«الكتابات الجديدة» على مائدة حوار معرض الكتاب

«الكتابات الجديدة» على مائدة حوار معرض الكتاب

العدد 600 صدر بتاريخ 25فبراير2019

شهدت قاعة التجارب المسرحية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورة اليوبيل الذهبي، نقاشًا مفتوحًا حول «الكتابة المسرحية الجديدة»، وتضمنت الندوة مناقشة عدة محاور هي عصر نهضة المسرح، ودور الرقابة مع النص المسرحي، وبدايات تفكير المصريين في تقديم نسيج مسرحي خاص ومختلف عن النسيج الأوروبي، حضر الندوة من النقاد المسرحيين: هشام إبراهيم، ياسر علام، د. محمد سمير الخطيب، ليليت فهمي، باسم عادل، وأدارها أحمد خميس.
قال الناقد أحمد خميس: كرم مطاوع هو رائد التغيير في شكل الكتابة للمسرح بعد يعقوب صنوع ومارون النقاش وسيد درويش، وأن هذه الأسماء قدمت نماذج ناجحة للمسرح في مصر والوطن العربي.
وتابع خميس: بعد فتره اهتم المخرجون بما يقدم في «المهرجان التجريبي» كما اهتم «منصور محمد» بدراما الجسد من خلال النص المسرحي، وأصبح هناك وعي واهتمام كبيران بالعرض والخروج عن شكل النص التقليدي إلى الكتابات المسرحية الخاصة بخشبة المسرح، وظهر وقتها كتاب كبار راسخون في ذلك المجال. كما ظهرت عروض مسرحية مختلفة مثل «القطة العمية»، وهي عبارة عن تكوين مشاهد مختلفة على خشبة المسرح، كما أنشأ عمر معتز تجربة جديدة وناجحة بعنوان «هدوء نسبي» قائمة على فكرة أن الإنسان لا شيء.
وأبدى ياسر علام سعادته بوجوده في معرض الكتاب، وتساءل: «ماذا يعني المسرح؟»، مشيرا إلى أن هناك نوعا من الناس يرى أن المسرح له علاقة بالكاتب، وآخر يرى أن المسرح عبارة عن عمل فني أدبي كتابي، وهذا التفسير يُعد تفسيرًا تقليديًا.
وتابع علام أن المسرح تجربة، وله علاقة بالمشاهد مثل أعمال توفيق الحكيم، حيث اتخذ الاتجاه الأدبي، ونحن هنا لا نملك الحكم فيما هو الصواب وما هو الخطأ، لأنه ليس هنا مسرح بدون جمهور، ولا مسرح بدون مبدع.
وتطرق علام إلى أول تجاربه المسرحية عام 2006 من خلال ورشة الشباب، التي أقيمت تحت عنوان «ديفيد وجرجس وحسين»، وشارك فيها عدد من الشباب المسلمين والمسحيين، مشيرا إلى ظهور العنف اللغوي، بعد فترة، وتغير أسلوب التعامل بين أفراد الورشة، وهو ما يخالف – في رأيه عملية إنشاء الفرق المستقلة، حيث إن عملية إنتاج المسرح المستقل تقوم على أعضاء متناغمين، وأن المؤلف في الأساس عنصر من عناصر العرض المسرحي.
وفي سياق متصل، قالت الناقدة ليليت فهمي: لا يوجد جمهور للمسرح، وهذا شيء مفزع جدًا، حيث إن المسرح يحتاج إلى بعض من الحرية، بعيدًا عن الرقابة، وإذ لم توجد الحرية فما هي جدوى الفعل المسرحي في ظل وجود الرقابة الاجتماعية، والذاتية، التي تُصدر نوعا من الخوف، وتؤدي إلى توليد العزلة في النص المسرحي.
وتابعت فهمي أن القضية هي قضية تاريخية، وهي خارج القضايا النوعية، وخارج اهتمام الجمهور.
وتحدث باسم عادل عن تجربته في كتابة النص المسرحي حيث قال إننا نقوم في بعض الأحيان بإحضار النصوص القديمة، وعمل تعديلات أو الإعداد عليها، مؤكدا أن أفضل منطقة في الإعداد هي إعادة طرح النص من جديد، مشيرا إلى أن أولى تجاربه كانت مع «بيت الدمية» و«الرهان».
فيما تحدث د محمد الخطيب عن كتابة المسرحية الجديدة حيث قال إن المسرح يجب أن ينفتح على الثقافة، لذلك يجب الاعتماد على اللغة، فعلى سبيل المثال شهدت كتابة النص المسرحي تطورًا في أشكاله، وقد كان هناك النصوص القائمة على المواعظ وغيرها، مشيرا إلى أن حدوث مثل هذه التحولات بدأت في الكتابات الصحفية. تابع: حدثت أزمة أيضا في اللغة بعد هزيمة 67، ومع ظهور اتجاه العولمة، وأصبح هناك زعزعة للنص المسرحي الخشبي.
وأكد الخطيب أنه يجب الاعتراف بأن المسرح لا يستطيع مجاراة الواقع في الوقت الحالي، ولكن هناك بعض العروض المسرحية حاولت توظيف ذلك عن طريق استخدام التكنولوجيا.
فيما أكد الناقد هشام إبراهيم ضرورة التفاعل بين أعضاء الفريق المسرحي والجمهور، مؤكدا أن المسرح يجب أن يعتبر الجمهور فردا أصيلا وعنصرا مهما من عناصر العرض المسرحي، بحيث لا يكون الجمهور هو المتلقي فقط، وأشار إلى أن المسرح لا بد وأن يحمل صوت الجمهور، وإلى أنه عندما يعبر المسرح عن الناس وأفكارهم وطموحاتهم ومشكلاتهم وآلامهم ومخاوفهم، وقتها يصبح المسرح ملكًا للناس، وساعتها سيقومون بالاحتفاظ به، ولن يهجروه.
يذكر أن الدورة الذهبية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، انطلقت الثلاثاء 23 يناير تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث يقام المعرض لأول مرة في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، احتفالاً بمرور خمسين عاما على انطلاقه.
 

 


سمية أحمد