عبد الحسين عبد الرضا .. البرج الرابع (5)

عبد الحسين عبد الرضا .. البرج الرابع    (5)

العدد 619 صدر بتاريخ 8يوليو2019

مطلوب زوج حالا
تجربة الغمز واللمز السياسي، التي مارستها الفرقة، وتصادمت مع الرقابة بسببها – من خلال العرض السابق - جعلها تعود إلى موضوعاتها السابقة مضمونة النجاح، التي يتألق فيها عبد الحسين عبد الرضا – بوصفه نجم الشباك الأول – فعرضت مسرحية (مطلوب زوج حالا) على مسرح كيفان ابتداء من يوم 15/ 12/ 1971. وهي من إعداد وتكويت عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج – ومن تأليف أنور عبد الله – وقام بإخراجها حسين الصالح، ومثلها كل من: كنعان حمد، إلهام مبروك، سعاد حسين، جعفر المؤمن، سعد الفرج، غانم الصالح، حمد ناصر، عبد الحسين عبد الرضا، عائشة إبراهيم، صالح حمد.
والمسرحية تدور أحداثها حول الزوج المستهتر (جعفر المؤمن)، الذي يكثر من طلاق زوجته (سعاد حسين)، حتى وصل عدد الطلقات إلى ثلاث، مما يستوجب وجود محلل. فيتم الحصول على محلل، وهو عامل صبّاغ – أي نقاش أو (مبيّض) – وهو (عبد الحسين عبد الرضا). ويتم الاتفاق معه على مبلغ600 دينارا، يدفعها له والد المطلقة (سعد الفرج)، بعد زواجه وطلاقه خلال اليوم نفسه. ويتم الزواج على الورق، وعندما يأتي المأذون (غانم الصالح) في اليوم التالي ليتمم الطلاق، يسأل الزوج: هل عاشرها كزوجة، فيقول المحلل: لا!! وهنا يرفض المأذون إتمام الطلاق، ويصر على قيام علاقة شرعية بين المحلل وزوجته الجديدة. ويزيد الأمر تعقيدا وصول عم الزوجة (صالح حمد)، الذي يأخذ الزوجين معه إلى أوروبا لمدة شهرين، دون أن يعرف أن الزوج هو المحلل، بل يعتقد أنه زوجها الأول. وبعد العودة من أوروبا، يأتي المأذون لإتمام الطلاق؛ ولكن الزوجة تصدم الجميع بتمسكها بزوجها المحلل؛ بوصفه الزوج الشهم، الذي تحبه وتقدره، بدلا من زوجها الأول المستهتر. هذا هو الموضوع، الذي تألق فيه الفنان عبد الحسين عبد الرضا، حيث إنه أصبح محترفا في تمثيل هذه الأدوار، التي تعتمد على تشابك العلاقات الاجتماعية، واختلاط المفاهيم والشخصيات والأدوار في الحياة، ناهيك بوجود خطيبته في أحداث المسرحية (عائشة إبراهيم)، التي أضافت نكهة كوميدية، ساعدت في تألقه.
ومن الثابت تاريخيا أن هذا العرض استخدم ولأول مرة في الكويت - كما قالت جريدة الرسالة عام 1972 – تقنية (المسرح الأسود) في مشهد الحلم الذي ظهر فيه عبد الحسين عبد الرضا، وحيرته في المفاضلة بين خطيبته وزوجته. وهذا الأمر – بالإضافة إلى أمور كثيرة - زاد من نجاح المسرحية، التي استمر عرضها ثلاث وعشرين ليلة عرض - وهي أطول مدة عرض لأحد عروض الفرقة منذ إشهارها كفرقة أهلية – مما جعل عبد الحسين عبد الرضا، يُصاب بنوبة قلبية، نُقل على أثرها إلى مستشفى الصباح يوم 7/ 1/ 1972، وقرر الأطباء سفره إلى لندن لعمل الفحوصات اللازمة، وبالفعل سافر الفنان بدعم من الشيخ صباح الأحمد وزير الخارجية والإعلام بالوكالة وقتذاك.
