المسرح التوثيقى ومدى أهميتة على تنمية المسرح العربى

المسرح التوثيقى ومدى أهميتة على تنمية المسرح العربى

العدد 596 صدر بتاريخ 28يناير2019

بدأت أولى أيام  المؤتمرات الفكرية (بالجلسة الإفتتاحية ) فى المهرجان العربى للمسرح فى دورته الحادية عشر ؛ بفندق جراند نايل تاور ؛ وذلك يوم الجمعة الحادية عشر من شهر يناير لعام 2019 ؛  فى تمام الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة أثنى عشرة ظهراً ، وقد حضر الجلسة الإفتتاحية  لفيف من المسرحيين العرب والمصريين وأيضاً بحضور مدير الجلسة د. سامح مهران ود. كمال الدين عيد وأ. إسماعيل عبدلله .
أستهل  الجلسة بكلمة د. سامح مهران قال : أرحب بالجميع فى مهرجان العربى للمسرح فى ندواته الفكرية ؛ وفخور كثيراً لقيام نشاطات الهئية العربية للمسرح فى مصر منذ عشر سنوات وإن يستمر هذا الحفل فى مصر لعامه الحادية عشر ؛ حيث قدم المهرجان العربى للمسرح هذا العام بشكل أكثر إحترافية ؛ بحيث يضم المهرجان الكثير من الندوات الفكرية والندوات التطبيقية والمؤتمرات الصحفية  وورش مسرحية وتشكلة رائعة من عروض متميزة ،وفخور أيضاً لأننى مسؤل مسؤلية تضامنية مع الكثير من زملاء المسرح من كافة الوطن العربى بنتظيم ندوات الملتقى الفكرى “ همزة وصل “ ترسيخاً لفكرة نقد النقد للمسرح المصرى منذ عام 1905- 1950 ؛ أتمنى أن الباحث يلقى النظر على المسرح الشعبى لأحمد الفار عام 1910 ومسرح الجمعيات اليهودية التى أنتشرت فى مصر فى هذه الأونة وقامت بالكثير من المشروعات المسرحية نقدر من خلالها تحليل هذه العلقية اليهودية التى عاشت فى مصر مسبقاً منها مسرح عبد الرحمن البنا الذى كُتب مايقارب ل الثامنة عشر مسرحية وكانوا يمثلون التيار الأخوانى الأسلامى ؛ وأتمنى أيضاً من الباحثين المصريين البحث والتقصى فى تلك الفترات والتيارات المختلفة التى مرت بها مصر لكى لنتفاعل بها فى المستقبل ،تابع مهران : وأيضاً المسرح التوثيقى الذى يوثق الأحداث أعتقد أن الدكتور سيد على إسماعيل قام بها عند تحليله لمسرحية الأزهر وقضية أحمد باشا
وأشار أن المسرح التوثيقى موجود فى مصر منه كُتاب مجموعة مسرحيات منها مسرحية ديتشواى 1906 ومسرحية حمادة باشا التى تعرض فكرة تحديث الأزهر أم لأ ؟؟ ويوجد الكثير من التيارات فى المسرح المصرى يحتمل الكثير من التفسيارات والتقويلات ولكن نحن كمديري جلسات دورنا إدارة الباحثين .
