الكارثة بدأت عندما احترق كابل التوصيل للتكييف

الكارثة بدأت عندما احترق كابل التوصيل للتكييف

العدد 523 صدر بتاريخ 4سبتمبر2017

ما حدث في بني سويف
كما وصفه شاهد العيان
المخرج المسرحى السكندرى ابراهيم الفرن
شهادة لمركز دراسات و تدريب الفرق المسرحية الحرة
بتاريخ الاربعاء 7 - 9 - 2005
المكان قاعة معرض خاصة بالقصر و العرض كان فيها والديكور كان مغارة معمولة بورق الكرافت على الحيطان مكسى بيها القاعة كلها بما فيها السقف، كما يوجد شموع على الأرض وكان مو جودًا  فى القاعة حوالى 150متفرج فى حين أن القاعة لا يزيد عدد الجمهور الممكن حضورهم فيها عن 50 متفرج بأى شكل.
وفى وجود عدد من الشموع فى تفاصيل العرض وعند التحية سقطت شمعة واحدة فأشعلت جزءا من ورق الكرافت الموجود على الحائط وبدأ الحضور فى التزاحم للخروج من المسرح وإلى هذه اللحظة لم يكن هناك مساحة للكارثة التى وصلنا اليها ولكن الكارثة بدأت عندما احترق كابل التوصيل للتكييف الذى لم يكن مدفونا فى السقف (وهو المخالف للمواصفات) بل ساقطا من أعلاه، وعندها اندفع فى اتجاه الناس انفجار شديد بنار كثيفة للغاية .
والذى زاد من شدة الخسائر اختفاء وسائل الإطفاء بالكامل بعد هروب موظفى المسرح من النيران و عدم إرشادهم عن مكان أدوات الاطفاء التى تبين لنا أنها كانت مخزونة فى غرفة مغلقة أرشدنا عنها شخص واحد كان قد بقى ولم يهرب مع المو ظفين، هذه الغرفة على بعد حوالى 100متر من القاعة وهنا لم يكن أمامنا سوى كسر الغرفة والتى تبين لناأان بها عدد 6 أجهزة إطفاء سعة 5 كيلو لكل واحدة والتى انتهى منها ثلاثة وحدات قبل الدخول للمسرح المشتعل وذلك أثناء محاولة إطفاء بعض الزملاء الذين كانوا يخرجون من الموقع محترقين وتوجهنا بما بقى لدينا إلى النيران والتى لم يصلح معها هذه الأجهزة والتى لم تؤثر فيها بالمرة.
مع تأخر أول سيارة إطفاء لا أكثر من ساعة -رغم وجود قسم الإطفاء ببنى سويف بالخلف بالقرب من المسرح- وعند حضور السيارة الأولى فوجئنا بعدم تجهيزها لمثل هذه النيران فانتظرت وصول سيارة أخرى وخلالها كنا نوقف السيارات بالشارع ونستخدم طفايات الحريق المتواضعة الموجودة بها حتى وصلت سيارة الإطفاء الثانية وهى فى الواقع السيارة المجهزة الأولى التى وصلت إلينا وقتها وبدأت في الإطفاء بشكل محدود لكونها سيارة واحدة وكنا نستمع لأصوات زملائنا المستغيثين من الداخل حتى انتهت استغاثتهم باحتراقهم الكامل قبل أن تصل إليهم سيارة الإسعاف الأولى والوحيدة بينما كان المصابون في حالة خطيرة على رصيف المسرح.
وبعد نقل المصابين إلى المستشفى المتواضع للغاية بنى سويف العام وذلك بوسائل النقل الخاصة وسيارات النصف نقل المارة بالشارع دون أن تستنفر الأجهزة الأمنية ولا الأجهزة الصحية وكانت الكوارث المتعددة داخل المستشفى لا نهاية لحصرها لأنها تسببت هى الأخرى فى زيادة الحالة المتردية للمرضى وفى وفاة أعداد أخرى وظلت المستشفى على هذا النحو إلى أن ظهر وزير الصحة ومعه تحول المستشفى إلى حالة نشطة وذلك بعد حوالى 5 ساعات من الواقعة ومعه تدخلت أجهزة الداخلية لطرد أهالى القتلى والجرحى عندما احتشدوا وتعامل معهم بالقمع البوليسى التقليدى والذى وصل إلى حد الضرب بالعصى علي أيادى جنود الأمن المركزى بواعز من ضباطهم والذى لم يوقفه إلا ثورة رئيس هيئة المسرح و الذي حضر هناك وحاول حماية الأهالى والمصابين من عنف الضباط بصفته النقابية
وفي النهاية انهار إبراهيم وهو يحكي عن مأساة بني سويف ويقف كلامه وسنواصل سماع ورصد شهادات ضحايا الحادث.
محمد عبد الخالق
لجنة تقصي الحقا ئق
جمعية دراسات وتدريب
الفرق المسرحية الحرة

 


ابراهيم الفرن