مرض الفنان وسفره إلى لندن، جعله لا يشترك في عمل الفرقة الجديد، وهو مسرحية (عائلة بو صعرورة)، التي عرضتها الفرقة على مسرح كيفان ابتداء من يوم 24/ 5/ 1972، وكانت من إعداد محمد جابر، وقام بإخراجها عبد الأمير التركي – بوصفها أول مسرحية يخرجها للفرقة - ولأول مرة تعرض الفرقة – منذ إشهارها كفرقة أهلية - مسرحية لا يخرجها حسين الصالح!! وبسبب هذين الأمرين، لم تنجح المسرحية، وفشلت فشلا ذريعا، لدرجة أن المسرحية لم تُعرض سوى ليلتين فقط، حيث تم إيقافها!! فقد «قررت الرقابة الفنية بوزارة الإعلام وقف عرض مسرحية عيلة أبو صعرورة بعد يومين من عرضها نظرا لما جاء بها من نموذج يسيء للشباب الكويتي بشكل عام، وكانت وزارة الإعلام قد أوصت بحذف بعض المقاطع لكن الفرقة لم تقبل التوصية»، كما قالت مجلة المجالس عام 1972.
ويكفي أن نذكر هنا رأي أحد النقاد الكبار في ذلك الوقت - وهو عضو مجلس إدارة الفرقة نفسها - وهو حسن يعقوب العلي، حيث قال – في جريدة الرسالة يوم 18 يونية 1972 - عن مسرحية عيلة بو صعرورة: «هذه المسرحية لم تلق من النجاح إلا اليسير، بل تكاد تكون أضعف ما قدمه المسرح العربي من أعمال خلال العشر سنوات الماضية. ويعود فشل هذه المسرحية إلى أسباب كثيرة لا مجال لذكرها». كما قال الدكتور أمين العيوطي في كتابه «فرقة المسرح العربي»، عن هذه المسرحية: «لو أننا تأملنا مسرحية عائلة بو صعرورة، لوجدنا أن شيئا لا يحدث فيها، فليس هناك حدث ظاهري بها، فالشخصيات لا تقوم بفعل، وحوارها لا يعدو أن يكون حديثا عن اهتمامات كل منها. والمسرحية لا تدور حول حدث شخصي يمكن أن نراه يتشكل، ويتطور ويصل إلى نهاية. فالبطولة فيها يتقاسمها كل أفراد الأسرة».
عالم نساء ورجل
عاد الفنان عبد الحسين عبد الرضا إلى الفرقة، وعاد حسين الصالح للإخراج، فعاد النجاح مرة أخرى لعروض فرقة المسرح العربي من خلال عرض مسرحية (عالم نساء ورجل)، التي عُرضت ابتداء من يوم 23/ 12/ 1972، وأعدها جعفر المؤمن، وقام بتمثيلها: كنعان حمد، عائشة إبراهيم، صالح حمد، عبد الحسين عبد الرضا، عبد الجبار مجيد، أحمد الراشد، عباس عبد الرضا - والنجمة المصرية - نوال أبو الفتوح، غانم الصالح، يوسف درويش، عبد الرزاق نصيف، محمد جابر، عدلات سري، جوهر سالم، عبد المحسن الخلفان، حمد ناصر، سالم حمود، زكية الخنجي.
وهذه المسرحية – على وجه الخصوص – تُعدّ الخطوة الثانية للفنان عبد الحسين عبد الرضا في طريقه نحو مسرح القطاع الخاص – الذي سيتجه إليه فيما بعد – كما تُعد التجربة الثانية للفرقة من حيث التعرض للأمور السياسية الداخلية والخارجية عن طريق الغمز واللمز والرمز، وهي الأمور التي يبرع فيها دائما الفنان عبد الحسين عبد الرضا.
والمسرحية تدور حول عطارد (عبد الحسين عبد الرضا)، الذي يعيش في مشكلات دائمة مع حماته (عائشة إبراهيم)، فيقوم بإصابتها بالرعب مازحا في صورة شبح، فتموت من الصدمة، فيخاف ويهرب ويختبئ في بالوعة تحت الأرض. وأثناء اختفائه تنفجر قنبلة متطورة، فتصيب كل الرجال على الأرض بالعقم إلا هو، لأنه كان تحت الأرض. ويكتشف العالم إنه الناجي الوحيد، فتتصارع القوى العظمى من أجل اختطافه واستغلاله، بوصفه مصدرا للخصوبة البشرية الوحيد في العالم. ويجتمع كل ممثلي العالم في مجلس الأمن لبحث هذه القضية، وتقرير مصير عطارد.