أضاف د. كمال عيد : أرحب الحضور الكريم ؛وقد منحتنى الهئية العربية للمسرح بقيادة الشيخ سلطان القاسمى شرف إلقاء كلمة مصر الغالية فى مؤتمركم الفكرى الذى يحمل عنوان “ نقد التجربة .. همزة وصل “ ( المسرح المصرى فى نصف قرن 1905 – 1952) ؛ ماذا تعنى “نقد التجربة ... همزة وصل “؟؟؟ تعنى أعادة الرؤيا المسرحية والثقافية فى عشرة سنوات مضت على إنعقاد هذه القضايا على أراض عربية آخرى ؛ لتبدأ الهئية العربية للمسرح فى إعداد “ النحت الفكرى “ فى القضايا المسرحية التى يشتمل عليها الوطن العربى وجماهيره المسرحية ، إذن نحن – والحالة هذه – نتعامل هذا العام الجديد 2019 م مع لفظة ( الفكر ) تصنيفاً مجدداً وهو الفكر ؛ أعظم مايحرك الإنسان وهو فى  الغالب الفرق بين الثقافة والتخصص والثقافة والجهالة ,تابع عيد : إنه أعلى درجة من درجات الدماغ ونتائجها الواعية ؛ ترتكز الثقافة على العمليات الفكرية التى تخرج من النتاج الإجتماعى عند الإنسان ، فى صور نشاطات إجماعية تكشف من ماتحتها وفى بؤرتها ؛ من نماذج سيكولوجية ترتبط بالواقع المرئى أو الخيال الناجع ؛ لكن كيف يتم التعبير عن الفكرة ؟ الدماغ هو  أعلى المراكز عند الإنسان ؛ الذى يتكلم بصفة محل الإتصال وهو يعمل ويُقرر الأشياء من واقع الفكر ، تفكير مستمر على الدوام لإشغال العقل بالنافع والجديد إن الفكر من خصائص المجتمعات الإنسانية ؛ والتى ترتبط أرتباطاً مباشراً بكل العلميات النفسية التى تعتمل النفس البشرية ، لغة جديدة تكشف عن حلول للمشكلات ؛ وعن نتائج الفكر بآفاق جديدة وإبتكارية ، فى العادة ماتكون غير مألوفة أو مستساغة من التقليدية ؛ أو من دعاة ترديد السفسطات هذا الإبتكار فى الفكر يمهد طرقاً عصرية للمعارف الإنسانية ويدخل فى إطار البحوث والدراسات التجريبية التى تعمل فى إستمرارية على تطوير الواقع والمعرفة ، فإذا أفتراضنا أن الثقافة هى الكلمة النافعة ؛ فإن الفكر الحامل لهذه الثقافة هو فكر ناضج ومتحرر ؛ يضيف إلى تراكمات الماضى أفكاراً ومعاملات تفصح عن التطور والإزهار وكل هذه العلمية تقتضى المعرفة ـ المفهوم ـ الأسلوب ـ الإبداع تحقيق الأصالة العلمية والواقعية ؛ وعام 2019 سنة سعيدة عليكم من القاهرة بعد دورات عند الأشقاء فى تونس ـ الأردن ـ قطر ـ الإمارات العربية المتحدة ـ السودان ، لتقديم موضوعات جادة تتجسد فى قضايا فكرية مسرحية هى أقرب مايكون بحاجة إلى دراستها وبحوثها ؛ بمعنى إعادة البحث ونقد النقد كما يقولون لتصحيح الكثير من المفاهيم علمية غابت إلى حد ما  وقد قدمت صوراً عديدة غير كاملة أو منقوصة للمسرح المصرى فى مراحله الأولى فى القرن 19 .
ويضيف عيد : ومع إحترامى وتقديرى لكل من جاء من نقد وتحليل ؛فلا يزال التاريخ غير صافِ من الشوائب ومغلوطات ؛ لنقوم اليوم بتصحيحها وترميمها ،وبعد عشرة سنوات من تجارب المسرح المصرى ؛ أود أن أشير إلى الفكر التجديدى الذى يبدو جلياً فى الموضوعات المختارة للبحوث وليس للأبحاث ؛ وإن هذه الإنفتاحة الصادقة سوف تقدم جديداً للنقد ؛ ولنقد النقد وصولاً للإيجابية ، وبهذا تضع الهئية العربية للمسرح يدها على حقائق واضحة من أخطاء وشطحات المسرح ليس العربى فقط بل المسرح الأوروبى أيضاً ( نقد التجربة .. همزة وصل ) وتتمثل بعض الأخطاء المسرح فى المسرح الحى : كل موجات الإستحسان التى سجلتها مجلة المسرح المصرية رشاد رشدى فى ستينات القرن العشرين من إستحسانات رائعة كتب عنها زميل لنا راحل ؛كان يدرس فى الولايات المتحدة” أوتومار كراتيشا  “ حيث قد صورة عبثية ساخرة للمسرح الحى ونموذجه الأمريكى فى أوروبا وفى فرانكفورت بألمانيا على مرفا بحرى  ،والدليل على هذا العودة إلى كتابى “ مناهج عالمية فى الإخراج المسرحى “
وفى عام 2001 قضيت شهراً كاملاً فى الولايات المتحدة الأمريكية فى مدنية نيويورك ؛ وفى حى المسارح تحديداً ؛ قرأت عن مسرحيات عرضت آنذاك كلها إستعراضية وموسيقية ولكن لم أرى بين الدراسات الكبيرة المقدمة سوا واحدة فقط ليوجين أونيل وآرثر ميللر الأمريكى “ الثمن “ ، مسرح أوف برودواى ؛ وهنا أتضح لى بأن المسرح فى حالة تغير مستمر سواء كان أرتفاعاً أو هبوطاً وعلينا أن نعى بهذا التغيير حتى لا لنظل أسرى لفكر مضى .
