العدد 599 صدر بتاريخ 18فبراير2019
د. أسامة رؤوف خريج الدفعة الأولى لقسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، وحاصل على درجة الماجستير في “تقنيات الإخراج السينمائي في عروض المسرح” وكذلك درجة دكتوراه في “العزلة وتقنيات إخراجها بين المسرح والسينما” من قسم الدراسات المسرحية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، قدم عددا من العروض بالمسرح المصري مخرجا، كما شارك ممثلا في عدد آخر من العروض.. تولى إدارة مسرح الشباب وشغل منصب المدير لبحوث الثقافة المسرحية بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، تكليلا لمجهوداته أثناء إدارته لمسرح الشباب بالبيت الفني للمسرح، التي قدم فيها أكثر من 18 عرضا مسرحيا ?قت نجاحات جماهيرية، وشاركت في مهرجانات محلية ودولية، كما أنتح عددا من المسرحيات المهمة التي حصلت على عدة جوائز دولية. ترأس د. أسامة رؤوف لجنة تحكيم مهرجان “الرواد الدولي للمسرح” في دورته السادسة بمدينة خريبكة بدولة المغرب، وهو مدير ومؤسس مهرجان “أيام القاهرة للمونودراما” الذي اختتمت فعاليات دورته الثانية مؤخرا بمركز الهناجر للفنون.. التقينا به لنتعرف أكثر عن فعاليات المهرجان وطموحاته.
- في البداية نود التعرف كيف ومتى اهتديت إلى فكرة تنظيم وتأسيس المهرجان؟
إن إقامة وتنظيم مهرجان مسرحي دولي خاص للمونودراما فكرة شغلتني وجالت بخاطري وفكري منذ عدة سنوات، ولذا كنت أدرس منذ هذه السنوات التخطيط والتنظيم الجيد والممنهج لتنفيذه، وقد كان، وتم تنفيذ الدورة الأولى من المهرجان في مارس من العام الماضي، وحققت نجاحها بمشاركات مصرية ودولية ولجنة تحكيم قوية ولاقت استحسانا كبيرا من الوسط المسرحي.
- وماذا عن حصاد الدورة الأولى للمهرجان؟
شهدت الدورة الأولى نجاحا كبيرا، لكونه أول مهرجان دولي للمونودراما يقام في القاهرة، وبجانب المسابقة الرسمية للعروض التي شاركت بالدورة الأولى، أقيمت عدة ورش فنية تحت رئاسة المخرج الكبير «عصام السيد» ود. «مي موسى» إضافة إلى إقامة الندوات الفكرية بمشاركات فعالة وقوية من الدول العربية، وقد كرم المهرجان في دورته الأولى اسم الفنان الراحل “نور الشريف” واسم الكاتب الراحل «محفوظ عبد الرحمن» واسم الراحلة سيدة النقد «نهاد صليحة» كما كرم أيضا من المغرب الكاتب والمخرج المسرحي “عبد الكريم برشيد”، ومن ليبيا الممثلة “خدوجة صبري” ومن مصر الفنان “سيد رجب”.
- هل حققت الدورة السابقة كل ما خططت له وطمحت إليه؟
نعم، تحقق صدى عربي قوي وكبير، تمثل بعد ذلك في التعاون مع مهرجانات عربية متعددة ومتنوعة، مثال مهرجان “البقعة” بدولة السودان، وبعدها كانت هناك أيضا مشروعات تعاونية لمهرجانات “المونودراما” المختلفة في عدد من البلدان العربية منها تونس وقرطاج للمونودراما، وكذلك مهرجان مراكش، كما سعينا لتحقيق التواصل في آربيل بدولة العراق وفي لبنان ومع كل الدولة العربية، والانفتاح على الدول الغربية أيضا.
