استيفان روستي الشرير خفيف الظل

استيفان روستي الشرير خفيف الظل

العدد 617 صدر بتاريخ 24يونيو2019

الفنان المتميز استيفان روستي ممثل قدير ومن مشاهير نجوم السينما الـ«الأبيض والأسود»، وقد اشتهر بحضوره المحبب وخفة ظله وتميزه في أداء الأدوار الكوميدية. وهو من مواليد16 نوفمبر عام 1891، وينتمي لأصول أجنبية، حيث ولد لأب نمساوي من البارونات عاش في «فيينا»، ولكن نظرا لطبيعة عمله الدبلوماسي فقد كان كثير السفر والترحال،
 وقد تعرف في إحدى مأموريات عمله على فتاة إيطالية بمدينة «روما» وتزوجها، ولكن نتيجة لمعارضة أسرته لهذا الزواج صحبها إلى «مصر» التي كلف بالعمل بها في سفارة النمسا، ولكن بعد فترة وتحت ضغوط أسرته اضطر للعودة إلى بلده والانفصال عن زوجته، في حين فضلت هي الاستقرار بمصر - وبالتحديد بمدينة الإسكندرية - مع ابنهما الذي أسمته بنفس اسم والده. عاش «استيفان» مع والدته الإيطالية في منطقة «رأس التين» بمحافظة الإسكندرية، وتخرج في مدرسة «رأس التين» الثانوية، ولكن حينما تزوجت والدته مرة أخرى من رجل إيطالي ترك «استيفان» المنزل - وهو بمرحلة الشباب - وانتقل للإقامة في حي شبرا بمحافظة «القاهرة».
اتجه «استيفان» منذ صباه إلى ممارسة هواية التمثيل وانضم إلى فرقة «سليم عطا الله» عام 1910، وشارك بتجسيد شخصية الدوق بمسرحية «شارلمان» ولكنه لم يستمر في الفرقة غير ستة أشهر فقط، ثم بدأ احتراف هوايته في التمثيل بالانضمام إلى فرقة الرائد عزيز عيد، الذي أعجب به لطلاقته باللغة الفرنسية والإيطالية وقدمه في عروض فرقته التي اشتهرت بتقديم «مسرحيات الفودفيل». وقد تعرف من خلال تلك الفرقة على الفنان نجيب الريحاني. ترك «استيفان» فرقة عزيز عيد عام 1916، ليقوم بتقديم بعض الاسكيتشات الخفيفة بكازينو «الأبيه دي روز» موظفا تكنيك خيال الظل، ثم أشرك معه الفنان نجيب الريحاني في تقديم بعض فصول «الفرانكو آراب». بعد ذلك انضم «استيفان» وبالتحديد خلال الفترة من عام 1916 - 1922 إلى فرقة «الريحاني».
سافر «استيفان» إلى أوروبا) النمسا( عدة مرات للبحث عن والده الذي لم يحسن استقباله، فاستقل بحياته، ثم سافر إلى فرنسا وألمانيا عام1922  ومارس الكثير من المهن، وعمل راقصا في الملاهي الليلية، كما عمل بإحدى الفرق المسرحية، وشارك في تمثيل فيلمي: بوريدان بطل برج النيل، والجوهرة الخضراء. وخلال تلك الفترة التقى بالمصادفة - لحسن الحظ - بالفنان محمد كريم الذي كان يدرس الإخراج السينمائي في ألمانيا، كما تعرف على الفنان سراج منير الذي قرر هجر الطب ليتفرغ لدراسة الفن، فقرر «استيفان» أن يلتحق هو أيضا بنفس المعهد ليدرس التمثيل دراسة أكاديمية، ثم استمع لنصيحة الفنان محمد كريم الذي دفعه للعودة إلى مصر، وبالفعل عاد إلى «مصر» وبدأ ممارسة خبراته في التمثيل والترجمة والاقتباس بانضمامه إلى فرقة «رمسيس» خلال الفترة من عام 1923 - 1927، ثم انتقل بعد ذلك إلى فرقة «فاطمة رشدي» خلال الفترة 1927 - 1940، ليعود إلى عضوية فرقة «الريحاني» مرة أخرى خلال الفترة 1940 - 1953، وأخيرا يختتم حياته المسرحية بالانضمام إلى فرقة «إسماعيل يس» خلال الفترة 1954 - 1964.
