العدد 573 صدر بتاريخ 20أغسطس2018
تضمنت فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان «القومي للمسرح المصري» تكريم ستة رواد مسرحيين بمختلف مفردات العرض المسرحي، حيث اشتملت قائمة المكرمين على أسماء الأساتذة: الفنان والمخرج والأستاذ الأكاديمي جلال الشرقاوي، الفنانة والأستاذة الأكاديمية د. سميرة محسن، المؤلف الكبير محمد أبو العلا السلاموني، المخرج والممثل د. حسين عبد القادر، فنان السينوغرافيا حسين العزبي، اسم الناقد الراحل محمد الرفاعي، وقد تم إصدار كتاب خاص بكل مكرم بالإضافة إلى كتاب عن إبداعات المؤلف القدير محمود دياب (الذي أطلق اسمه على هذه الدورة)، من بين مجموعة الكتب الستة يبرز بوضوح وتميز كتاب: «جلال الشرقاوي والمسرح السحري»، تأليف المخرج والناقد المسرحي د. عمرو دوارة، الذي أصبح اسمه علامة للجودة في توثيق حياتنا المسرحية وروادها، فهو قارئ جيد للتاريخ الفني ومؤرخ لمسرحنا المعاصر، وقد أطلقت عليه عدة ألقاب أهمها «حارس ذاكرة المسرح المصري»، ويكفي أن أذكر أن من بين إصداراته الثلاثين عشرة إصدارات في مجال التوثيق والتأريخ ولعل من أهمها كتابه: «المسرح القومي منارة الفكر والإبداع»، الذي أعتز بإصداره ضمن سلسلة «حكاية مصر» أثناء عملي مديرا لتحريرها تحت رئاسة الدكتور محمد عفيفي، وهو الكتاب الذي نفذت طبعته الثانية خلال ساعات من إصدارها، كما حصل مؤلفه على الجائزة الأولى لاتحاد الكتاب بمجال النقد عام 2016.
عدة أسباب جعلتني أختار هذا الكتاب تحديدًا لعرض محتواه: أولاً محبتي الكبيرة للفنان جلال الشرقاوي الذي شرفت باحتواء كتابي «شخصيات فنية/ قضايا. مشاوير. محطات» على فصل يتضمن حوارًا أجريته معه منذ عدة سنوات، الفنان الذي استحق عن جدارة جائزة الدولة التقديرية عام 1994. بالإضافة إلى قيمته المسرحية الكبيرة التي نعرفها جميعًا وقد أوضحها وأجملها الناقد د.عمرو دوارة بقوله بالمقدمة: «بداية أقرر أنه لا يمكن إجراء أي دراسة أكاديمية عن خريطة الإبداع المسرحي خلال ستينات القرن الماضي أو تتناول تطور فن الإخراج المسرحي بمصر والوطن العربي منذ الستينات وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين دون تناول أعمال وإسهامات الفنان القدير جلال الشرقاوي، فهو رجل عشق المسرح، وبذل من نفسه وجهده الكثير والكثير، وهو رائد مسرحي قدير وفارس ماهر من فرسان المسرح العربي، ويكفي انتمائه إلى ذلك الجيل الرائع الذي ساهم في تحقيق نهضة الستينات المسرحية. وإذا كان يحسب له نجاحه في توظيف موهبته وخبراته وثقافته وإبداعاته في إثراء حياتنا المسرحية، فإنه يضاف إلى رصيده أيضا مساهماته الإيجابية في إعادة صياغة وجداننا الفني بإبداعاته الثرية في مختلف القنوات الفنية بكل العطاء».
بالإضافة إلى شعوري الدائم بأنني مدينة بالكثير لأستاذي الدكتور عمرو دوارة الذي أتعلم منه كل يوم درس جديد في الفن وفي الحياة.