- ما أهمية إقامة مهرجان لفن المونودراما ودوره في الحركة المسرحية المصرية والعربية؟
فن المونودراما لم يلقَ اهتماما كبيرا وموسعا من قبل، لذا حاولنا قدر استطاعتنا تنظيم وإقامة هذا المهرجان لتسليط الضوء بصورة واضحة وقوية وكبيرة على هذا الشكل المسرحي المميز، إضافة إلى أنه أحد وأهم الفنون الدرامية الذي تدفع وتحفز عددا كبيرا من الفنانين المسرحيين الشباب المستقلين، لاعتماده على ممثل واحد، عليه توظيف كل أدواته التمثيلية والإخراجية المختلفة والمتنوعة، بصبغة إنتاجية قليلة التكلفة، وفي نفس الوقت تحقق تجربة مسرحية خاصة تتميز بالإبداع والإبهار.. فالمونودراما كما أؤمن أكثر قربا للشباب الهواة، لأنها أكثر سهولة عن التجارب المسرحية ذات الإنتاج الضخم، فتكون بذلك عاملا لاستمرار الحراك الثقافي والفني ضمن اتجاهات المسرح العربي والمصري.
- ما الذي كنت تطمح إلى تحقيقه في هذه الدورة؟
كنت أطمح إلى تقديم مشاركات أكثر من الدول العربية والغربية، وقد كان، كما شهد المهرجان توسعا أكثر في الورش الفنية قدمتها قامات مسرحية مصرية بسعي مخلص ونظم المهرجان من قبل أعضاء اللجان المختلفة بالمهرجان، وحقق إقبالا جماهيريا ومن المسرحيين المتخصصين، وقامات كبيرة في المسرح المصري والعربي.
- كيف تم تنظيم الورش الفنية المصاحبة لفعاليات المهرجان؟ وما هي؟ وما مدى إقبال الشباب عليها؟
وفقا لوعي اللجان المتنوعة للمهرجان والتنسيق بينها، قمنا بتنظيم الورش الفنية، فقد نظمت أربع ورش هي ورشة «الممثل والمونودراما» للمخرج المخرج الكبير والمتميز ناصر عبد المنعم، وأخرى تحت عنوان «الممثل والجسد» للمخرج مناضل عنتر، وكذلك ورشة في “الإضاءة المسرحية” تدريب أبو بكر الشريف وورشة للتأليف والكتابة المسرحية للمؤلف الشاب محمود جمال الحديني، وقد لاقت إقبالا كبيرا من الكثير من الشباب الطموح والهواة المشاركين في الحركة المسرحية بمصر باتجاهاتهم المتنوعة.
- وماذا عن العروض والفرق المشاركة بالمهرجان؟
تميز مهرجان «أيام القاهرة للمونودراما» هذا العام بمشاركات عربية متنوعة، من الأردن وليبيا والسعودية، إضافة إلى فرنسا، وضمت المسابقة الرسمية 9 عروض للمونودراما، من مصر، إنتاج مسرح الطليعة «أنا كارمن» بطولة وتمثيل وإخراج سما إبراهيم، ومن الأردن عرض “أدرينالين” لأسماء مصطفى، وعرض “ساكته” من فرنسا لآية التونا، و”زيارة ذات مساء” من ليبيا، ومن السعودية «صفحة أولى» وغيرها.
- كيف تم اختيار عروض المهرجان؟ وما هي أسس هذا الاختيار؟
تم اختيار العروض المسرحية المشاركة بدقة، واعتمدت إدارة المهرجان على معيار الجودة والقيمة الفنية للعرض المسرحي لا غير، وقد تقدم عدد كبير جدا من العروض للمشاركة، واتضح لنا أن الاختيار كان صائبا بشهادة المسرحيين المتابعين للمهرجان.
- كيف تم اختيار لجنة التحكيم؟
اخترنا لجنة التحكيم من الأساتذة الأكاديميين، الفاعلين في الحركة المسرحية المصرية والعربية، من مصر والدول العربية، حيث رأس اللجنة د. سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، وعضوية كل من الناقد محمد الروبي، والفنان العراقي المتميز باسم قهار. أما عن لجنة تحكيم مسابقة التأليف فهم مؤلفون ومسرحيون متميزون من مصر وقدمت أعمالهم مرارا وتكرارا في المسرح المصري والعربي والغربي ونالوا الكثير من الجوائز، وتشكلت اللجنة برئاسة د. مصطفى سليم، وعضوية المؤلف د. محمد أمين عبد الصمد، والكاتب إبراهيم الحسيني.