بينما أضاف إسماعيل عبد لله “أمين عام الهيئة العربية للمسرح “: كنا نطمح كثيراً فى إنعقاد هذه الندوة “ النقد التجربة ... همزة وصل “ فى مصر  ولكن تأجلت هذه الندوة لظروف خاصة ؛ لحين أن إقيمت بمصر فى المهرجان العربى للمسرح بدورته الحادية عشر ، لتكن تلك الندوات محاولة لتوثيق ذاكرة المسرح العربى من وجهة نظر نقدية ، لا شك أن من أهداف الإستراتيجية العربية لتنمية المسرح العربى ؛ التى أقرتها اللجنة العربية للمسرح وأعتدت وزارات الثقافة فى الوطن العربى بمؤتمر فى رياض 15 يناير 2015؛  وكان من أهم بنود هذا المؤتمر ( تأسيس مكان لتوثيق ذاكرة المسرح العربى ) وهذه الندوات واحدة من أهم الندوات التى تساعدنا على إعادة الذاكرة المسرح العربى وأهميتها تأتى من أهمية مصر والمسرح المصرى .
وقد أوضح د. سيد على إسماعيل : نشكر الهئية العربية للمسرح على هذه الندوة التى الغير مصفوفة أو التى لا يعرض بها أية بحث من الأبحاث التى تشارك فى المهرجان ؛ لا توجد ندوة أقيمت فى جامعة أو هئية فى مصر أو خارجها  لتحى ذاكرة المسرح العربى فى الفترة من 1905- 1952 م ؛ وتساعدنا على إستعادة تراث المسرح الذى إندثر ولم يجد أحد يكتب عن هذه القامات المسرحية الرائعة ، وجميع البجوث التى كُتبت بجهود فردية ؛ علمنا بأن أول من أخترق هذه الفترة وكُتب عنها د. محمد يوسف ود. يعقوب رنداو ثم فريد قردين ود. نجوى علموص وأخيراً د. عمرو دوارة وكان د. سيد على إسماعيل له بعض اللمسات الصغيرة ؛ ولأول مرة نقرر عقد ندوات فى هذه الفترة  من المسرح المصرى ، لأن يخشوا الكثير من علماءالمسرح أن يحتقموا هذه الفترة لقلة المراجع المتعلقة بهذه الفترة الزمنية ليستند عليها الباحثين عليها بشكل كبير ؛ وهنا تولد المشكلة أمامنا  كيف إقامة مثل هذه الندوات بغير مراجع يستند عليها الباحثين ، وفى جلسة تناقشية عقدتها اللجنة بقيادة د. سامح مهران لمناقشة أمر هذه المراجع قال د. سامح مهران “ أخشى أن لا تأتى لنا بحوث تدرس هذه الفترة من المسرح المصرى “ وبالفعل كان من المفترض أن تأتى لنا عشرون بحثاً علمياً نظر لقلة المراجع فقد تقدم لنا إحدى عشر بحث فقط ، ولكننا نجحنا فى إقتحام هذه الفترة المظلمة من الزمن .
المسرح المصرى فى النصف الأول من القرن العشرين
وبدأت الجلسة الثانية فى تمام الساعة إحدى عشر إلا ثلث  حتى الساعة أثنى عشرة إلا ثلث ظهراً ؛ بحضور الكثير من المهتمين بالمسرح المصرى ود. سيد خاطر مدير الجلسة والباحث د. عمرو دوارة .
وقد استهل د. سيد خاطر الجلسة بالترحيب بالسادة الحضور الكرام وبشكر السادة القائمين فى الهيئة العربية للمسرح والعاملين على نتظيم المهرجان ؛ يضيف خاطر : يسعدنى أن اُدير هذه الندوة التى هى من إحدى جلسات الملتقى الفكرى بعنوان “ نقد التجربة ... همزة وصل “ ضمن فعاليات المهرجان العربى للمسرح ، حيث تحمل الجلسة عنوان المسرح المصرى فى النصف الأول من القرن العشرين ؛ وهى إستعراض تاريخى ورؤية نقدية للباحث د. عمرو دوارة .