والحقيقة، إن المبدع استيفان كان فنانا متعدد المواهب، حيث تنوعت إسهاماته بمجال السينما، خاصة وقد أجاد بخلاف التمثيل كلا من الإخراج والتأليف السينمائي كما عمل أيضا بالمونتاج. وقد بدأت علاقته بالسينما عندما تعرف على المنتجة عزيزة أمير التي انبهرت بثقافته السينمائية الكبيرة وأسندت إليه مهمة مشاركتها مع الفنان أحمد جلال في كتابة وإخراج فيلم «ليلى» عام) 1927 بعد أن اختلفت مع المخرج التركي وداد عرفي(، كما أخرج بعد ذلك فيلم «صاحب السعادة كشكش بيه» لنجيب الريحاني عام 1931، وكانت القصة والسيناريو من إعداد بديع خيري، ونجيب الريحاني، واستيفان روستي، كما قام بعد ذلك بإخراج بعض الأفلام بجانب التمثيل، ومن أهم أفلامه كمخرج «الورشة» عام 1940، «جمال ودلال» عام1945 . وكتب سيناريوهات عدة أفلام من بينها: «البحر بيضحك» مع أمين عطا الله سنة 1928، «عنتر أفندي» عام 1935، «أحلاهم» عام 1945، «قطار الليل» عام 1953، وذلك بالمشاركة مع آخرين.
وبصفة عامة، يحسب له خلال مسيرته السينمائية مشاركته في تجسيد بعض الشخصيات الثانوية ببعض الأفلام المهمة ولعل من أهمها: حسن ومرقص وكوهين، كدبة أبريل، تمر حنة، إسماعيل يس طرزان، سيدة القصر، قطار الليل، حبيبي الأسمر، حسن وماريكا، عفريتة هانم، المليونير الفقير، حلاق السيدات، إسماعيل يس في السجن، جمعية قتل الزوجات، ملك البترول، المجانين في نعيم.
والحقيقة التي يجب تأكيدها أن هذا الفنان القدير ينتمي إلى تلك الفئة من الممثلين الموهوبين الذين يملكون القدرة على لفت الانتباه وجذب الأنظار بحضورهم المحبب وبتميزهم الفني، وعلى إثبات موهبتهم المؤكدة ومهاراتهم الفنية حتى ولو شاركوا بأداء مشهد واحد، ويكفي أن نذكر فوزه بالجائزة الثانية في التمثيل الكوميدي عامي 1925،  1926وذلك بالإضافة إلى نجاحه في تأكيد وجوده وموهبته ولفت الأنظار إليه بجميع الأعمال التي شارك بها حتى ولو من خلال بعض الأدوار الصغيرة، وذلك على الرغم من عدم حصوله إطلاقا على فرصة البطولة المطلقة. ولعل أوضح الأدلة على نجاحه في تجسيد شخصيات: الشرير والمحتال خفيف الظل وزعيم العصابة والقواد وصاحب الكباريه وغيرها من الأدوار المركبة بعشرات الأفلام هي عدم تكراره لأدائه، وبالتالي عدم تحوله إلى مجرد نمط. كذلك يجب تسجيل ملاحظة مهمة في هذا الصدد وهي أنه لم يلجأ طوال مسيرته إلى الأساليب المبتذلة أو المفتعلة للإضحاك، بل كان شديد الحرص دائما على توظيف مهاراته من خلال كوميديا الموقف وعلى الابتعاد تماما عن الخروج عن النص أو الاعتماد على توظيف الكوميديا الحركية أو اللفظية. ويكفي للدلالة على تميزه وعبقريته أننا ما زلنا إلى الآن نتذكر بعض إفيهاته وجمله المأثورة ومن أشهرها: «نشنت يا فالح» في فيلم حبيبي الأسمر)عندما أصابه محمد توفيق زميله بالعصابة برصاصة عن طريق الخطأ(، “طب عن أذنك أتحزم وآجي» فى فيلم سيدة القصر وذلك بعدما طلب من الفنانة فردوس محمد - وهي من حي شعبي - مشاركته الرقص وأجابته ما ترقص هو أنا منعاك!! وكذلك عبارتي: «في صحة المفاجآت» في فيلم تمر حنة، «اشتغل يا حبيبي اشتغل» في فيلم غزل البنات، و«برافو.. الكونياك مشروب الفتاة المهذبة» في فيلم حب ودموع حينما قام بتجسيد شخصية القواد الخواجة باولو.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات المختلفة )سينما، مسرح، إذاعة، تلفزيون (مع مراعاة التتابع التاريخي كما يلي:
أولا: أعماله المسرحية
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان استيفان روستي طوال حياته، ومجال إبداعه الأساسي، فهو المجال الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من نصف قرن، شارك خلالها بعروض أهم الفرق المسرحية من أهمها: «الريحاني»، «رمسيس»، «فاطمة رشدي»، «إسماعيل يس»، ونجح من خلال تلك العروض في إثراء حياتنا المسرحية بأدائه لعدد كبير من الشخصيات الدرامية والتي نجح في تجسيدها بصدق ومهارة. هذا ويمكن تصنيف إسهاماته المسرحية بمراعاة التسلسل الزمني وطبقا لاختلاف طبيعة الإنتاج وتنوع الفرق المسرحية كما يلي:
1 - «عزيز عيد»: خلي بالك من إيميلي، يا ست ما تمشيش كده عريانة، مدموازيل جوزيت مراتي، ليلة الدخلة، عندك حاجة تبلغ عنها، مباغتات الطلاق، شهداء الغرام، الكابورال سيمون (1915).
