أحمد زكي عبقرى الفن

أحمد زكي عبقرى الفن

العدد 599 صدر بتاريخ 18فبراير2019

الفنان القدير أحمد زكي (واسمه بالكامل أحمد زكي عبد الرحمن، فنان أكاديمي متميز من مواليد 18 نوفمبر عام 1949 بمدينة الزقازيق التابعة لمحافظة “الشرقية”. كان أحمد زكي الإبن الوحيد لأبيه الذي توفى بعد ولادته، وأضطرت والدته أن  تتزوج بعد وفاة والده، فتولى جده تربيته. حصل على شهادة الإعدادية ثم التحق بالمدرسة الصناعية، وهناك بدأت موهبته في الظهور وذلك حينما شجعه ناظر المدرسة - الذي كان عاشقا للفنون - على مزاولة هواية التمثيل. وتأكدت موهبته في إحدى حفلات المدرسة حينما تمت دعوة مجموعة من كبار الفنانين من العاصمة، وأعجبوا بأدائه وشعروا بموهبته فنصحوه بالإلتحاق بمعهد الفنون المسرحية.
وبعد أن أكمل دراسته في المدرسة الصناعية التحق بالمعهد “العالي للفنون المسرحية” وتخرج منه في عام 1972، وذلك ضمن دفعة ضمت عدد من الموهوبين من بينهم الزملاء: عفاف شعيب، أحمد عبد الوارث، مصطفى متولي، شهيرة (عائشة محمد حمدي)، منى قطان، آمال الزهيري (هانم حامد الزهيري)، عهدي صادق.
وبعد تخرجه عمل في المسرح، وشارك بأدوار صغيرة ببعض مسرحيات فرق الدولة (القومي، الجيب، الغنائية الإستعراضية)، ثم انضم للعمل بفرقة “الفنانين المتحدين” ليشارك في خمسة مسرحيات من إنتاجها، بدأها بمسرحية “هاللو شلبي” عام 1969، وقد نجح من خلال مشاركاته تلك أن يثبت موهبته المؤكدة وأن يتدرج في مستوى الأدوار حتى وصل إلى أدوار البطولة. جاءته الفرصة كاملة للإنطلاق حينما اتجه للعمل بالسينما منذ منتصف سبعينات القرن العشرين، فبدأت الأنظار تلتفت إليه بسبب موهبته الاستثنائية وغير المعتادة في التمثيل. وشارك في عشرات الأفلام التي جعلته ليس فقط من أكثر الممثلين جماهيرية، بل وأيضا من أكثر الممثلين الذين حظوا بإشادات النقاد، حيث قدم عددا من الأفلام التي تعد علامات في السينما المصرية ومن بينها على سبيل المثال: أبناء الصمت، شفيقة ومتولي، موعد على العشاء، النمر الأسود، زوجة رجل مهم، البريء، الهروب، ناصر 56، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا.
هذا وتتضمن أيضا مسيرته الفنية الثرية عدة مشاركات مهمة بالدراما التليفزيونية ولعل من أهمها مسلسلات: أنهار الملح، طيور بلا أجنحة، الأيام، هو وهي، وإن ظل دوره بمسلسل الأيام وتجسيده لشخصية عميد الأدب العربي طه حسين علامة فارقة، وكذلك مجموعة أدواره بمسلسل “هو وهي” الذي شهد مبارة حامية في الأداء بينه وبين القديرة سعاد حسني.