جاء الكتاب بصورة مشرفة تليق بفنان مبدع ورمز متميز من رموز الالتزام والإبداع الفني المتوهج، فلا شك أن الكتابة عن قامة شامخة بحجم وقدر الفنان المبدع جلال الشرقاوي عملية شاقة ومرهقة للغاية، لتعدد إسهاماته وتنوعها وتشعبها في عدة مجالات فنية وثقافية، والتي يصعب تتبعها وحصرها لغياب المراجع الموثقة لهذه الأعمال، ويمكن تصور كم المشقة في محاولة الولوج إلى العالم الفني الساحر لهذا المبدع الكبير إذا علمنا - كما ذكر مؤلف الكتاب - أن عدد المقالات النقدية التي كتبت بأقلام كبار النقاد والمتخصصين - دون الأخذ في الاعتبار الأحاديث والموضوعات الصحافية - وتناولت أعماله بالنقد والتحليل قد تصل إلى الآلاف، وأوضح مثال لذلك هو هذا الكم الكبير من المقتطفات الكثيرة التي تضمنها الفصل السادس من هذا الكتاب تحت عنوان «شهادات نقدية».
يقع الكتاب في ثمانية فصول بخلاف المقدمة والختام يتضمن «الفصل الأول» والذي جاء بعنوان «السياق التاريخي والفني» نبذة تاريخية عن تطور الحركة المسرحية والمناخ الفني الذي تأثر به وأثر فيه بعد ذلك، و«الفصل الثاني» والذي جاء بعنوان «السيرة الذاتية والمسيرة الفنية»، وتم من خلاله تناول المراحل المتتالية لإكتشاف موهبته وصقلها بالدراسات والخبرات المختلفة، بالإضافة إلى ملخص سريع لأهم مراحل منجزه الفني. وجاء «الفصل الثالث» الذي كتب تحت عنوان «الإسهامات الفنية» متضمنا لمجموعة الإنجازات الثقافية والفنية المتنوعة الثرية لهذا الفنان القدير بمختلف المجالات والقنوات الفنية بصفة عامة، سواء باعتباره أستاذا أكاديميًا أو ممثلاً ومخرجًا أو منتج للمجالين المسرح والسينما. وتتكامل المعلومات بعد ذلك من خلال تناول إسهاماته الإبداعية في مجال التمثيل تفصيليا من خلال الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان «الإبداعات بمجال التمثيل»، ليتكامل أيضا مع مجموعة إسهاماته الإبداعية في مجال الإخراج والتي تم تناولها تفصيليا بالفصل الخامس». ونظرا لأهمية دوره كمخرج مسرحي فقد تضمن «الفصل السادس» والذي جاء بعنوان «شهادات نقدية» توثيقا لعدد كبير من الشهادات النقدية التي كتبت بأقلام نخبة نخبة كبيرة من النقاد والمتخصصين، وتناولوا من خلالها كل عرض من عروضه بالنقد والتقييم، أما «الفصل السابع» الذي جاء بعنوان «رؤى وكلمات من القلب» فقد تضمن مجموعة كبيرة من أقواله ووجهات نظره في عدد من القضايا المهمة والمواقف العامة، وذلك من خلال مجموعة مقتطفات من كتاباته وأيضا حواراته ببعض وسائل الإعلام، وقد تم اختيار وانتقاء تلك المقتطفات بعناية لتعبر عن رؤاه وتوجهاته الفكرية، وتوضح مدى إيمانه الكبير بدوره المنوط به لرعاية الأجيال التالية. ويتضمن «الفصل الثامن» والأخير السمات العامة والخاصة بهذا الفنان القدير وخصوصا في مجال الإخراج المسرحي.
ويحسب للناقد والمخرج د.عمرو دوارة توفيقه في رصد هذه السمات وهي:
- اهتمامه الكبير باختيار مجموعة الممثلين المتميزين المناسبين للأدوار، والقادرين على تجسيدها، خصوصا أنه من أشد أنصار أسلوب التلقائية والعفوية في فن أداء الممثل، سواء كان هذا الأداء مرتبطا بعقل بارد أو قلب ساخن، فهو من المؤمنين بأن عطاء الممثل يسمو ويتميز من خلال التزامه بالبساطة والتلقائية التي تمكنه من تحقيق ذلك التواصل المنشود مع جمهور المشاهدين، ولذا فكثيرا ما قدم كبار الممثلين في ثوب جديد لم نعتاده من قبل.