2 - «الريحاني»: ابقى قابلني، إديلو جامد، بستة ريال، بكره في المشمش، بلاش أونطة، تعاليلي يا بطة، خليك تقيل، كل بعضك، مقدرش أقول، هز يا وز (1916)، أحلام كشكش بك (الحدق يفهم)، أحم أحم، أم أحمد، أم أربعة وأربعين، أم بكير، أم شولح وكشكش بك، أيوه والله لأ آه، حلق حوش، حماتك بتحبك، خلاعة النساء، كده وكده، كشكش بك في باريس، كله في الهوا، كيل له، وداع كشكش بك، وصية كشكش بك (1917)، حمار وحلاوة، على كيفك، قولوا له، كله من ده، ما بدهاش، مصر في 18 - 1920، ما تريده المرأة (1918)، إش (إشي الجميلة)، رن، فشر، ولو (1919)، العشرة الطيبة، دقة بدقة، فرجت (1920)، الخير على قدوم الواردين، أفوتك ليه؟، أيام العز (الحلاق الفليسوف)، آنست، حادث غريب، ريا وسكينة، دقة المعلم، لا ياسيدي (1921)، أربعة وعشرين قيراط، أنت وبختك (1922)، البرنسيس، الشاطر حسن، الليالي الملاح (1923)، جناين، ياما كان في نفسي (1941)، حسن ومرقص وكوهين (1943)، إلا خمسة، سلاح اليوم (1945)، الدنيا ماشية كده (1948)، أحب حماتي، ثلاثين يوم في السجن (1949)، احترس من الستات، الستات لبعضهم، أشوف أمورك استعجب، أنت وهو، من أين لك هذا؟ (1950)، ابن مين بسلامته؟، تعيش وتاخد غيرها، الدنيا لما تضحك (1952)، الحكم بعد المداولة، لزقة إنجليزي، وراك والزمن طويل (1953)، الدلوعة، الرجالة ما يعرفوش يكدبوا، حسن ومرقص وكوهين، حكاية كل يوم، قسمتي، لو كنت حليوة، ما حدش واخد منها حاجة (1954).
