«مستقبل ومعوقات مسرح الطفل».. المسرحيون: نحتاج إلى دعم الهيئات لمسرح الطفل

«مستقبل ومعوقات مسرح الطفل».. المسرحيون: نحتاج إلى دعم الهيئات لمسرح الطفل

العدد 581 صدر بتاريخ 15أكتوبر2018

أقامت شعبة أدب الأطفال بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، ندوة بعنوان «مسرح الطفل.. المستقبل والمعوقات»، وشارك في الندوة الكاتب أحمد زحام، والكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، والشاعر عبده الزراع، وأدارت الكاتبة الندوة ياسمين مجدي، بحضور الكاتبة هالة مصطفى، والكاتبة أمل عزت، والكاتب مصطفى غنايم، والشاعرة ندى إمام، والدكتور مصطفى عبد الوارث، وعدد من المسرحيين والإعلاميين.
 في البداية، رحبت الكاتبة ياسمين مجدي بالحضور، وقالت: إن الشعبية التي لدينا سواء في الفلكلور، أو العرائس، أو مسرح خيال الظل، وأشياء أخرى كثيرة ثرية في أننا نقدم عروض مميزة للطفل، فحاليًا يعرض «ديزني» بالقاهرة، فهل لدينا عروض تنافس عروض «ديزني».. وكيف نستغل الهوية الخاصة بنا لتقديم مسرح طفل مميز؟.. بالإضافة إلى وجود فرق متخصصة في مسرح الطفل مثل: كيان ماريونت، مسرح العرائس، مسرح الجرن، مصممي العرائس، وأيضًا المهرجانات التي تقدم سنويًا، فماذا ينقصنا لتقديم مسرح طفل مميز يحتك بالمجتمع.
 وتحدث الكاتب المسرحي أحمد زحام، عن تجربته المسرحية مع ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلًا: لم أكن اتوقع نجاح التجربة أو استمرارها، وإخراج محمد فؤاد الفارس الذي ساهم في إنجاح هذه التجربة من خلال قدرته على استيعاب قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة.
 وأشار الكاتب أحمد زحام إلى أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا في حاجة إلى عام للشعور بهم، وإنما في حاجة إلى كل الأعوام، وأن تنظر الناس لهم على أنهم بشر ولهم مشاعرهم، وكيف تكون حالتهم النفسية جيدة عندما يتم مشاركتهم في أي شيء، وهذا ما استطاع المخرج «محمد فؤاد» أن يفعله معهم، ومدى سعادة الأمهات بما يفعله أبنائهم، ويعتبر هذا جزء من نجاح التجربة.
 وتابع: أي عرض مسرحي لن يمكن أن ينجح إلا بتضافر جميع العناصر الخاصة به، سواء في التأليف، أو الأشعار، أو الديكور، أو الإخراج، فنحن بحاجة إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع الأنشطة الثقافية، وليست الأنشطة الموسمية فقط، ولكن مشكلتنا أننا نتعامل معهم في المناسبات وهذا ليس صحيح.
 أما بالنسبة لمسرح الثقافة الجماهيرية، فقال الكاتب أحمد زحام إن مسرح الثقافة الجماهيرية من أهم مسارح الطفل في مصر، ولكنه يحتاج إلى دعم، وهو أن لا يتم التعامل معه مثل مسرح الكبار، ولكم أن تتخيلوا أن في كل محافظة أكثر من فرقة قومية للكبار سواء كانت فرقة قومية، أو فرقة قصور، أو فرقة بيوت، بينما مسرح الطفل لا ينتج كل سنة مسرحية، ومطلوب زيادة عدد العروض المسرحية للطفل، مؤكدًا أن الأطفال متشوقين للمسرح.
 وأكد زحام أنه لابد من الاهتمام بالنصوص التي تقدم للأطفال من خلال لجان القراءة المتخصصة في هذا النوع من الكتابة، مطالبًا بوجود لجان تربوية، وبشكل أساسي لابد من وجود ميزانيات مستقلة لمسرح الطفل، وأن يكون خاضع لسلطة الإدارة الخاصة بالطفل، وأن يكون هناك إنتاج سنوي داخل مسارح الثقافة الجماهيرية للطفل يفوق مسرح الكبار.
 فيما قال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، إن مسرح الطفل حدوتة كبيرة على قد ما تسعدك، على قد ما تحزنك، مؤكدًا أن المسرح المدرسي هو في الأساس لكل أنواع المسرح، وأنه من ضمن أسس ووسائل المعلم في هيئة التدريس داخل أي منهج من المناهج هي الدراما.
 وأضاف ناصف أن هناك مجموعة من الأشكال داخل المسرح المدرسي مثل الإلقاء، ومسرحة المناهج، والمونودراما في النص الكبير، وأن المشكلة تكمن في (من الذي يقدم هذا.. وقيمة الدعم)، موضحًا أن لو كل مدرسة من المدارس بها أخصائي من اخصائين المسرح بذلك سنكون ضمنا الخطوة الأولى التي من المفترض أن نشتغل عليها
 وتابع: هناك كيانات كبيرة وصغيرة تدعم هذه المنطقة أي (تدريب اخصائين المسرح)، ولذلك كل الجهات المانحة سواء العربية أو الدولية، تدعم تدريب العنصر الفعال، متمنيًا إنتاج عرض مسرحي لكل محافظة على الأقل، وأن يكون ذلك من إنتاج الهيئة، ودعوة الأطفال لمشاهدة هذه العروض.
وطالب ناصف بتدريب جيد لكوادر تحب مسرح الطفل، وتقديره معنويًا وماديًا وإعلاميًا، لأن هؤلاء هم شعلة الحجر.
واتفق الكاتب عبده الزراع مع كلام الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، والكاتب أحمد زحام، قائلًا: فن المسرح هو أهم الفنون على الإطلاق، وهو الأكثر تأثيرًا على الطفل، لأنه من  خلال عناصر العرض المسرحي المختلفة التي تؤثر بشكل مباشر على خشبة المسرح، وتربط بين الطفل المتلقي وبين العرض المسرحي.
وأضاف الزراع أنه قرأ مؤخرًا عن أن معظم القادة والمفكرين مروا بتجربة الوقوف على خشبة المسرح، وأن المسرح يعطي الفنان شجاعة وإقدام وقدرة على التعبير في أي موقف صعب، وأن الطفل المتلقي يمتلك ما قدم له على خشبة المسرح، وأن هذا يختلف من عرض مسرحي لآخر.
وتابع: من المهم أن يكون القائمين على صياغة عرض مسرحي حريصين على جذب الطفل من أول لحظة في العرض المسرحي وحتى نهايته، مستشهدًا بتجربته الأولى لكتابة الطفل سنة 1999 عندما طلبت منه الدكتورة «سهير عبد الفتاح» بكتابة أوبريت عن بيرم التونسي.
وفي عام 2005، قدم مسرحية «القلم المغرور» على المسرح القومي للطفل، بعدما عرض المسرحية على الدكتور محمد أبو الخير عندما كان مدير المسرح وقتها، ثم تم نقله إلى قطاع آخر بوزارة الشباب والرياضة، ليأتي بعده الدكتور إبراهيم الشيتي، وتواصل معي بخصوص العرض مرة أخرى، ونفذناه.
 واختتم الكاتب عبده الزراع حديثه، قائلًا: قدم الدكتور أسامة أبو طالب مهرجان الكاتب المسرحي المصري، وكان أول مهرجان يهتم بالكاتب والمؤلف المسرحي بشكل عام.


ياسمين عباس