العراقي ميثم هاشم طاهر: بوسع الكتابة الابداعية أن تزاحم الفلسفة في خلق المفاهيم

العراقي ميثم هاشم طاهر: بوسع الكتابة الابداعية أن تزاحم الفلسفة في خلق المفاهيم

العدد 801 صدر بتاريخ 2يناير2023

حصل الكاتب ميثم هاشم طاهر على المركز الأول فى فرع النصوص الطويلة فى مسابقة يسري الجندي للتأليف المسرحي بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فى دورته السابعة، بنص «سادل الحياة الطريف « ميثم كاتب مسرحي وروائي حاصل على شهادة دكتوراه فلسفة في اللغة العربية وآدابها، بتخصّص الأدب الحديث، جامعة البصرة/ كلية الآداب، يعمل أستاذاً في الكلية التربوية المفتوحة/ ذي قار/ العراق.
حائز على المركز الأول في جائزة «راشد بن حمد الشرقي» في دولة الإمارات، الدورة الثانية 2020، عن روايته «صانع الأكواز، و المركز الأول في جائزة «الشارقةعن مسرحيته «العاقر والمهد”.
صدرت له رواية «إثر المحو»  عن دار تموز، دمشق، رواية «صانع الأكواز» عن دار راشد، الفجيرة، الإمارات ، كتاب «الرؤية الأسيانة للعالم، الرواية السيرية في الأدب العراقي الحديث» إصدارات جامعة الكوفة. دار الرافدين 2022. 
ما شعورك بعد فوزك بالجائزة ؟
سعيد بذلك بالتأكيد، لكن في الوقت نفسه تمثّل الجوائز عندي مسؤوليّة لكي أطوّر أدواتي التقنيّة وإمكاناتي، واستعداداتي الذهنيّة، وأن لا أركن إلى الشعور الأجوف بالتفوّق والرضا عمّا أكتب وهو ما يشوّه الإبداع والمبدع معاً.

ما ظروف كتابة النص “سادل الحياة الطريف” وهل هناك عناصر معينة ترتكز عليها؟
لا أدع الظروف توجّهني في كتابة أيّ نص، سواء أروائياً كان أم مسرحيّاً، فأنا لا أكتب عن انفعال آني في سياق تحديات راهنة، ولا أبحث عن سبق صحفي في تناول موضوع ما، بل الكتابة عندي تزاحم الفكر لا الصحافة، وهذه المزاحمة تمثّل ركيزة الكتابة عندي، وتغذّي أهم عناصر نصوصي.

هل هناك رؤية أردت أن تطرحها من خلال النص ؟ 
في كلّ ما اكتب (رواية، قصة، مسرح) اشتغل في المساحة بين الأدب والفكر، وأحاول من خلال الإبداع أن أصوغ المفاهيم وأخلّقها؛ إذ بوسع الكتابة الابداعيّة (هذا ما أؤمن به وأتبنّاه) أن تزاحم الفلسفة في خلق المفاهيم، وفي كل ما اكتب اركّز على ثلاث ضرورات أراها جديرة في تأثيث رؤيتي للعالم، أولاها: ضرورة الحب في العالم، العالم العائم في محيط من الكراهيّة والفجاجة والتسطيح الروحي. والثانيّة ضرورة الجمال في العالم، العالم الغاطس في قبحه وبشاعته لا لإنقاذه كما يرى دوستويفسكي، فالجمال ليست مهمته إنقاذ العالم فهذه مهمة شعريّة طوباوية بل ثمة ضرورة للجمال في العالم لكي يفضح ترسيمات القبح، ويكشف عن الأسباب المؤسّسة لحضوره الطاغي في قلب العالم. أمّا الضرورة الثالثة فهي ضرورة السلوان في العالم، العالم الذي ما فتئ الشرط الإنساني فيه ممزّقاً بين حداده وأساه وآلمه وخسائره. ولا نجاة من ذلك التمزّق سوى بضرورة الخفّة، خفّة السلوان في العالم، ونصّ «سادل الحياة الطريف» ينضوي ضمن ضرورة السلوان في العالم إذ يُمنَح للموت بُعد آخر، لمن ينتظرونه، بُعد يكرّس الخفّة إزاء ثقالة سؤال الموت المبهم والغامض.

ما الصعوبات التي واجهتها في النص وكيف تغلبت عليها ؟ 
لا صعوبات تُذكَر، فمادام الخيال يسعفني والحاسبة أمامي فالأمور على ما يُرام.

ما سبب تسمية هذا النص بهذا الاسم ؟
سادل الحياة هو الموت، وقد تحوّل من صورته البغيضة إلى صورة طريفة محبّبة للمتلقي، في الحقيقة السلوان الذي ليس للراهب بل للمتلقي: كل من يفقد او من ينتظر موته، سيمثل له هذه النصّ المسرحيّ جزءاً من عزاء ضروريّ كى نتقبل الموت لا كخسارة بل كخاتمة مهما حاولنا الهرب منها ستكون أنفاسنا خطانا إليها.

متي بدأت الكتابة المسرحية ومن أهم الكتاب العراقيين الذين تأثرت بيهم ؟ 
أنا في الأصل روائي، وقد نشرت روايتي الأولى «إثر المحو» في سنة 2012، وروايتي الأخرى فازت في جائزة راشد بن حمد الشرقي في الفجيرة 2020، ولم أبدأ في الكتابة المسرحية إلّا متأخراً، فقد كتبت ثلاثة نصوص مسرحيّة، أوّلها حاز المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع 2022، والثاني بلغ القائمة القصيرة في مسابقة التأليف المسرحي في مهرجان بغداد المسرحي 2022، والنصّ الثالث قد فاز في جائزة «يسري الجندي» ضمن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي   2022.
مدي تأثير البيئة المحيطة والأجواء على كتابتك؟ 
غالباً ما أحاول تجاوز البيئة المحيطة فيما أكتب.

ما رأيك فى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ؟ 
أحببت فكرة أن تجمعنا مدينة ساحرة كشرم الشيخ، على قضيتين أولهما حب المسرح وثانيهما تقديم الشباب العربي إلى بقعة الضوء.

ما رأيك في المسرح العراقي الآن وكيف تراه فى السنوات المقبلة وماهي اهم المدارس المسرحية التي تأثرت بها ؟ 
يمكنني القول: إنّني لم أتأثر بأيّ مدرسة مسرحيّة ولا بأيّ كاتب مسرحيّ قبلي، إذْ أحاول في الكتابة الروائية والمسرحية أن أكون نفسي، قدر ما استطيع، وأن أكون مغايراً، لا أشبه أحداً  ،   
أمّا رأيي في المسرح العراقي، فأرى أن التجربة العراقيّة رصينة قد صاغ ألقها كتّاب ومخرجون وممثلون عظام نذروا أعمارهم للشغف المسرحي. وما يزال المسرح العراقي يقدّم نصوصاً وأعمالاً كبيرة تمثّل ديمومة ذلك الألق.


رنا رأفت