3 - «رمسيس»: استقلال المرأة، الأب ليبونار، الأنانية، الحلاق الفليسوف، الدم، الذهب (ديفيد كوبر فيلد)، الشرف، الشعلة، الشياطين السود، المجنون، المدموزيل جوزيت مراتي، المرحوم، المستر فو، النائب هالير (البرئ)، انتقام المهراجا، مدموزيل بلانشت، صرخة الألم، طاحونة ساقرية، عبد الرحمن وعمر، عبد الستار أفندي، غادة الكاميليا، لوكاندة الأنس، ناتاشا، الاستعباد، الجبار، القناع الأزرق، لزقة إنجليزي، المحامي المزيف، المرأة المقنعة، المركيز دي بيريولا، إكسير الحب، راسبوتين، فيدورا، مونمارتر، نشيد العرس، الجاه المزيف، في سبيل التاج، زوجاتنا (1924)، أستاذ اللطافة، الذبائح، السارق، الطاغية، الفريسة، المبادئ، أحدب نوتردام، أنطونيو وكليوباترة، حانة مكسيم، المليونير، لو كنت ملك، مستشفى المجاذيب، حياة المقامر، البئر، الحب المغناطيسي، الرئيسة، الصحراء، المستر بيكوبك، تحرير العبيد (كوخ العم توم)، تيار الملذات، عشرين ألف جنيه، كرسي الاعتراف (1925)، التهديد، نائب رغم أنفه، البؤساء، الحقد، الذئاب، الرعاع، الكونت دي مونت كريستو، توسكا، وراء الهملايا (الآلهة الخضراء) سيزار دي بورجيا، هرناني، الإغراء، الفضيحة، الكوكايين، النزوات، الوحوش، تحت العلم، وراء الستار، (1926)، النسر الصغير، اثنين يساوي واحد، البركان، البلياتشو، الجحيم، الحب المسكوفي، الشرق والغرب، القاتل، القبلة القاتلة، إسرائيل، جمهورية المجرمين، حب المس كوثر، دم الأخوين، عذراء سيسليا، عمة شارل، قلب الأم، قلوب الهوانم، ملك الحديد، يوليو (تموز)س قيصر (1927).
4 - «فاطمة رشدي»: الحب (أدريان ليكوفرير)، الساحرة، السلطان عبد الحميد، النسر الصغير، الوطن، تيودورا، رابجاس، ركن الزيزفون، روكامبل، روي بلاس، سلامبو، غادة الكاميليا، لوكاندة الأنس (1927)، الإمبراطور، الدكتور، الشبيهتين، العاصفة، العواصف، الفاجعة (الشهيدة)، المائدة الخضراء، أما ليلة، بحد السيف، بيزنطه (مدينة الدم)، جان دارك، جمال باشا، غليوم الثاني، محمد الفاتح، مونت كارلو، يهوديت، يوليوس قيصر (1928)، الكابورال سيمون، حواء، رقصة الموت، زوج غصب عنه، مصرع كليوباترة، هاملت (1929)، ابن السفاح، البعث، الجبارة، الحب المحرم، الشيطانة، العشرة الطيبة، إبراهيم باشا، بسلامته بيصطاد، زليخا (يوسف الصديق)، 667 زيتون، شهرزاد، فجر، مجنون ليلى، مدام سان جين، نابليون (1930)، العباسة أخت الرشيد، توتو، خلي بالك من إيميلي، سميراميس، عقيلة، ليلة من ألف ليلة، آنا كارنينا، فاطمة (1931)، الجامحة، علي بك الكبير، غريزة المرأة (1932)، الزوجة العذراء، أحمس الأول، أميرة الأندلس، توسكا، الولادة، بلقيس، فتاة شنغهاي (1933)، معركة الشباب (1934)، المستهترة (1936)، المتمردة (1937)، سالومي، عزيزة ويونس، مريض الوهم (1940).
5 - «إسماعيل يس»: حبيبي كوكو، الست عايزه كده (1954)، صاحب الجلالة (1955)، أنا عايزه مليونير، ركن المرأة، عفريت خطيبي (1956)، الكورة مع بلبل، كل الرجالة كده (1957)، جوزي كداب، عايز أحب (1958)، يا الدفع يا الحبس، حب وفلوس وجواز (1959)، حماتي في التلفزيون (1960)، الحبيب المضروب (1961)، كناس في جاردن سيتي (1962)، الحب لما يفرقع (1963).
6 - «المسرح القومي»: العشرة الطيبة (1959).
7 - «ساعة قلبك»: البعض يفضلونها قديمة (1961).
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: عزيز عيد، نجيب الريحاني، يوسف وهبي، زكي طليمات، السيد بدير، نور الدمرداش، محمد توفيق، عبد المنعم مدبولي.
ثانيا: أعماله السينمائية
بداية، يجب التنويه إلى أن علاقة الفنان استيفان روستي بالسينما قد بدأت في فترة مبكرة نسبيا وبالتحديد عام1926  عندما كتب وشارك في التمثيل مع أحمد جلال سالم في فيلم «نداء الرب» (نداء الله)، من إخراج عزيزة أمير ووداد عرفي وبطولتهما أيضا مع آسيا داغر، حسين فوزي، بمبة كشر، وذلك في حين كانت آخر مشاركاته السينمائية فيلم «حكاية نص الليل» عام 1964 من إخراج عيسى كرامة، وبطولة عماد حمدي، زيزي البدراوي، نجوى فؤاد، ويوسف شعبان.
