اختتم مهرجان مسرح شباب الجنوب الدولي الذي حمل عنوان «رسالة سلام للعالم»، والذي أقيم في الفترة من 11 – 17 أبريل الماضي، بمحافظة أسيوط. وشهد حفل الختام اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، وعمرو عبد العال نائب المحافظ، ومحمد عبد الجليل سكرتير عام المحافظة، واللواء حسن خلاف رئيس شرف المهرجان، والفنان المغربي عبد الكريم الكراكبي. تكونت لجنة التحكيم من د. حسن عطية، مهندس الديكور محيي فهمي، الكاتب والمخرج شاذلي فرح. وأوصت اللجنة بضرورة الاهتمام بالنص الدرامي لما له من دور فاعل في تماسك العرض المسرحي وتوصيل رسائل جادة لجمهوره ودعم أداء الممثل بشخصيات ذات عمق تساعده على إبراز موهبته وقدراته الخاصة، كما أوصت بضرورة الاهتمام بالموروثات الشعبية لكل مجتمع قادم منه عرض مسرحي، لدعم الهويات الخاصة بكل مجتمع، وتقديم المشترك بين ثقافات المجتمع الأفريقي ككل، وكذلك ضرورة إعداد ملخص للعرض المسرحي باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية يوزع قبل العرض، مما يسمح للجمهور المختلف بتلقٍ عميق للعروض المقدمة، لا سيما إذا كانت معتمدة على حكايات شعبية خاصة بكل مجتمع.وفي كلمته في حفل الختام أعرب اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط عن سعادته بانعقاد المهرجان الذي يسهم في التقارب الثقافي وتوطيد أواصر المحبة بين الأشقاء، مؤكدا أن مثل تلك الفعاليات تؤدي إلى نهضة ثقافية في أسيوط، وإلى خلق جيل جديد من متذوقي الثقافة، وبها تعود أسيوط كعاصمة للصعيد ومنارة ثقافية، كما أشار إلى الدعم الذي تقدمه الدولة لتنمية المواهب الشبابية في الأقاليم، تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي رئيس الجمهورية، وإلى الجهود التي تبذلها المحافظة لإثراء الحركة الثقافية والفنية والاهتمام بالموروثات الشعبية ورعاية المهرجانات والمؤتمرات التي تدعم العلاقة بين الموروث وفن المسرح.فيما أعلن رئيس المهرجان الكاتب الصحفي هيثم الهواري عن موافقة وزير الثقافة على إنشاء فرع لأكاديمية الفنون بمحافظة أسيوط وتأسيس اتحاد المسرحيين الأفارقة الذي تترأس مصر دورته الأولى.الجوائزجاءت جوائز التمثيل رجال كالتالي: الجائزة الثالثة فاز بها جورج جوزيف عن عرض «قربان النهر» فرقة الجذور من جنوب السودان. أما الجائزة الثانية فقد فاز بها خالد علي حسن، عن عرض “رجعة بلا روح” لفرقة أناكوندا – قنا - مصر. بينما الجائزة الأولى فاز بها عبد الله الهيوب عن عرض «بمهاود» من المغرب. وفي جوائز التمثيل نساء حصل على الجائزة الثالثة سهيلة مصطفى عن عرض «أم العداني» - الغردقة - مصر. والجائزة الثانية فازت بها ماجدولين بجي عن عرض “بمهاود” – المغرب. أما الجائزة الأولى ففازت بها فاطمة حسن أحمد عن عرض “رجعة بلا روح” – قنا.أما جوائز السينوغرافيا وهي جائزة مالية قدرها ثلاثة آلاف جنية مهداة من الفنان السينوغرافي الكبير حسين العزبي، ففاز بها خالد علي عن عرض “رجعة بلا روح” – قنا. وفي جوائز الإخراج فاز بالجائزة الثانية نور الدين فوينتي عن عرض “بمهاود” – المغرب، والجائزة الأولى فاز بها محمد موسى عن عرض “رجعة بلا روح” – قنا – مصر. بينما فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عرض “بمهاود” – المغرب. وجائزة أفضل عرض جماعي فاز بها عرض “قربان النهر” – جنوب السودان. أما جوائز أفضل عرض (جوائز دعم الإنتاج، وقدرها عشرة آلاف جنيه) ففاز بالجائزة الثالثة عرض “أم العداني” – الغردقة، الجائزة الثانية فاز بها عرض “كفر التنهدات” فرقة النور للمكفوفين بأسيوط، أما الجائزة الأولى ففاز بها عرض “رجعة بلا روح” – قنا.. كما تم الإعلان عن حصول الفائزين على منح أكاديمية الفنون للدراسة بها، وذهبت إلى كل من فاطمة حسن من فرقة أناكوندا - قنا، آية عمار من فرقة يلا بينا – أسيوط. سهيلة مصطفى من فرقة كراكيب المسرحية - الغردقة، خالد علي حسن من فرقة أناكوندا قنا. مكاريوس إسحاق من فرقة كراكيب المسرحية - الغردقة.