما الشحاذين» ، وجاء في المركز الثاني ياسر أبو العينين عن عرض «الخان» ، فيما حصد علي حسن المركز الثالث، عن عرض «تريفوجا» .
أما جوائز التمثيل (نساء) فقد حصلت على المركز الأول وفاء ممدوح عن عرض «البحر بيضحك ليه» ، وعلى المركز الثاني مي عبد الرازق عن عرض «أقنعة الملائكة» ، وجاءت في المركز الثالث عزة وجدي عن عرض «تاجر البندقية» .
توصيات
وفي ختام المهرجان أعلن الشاعر مسعود شومان رئيس المهرجان عددا من التوصيات، التي رأت اللجان المشاركة ضرورة مراعاتها عند تنظيم دورات المهرجان القادمة وهي:
إعادة النظر في بنود اللائحة المعمول بها في المهرجان، وضبط المصطلحات الخاصة بالتسابق، و إعداد الدورات التدريبية المتخصصة في فنون المسرح كافة «التمثيل، الإخراج، الديكور، التأليف، الإضاءة...الخ»، فضلاً عن إقامة دورات في اللغة العربية، و أن توزع استمارات المشاركة على الجمعيات التي تنتمي إليها الفرق المسرحية بداية من انتهاء هذه الدورة، مع ضرورة مشاركة عناصر مسرحية بشكل أساسي في العروض المشاركة، بما في ذلك الأشعار والتأليف الموسيقى، وكذلك إعداد قاعدة بيانات للفرق التي تنتمي إلى الجمعيات الثقافية، متضمنة تاريخ إنشاء هذه الفرق وعروضها ومخرجيها والجوائز التي حصلت عليها ومشاركاتها السابقة في المهرجانات عامة، ومهرجان مسرح الهواة بشكل خاص، و إعادة النظر في أعداد العناصر الفنية المشاركة في كل عرض من العروض المتقدمة للمهرجان، كما أوصى المهرجان بدعم جمعيات الرواد بقصور الثقافة، والاهتمام بعقد الدورات التدريبية، وإنشاء الفرق المسرحية تحت اسم هذه الجمعيات.
كما اقترحت اللجنة في توصياتها أن يكون لكل دورة من الدورات القادمة تيمة مسرحية أو الاعتماد على أعمال مؤلف مصري بعينه، حتى تتاح الفرصة للنص المسرحي المصري احتلال مكانته اللائقة.
تراوحت عروض المهرجان من حيث الجودة الفنية، ما بين الجيد والضعيف، و تميزت من بينها العروض الثلاثة الفائزة « البحر بيضحك ليه» ، و «تريفوجا»، و»الخان» ومعها عروض أخرى مثل «دراما الشحاذين» الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ومن العروض التي لم تفز تميزت عروض « العطر» و « أقنعة الملائكة» و « أنا أوسكار» غير أن من الملاحظ أن تميز هذه العروض- بما في ذلك العروض الثلاثة الأولى- لم ينسحب على مجمل عناصرها، ما أدى إلى حصول بعضها على جوائز في بعض العناصر وخروجها من قائمة الأفضل في المهرجان.
احتضن المهرجان قصر ثقافة بورسعيد التابع لإقليم القناة وسيناء الثقافي الذي يرأسه الكاتب محمد نبيل.