وقد وصل عددالأفلام التي شارك في تمثيلها أو إخراجها إلى 120 (مائة وعشرين) فيلما سينمائيا على مدى ما يقرب من أربعين عاما هي عمره الفني، نجح خلالها في أن يجمع بين أدوار الشر والكوميديا، وأن يصبح وحده تقريبا الشرير الكوميديان أو بتعبير آخر أكثر الأشرار حضورا ومرحا وخفة دم، وهي البصمة الخاصة التي ظل يتفرد بها على شاشة السينما حتى اليوم، ولم يشاركه فيها أحد سوى الفنان الكبير عادل أدهم الذي سار على دربه.
هذا وتضم قائمة أعماله السينمائية - مع مراعاة التتابع الزمني - مجموعة الأفلام التالية: نداء الرب (1926)، ليلى (1927)، البحر بيضحك (1928)، صاحب السعادة كشكش بيه (1931)، حوادث كشكش بيك (1934)، المعلم بحبح، عنتر أفندي (1935)، نشيد الأمل، سلامة في خير، المجد الخالد (1937)، أنا طبعي كده (1938)، في ليلة ممطرة (1939)، الورشة (1940)، سي عمر، إنتصار الشباب (1941)، ابن البلد (1942)، الطريق المستقيم (1943)، شهداء الغرام (1944)، أحلاهم، سلامة، المظاهر (1945)، النفخة الكذابة، أصحاب السعادة (1946)، أبو حلموس، قلبي دليلي، ابن عنتر، شادية الوادي (1947)، بلبل أفندي، المغامر، خيال امرأة، عنبر، مغامرات عنتر وعبلة، الهوى والشباب (1948)، ليلة العيد، أجازة في جهنم، غزل البنات، عفريتة هانم (1949)، شاطئ الغرام، آخر كدبة، طريق الشوك، معلهش يا زهر، المليونير، بلدي وخفة، دموع الفرح، بنت باريز، معركة الحياة (1950)، خدعني أبي، فيروز هانم، ليلة الحنة (1951)، ما تقولش لحد، بشرة خير، آمنت بالله، حلال عليك (1952)، ابن ذوات، حكم قراقوش، قطار الليل، مجلس الإدارة، حرام عليك، جحيم الغيرة، الدنيا لما تضحك (1953)، الستات ما يعرفوش يكدبوا، حسن ومرقص وكوهين، كدبة أبريل، الشيخ حسن، رقصة الوداع، بنت البلد (1954)، أهل الهوى، عرايس في المزاد، الله معنا، حب ودموع، عاشق الروح (1955)، القلب له أحكام، زنوبة، سمارة، كفاية يا عين، قلوب حائرة (1956)، تمر حنة، سجين أبو زعبل (1957)، إسماعيل يس طرزان، حب من نار، أحبك يا حسن، أبو عيون جريئة، سيدة القصر، حبيبي الأسمر (1958)، قاطع طريق، حسن وماريكا، المليونير الفقير (1959)، حلاق السيدات (1960)، لا تذكريني، إسماعيل يس في السجن، بلا عودة، النصاب، الترجمان (1961)، صراع الجبابرة، الحقيبة السوداء، معملش حسابها، جمعية قتل الزوجات، ملك البترول (1962)، المجانين في نعيم، الجريمة الضاحكة، النشال (1963)، حكاية نص الليل، آخر شقاوة (1964).
ويذكر من خلال رصد مجموعة الأفلام السابقة تعاونه مع نخبة من كبار المخرجين الذي يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: نيازي مصطفى، يوسف وهبي، أحمد بدرخان، كمال سليم، توجو مزراحي، ولي الدين سامح، أنور وجدي، حسن رضا، صلاح أبو سيف، حلمي رفلة، عز الدين ذو الفقار، هنري بركات، حسين فوزي، حسين صدقي، عباس كامل، حسن رمزي، عيسى كرامة، حسن الصيفي، فطين عبد الوهاب، محمود ذو الفقار، عبد الجواد، السيد زيادة، كمال الشيخ، حلمي حليم، حسام الدين مصطفى، زهير بكير، محمود فريد.