وقال د. عمرو دوارة :مما لاشك فيه صحوة المناخ الثقافى والفكرى فى نهايات القرن التاسع عشر ؛ والتى من مظاهرها تشجيع التعليم وتنشيط حركة التأليف المسرحى والترجمة وظهور عدة صحف مع إيفاد البعثات العلمية للخارج كما لها أكبر الأثر فى نجاح التجربة المسرح “ يعقوب صنوع “وكذلك يجب التنوية فى البداية إلى أن التعضيد والمساندة والتشجيع الذى أبدته اطبقات المتوسطة بالمجتمع نحو مسرحيات “ يعقوب صنوع “ 1870 كان يعد ترجمة صادقة لحاجة البلاد إلى المسرح مصرى وطنى يتناول القضايا اليومية للطبقات المهمشة والطبقات المتوسطة ، ويكون بديلاً عن تلك المسارح الفخمة التى شيدت وأقتصر نشاطها على تقديم عروض الأجنبية المستطافة بهدف الترفيه عن الجاليات الأجنبية بالبلاد والطبقات الأرستقراطية ، والحقيقة ان تجربة “ يعقوب صنوع “ والتى ندت مبكراً بنفيه إلى باريس 1872 كنتيجة منطقية لتوجيهه بعض الإنتقادات اللاذعة للخديوى من خلال مسرحياته وخاصة مسرحية “ الضرتين “ ولم تذهب هباء ؛ إنما كان لها الفضل الأول فى غرس أصول الفن المسرحى العربى بالتربة المصرية ،وتنبية الخديوى إلى هذا الفراغ الذى تركهى “ يعقوب صنوع “ شاغراً ، مما دفع الخديوى إلى إستكمال مظاهر النهضة التى ينشدها وتعويض غياب الفن المسرحى بالموافقة على دعم وإستقبال فرقة “ سليم نقاش “ القادمة من الشام 1876لتقديم عروضها بمصر ، أولاً بداية المسرح العربى ؛ مما لا شك فيه أن المسرح بدء كمسرحا غنائياً بفضل إسهامات مارون النقاش فى لبنان 1848وأبو خليل القبانى فى سوريا 1856، حيث كان كل منهم على دراية بذوق الجمهور العربى العاشق للموسيقى والغناء الطرب ؛ وبرغم من محاولات وتجارب الرائد “ يعقوب صنوع “ التى بدأت عام 1870وقد إتجهت إتجاهاً آخرنحو تقديم الكوميديا الشعبية ومعالجة بعض القضايا الإجتماعية من خلال بعض الأنماط التقليدية للكوميديا وهو الأتجاه التى تطور فى العقد الثانى من القرن العشرين بظهور الفرق الكوميدية الكبرى ؛ إلا أن هذا لم يمنعه من توظيف بعض الأغانى الشعبية وبعض المقطوعات الموسيقية وأيضاً الأعمال المسرحية .
ويمكن للباحث المسرحى عند دراسته لنشأة وتطوير المسرح المصرى خلال النصف الأول من القرن العشرين أن يرصد بسهولة ثلاث تيارات مسرحية تكاملت فيما بينها وهى طبقاً لتتابعها الزمنى كما يلى :
المسرح الغنائى
المسرح التراجيدى والميلودرامى
المسرح الكوميدى

المسرح الغنائى وتعاظم دوره ونجومه
فرقة سلامه حجازى :وفق الشيخ سلامه حجازى عندما أختار مسرحية “ صلاح الدين الأيوبى “ لنجيب الحداد كى يفتح بها فرقتة ؛ لأنها من المسرحيات الأثيرة لدى الجمهور ن لما فيها من قصص العشق والغرام مع كثرة أشعارها وألحانها ؛ وخلال مسيرتها الفنية قدمت المفرقة عدة مسرحيات أهمها ( السر المكنون ـ صدق الإخاء ـ صلاح الدين الأيوبى ـ ورميو وجوليت ـ مطامع النساء ـ هناء المحبين ـ البرج الهائل ـ اللص الشريف ـ غرام وإنتقام ـ حسن العواقب )ويعد مسرح سلامه حجازى حتى وفاته 1917 ذورة الصيغة الغنائية الموسيقية آنذاك؛ ويرى النقاد والمؤرخيين الموسسقيين أنه لا يمكن تحديد بوادر النهضة الموسيقية فى الوطن العربى بتأريخ معين ، كما أنه لا يمكن إعتبار الفترة ما بين الحربين العالميين ( ل1918- 1939) بأنها بداية  لعصر النهضة الموسيقية وذلك بالرغم من انها الفترة الأكثر إزدهاراً فى حياة الفنون والآداب ، وإن إتفقت كثير من الأراء على أن تلك المحاولات الفردية  التى ظهرت فى الربع الأخير من القرن التاسع عشرة من قبل بعض الفنانيين السوريين الذين إهتموا بالمسرح الغنائى خاضة من أمثال ( يوسف خياط ـ سليمان قرداحى ـ أبو خليل القبانى ـ إسكندر فرح ) يمكن إعتمادها كبداية حقيقة للنهضة الموسيقية التى شهدها الوطن العربى فيما بعد .

