المدرب المجري فيرينس فيهر:   كل ما على الراقص هو أن يرقص معبرا عما بداخله

المدرب المجري فيرينس فيهر:   كل ما على الراقص هو أن يرقص معبرا عما بداخله

العدد 579 صدر بتاريخ 1أكتوبر2018

ضمن مجموعة الورش التدريبية التي أقيمت كواحدة من فعاليات المهرجان التجريبي في دورته ال25 استمرت ورشة الرقص الدرامي للمدرب المجري فيرينس فيهر لمدة خمسة أيام متتالية حيث بدأت الاثنين 17 سبتمبر  و حتى الجمعة 21 سبتمبر.  ارتكز   فيها المدرب على استخدام الخيال مع الجسد المادي لخلق أفكار جديدة، مركزا على تنويع الحرفة والعمل الجماعي والابتكارات الفردية على مستوى الحركة
في البداية أوضح فيهير انه  يعتمد أسلوب الرقص المعاصر والرقص الحديث ومسرح الجسد، وأن أصل الحركات التي سيرتكز عليها العمل خلال الورشة مبني على حركة الحيونات، ويعلق : أرى انها كائنات جميلة وعظيمة. ثم يدعو المتدربين للتعريف بأنفسهم وعلاقتهم بالرقص، ثم يقوم المتدربون بعد ذلك بعمل تمرينات الإحماء ثم يستكمل  التدريبات على بعض الحركات البسيطة، التي يعتبرها أساسا للعمل بعد ذلك. ثم يطلب من كل متدرب التعبير عن نفسه في رقصة لمدة 8 ثوان. وبعد أن تؤدي مجموعة المتدربين ذلك يطلب من كل متدرب إعادة هذه الحركات ثلاث مرات بإيقاع اكثر سرعة، ثم بتسآءل عن ما اذا شعر المتدربون باختلاف في المرة الثانية عن الأولى.؟ ثم يطلب من المتدربين  الاندماج  في كتلة واحدة كما لو كانوا  جسدا واحدا، ويعلق بملاحظات أثناء العمل أن أهمية هذا التدريب أن تتحرك الكتلة كجسد واحد. تقوم المجموعة في هذا التدريب بأداء حركات تقلد فيها حركة الحيوانات مع بعض أصواتها، ويتكرر  هذا التدريب مرة أخرى بإيقاع أكثر سرعة.  ثم يسأل المجموعة في كل يوم عن تأثير تدريبات الأمس. على العضلات واذا ما كان كل منهم قد قام بعمل تدريبات الأمس  في بيته لمزيد من الإتقان؟، ثم يطلب منهم إعادتها مرة اخرى مع تطويرها بإضافة حركات جديدة، منها تسلق الأرض والطيران وحركات راقصة تحاكي حركة  المقاتلين، وكيفية إتقان الحركة وعكسها . 
وعلى  مدار الورشة يفتح فيهر الباب للأسئلة والمناقشة فتساءل احد المتدربين عن أسماء بارزة في عالم الرقص المعاصر والدرامي للبحث عنهم على الانترنت، ويشير فيهير لبعض الأسماء لكنه يرى ان هذا البحث غير ضروري وان كل ما على الراقص فقط هو ان يرقص ويمرن نفسه أكثر في بيته ويعبّر عما بداخله، ويضيف : انا لم استمر في اي مدرسة للرقص ولكن مرنت نفسي في بيتي وليس هناك تكنيك اتبعه فالمسألة ابسط من ذلك بكثير، انا فقط ارقص واعبّر عما اشعر به . 
وتساءل آخر عن الفارق بين الرقص المعاصر والدرامي وغيره من الأنواع والأساليب؟، فيرد فيهير: انه لا يشغلني ان تكون لدي  أجوبة لمثل هذه الأسئلة، انا فقط ارقص، وكل ما عليكم فعله هو الرقص والتدريب في صالة الرقص والمنزل.
و في كل يوم يضيف  حركات جديدة منها حركة سبايدر مان، والزحف على الجليد للأمام وللخلف مع بعض التنويعات على الحركة و  حركة الزومبي، كأن ينام المتدرب على بطنه، ويتحكم في حركته بقدميه ليتحرك للامام وللخلف، ومن ابرز حركات الحيونات التي يرتكز عليها فيهير في عمله حركة الزواحف، والتي تشبه بشكل خاص حركة ( سحلية )، وتتنوع ايقاعات الحركة بطيئة وسريعة، ويلفت فيهر إلى أن أي مجهود يمكن بذله لو استطاع المتدرب ضبط تنفسه، وساق مثالا لذلك  راقصان عجوزان من اليابان يقومان بعمل حركات شديدة الصعوبة رغم بساطتها الا أن ضبط التنفس يمكنهما  من أداء الحركات مهما بلغت صعوبتها بمنتهى السهولة واليسر، ويضيف : أن هذه السمة تميز الرقص الياباني بشكل عام وكل ما يحتاجه المتدرب هو ضبط النفس والتدريب كثيرا بما يمكّن أي متدرب من  الاداء وبذل الجهد
ثم ينتقل بمجموعة المتدربين الى حركة  حيوان آخر وهو ( الضبع )  ويتنوع  ايقاع اداء الحركة في كل مرة فتارة يجسد المتدرب حركة  تعبر عن التربص بالفريسة، وتارة يجسد الجري وراء الفريسة ثم الانقضاض عليها، وهكذا، يتكرر التمرين عدة مرات حتى يتقنه اغلب المتدربين إن لم يكن جميعهم .
ومن حركة الضبع إلى تدريب آخر، يقف فيه المتدربون في دائرة، ثم يتوسط احدهم الدائرة ويعبر عن نفسه ومشاعره برقصة، ثم يدخل له احد زملائه ويقوم بلمس احد اجزاء جسمه، وهنا يجب على الراقص أن يتعامل مع هذه اللمسة برد فعل، والهدف من هذا التدريب هو تحريك كل اجزاء الجسم والتدريب على الفعل ورد الفعل تجاه المؤثر الخارجي، ثم يتطور التدريب ليصبح أكثر تعقيدا وتتحول الدائرة لحلبة تدور داخلها معركة بين اثنين مع الحيوانات، ومن يستطيع لمس يد الاخر فهو المنتصر ويختار من الدائرة متدرب / حيوان آخر لقتاله، وهكذا، بينما باقي المتدربين في الدائرة يصنعون ايقاعا مناسبا للمعركة وبانتظار أدوارهم
ثم تتجمع مجموعة المتدربين في كتلة واحدة وتتحرك كجسد واحد ويقوم فيهر بعمل حركات بسيطة، بينما تقلده باقي المجموعة، ثم يطلب من المجموعة النوم على الارض في دائرة واغماض عيونهم والاسترخاء وتصفية الذهن تماما تماما والإنصات للأصوات خارج صالة التدريب لمدة خمس دقائق،  وفي ختام الورشة قام  بتجميع الحركات التي تعلموها في الاحماء في رقصة واحدة يؤديها المتدربون،  ثم طلب من كل منهم التدريب في المنزل على جميع الحركات والرقصات التي تعلموها كثيرا لاتقانها، فهي تساعد على الوصول بالجسد لشكل أفضل . 
 


عماد علواني