- القدرة على قيادة مجاميع كبيرة من الممثلين والكمبارس، مع مهارة توظيف حركة هذه الأعداد الكبيرة والمجاميع في تشكيلات رائعة ذات دلالات درامية معبرة، ولا شك أن التحكم في هذا العدد الكبير من الممثلين الذين يتبادلون الأوضاع على المستويات المختلفة (سواء في تشكيلات منتظمة أو عشوائية)، كما يتبادلون في أحيان أخرى الحركة والسكون طبقا لمتطلبات الموقف الدرامي الذي يتطلب من المخرج مهارات كبيرة وخبرات حقيقية.
- نجاحه كمخرج مفسر في تقديم نص مواز للنص الأصلي، يساهم في تعميق الفكر والخطاب الدرامي بالنص، كما يساهم في تفسير كثير من الأطروحات بوضوح وصراحة مطلقة، ويربط بحنكة - ودون مباشرة - بين الأحداث الدرامية بالنص وبعض الأحداث الآنية والقضايا القومية المعاصرة، فهو مخرج من الطراز المثقف الواعي الذي يؤمن بأن الفن بكل معطياته يجب أن يعبر عن القضايا المعاصرة، وعن كل الهموم والأوجاع الاجتماعية الملحة، وأن الدور الحقيقي له ينبغي أن يكون في خدمة الإنسان والمجتمع.
- تميزه بتلك القدرة الفنية على بعث الروح في جسد النص وتحريكه فوق خشبة المسرح بحركة تنبض بالحياة وتضيء جوانب الهدف الفكري والاجتماعي الذي قصد إليه المؤلف، وذلك من خلال مهارته في رسم وتصميم الحركة المسرحية (الميزانسين)، وتوظيفه للحركة المسرحية النشطة السهلة سواء في منحنيات أو خطوط مستقيمة أو متقاطعة بين الشخصيات، بحيث يسهل للممثل تحقيق أعلى مستويات الإتقان في الأداء التمثيلي من دون إغفال للدلالة الدرامية لهذه الحركة، فلا تنسيه جماليات البعد التشكيلي في العرض البعد المضموني في النص، لذا فهو يعمد في تصميمه للحركة إلى التنوع والتزاوج بين الحركات الفردية والثنائية والجماعية سواء بتوزيعها في أرجاء المسرح أو بتجميعها في بؤرة المسرح، ليركب ويشكل منها بناء اللوحات الدرامية المتتبعة.
- الحرص على تقديم عروضه من خلال «المسرح الشامل»، ذلك المسرح الذي تتكامل فيه جميع مفرادات العمل الفني لتحقيق كلا من المتعة السمعية والبصرية، وقد وضح حرصه هذا من خلال توفيقه الدائم في التوظيف الدقيق والتكامل لكل المفردات المسرحية وخصوصا الموسيقى والإضاءة والاستعراضات وتشكيلات الممثلين. ويتضح ذلك الأسلوب جليا من خلال عروضه المتميزة: «ملك الشحاتين»، «تمر حنة»، «كباريه»، «عيون بهية» وأيضا «الخديوي»، وكذلك من خلال توظيفه أحيانا لبعض التقنيات الفنية الحديثة كشاشات السينما كما في عرضه البديع «انقلاب».
- القدرة على تحقيق البهجة وتوظيف بعض التقنيات والحيل التي تعجب الجمهور المصري، ولذا فقد تضمنت رؤيته الإخراجية في كثير من عروضه مايشبه النص الموازي من الأشعار والأغاني والاستعراضات، وذلك ليس فقط بهدف ربط الخاص بالعام لإثراء وتعميق وتعظيم المعني الكلي للنص، ولكن أيضا بهدف تحقيق البهجة والمتعة الخالصة، فقد أدرك بحدسه وخبرته طبيعة المشاهد العربي/ المصري، ولذا لم يدع وسيلة لاستنطاق النص وتحريكه وإثرائه بروح الكوميديا إلا واستعان بها بمهارة وحذق، فحرص أن يقترب عرضه بشدة من المجتمع والبيئة المصرية، كما حرص على التلوين وتقديم مشاهد مبهجة وممتعة وشديدة التأثير على مشاعر المشاهد، وكثيرا ما قام باختيار قالب الكوميديا الموسيقية لتقديم بعض النصوص الجادة ولم ينساق وراء جدية الفكرة، بل سعى حتى تكون جرعة الكوميديا جزءا من فنون العرض الجماهيري التي تتناسب مع ذائقة الجمهور.