ثالثا: مشاركاته الإذاعية
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية للفنان القدير استيفان روستي، والذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية بمشاركته بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد من الأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن ثلاثين عاما، ويكفي أن ذكر مشاركته في بعض المسلسلات والتمثيليات الإذاعية الكوميدية ولعل من أهمها البرنامج الإذاعي الشهير: ساعة لقلبك.
رابعا: الإسهامات التلفزيونية
عاصر الفنان القدير استيفان روستي خلال السنوات الأخيرة من عمره بدايات البث التلفزيوني وبداية إنتاجه الدرامي مع بدايات ستينات القرن الماضي. وكانت الصعوبة التي تواجه جميع العاملين خلال فترة البدايات هي ضرورة تصوير الحلقة كاملة دون توقف - لعدم وجود إمكانية لعمل «المونتاج» - وبالتالي فقد كان واحدا من جيل الممثلين المسرحيين الذين أثروا العمل التلفزيوني بقدرتهم على الحفظ وأيضا بتفهمهم لطبيعة التصوير ومراعاة زوايا الكاميرا المختلفة. هذا وتضم قائمة إسهاماته الإبداعية مشاركته في أداء بعض الأدوار الرئيسية بعدد قليل جدا من المسلسلات التلفزيونية ومن بينها: بنسيون عديلة (سهرة).
هذا ويذكر كل من اقترب من عالم هذا الفنان القدير أنه في تعاملاته الشخصية كان يجمع بين الأسلوب والبروتوكول الأوروبي الراقي وبين الشهامة والجدعنة والتقاليد المصرية الأصيلة، ولذا فقد نشأت وتوطدت علاقات صداقة قوية بينه وعدد كبير من زملائه بالوسط الفني، خاصة وقد تميزت سلوكياته بالوفاء والإخلاص للجميع.
كما يذكر أنه تزوج مرة واحدة، وذلك من سيدة إيطالية (تدعى ماريانا) عام 1936، وعاش معها حتى وفاته، وقد رزق منها بطفلين، توفي الأول بعد ولادته بأسابيع، كما توفي الثاني وعمره ثلاث سنوات، فتركت وفاة طفليه في داخله ألما وجرحا كبيرا، خاصة وأنه كان مرهف الحس وعاشقا للأطفال، أما زوجته فقد تعرضت لحالات انهيار متكررة وظلت على هذه الحالة لعدة سنوات ينقلها من مصحة إلى أخرى دون كلل أو ملل. وعند وفاته لم يكن في بيته سوى7  جنيهات، وشيك بمبلغ 150  جنيها (يمثل الدفعة الأخيرة من فيلمه «حكاية نص الليل»، أما زوجته فقد أصيبت بالجنون بعد أسبوع من رحيله، فتحملت نقابة الممثلين نفقات سفرها لعائلتها بمدينة «نابولي»، بعدما لم يعد هناك من يقوم برعايتها في «مصر» بعد رحيل الزوج.
ومن المفارقات العجيبة أنه قد تعرض في الفترة الأخيرة من حياته لموقف طريف وغريب جدا، وذلك حينما أقامت «نقابة الممثلين» حفلا لتأبينه وهو ما زال على قيد الحياة!! وذلك عقب انطلاق إشاعة بوفاته في مايو عام 1964، وفي منتصف الحفل وصل «استيفان روستي» إلى مقر النقابة - قادما من الإسكندرية حيث كان في زيارة لأحد أصدقائه - فساد الذعر بين الحاضرين، بينما انطلقت الفنانات ماري منيب ونجوى سالم وسعاد حسين في إطلاق الزغاريد تعبيرا عن فرحتهم بوجوده على قيد الحياة. ولكن بعد أسابيع قليلة وبالتحديد في26  مايو من نفس العام (1964)، توفي استيفان روستي بالفعل ولم يجدوا في جيبه بعد كل هذا العمر والنجاح والكفاح سوى عشرة جنيهات فقط.
ولا يسعني في النهاية إلا الدعاء لهذا الفنان القدير بالرحمة والمغفرة جزاء ما أخلص في عمله وإتقانه لجميع أدواره، وجزاء ما حرص على إسعادنا وخلق البسمة فوق شفاهنا بشخصياته الفنية الثرية وبصمته المميزة التي انفرد بها طوال مسيرته الفنية.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