هذه هي الفكرة العامة للمسرحية، ومن خلال أحداثها ومواقفها الكوميدية، وجّه عبد الحسين عبد الرضا أنظار الجمهور – بصورة غير مباشرة - إلى بعض التجاوزات في الكويت – وقتذاك – ومنها وجوب محاسبة من يحفر الطرق دون إنهاء الأعمال المسببة لهذا الحفر، وكذلك الأمر في سوء أعمال تركيب التليفونات، وأخيرا السخرية من نظام مطار الكويت في بنائه؛ حيث يحتار المسافر أو العائد من أين يدخل أو يخرج من هذا المطار!!
والجدير بالذكر: إن توجيه الجمهور وتوعيته لما يحدث حوله، هو الهدف الأساسي لهذا العرض - الكوميدي السياسي – وبالأخص لما يحدث في العالم الخارجي من تصارع بين الدول الكبرى من أجل الاستيلاء على خيرات دول العالم الثالث، ومنها الدول العربية. وأهم الأمثلة، التي تناولها عبد الحسين عبد الرضا في هذا العرض: إن الدول الكبرى تساعدنا علميا وفنيا، فكان رده بأننا حتى الآن لا نستطيع أن نصنع إبرة الخياطة!! كذلك أشار إلى أن التصويت بين الدول في مجلس الأمن، يتم من خلال الرشى المالية! كما أنه أوضح أن الدول في مجلس الأمن مقسمة ومصنفة، تبعا للقوتين العظمتين - ساخرا من نظام استخدام حق الفيتو – مناديا بوجوب قوى أخرى غير هاتين القوتين لإحداث التوازن في العالم. واختتم الفنان هذه الجرعة بإقرار حقيقة أن الأمين العام، لا قيمة له ولا رأي له، وأن مجلس الأمن عندما يريد تمييع أية قضية، يقوم بتحويلها إلى الجمعية العمومية.
والدليل على أن المقصود من هذا العرض، توجيه الجمهور وتوعيته، ما جاء في كلمة مجلس إدارة الفرقة – المنشورة في برنامج المسرحية – حيث قال: «... نأمل ألا تنسوا سهرتكم، وذلك بطرح القضية التي تتضمنها مسرحيتنا على بعضكم البعض، وإعطاء ما رأيتموه فيها حقه من المناقشة والبحث.. ولكن دونما ضحك. آملين أن يكون بحثكم فيما أوحينا به إليكم مما هو خلف الضحكات ووراء الشخصيات والحوادث والحوار».
لم يبق لنا – في هذا العرض - سوى الإشارة إلى الأغنية الاستعراضية التي جاءت في نهاية الفصل الثاني؛ حيث إنها كانت أطول أغنية استعراضية حتى الآن في عروض الفرقة السابقة؛ وأنها كانت من تأليف وألحان عبد الحسين عبد الرضا، الذي أشرف كذلك على تدريب الرقصة الإيقاعية الجماعية المصاحبة للأغنية. ولو أضفنا ذلك، إلى ما سبق الحديث عنه، سيكون لدينا المبرر الكافي بأن الجمهور الذي شاهد هذه المسرحية، هو جمهور غير مسبوق في جميع عروض الفرقة المسرحية حتى هذا التاريخ، وهذا الأمر أخبرتنا به مجلة (مرآة الأمة) عام 1973، قائلة:
» هذه المسرحية بلغت الرقم القياسي في الإقبال الجماهيري المنقطع النظير فما زال الجمهور يتدفق بالمئات لكي يحجز له مكانا لأسبوع قادم.. وما زالت مقاعد مسرح كيفان تمتلئ كل ليلة بالمشاهدين الذين جاؤوا لكي يروا نجمهم المفضل عبد الحسين عبد الرضا بالاشتراك مع نجوم المسرح العربي». كذلك قال وليد أبو بكر في مجلة الهدف في يناير 1973: «عندما نتحدث عن جماهيرية العرض، فلا شك أن المسرح العربي هو السيد هنا، فالإقبال على مسرحياته – التي يقوم ببطولتها الفنان عبد الحسين – يفوق الإقبال على عروض أي مسرح آخر، وهو بالتالي يفوق حتى طاقة المسرح نفسه، بوقته، وممثليه».
ثلاثون يوم حب
هذه المسرحية قدمتها الفرقة بعد ستة أشهر من نجاح سابقتها، وتحديدا من يوم 19/ 4/ 1973، والأيام التالية على مسرح كيفان، وهي من تأليف أنور عبد الله، وإعداد عبد الحسين عبد الرضا، وإخراج حسين الصالح، وقام بتمثيلها كل من: كنعان حمد، محمد جابر، عائشة إبراهيم، صالح حمد، جوهر سالم، عبد الحسين عبد الرضا، ومن فرقة المسرح الشعبي: أحمد الصالح، وسعاد عبد الله.