- ماذا عن الإقبال الجماهيري ومدى تفاعله مع المهرجان؟
تشرف المهرجان بحضور الكثير من الأساتذة المسرحيين والأكاديميين الذين حرصوا على الحضور من بينهم د. أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية ورئيس أكاديمية الفنون، ود. مصطفى سليم، رئيس المركز القومي للمسرح الأسبق، والفنان محمد دسوقي، مدير مركز الهناجر للفنون، والناقد د. حسن عطية، أستاذ النقد المسرحي بأكاديمية الفنون، والناقدة د. عايدة علام، والمخرج إميل شوقي، والفنانة وفاء الحكيم، ود. سيد علي إسماعيل، والكاتبة فاطمة المعدول، والكثير من النقاد والمسرحيين الشباب ولفيف من المسرحيين العرب.
وما حجم الصدى الإعلامي للمهرجان؟
لاحظنا منذ اليوم الأول بالمهرجان صدى إعلاميا كبيرا جدا من الصحافة والتلفزيون، قنوات حكومية وخصوصا تعمل بقوة لتغطية فعاليات المهرجان وتنظيم حوارات إعلامية مع شخصيات مسرحية.
- ما الأسس التي تعتمد عليها في اختيار زمن ومكان إقامة المهرجان؟
نقرر عند اختيار مكان لإقامة المهرجان ملاءمته لتقديم أنماط مختلفة من العروض المشاركة بالمهرجان، كما نراعي قدر الإمكان تنظيم فعاليات المهرجان في مواقيت مناسبة لاشتراك عدد كبير من الشباب للاستفادة الحقيقية من الفعاليات، واستقبال عدد كبير من الجمهور لمتابعة المهرجان والابتعاد عن إقامة المهرجان متزامنا مع فعاليات مسرحية أخرى، واختيار موعد مناسب لكل الفرق المشاركة.
- كيف كان التعاون مع الهناجر لإقامة المهرجان؟
كان تعاونا مثمرا وجادا بين شتى المؤسسات المسرحية بوزارة الثقافة وقطاعاتها، من بينها مركز الهناجر للفنون، وممتن كثيرا للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وكذلك المخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر الذي حرص على نجاح المهرجان بتعاونه، وكذلك المخرج عادل عبده رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، وياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح، لإدارة الفعاليات وتوثيقها وأيضا د. خالد عبد الجليل رئيس الرقابة، ود. فتحي عبد الوهاب بصندوق التنمية الثقافية، ود. هبة يوسف رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية للمسرح بوزارة الثقافة.
ما أهم ما يميز هذه الدورة من المهرجان؟
أهم حدث ميز هذي الدورة من المهرجان هو تنظيم مسابقة تأليف المونودراما، حيث نجد ونلاحظ دوما ندرة وقلة النصوص المكتوبة خصيصا لهذا النوع من الفن، وقد أعلن عن الفائزين بتلك المسابقة خلال فعاليات المهرجان. وتميزت أيضا هذي الدورة بمشاركة متميزة من النجم المسرحي العربي الكبير غنام غنام الذي قدم عرضه المسرحي “سأموت في المنفى” شرفيا للمرة الأولى في مصر.
- ما طموحاتك في الفترة القادمة للمهرجان وللمسرح؟
خطا المهرجان خطوة كبيرة من دورته الأولى لدورته الثانية ونأمل أن يتطور المهرجان أكثر في عدد العروض والمشاركات، وكذلك في كل الفعاليات المصاحبة في السنوات القادمة كما أتمنى المزيد من التطور والنمو للحركة المسرحية المصرية والعربية.