تراجع المسرح الغنائى أمام الأغنية الفردية
شهد للأسف المسرح الغنائى تراجعاً كبيراً من منتصف الثلاثينيات خاصة بعد إنتشار المذياع ودور السينما وصناعة تقدم الإسطوانات وأجهزة الفونوجراف ؛ ففما كادت سحب الحرب العالمية الثانية تنذر بقيامها حتى عادت الأغنية الفردية بمصاحبة التخت الشرقى للصدارة ، وراجعت عروض الملاهى المنتوعة فى المختلفة “الصالات” على حساب عروض المسرح الغنائى ؛ لم يشهد المسرح الجاد والمسرح الغنائى صموداً إلا من خلال “الفرقة القومية “.

ملك وفرقتها للأوبريت والمسرح الغنائى
يحسب للفنانة ملك “ زينب محمد الجندى “ مشاركتها وإصرارها على تركيز جهودها فى مجال المسرح الغنائى بالرغم من صعوبة المناخ الفنى خلال فترة الثلاثينيات القرن الماضى ؛ والحقيقة أن أهمية فرقة “ أوبرا ملك “ لاترجع فقك إلى قيمة ومكانة مؤسستها كمطربة وملحنة ومرموقة وعازفة عود شهيرة ولكن يحب أن نذكر لهذه الفرقة تحملها بمفردها مسؤلية المحافظة على المسرح الغنائى وفن الأوبرا خلال فترة الأربعينيات القرن العشرين .

تأسيس الفرق الكبرى للميلودراما
( فرقة جورج أبيض )
عاد جورج أبيض من بعثته من فرنسا وأخذ يقدم الروايات باللغة الفرنسية لمدة عامين إلى أن طلب منه يعد زغلول وكان ناظراً للمعارف آنذاك أن يعنى بالتمثيل العربى ؛ فشرع جورج أبيض فى تكوين فرقته 1912 ،وضم إليها نخبة من الممثلين الموهوبيين من اللبنانيين والسوريين والمصريين ( مريم سماط ـ ميليا ديان ـ فؤاد سليم ـ عبد الرحمن رشدى ـ أحمد فهيم ـ صالحة قاصين ـ إبريز إستاتى ـ محمد بهجت ) وكانت أولى مسرحياته وطنية بعنوان جريح بيرت للشاعر حافظ إبراهيم ؛ قدم بعد ذلك أعمال كلاسيكية ذات مستوى فنى راقى من أشهرها مسرحيات “ الملك أوديب ـ عطيل ـ لويس الحادى عشر ـ الإسكندر الأكبر .
بداية تأسيس وإنطلاق الفرق الكوميدية بينما كانت الفرق المسرح الغنائية يتعاظم جمهورها خلال العقد الأول كمن القرن العشرين  كان الرائد المسرحى عزيز عيد شغوفا بتقديم الكوميديا المصرية المحلية ؛ وكانت أولى محاولاته عام 1907 حينما قام بتكوين فرقة مسرحية قدمت المسرحية الكوميدية “ ضربة مقرعة “ على مسرح دار التمثيل العربى ولكنها لم تحقق أى نجاح ؛ ولكن عزيز عيد لم ييأس ولم يفتر حماسه بل قام  بإعادة تكوين فرقتة المسرحية 1915 لتقديم المسرحيات الكوميديا والفودفيل .


شيماء سعيد