والجدير بالذكر إن المسرحية نجحت بصورة أقل من النجاح الساحق لسابقتها – على الرغم من تألق عبد الحسين عبد الرضا في تأدية دوره - لأن جرعة الكوميديا فيها كانت أقل من المتوقع، ولا تتناسب مع موضوعها الإنساني، الذي عالجته الأفلام المصرية من قبل. فموضوع المسرحية، يدور حول الفتاة المدللة دلال (سعاد عبد الله)، ابنة الثري سلطان (أحمد الصالح)، والمحكوم عليها بالموت بعد ثلاثين يوما؛ لأن الطبيب (صالح حمد) اكتشف مرضها بالسرطان من خلال الآشعة الطبية. فيقوم سلطان - بمساعدة ابنة أخيه منيرة (عائشة إبراهيم) - بالمواظبة على مواعيد دواء دلال، وإسعادها وتنفيذ أوامرها، حتى تعيش أيامها الثلاثين في هناء وسرور؛ حيث إنها لا تعلم بحقيقة مرضها وأيامها المعدودة. وفي أحد الأيام يقوم الصيدلي فهد (عبد الحسين عبد الرضا) بإرسال سم بدلا من الدواء عن طريق الخطأ للمريضة دلال، وفي آخر لحظة ينقذها الصيدلي، دون أن تعلم دلال أنه ينقذها، فتنهره وتسبه طبقا لما تعودت عليه من إهانة الجميع، لأنها مدللة وأوامرها تُنفذ. فيقوم الصيدلي بضربها أمام والدها. فيصر الأب على تشريده وإفقاره انتقاما لما فعله، فترفض دلال ذلك وتطلب طلبا غريبا من والدها، وهو أن يزوجها هذا الصيدلي، وتبرر ذلك بأنها أعجبت به؛ لأنه أول رجل يقف ضدها ولا ينفذ أوامرها، ولم يقبل إهانته، كما أنه أول رجل يضربها! فيضطر الوالد أن يكتب عقدا لفهد بخمسة آلاف دينار لمدة ثلاثين يوما، مقابل أن يحب ابنته طوال هذه الأيام! وحتى يقنعه يكشف له السر، فيوافق فهد ويبدأ في تمثيل دور العاشق المحب لدلال. ولكن بمرور الأيام يحب فهد دلال بصدق، ويتمنى عدم موتها. وفي أحد الأيام يأتي الطبيب ويعترف بأنه أخطأ في ترتيب الآشعات، وأن آشعة دلال غير صحيحة، ومرضها غير موجود، وستعيش بقية عمرها. وهنا تكتشف دلال الحقيقة، وتعرف أن حب الصيدلي كان مقابل المال، فتتفق مع ابنة عمها على الاستمرار في تمثيل دور المريضة، بل وتمثل الموت بالفعل، وهنا يبكيها فهد ويسمعها كلمات الحب، نادما على أنه اتفق مع أبيها، ويتمنى أن تعود إلى الحياة مرة أخرى ليتزوجها، ويعيش معها بعيدا عن ثروة أبيها، فتنهض دلال من تمثيل دور المتوفاة، وتنتهي المسرحية بانتصار الحب على المال.
ومن خلال موضوع المسرحية، نقف على أسباب عدم نجاحها المأمول، على الرغم من وجود نجم الشباك عبد الحسين عبد الرضا؛ لأن الموضوع اجتماعي مأسوي لا يحتمل كوميديا الموقف أو اللفظ، ولا يحتمل العلاقات الاجتماعية المتشابكة، وهي الساحة الفنية التي تتألق فيها قدرات الفنان عبد الحسين عبد الرضا. هذا بالإضافة إلى خلو المسرحية من الغمز واللمز السياسي، الذي كان شبه معدوم إلا من موقف واحد ذكره الفنان عبد الحسين، وهو أن أصحاب النفوذ من الأغنياء والاقتصاديين، هم من يضعون القوانين واللوائح، ولا يطبقونها عليهم، بل يطبقونها فقط على الفقراء!! حتى الأغنية الجميلة، التي تمثل الحلم بين عبد الحسين عبد الرضا، وسعاد عبد الله في الفصل الثاني، لم تضمن للعرض، النجاح المتوقع.