تزوج الفنان أحمد زكي مرة واحدة فقط في حياته، وذلك حينما ارتبط بالفنانة الراحلة هالة فؤاد، وأنجب منها ابنه الوحيد “هيثم”، لكنهما انفصلا بعد فترة (قبل وفاتها في منتصف الثمانينيات بعدة سنوات)، وذلك بسبب إصرارها على استكمال مسيرتها الفنية وإصراره هو على التفرغ لتربية ابنهما. وبعد رحيلها حزن عليها حزنا شديدا لدرجة أنه سقط مغشيا عليه حينما وصله خبر وفاتها وهو يصور أحد المشاهد، ونقل إلى منزله وطلب من الجميع عدم الإعلان عن تلك الواقعة (خاصة أن الفنانة هالة عندما توفيت عام 1993 كانت قد إعتزلت الفن وزوجة رجل آخر). وعاش بعد رحيلها مشاعر الخوف على ابنه الوحيد “هيثم”، فقد كان يخشى عليه من الشعور بحياة الحرمان التي عاشها هو في طفولته، ولذا فقد أراد أن يعطيه الدفء والحنان الكبير كي يعوضه عن غياب الأم، فكان لا يفارق ابنه أبدا لدرجة أنه كان يصطحبه معه إلى أماكن التصوير، وبالتالي فقد عشق “هيثم”” التمثيل كوالديه، وجاءته فرصة البداية حينما شارك والده في فيلم “حليم”، وقام بتجسيد شخصية عبد الحليم حافظ بفترة شبابه.
وقد توفى الفنان أحمد زكي في 27 مارس عام 2005 عن عمر يناهز 56 عاما، خلال تصويره لفيلمه الأخير “حليم”، وذلك إثر صراع طويل للغاية مع المرض من جراء مضاعفات سرطان الرئة الذي كان يعاني منه في أيامه الأخيرة نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها بشراهة، وقد عولج على نفقة الحكومة المصرية في الخارج، ولكن جسده النحيل استسلم بعدما انتشر المرض الخبيث في الرئة والكبد، وعانى نتيجة لذلك من “استسقاء بروتيني”، كما أصيب بالتهاب رئوي وضيق حاد في الشعب الهوائية”، كما تردد أنه قد فقد بصره في آواخر أيامه إلا أنه طلب من المحيطين به تكتم الخبر،
ومن المفارقات القدرية الغريبة أن الراحل أحمد زكي قد عاش في حياته نفس المعاناة التي عاشها الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، فهما شريكان في رحلة الألم والفن، كل منهما تربى وعاش يتيما وعانى من الحرمان العاطفي، وكل منهما أصيب بمرض “البلهارسيا” من المياه اللوثة بالترع الموجودة في بلديهما “الزقازيق”، وكل منهما كان صاحب طموح كبير جدا في الفن واستطاع تحقيق مكانة فنية مرموقة ومتفردة، وذلك بالرغم من المعاناة المستمرة والأزمات المرضية العنيفة. وكان التشابه أيضا في رحلة النهاية مع المرض، حيث أصيب “عبد الحليم” بأزمة صحية رحل على إثرها، ومن كأس المرض نفسها عانى “أحمد زكي”، والأغرب أنه بالرغم من وجود فرق ثمانية وعشرين عاما على رحيل كل منهما إلا أن كل منهما قد رحل في شهر مارس (يفصل بينهما في يوم الرحيل فقط أربعة أيام).
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لإختلاف القنوات المختلفة (مسرح، سينما، إذاعة، تليفزيون) مع مراعاة التتابع التاريخي كما يلي:
أولا  - الأعمال المسرحية:
برغم بداياته المسرحية وتفجر موهبته من خلال المسرح، والتي صقلها بالدراسة الأكاديمية إلا أن المسرح لم يمنحه فرصة البطولة المطلقة أو النجومية كما حققتها له السينما، ولذلك سرعان ما هجره في نهاية عقد سبعينيات القرن العشرين، وبالتالي فقد إقتصر رصيده المسرحي على مشاركته بتسعة مسرحيات فقط. هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة إختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج كما يلي:
1 - بفرق “مسارح الدولة”:
- “الغنائية الإستعراضية”: القاهرة في ألف عام (1969).
- “القومي”: الغريب (1968)، النار والزيتون (1970).
