ساحرات سالم.. لفرقة الأنفوشي المسرحية

ساحرات سالم.. لفرقة الأنفوشي المسرحية

العدد 564 صدر بتاريخ 18يونيو2018

تستعد اليوم خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية استقبال العرض المسرحي «ساحرات سالم» لفرقة فرقة الأنفوشي المسرحية بالإسكندرية من تأليف آرثر ميلر وإعداد وإخراج محمد مكي، وذلك ضمن المهرجان الختامي المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية في دورتها الـ43 في الفترة من 16 وحتى 27 رمضان.
في عالم يعاني من الفوضى والخراب وحب الانتقام، في عالم يعاني من الخلل وفقدان المعنى وعدم التمييز، وعبر سلسلة من جلسات الاستماع في ما عرف بـ«محاكمة الساحرات» التي أسفرت عن إعدام عشرين شخصا أكثرهم نساء، ليخرج الكاتب والمؤلف المسرحي الأمريكي ىرثر ميلر برائعته المسرحية «محاكمة سالم» التي قدمت عشرات المرات في مسرح الثقافة الجماهيرية بألوان مختلفة لتقدمها فرقة الأنفوشي برؤية جديدة للمخرج الشاب محمد مكي.
ويقول آرثر ميلر في نهاية مسرحيته على لسان بطله جون بروكتور «أقدام إبليس تطن في أذني ووجهه القذر يطل أمام عيني لتحل على جنسنا لعنة الله، نحن الجبناء الذين نضعف وكما ضعفت أنا وكما ضعفتم أنتم.. إذا تعلمون في قرارة أنفسكم مقدار ما أنتم فيه من كذب وبهتان». وكان لنشرة المهرجان حوار مع أبطال العرض المسرحي ساحرات سالم وتجربتهم المسرحية، وهل نحن ما زالنا نعيش في زمن الظلم والبهتان.
أحمد السيد: ساحرات سالم تحاول توضيح صورة الدين الصحيح من خلال شخصية «هال».
ويقول أحمد السيد الذي يقوم بأداء شخصية القسيس «هال» وهو أحد خرجي المعهد العالي للفنون المسرحية : إن القسيس «هال» وهو شخصية دينية، وهو الذي يقوم بالكشف عن الساحرات الذين يقومون بتحضير الأرواح، لا سيما في تلك الحقبة الزمنية التي كان يحاكم فيها ويتم جلد كل من كان يعترف بالقيام بالأعمال السحرية، بل كانت يشنق كل من لم يقم بالاعتراف، ويتم استدعاؤه للكشف عن السحر في مدينة سالم التي يكتشف بها أشياء غريبة بمجرد وصوله إلى المدينة، من استخدام السحر وفقا للأهواء الشخصية، حيث يكتشف اللعبة الخطيرة التي تحاول احدي العاهرات «ابيجال» أو الفتاة اللعوب التي تتخلص من اليزبث زوجة بروكتور، محاولة منها للاستحواذ عليه، فيحاول أن يساعده لكنه يفشل.
وتابع أن المسرحية تحاول أن توضح صورة الدين الصحيح حيث قال: إن الدين الصحيح لا يدمر أصحابه، حيث إننا لا نؤمن بدين يدمر أصحابه ونؤمن بعقيدة تصيب بالموت، ليخلع عباءة هذا الدين الذي لم يستطع «هال» كرجل دين من حماية بروكتور من الشنق ظلما.
أحمد السيد هو أحد خرجي المعهد العالي للفنون المسرحية ويعمل كفنانا بالبيت الفني للمسرح وعمل بمجال الاحتراف في عدد من الأعمال التلفزيونية مثل مسلسل «الدولي «وقصر العشاق، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم ينسى علاقته بمسرح الثقافة الجماهيرية والتي خرج من عباءتها ليعود ليجسد شخصية القسيس هال بمسرحية ساحرات سالم.
محاكمة إيمان إمام في ساحرات سالم: الثقافة الجماهيرية هي بيتي الذي لن أتركه
فيما تقدم الفنانة السكندرية إيمان إمام والتي تقوم بتجسيد شخصية «أبيجال» هي الخادمة أو العاهرة التي مارست السحر للاستحواذ على بروكتور وتقوم بالتخلص من زوجته.
وقالت إيمان إمام في تصريحات خاصة للنشرة: إنني على الرغم من تقديم أعمال فنية على مستوى الاحتراف ومنه عرض اضحك لما تموت على خشبة المسرح القومي، وأخيرا عرض «مداح الرسول» أحمد الكحلاوى على خشبة مسرح البالون، إلا أنني ابنة الثقافة الجماهيرية ولم أنساها وهي بيتي وهذا هو التعاون الرابع مع المخرج محمد مكي.
