الكاتب مجدي مرعي يناقش تجاربه الإخراجية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

الكاتب مجدي مرعي يناقش تجاربه الإخراجية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

العدد 588 صدر بتاريخ 1ديسمبر2018

ناقش الكاتب مجدي مرعي، تجاربه الإخراجية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الثالث لـ«أدب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة» بدار الكتب والوثائق القومية.
وقال الكاتب مجدي مرعي، تعمدت الحضور بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية داخل هذه الجمعية، ولم يكن بذهني نص درامي معين، وقد أثرت أن يكون النص خارجًا من رحم معاناة هؤلاء الأطفال ومعبرًا عنهم، هذا وقد لاحظت سلوكهم وطرق تعاملهم ولحظات غضبهم وسرورهم وما إلى ذلك.
وأضاف مرعي: وتحدثت إليهم وتقربت منهم وكونت معهم علاقات، ففكرت أنني لم لا أكون صديقًا لهم، ومن هنا كانت بداية تفتح ونمو بذرة الدراما، والتي انبثقت أساسا من فكرة الصديق الأمثل التي كانت تتجه الجمعية لتطبيقها، وتعود مرجعية هذه الفكرة (الصديق الأمثل) إلى كونها برنامجًا دوليًا يهدف إلى خلق حياة أفضل لذوى الاحتياجات الخاصة، وإتاحة الفرصة لهم لتكوين علاقات اجتماعية، وإيجاد فرص عمل ليصبحوا قادرين على الإنتاج والقيادة، على حسب قدراتهم من خلال الأنشطة الفردية والجماعية، وعبور الحاجز الذي يفصل بينهم وبين أفراد المجتمع.
وتابع: الصديق الأمثل منظمة غير هادفة للربح مخصصة على إنشاء حركة تطوع دولية لإيجاد وتوفير فرص لصداقات فردية، وهي التنمية المتكاملة في العمل والقيادة للأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، وهي أيضا منظمة دولية تأسست عام 1984 على يد «أنتوني كيندي شرايفر»، ومن هنا قدمت تجربتي الدرامية والإخراجية في خطين متوازيين تمامًا:
الأول: أن يكون لكل معاق ذهنيًا صديق من الأسوياء يقوم بصحبته إلى النادي، أو إلى رحلة، ويشاركه في المجتمع دون إبعاد أو عزلة، وذلك للرفع من قدراته وتعديل سلوكه اليومي، واتخاذ الفن والرياصة من وسائل تحقيق ذلك، كذلك التدريب على مهارات تؤهلهم لسوق العمل ليصبحوا أفراد منتجين كالخياطة والنجارة، وممارسة الرياضة كرفع الأثقال والكارتيه، والعزف، والغناء، والرقص، والرسم، ومهارات القراءة والكتابة، والتعامل مع الكومبيوتر، وتكوين أشكال من بعض المجسمات، واستعمال الهاتف المحمول ليصبحوا في النهاية جزءًا من المجتمع.
الثاني: اتجاه أنظار بعض البعض لأخذ هؤلاء الأطفال، وسرقة أعضائهم باعتبارهم أشخاص لا قيمة لهم، وعالة على المجتمع، واتخاذهم كوسيلة من وسائل التسول.
وأشار مرعي إلى أنه تم تشكيل الفريق المسرحي من خمسة من الأطفال ذوى الاحتياجات الذهنية، وخمسة أطفال آخرون من الأسوياء، وكانت الجمل المسندة إليهم قصيرة وواضحة، وكان هناك تخوف من عدم الالتزام بالنطق في حين، أو الخروج عن النص، أو الإتيان بكلمات وحركات غريبة بعيدة عن سياق النص، أو الحركة أثناء النص، لكنهم خالفوا كل هذه التوقعات، والتزموا بالنص والحركة جيدًا، وأجادوا فيها.
وأوضح مرعي أن عرض «عرايس قماش» حصل على جائزة الحصان الذهبي، ودرع الإغاثة الإسلامية، و15 ميدالية ذهبية، و15 شهادة تقدير للممثلين والفنيين والقائمين على العمل.
وأكد مرعي أن التعامل مع ذوى الاحتياجات البصرية يمثل نوعًا من أنواع السهل الممتنع، حيث إنهم دائمًا ما يحاولون إثبات أنهم لا يقلون كفاءة عن نظائرهم، ونظرًا لأن قدراتهم العقلية لا تقل أيضا عن غيرهم، فهم يفهمون ويعون ويستوعبون ولديهم خريطة ذهنية يتصورون بها الأشياء خارج حدودهم المظلمة، بالإضافة إلى أنهم يرفضون النصوص التي تناقش قضايا المكفوفين، ويتطلعون لنصوص أخرى تعالج قضايا حياتية عادية.
وعن الصعوبات التي واجهها، قال: كانت الصعوبة هي استيعاب الحركة، وعدم اصطدامهم ببعضهم البعض، لكن ما أن حفظوا الحركة وتخيلوها وأخذوا أبعادها ومساراتها في أذهانهم وتطبيقها على المسرح بالتدريب المتواصل، يدركون أبعاد المكان، ومدى تباعد الأصوات وتقاربها وارتفاعها وانخفاضها، كل هذه الوسائل وغيرها كانت أدعى لاستيعاب الحركة مما جعلهم لا يحيدوا عنها.
وتابع: وقد حل عرض «سيدة الفجر» على المركز الثاني على مستوى الجمهورية عن مدارس التربية الخاصة، والتي تشمل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، كما حصل على المركز الأول بمسابقات الشباب والرياضة.
وكشف مرعي عن تعقيدات هذه التجربة، قائلاً: كانت هذه التجربة أكثر تعقيدًا، فقد جاء اختيار هذا النص على غرار الرفض بالإتيان بنص يعالج قضايا المكفوفين، وأنهم لا يقلون كفاءة عن غيرهم في تقديم مسرحيات من الأدب العالمي، فقد كانت الصعوبة تتمثل في كون هذا النص باللغة العربية، وبالقضية الفلسفية المتضمنة فيه، ولكن تم العمل فيه بالمعالجة الدرامية أولاً، والتخلص من كل الشوائب العالقة فيه، وتقديمه في إطار يحافظ على مضمونه.
كما قال أنهم تميزوا بالأداء القوي، وأصروا على صنع الديكور وتركيبه بالصعود على سلالم فوق خشبة المسرح، وقد أجاد أحدهم في تشغيل الموسيقى المصاحبة والمؤثرات الصوتية من خلال مصدر التشغيل، وأجاد آخر في إيجاد برامج خاصة على الكومبيوتر في التعامل مع المقاطع الصوتية المصاحبة.
 

 


ياسمين عباس