- “الجيب”: جواب (1970).
2 - بفرق “القطاع الخاص”:
- “الفنانين المتحدين”: هاللو شلبي (1969)، اللص الشريف (1971)، مدرسة المشاغبين (1973)، أولادنا في لندن (1975)، العيال كبرت (1979).
وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خلال المسرحيات الثمانية السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وهم الأساتذة: كمال يس، سعد أردش، عبد المنعم مدبولي، جلال الشرقاوي، سمير العصفوري، عبد الغفار عودة، نبيل منيب، والمخرج الألماني أرفن لايستر، حيث تعاون مع الفنان الراحل سعد أردش في مسرحيتين هما: النار والزيتون، هاللو شلبي.
ثانيا - أعماله السينمائية:
استطاعت السينما أن تجتذب الفنان أحمد زكي بل وتستحوذ عليه ليعطيها الجانب الأكبر من اهتمامه، خاصة بعدما أتاحت له فرصة الإنتشار وتحقيقه للشهرة والنجومية، ومنحته فرصة تجسيد عدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة لتؤكد موهبته وتبرز قدراته ومهاراته، فبخلاف بعض الشخصيات التاريخية المهمة التي برع في تجسيدها كالزعيم جمال عبد الناصر والرئيس الأسبق أنور السادات والمطرب الكبير عبد الحليم حافظ نجح في تجسيد عدة شخصيات درامية بمهارة ومن بينها على سبيل المثال: الوزير رأفت رستم (معالي الوزير)، المصور سيد غريب (إضحك الصورة تطلع حلوة)، مهندس الديكور عباس (إستاكوزا)، المعلم أبو الدهب (أبو الدهب)، المحامي مصطفى خلف (ضد الحكومة)، السائق حمادة (سواق الهانم)، المحامي مجدي (التخشيبة)،  لاعب الكاراتيه صلاح (مستر كاراتيه)، الملاكم حسن هدهد (كابوريا)، الملاكم المصري محمد حسن (النمر الأسود)، العقيد هشام أبو الوفا (زوجة رجل مهم)، البواب الصعيدي عبد السميع (البيه البواب)، المعلم أحمد أبو كامل (شادر السمك)، سفروت (الباطنية).
وتضم قائمة أعماله السينمائية الأفلام التالية: ولدي (1972)، شلة المشاغبين (1973)، أبناء الصمت، بدور (1974)، ليلة وذكريات (1975)، صانع النجوم (1976)، وراء الشمس، شفيقة ومتولي، العمر لحظة (1978)، إسكندرية ليه؟ (1979)، الباطنية، الأشجار تموت واقفة (1980)، طائر على الطريق، عيون لا تنام، موعد على العشاء، أنا لا أكذب ولكني أتجمل  (1981)، العوامة رقم 70، الأقدار الدامية (1982)، الإحتياط واجب، درب الهوى، المدمن (1983)، البرنس، التخشيبة، النمر الأسود، الراقصة والطبال، الليلة الموعودة (1984)، سعد اليتيم (1985)، شادر السمك، الحب فوق هضبة الأهرام، البريء، البداية (1986)، أربعة في مهمة رسمية، البيه البواب، المخطوفة (1987)، الدرجة الثالثة، أحلام هند وكاميليا، زوجة رجل مهم (1988)، ولاد الإيه (1989)، إمرأة واحدة لا تكفي، البيضة والحجر، الإمبراطور، كابوريا (1990)، الهروب، الراعي والنساء (1991)، صاحب السعادة الصعلوك، ضد الحكومة (1992)، الباشا، مستر كاراتيه (1993)، سواق الهانم (1994)، الرجل الثالث (1995)، ناصر 56، نزوة، أبو الدهب، إستاكوزا (1996)، حسن اللول (1997)، هيستريا، إضحك الصورة تطلع حلوة، البطل (1998)، أرض الخوف (2000)، أيام السادات (2001)، معالي الوزير (2002)، حليم (2006).