كذلك كرم في الختام كل من الفنان إبراهيم نصر وماهر سليم ود. حسين العزبي والكاتب أيمن سلامة، والفنان المغربي عبد الكبير الكاكنة، والدكتورة فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي ووكيل وزارة الثقافة بأسيوط، وضياء مكاوي مدير عام فرع ثقافة أسيوط والمنسق العام للمهرجان، وقد حصلوا على درع المهرجان في دورته الرابعة، كما تم تقديم شهادات تقدير لمدربي الورش في الماكياج الفنانة حكيمة جلايلي، في التمثيل والإخراج أسامة عبد الرءوف، وفي التأليف بكري عبد الحميد ود. عايدة علام، في السينوغرافيا والعرائس الفنان عمرو حمزه، وفي مهارات الاتصال جمال جابر.كما كرمت شركة hk للاستثمار الزراعي، والمهندس أحمد حسين عطا النقابة العمالية المهنية للفلاحين وأحمد سليمان رئيس جمعية رجال الأعمال بأسيوط والأنبا كيرولوس ويليام، والمزارعون بأسيوط، ومؤسسة حراء للتوريدات، ومؤسسة ريفيرا إيجيبت للتجارة والاستثمار، وفندق إيجيلكا العائم، ومستشفى أزال، ومؤسسة الهدف للدعاية والإعلان، وحصل على شهادات تقدير أيضا مدير قصر ثقافة أسيوط، والقس لوكاس حلمي مدير مدرسة الفرنسيسكان.وقال الناقد الفني «هيثم الهواري» رئيس المهرجان لـ«مسرحنا» إن الهدف الأساسي للمهرجان هو المحافظة على الموروثات الشعبية والفولكلور المصري من خلال العروض المسرحية التي يقدمها شباب محافظات الجنوب وتسجيلها وتوثيقها، خصوصا أنها بدأت في الاندثار دون أن يهتم أحد بتسجيلها. أضاف: كذلك هناك عدد كبير من الفرق المسرحية المستقلة والهواة في الجنوب المصري، كان لا بد من استيعابه. وأشار إلى أن المهرجان المسرحي الأول للشباب يقام في شهر أبريل في الجنوب، وأنه سوف يطور من المهرجان ليصل للعالمية من خلال احتكاك شباب الجنوب بالفرق العربية والأجنبية، ومشاركة الفرق المصرية في المهرجانات الدولية.فيما أشار الكاتب والمخرج المسرحي شاذلي فرح، عضو لجنة التحكيم، إلى أن المهرجان بمثابة كرنفال مسرحي يعرض فيه موروثات وثقافات الشعوب المختلفة. وأكد على أن الجائزة الحقيقة هي مشاركة الفرق المسرحية في الورش التدريبية والتعليمية. أضاف: لذلك لا يجب أن يعتقد المشارك إذا لم يحصل على جائزة أنه فشل، والجائزة الحقيقية هي أن يتعرف الجميع على بعضهم البعض خصوصا أن أسيوط بها جمهور مثقف وواعٍ.وذكر الناقد المسرحي د. حسن عطية، رئيس لجنه التحكيم ورئيس اللجنة العليا للمهرجان، أن العروض المقدمة تهتم بدور الموروث الشعبي في بناء الهوية الوطنية، وأن العمل المسرحي له دور كبير في مواجهة التطرف، وأن مسرح الجنوب يجعل الشباب يفرغون طاقتهم الإبداعية ومواهبهم في النشاط المسرحي.وأعلن الفنان التشكيلي ومهندس الديكور حسين العزبي عن جائزة مالية قيمتها ثلاثة آلاف جنيه لأفضل ديكور في المهرجان، مؤكدا أن انعقاد المهرجان في أسيوط شيء مهم، لمناقشة القضايا التي يواجهها الصعيد، مثل زواج القاصرات والأخذ بالثأر، لذا فلا بد من دعمه.وقال عبد الله الهيوب، ممثل بدولة المغرب، وحصل على جائزة أحسن تمثيل عن دور «مهاود»: العرض يتصدى للكثير من المشكلات الاجتماعية، والمهرجان كان منظما بشكل جيد، ونتمنى أن نحصل على جوائز أكثر في المرات القادمة، ونفخر بأن شرفنا المغرب، وتحية لأهل مصر وأسيوط.فيما أشارت الفنانة الجزائرية وخبيرة الماكياج السينمائي والمسرحي حكيمة جلايلي ومدربة ورشة الماكياج بالمهرجان، إلى أنها أول زيارة لها لمصر ولأسيوط، وإلى أنها كانت سعيدة جدا بأهل أسيوط وكرم الضيافة الذي لم تره في أي مكان آخر، وأشارت إلى أنها قامت بتعليم المتدربين أساسيات ماكياج المسرح. أما بالنسبة لمستوى العروض، فقالت: كانت في منتهى الروعة، وأشكر جميع القائمين على هذا المهرجان.المخرج محمد سامح مخرج ومدير فرقة كراكيب بالغردقة، قال: عرض «أم العداني» يتكلم عن الخوف، وكيف أنه يستولد طاقة سلبية في أفراد المجتمع، وعبر عن سعادته لأنه أول مرة يشارك في المهرجان ويحصل على عدة جوائز منها: أفضل عرض ثالث، وأحسن تمثيل نساء ثالثة، فضلا عن منحتين لاثنين ممثلين بالفرقة، وأفضل نص مسرحي.