انطلقت الخميس قبل الماضي فعاليات ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية الأول بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب، بمناسبة مرور عام على إدراج فن الأراجوز على قائمة اليونسكو للتراث العالمي اللامادي، وضمن الاحتفالات بأعياد الطفولة، وذلك بحضور وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم ، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. هشام عزمى ورئيس المركز القومي لثقافة الطفل الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، و كوكبة كبيرة من لاعبي العرائس والفنانين. بدأت مراسم حفل افتتاح الملتقى بمسيرة كبيرة لعروستين عملاقتين، للفنان محمود شكوكو و الأراجوز، كما حمل الأطفال ما يقرب من 100 عروسة أراجوز و افتتحت وزيرة الثقافة معرض رسوم الطفل أعقبه أربع فقرات فنية للاعبي الأراجوز وأغنية قدمها كورال سلام بعنوان "أراجوز " تأليف الشاعر أحمد زيدانن ألحان وائل عوض وأداء لاعب الأراجوز ناصر عبد التواب.أشادت وزيرة الثقافة في كلمتها بالجهد المبذول لتنظيم الاحتفالية، كما وجهت بضرورة فتح فصول لتعليم الأراجوز والمسرح الورقي، وأكدت وزيرة الثقافة على أن الفنون التراثية تمثل عنوانا للهوية ومصدرا للإلهامات المعاصرة، وأن فن الأراجوز يعد أحد الألوان الإبداعية التي تنفرد بها ثقافة الفرجة الشعبية فى مصر، وتتواصل الجهود لحفظها وإعادة إحيائها باعتبارها من عناصر ومفردات تاريخ فنون الوطن. و كرمت عبد الدايم 9 من لاعبي الأراجوز لجهودهم في الحفاظ على هذا الإرث، وهم اسم الفنان الشهير محمود إبراهيم شكوكو، واسم صابر المصري، واسم الفنان حمدي القليوبي، كما تم تكريم صلاح المصري، وسيد السويسي، وعمرو الجيزاوي، وعادل ماضي، وأصغر لاعب أراجوز كريم صلاح المصري و الفنان ناصر عبد التواب.بينما أعرب د. هشام عزمي عن سعادته بهذه الاحتفالية التى تشهد إحياء تراث مصري فى الذاكرة المصرية، مؤكدا أن فن الأراجوز من الخصوصيات التي تميزت بها مصر والدليل إدراج هذا الفن على قائمة اليونسكو. أوضح الأمين العام للمجلس أن الفترة المقبلة ستشهد تطويرا كبيرا للحديقة الثقافية وهو المكان الذي يتميز بموقع متميز ويعد عامل جذب للكثير من العائلات والأطفال. فيما تمنى الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف أن تصبح الحديقة الثقافية مزارا ومنارة لكل أطفال مصر أسوة بالمزارات الهامة كالقلعة وحديقة الحيوان، موضحا أن العام الماضي تم إدراج الحديقة الثقافية على قائمة التجديد وتكلف تجديها ما يقرب من مليون جنيه، ووجه عبد الحافظ الشكر لمعالي وزيرة الثقافة لدعمها للحديقة الثقافية، متمنيا أن يكون يوم 28 هو اليوم المصري للأراجوز من كل عام. أعقب ذلك تقديم العرض المسرحى "الأراجوز الكسلان" تأليف السيد فهيم وإخراج أحمد إسماعيل عبد الباقي، وتدور أحداثه عن أراجوز كسول يقوم صاحبه بحثه على العمل والاجتهاد وترك الكسل وقال أحمد إسماعيل مخرج العرض : " أقدم الأراجوز بشكل مختلف وجديد فقد أخرجته من الحارة الشعبية ووضعته في العالم الفسيح وأعتمد على كسر الإيهام . العرض تمثيل إبراهيم البيه ، وفاء عبد السميع ، محمد عبد الفتاح ، هيثم ، حسن يحيى ، ألحان وائل عوض.