- العمل على الموازنة بين العناصر الفنية المكملة وبين أحداث النص الدرامي ممتزجا بطرافة وخفة ظل، وكلها لمسات إخراجية بهدف تحقيق السعادة للمشاهدين، وتلبية رغبتهم في قضاء أمسية مسرحية جميلة تتضمن الغناء والرقص الاستعراضي والكوميديا، فتكون النتيجة الطبيعية هي تحقيق التواصل معهم، وسهولة وصول الهدف من المسرحية إلى أي مشاهد مهما كانت درجة ثقافته وخبرته المسرحية. والأمثلة على مأسبق كثيرة ومن بينها على سبيل المثال فقط مسرحيات: الجوكر، البغبغان، راقصة قطاع عام، قشطة وعسل، حودة كرامة، برهوم واكلاه البرومة.
- الاهتمام الكبير بضبط الإيقاع العام للعرض وكذلك بضبط الإيقاع الخاص بكل مشهد، فهو يجيد المحافظة على الإيقاع المطلوب في كل الحالات، كما يحرص في كل عروضه على براعة الاستهلال وأيضا على تقديم حُسن الختام، وذلك بخلاف حرصه على تنوع الإيقاعات بين المشاهد المختلفة بالعرض، وقد يتطلب الأمر أحيانا توظيف الموسيقى التعبيرية الموحية أو الإضاءة المعبرة لتنسجم مع الإيقاع الهادئ بأحد المشاهد أو الإيقاع الصاخب بالمشهد الذي يليه، وبالتالي فهو يتميز بمهارته في تحقيق ذلك التكامل بين جميع المفردات الفنية بصورة تنسجم مع الإيقاعات الصوتية لمجموعة الممثلين والتي تتزاوج مع إيقاعاتهم الحركية، وذلك بغرض تحقيق الهدف النهائي والأسمى ألا وهو صنع الجو النفسي المناسب في أعماق المشاهدين، وقد تحققت هذه السمة بدرجة كبيرة في عروض: «ملك الشحاتين»، «تمر حنة»، «إنقلاب»، «قصة الحي الغربي» و«الخديوي» حيث تضمنت عددًا كبيرًا من الأغنيات والاستعراضات.
والمتتبع للمسيرة الشخصية للفنان القدير جلال الشرقاوي بالمتغيرات السياسية والاجتماعية التي عايشها ومجموعة إبداعاته وخصوصا في مجال الإخراج المسرحي يمكنه بسهولة رصد العلاقة الوطيدة بينهما، فجميع إبداعاته ما هي إلا أنعكاس للمراحل التاريخية التي مرت بها مصر التي عشقها، كما يمكن رصد توجهاته الفكرية خلال مسيرته والتي لم تنتمي لفكر يساري ولا يميني ولكنها كانت دائمة الانحياز إلى مصر وإلى الأغلبية من أبناء الشعب، وبالتالي فإن أعماله المسرحية تعد تسجيلاً وتوثيقًا وتأريخًا لفترات عزيزة وغالية من تاريخنا السياسي والفني المعاصر، فمن خلالها يمكن التعرف على أهم الأحداث التي شهدتها مصر خلال ما يزيد عن نصف قرن، خاصة وقد شهدت تلك السنوات عدة تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، بداية من معركة 1956، ومرورا بنكسة 67 المؤلمة، ثم رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، وتولي الرئيس الأسبق أنور السادات للحكم، وتحقيق انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973، ووصولا إلى معاهدة السلام وتوقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، ومحاولات التطبيع الفاشلة، وكذلك تطبيق سياسات الإنفتاح الاقتصادي، ثم اغتيال السادات، ثم فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك التي انتهت بثورة الشباب في 25 يناير 2011 وما شهدته مصر من أحداث منذ قيامها وحتى الآن.