هالو دوللي.. النقطة الحاسمة
مرّت شهور كثيرة، حدثت فيها تطورات داخل فرقة المسرح العربي، كما حدث اختلاف في وجهات النظر بين مجلس الإدارة وبعض أعضاء الفرقة – كما سنعرف لاحقا – وفي هذه الفترة العصيبة، قرر عبد الأمير التركي إنتاج مسرحية (وأيضا هالو دوللي)، لتكون إنتاجا خاصا له. وبدأ عبد الأمير مشروعه التجاري بالاتفاق مع النجوم، الذين سيجلبون له المال، ومنهم الفنان عبد الحسين عبد الرضا – بوصفه نجم الشباك الأول في الكويت - والذي وجدها فرصة سانحة ليبتعد عن الظروف الصعبة التي تحيط بفرقة المسرح العربي من ناحية، ومن ناحية أخرى يقوم بتنويع أعماله المسرحية، ويخوض تجربة المسرح التجاري، لا سيما وأن أمامه نجمة مسرحية مصرية شهيرة، وهي الفنانة (شويكار)!!
ومسرحية (وأيضا هالو دوللي)، عُرضت عام 1974 على مسرح المعاهد الخاصة، من تأليف وإنتاج عبد الأمير التركي، وإخراج حسن عبد السلام، وقام بتمثيلها: عبد الحسين عبد الرضا، شويكار، مريم الغضبان، غانم الصالح، علي المفيدي، يسرية المغربي، كاظم القلاف، عايدة شريف، أسامة المشيني، لطيفة يحيى، سالم حمود. وبالاشتراك مع أعضاء (فرقة ألن مرعب) للرقص الشعبي اللبناني.
وموضوع المسرحية، يدور حول شويكار المصرية، التي تحب الكويتي الثري عبد الحسين عبد الرضا، الذي يحب خياطة لبنانية، فتقوم شويكار بوضع كل العراقيل من أجل إبعاد الكويتي عن اللبنانية، حتى تتزوجه هي في النهاية. هذا هو موضوع المسرحية؛ الذي يُعد نموذجا دالا لموضوعات المسرح التجاري، الذي لا يهتم بالموضوع أو بأية قضية سوى ضمان توافد الجمهور الذي يدفع ثمن التذكرة!!
هذه المسرحية، تُعدّ نقطة فاصلة في مسيرة الفنان عبد الحسين عبد الرضا، بين ما قدمه سابقا، وما سيقدمه لاحقا!! فقد استغل الفنان هذه المسرحية ليشكو فيها همه، وما آل إليه مصير الفنان؛ وكأنه يتحدث عنه نفسه، عندما قال في العرض: إن الفن لا يضمن المعيشة الكريمة للفنان، ويجب على الفنان أن يتجه إلى الأعمال الحرة، وفي حال نجاح الفنان، يحق له أن يتحكم في السوق طالما أصبح نجما مرموقا، كما أن الفنان الحرامي مرفوض في المجتمع، بعكس التاجر الحرامي فهو مقبول اجتماعيا.
والجدير بالذكر إن عبد الحسين أراد أن يضع بصمته الفنية – في هذا العرض - من خلال الغمز واللمز السياسي، فلم تأتِ بصمته واضحة كما اعتدنا عليها؛ لأنه سرد كل غمزه ولمزه السياسي في موقف واحد، عندما سخر من احتكار الأغنياء للتجارة، وإشارته عن تخزين التجار للبضائع من أجل رفع أسعارها دون رادع، وأن التجار يستطيعون التحكم في القوانين وإصدارها وبيعها لصالحهم!! كذلك تهكمه من زيادة الحكومة للرواتب، مقابل زيادة أسعار البضائع ضعف زيادة الرواتب.
كل ما سبق لم يستغرق من زمن العرض سوى دقائق معدودة، ممكن أن تُضاف إلى دقائق أخرى من أجل موضوع المسرحية، وكل هذه الدقائق تمثل نصف زمن المسرحية – وربما أقل – أما النصف الآخر فكان عبارة عن استعراضات راقصة غنائية من قبل الفرقة اللبنانية، مع فقرات طويلة للرقص الشرقي، قامت بها شويكار!! فهذه المسرحية لا هدف لها ولا موضوع ولا قصة، بل هي مسرحية تجارية بحتة، أراد منتجها – من أجل المال – أن يعرض للجمهور: الاستعراضات الراقصة والغناء والرقص الشرقي!!


سيد علي إسماعيل