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، عاطف سالم، حسام الدين مصطفى، نادر جلال، محمد سلمان، علي بدرخان، أشرف فهمي، محمد راضي، محمد خان، خيري بشارة، رأفت الميهي، أحمد فؤاد، علي عبد الخالق، سمير سيف، يوسف فرنسيس، فاضل صالح، عاطف الطيب، أحمد يحيى، إبراهيم الشقنقيري، محمد فاضل، يحيى العلمي، شريف عرفة، داود عبد السيد، إيناس الدغيدي، مجدي أحمد علي، حسن إبراهيم، كريم ضياء الدين، طارق العريان، شريف يحيى، عادل أديب.
ويلاحظ من خلال القائمة السابقة أن الفنان أحمد زكي قد تعامل مع أبرز مخرجي السينما المصرية وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة من أمثال: عاطف الطيب (في فيلمي: البريء والهروب)، ومحمد خان (في أفلام: موعد على العشاء، والعوامة وأيام السادات)، وداود عبد السيد (في فيلم: أرض الخوف)، وتعاون أيضا مع إيناس الدغيدي (في فيلمي: امرأة واحدة لا تكفى، وإستاكوزا(، كما اختاره العالمي يوسف شاهين لفيلم “إسكندرية... ليه؟، وشريف عرفة في” إضحك الصورة تطلع حلوة”.
ثالثا - أعماله التلفزيونية:
أتاحت الدراما التليفزيونية للفنان القدير أحمد زكي فرصة المشاركة بأداء بعض الأدوار الدرامية المتنوعة بعدد من المسلسلات والتمثيليات التليفزيونية المهمة، فنجح من خلالها في تحقيق الانتشار الفني وتأكيد قدراته ومهاراته الفنية. هذا وتضم قائمة أعماله التليفزيونية المسلسلات التالية:  وراء المجهول، الصراع، أنهار الملح، اللسان المر، الغضب، بستان الشوك، إصلاحية جبل الليمون، طيور بلا أجنحة، إلا الدمعة الحزينة، الأيام، أيام من الماضي، من أجل ولدي، الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين، بستان الشوق، الذئب الأزرق، ألف ليلة وليلة (الأشكيف وست الملاح)، حكايات هو وهي، طرفة بن العبد، وذلك بخلاف مشاركته ببعض التمثيليات والسهرات التليفزيونية ومن بينها: الحياة قصيرة قصيرة.
رابعا - إسهاماته الإذاعية:
شارك الفنان أحمد زكي بأداء بعض الشخصيات الدرامية المهمة بصوته المميز وقدراته الأدائية العالية في عدد من المسلسلات الدرامية والتمثيليات والسهرات الإذاعية، ولكن للأسف يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير والذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية بمشاركاته على مدار مايقرب من ثلاثين عاما، وذلك نظرا لأننا نفتقد وللأسف الشديد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وتضم قائمة أعماله الإذاعية المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: في سبيل الحرية، أوراق ضاحكة، دموع صاحبة الجلالة، رصاصة في القلب، يكفينا الشر.
هذا وجدير بالذكر أن الفنان النجم أحمد زكي يعتبر ثالث أكثر الممثلين تميزا في قائمة أفضل مائة فيلم مصري (طبقا لإستفتاء عام 1996)، حيث له في القائمة ستة أفلام وهي: البريء، زوجة رجل مهم، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، أحلام هند وكاميليا، وأبناء الصمت، وكان من المنطقي أن تتوج مسيرته الفنية الثرية بحصوله على عدد كبير من الجوائز ومظاهر التكريم ومن بينها:
- انهالت عليه الجوائز عن فيلم الباطنية عام 1980 رغم أن دوره كان ثانويا ، وهو ما أثار عاصفة من الجدل (كان من بطولة فريد شوقي ومحمود ياسين).