فيما قال الفنان ناصر عبد التواب المنسق الفني للملتقى : بعد وضع الأراجوز على قائمة "الصون العاجل" بمنظمة اليونسكو بدأنا فى التفكير في زرع شتلات للأراجوز فى كل ربوع مصر حتى يتم الحفاظ على هذا التراث من الاندثار قد أصبح معترفا بمصريته دوليا ، وقدر رأينا أن عدد لاعبي الأراجوز الشعبيين فى مصر قلائل لا يتعدون السبعة وذلك بعد وفاة عم صابر المصري أحد الكنوز البشرية وشيخ لاعبي الأراجوز في مصر ،وهو ما كان يحتم تضافر الجهود وتعاون الجهات مثل وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة والكليات المعنية مثل الفنون الجميلة، حتى يقيمون شبه مدرسة وورشة لتعليم هذا الفن.. وعندما شغل الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف منصب رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، أصدر طبعة ثانية لكتاب الأراجوز والعرائس بمناسبة هذا الاحتفال، و اقترح ناصف تخصيص يوما للاحتفال بهذه المناسبة وبالفعل بدأنا فى التفكير فى هذا المشروع وعمل كتاب يضم شهادات وتجارب أشهر مبدعي فن الأراجوز على سبيل المثال تجربة د.انتصار عبد الفتاح وعربة غبن الشعبية ، والعربة الشعبية للدكتور كمال الدين حسين ، وتجربة الفنان أحمد إسماعيل ، إضافة لشهادات إكاديمين مثل دكتورة مروة مهدي ، ودكتور عصام الدين أبو العلا ، وبعض الفرق كفرقة الكوشة للفنان ناصف عزمى وفرقة الحالاتيه للفنان محمد قطامش وفرقة الطيف والخيال للفنان عاطف أبو شهبه وفرقة المنوفية للعرائس بالإضافة إلى شهادات مختلفة من بعض لاعبي الأراجوز مثل صلاح المصري وعمرو الجيزاوى ، وسيد السويسى ومجموعة من الفنانين الذين قاموا بتجسيد شخصية الأراجوز ومنهم الفنان عادل ماضي ، ورمضان الشرقاوي ومحمد عبد الفتاح ومحمد كمال وحامد عبد السميع. الكاتب أحمد زحام قال أن إقامة الاحتفالية يعد بمثابة دعوة للمؤسسات الحكومية والأهلية أن تتجه لهذا الفن ، أضاف " لعلنا نذكر أن سليم الأول عندما دخل إلى مصر ووجد خيال الظل أخده معه إلى اسطنبول وهو ما يدعونا إلى تذكير أولادنا بهذه الفنون قبل أن تندثر، الأراجوز شخصية مصرية أصيلة ويخاطب المواطن البسيط فى الأحياء الشعبية . تابع: للأسف الشديد التكنولوجيا الحديثة كان لها آثرها الضار، فقد نسينا تراثنا في الوقت الذى تسعى المنظمات الدولية مثل اليونسكو واليونسيف إلى تخليد هذا التراث الأصيل. بينما وجه د.عز الرجال فاروق مدير إدارة الموهوبين بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة الشكر لكل القائمين على تنظيم الملتقى، مؤكدا أن الاحتفالية تعد إحياء للتراث المصري الذي يرجع تاريخه إلى العصر الفرعوني وما قبل القرن الخامس عشر في الصين ودول أخري، و كان للفنان محمود شكوكو دور كبير فى إحياء شخصية الأراجوز حيث كان يستخدم هذه الشخصية فى أعماله الفنية ونقل صورة قيمة للشباب عن هذا الفن الشيق. و أعرب الكاتب السيد فهيم عن سعادته بهذا الاحتفالية متمنيا استمرار إقامتها ،لأن الأراجوز فن مصري بالدرجة الأولى، ومن الضروري تعريف الأجيال القادمة بتراثنا وهويتنا، مشيرا إلى أن المميز فى الاحتفالية أن الطفل هو صاحبها .