كذلك استطاع المؤرخ د.عمرو دوارة رصد وتسجيل ثلاث ملاحظات هامة من خلال دراسته الدقيقة للمسيرة الفنية للفنان القدير جلال الشرقاوي والتي أوضحها في النقاط الثلاث التالية:
أولا: لم تتضمن قائمة إسهاماته بمجال الإخراج المسرحي - والتي وصل عدد المسرحيات بها إلى أربعة وسبعين عرضا - حتى الآن إلا ثلاثة عروض فقط اعتمدت على نصوص عالمية مترجمة وهي: طبيب رغم أنفه، المتحذلقات للكاتب الفرنسي الكبير موليير، وتاجر البندقية للمبدع الإنجليزي وليم شكسبير، وذلك مع ملاحظة أنه قد تدخل أيضا بإجراء بعض التعديلات على كل نص منها حتى يتوافق خطابها الدرامي من القضايا الآنية ورؤيته الإخراجية. ويجب الإشارة في هذا الصدد أن قائمة العروض التي قام بإخراجها تتضمن أيضا عدة عروض تم تمصيرها عن نصوص أجنبية ومن بينها على سبيل المثال: مدرسة المشاغبين، كباريه، 8 ستات، قصة الحي الغربي (عن نص «روميو وجوليت» لوليم شكسبير)، لعبة أسمها الحب (عن نص لسومرست موم)، زوجتي سقطت سهوا (عن نص لروبرت توماس)، الفك المفتري (عن نص «ترويض النمرة» لوليم شكسبير).
ثانيا: لا تتضمن قائمة إبداعه بالإخراج أي مساهمات بالإخراج لفرق الهواة بمختلف تجمعاتهم، سواء بفرق الشركات أو فرق بالأقاليم (فرق المحافظات أو فرق الثقافة الجماهيرية)، أو حتى الفرق الجامعية، وذلك بخلاف معظم زملاء جيله الذين تعددت تجاربهم بمسارح الأقاليم والجمعة (ومن بينهم: نبيل الألفي، عبد الرحيم الزرقاني، سعد أردش، كرم مطاوع، حسين جمعة)، ويستثنى من ذلك مساهمته بعدة تجارب قليلة جدا في ثلاثة محاور هي: المسرح المدرسي، المسرح العسكري، واتحاد الممثلين الهواة. حيث شارك عام 1954 بتكوين فريق تمثيل لاتحاد الممثلين الهواة، وقام بإخراج أكثر من عشرة مسرحيات قصيرة على مدى عامين (خلال الفترة من 1954: 1956).
ثالثا: لم يقدم على إخراج أي عرض للأطفال، واكتفى فقط بإشرافه الفني على المسرحية التي قام بإنتاجها للتصوير التلفزيوني، وهي مسرحية «جزيرة الحب والصحوبية»، والتي أسند إخراجها للفنان محمد فريد.
أخيرا يؤكد المؤلف مدى إيمانه بأهمية الكتابة عن الرواد بصفة عامة وعن المخرج القدير جلال الشرقاوي بصفة خاصة بقوله: «أعتقد صادقا أن الكتابة اليوم عن هذا الفنان القدير وإسهاماته المهمة ومجموعة إبداعاته الثرية لا تهدف بالدرجة الأولى إلى تأكيد مكانته أو المشاركة في تكريمه بقدر ما تهدف إلى محاولة استكمال أجزاء الصورة بجميع تفاصيلها لتحقيق تلك الاستفادة المرجوة من خبراته المتعددة، وتقديمها للفنانين الشباب ليتخذوه قدوة لهم، ولينتهجوا نهجه ويسيروا على دربه، خاصة وأنه بالفعل نموذج مثالي للعطاء والإبداع وخير مثال وقدوة للفنان صاحب الموقف».
حقا أنه كتاب شيق جدير بالقراءة والاقتناء وإضافة حقيقية وقبل كل ذلك نموذج مشرف يجب أن يحتذى في كيفية الكتابة عن كبار المسرحيين.