- جائزة “مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” عام 1981 عن فيلم “طائر علي الطريق”.
- جائزة “جمعية الفيلم” عام 1982 عن فيلم “عيون لا تنام”.
- جائزة “مهرجان الإسكندرية السينمائي” عام 1989 عن فيلم “امرأة واحدة لا تكفي”.
- جائزة “مهرجان القاهرة السينمائي الدولي” عام 1990 عن فيلم “كابوريا”.
وذلك بالإضافة إلى مجموعة من الجوائز عن أفلام: “معالي الوزير”، “كابوريا”، وكذلك عن فيلم “أيام السادات”، حيث منحه الرئيس الأسبق حسني مبارك وسام الدولة من الطبقة الأولى تكريما له عن تميز أدائه في هذا الفيلم.
رحم الله الفنان القدير أحمد زكي الذي عشق الفن ومهنة التمثيل بكل الصدق فأخلص في جميع أعماله وبذل قصارى جهده في تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، فوفقه الله في وضع بصمة مميزة له وفي كسب ثقة وحب المشاهدين الذين تابعوا أعماله بكل حب وشغف. ويكفي أن نسجل له نجاحه وتأكيد موهبته وتحقيقه لنجوميته وتألقه وسط جيل الربع الأخير من القرن العشرين الذي ضم نخبة من كبار نجوم السينما ومن بينهم الأساتذة: عزت العلايلي، محمود ياسين، نور الشريف، حسين فهمي، محمود عبد العزيز، فاروق الفيشاوي، يحيى الفخراني.
والحقيقة أن الشعبية والجماهيرية الكبيرة التي اكتسبها الفنان أحمد زكي خلال مسيرته الفنية كانت صدى وتعبيرا عن اقتناع النقاد والجماهير بموهبته المتفردة وعبقريته الفنية، فهو بالفعل من الفنانين الذين يصعب تكرارهم ويكفي أن نذكر له نجاحه في  تغيير صورة النجم الوسيم، حينما استطاع - بوجهه الأسمر وشعره المجعد - أن يتجاوز ببراعته فى الأداء عقبة العرف السائد والصورة الشائعة عن فتى الشاشة الوسيم، ويكفي أنه قد استطاع أن يشكل مدرسة فى الآداء خاصة به تحمل توقيعه، وذلك بفضل قدرته الفنية العالية فى تجسيد أى شخصية بآدائه الصادق البسيط، فوفق في تحقيق التواصل مع الجمهور بمختلف فئاته ليصدقه فى كل أدواره من بواب العمارة إلى الزعيم السياسى، ومن ابن الطبقة المتوسطة إلى الصعلوك ورجل العصابات. حقا هو فنان شامل نجح في تقديم العديد من الأدوار المتنوعة، فتعددت الأشكال والقوالب الفنية التى شارك بها، فقدم الأعمال الكوميدية والتراجيدية، وأفلام الحركة والإثارة، والأفلام الاجتماعية، والأفلام الخفيفة مما جعله مرنا متمكنا من تجسيد مختلف الأدوار، ولأنه إنسان حقيقى يشعر بهموم البسطاء يحسب له إصراره على المشاركة في رصد الواقع المجتمعى، وحرصه على عدم حصر نفسه في أداء شخصيات محددة بل على العكس فقد سعى دائما على تقديم غالبية شخصيات وطبقات المجتمع ومن بينها: البواب، الغفير، الفلاح أو الصعيدي، الطبال، الوزير، الكوافير، الملاكم، السباك، الصعلوك، زير النساء، المحامى، ضابط الشرطة الشرس، المجند البسيط، الدجال، تاجر المخدرات أو المدمن، الشاب الوطنى أو الفتي الوديع المحب، أو الثوري المطارد، فعلا كان - رحمه الله - كتلة صادقة من المشاعر والأحاسيس فاستحق عن جدارة لقب “عبقرى الفن”


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