إيمان إمام أو حاصدة الجوائز والتي حصلت على جائزة أحسن ممثلة لعدة دورات بالمهرجان القومي للمسرح وأيضا المهرجانات الختامية للهيئة العامة لقصور الثقافة وهي خريجة كلية الآداب قسم المسرح بجامعة الإسكندرية، بدأت مشوارها الفني في قصور الثقافة ومسرح الجامعة، قدمت الكثير من الأعمال الفنية المتنوعة، ومن أبرز مسلسلاتها الصعلوك، نقطة ضعف، أدهم الشرقاوي كما تشارك في المارثون الرمضاني الحالي في مسلسل فوق السحاب بطولة الفنان هاني سلامة.
فاطمة أحمد: مسرح الثقافة الجماهيرية مسرح كل الناس
وفي سياق متصل تقول الفنانة السكندرية فاطمة أحمد وهي إحدى طالبات المعهد العالي للفنون المسرحية والتي تجسد شخصية إليزابيث زوجة چون بروكتور وهو دور يحمل مشاعر كثيرة من الحب والغيرة والشك خاصة بعد معرفتها بخيانة چون لها مع ابيجل خادمتها والتي قررت طردها بعد ذلك وحينها قررت ابيجل الانتقام من إليزابيث ودخولها السجن.
وتابعت: شخصية إليزبيث كانت تحدي كبير بالنسبة لي لأنه دور سيدة كبيرة في السن وهزيلة ومريضة ولديها أطفال، وأنني حاولت بقدر الإمكان انا والمخرج إظهار المشاعر المركبة ما بين الخوف والقلق والحب لچون بروكتور زوجها، كما أن البروفات استمرت لأكثر من 9 أشهر ما بين التوقف والاستئناف.
وتقول فاطمة أحمد في تصريحات للنشرة أن مسرح الثقافة الجماهيرية هو مسرح كل الناس الغني والفقير وهو بمثابة أول نقطة للوصول لحلم أي شخص بالتمثيل، ولا يقل أبدا عن مسرح المحترفين لا سيما وجود مخرجين كبار وفنانين لهم اسم ما زالوا يعملون في مسرح الثقافة الجماهيرية، بل لا يقل أهمية بالنسبة لهم عن مسرح المحترفين.
فاطمة أحمد هي طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية وحدة إسكندرية، عملت في المسرح منذ 2011 منها عروض الجامعة والمسرح المستقل، حصلت على الكثير من الجوائز ومنها جائزة أفضل ممثلة في النوادي لعام 2014، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان نقابة المهن التمثيلية بالإسكندرية، كما ترشحت لجائزة أحسن ممثلة بمهرجان روما الأكاديمي بإيطاليا، وترشحت لجائزة أحسن ممثلة دور تاني بالمهرجان القومي للمسرح 2016، وشاركت في الكثير من العروض المسرحية ومنها اقنعة الملائكة، مس چوليا، القطة العميا، التجربة، ابن الجيل، نساء شكسبير، أثناء العاصفة.
شادي مصطفى: «داتلورث» شخصية صعبة.. والعمل في الثقافة الجماهيرية محير
فيما يؤدي الفنان شادي مصطفى شخصية رئيس المحكمة وهو داتلورث وهو رجل فاسد ولا يعرف للعدل طريق، يميل إلى أهوائه الشخصية، وفي الخمسينات من عمره.
ويقول شادي في تصريحات خاصة للنشرة: إن الشخصية صعبة جدا، وذلك لأنه قُدم كثيرا، سواء في السينما أو المسرح، وأن الشخصية على الورق واضحة جدا، ولكن الاختلاف هو كيفية إعادة تقديم الشخصية، وكما أنني استغرقت أكثر من شهرين للتدريب على الشخصية واستمر التدريب حتى أخر لحظة.
وعن العمل في الثقافة الجماهيرية قال: إن العمل في الثقافة الجماهيرية محير في حقيقة الأمر، وذلك في ظل وجود البيروقراطية وتعطيل الأوراق... إلخ، ومن الممكن أن تتجه الثقافة الجماهيرية في عملية البحث عن رعاة أو تمويلات للمهرجان، حتى تخرج مهرجانا ناجحا.
شادي مصطفى قام بتقدم عدة أعمال مسرحية ومنها أو?د الغضب والحب، طقوس ا?شارات والتحو?ت، حلم ليلة صيف، العادلون، تحت التهديد.
وليد جابر: أعشق العمل في الثقافة الجماهيرية.. وفقر الإنتاج يجعلني أتنازل عن بعض العناصر المكملة
أما عن تصميمات الملابس والتي تتطلب طبيعة خاصة لارتباطها بفترة زمنية معينة فيقول المصمم ومهندس الديكور وليد جابر: إن تصميم الملابس يبدأ بتحليل الشخصيات المسرحية وتحديد نقاط القوى والضعف في كل شخصية، ثم يتم تحديد الألوان ومدى تناسقها مع الديكور وتحقيق التضاد والهارموني حتى تظهر الشخصية بوضوح داخل الفضاء المسرحي، بالإضافة إلى تحديد نوع الخامة التي تتناسب مع طبيعة الزمن، كما أن الملابس تساهم بشكل كبير في تحديد معالم الشخصية.
وتابع: وقد تكون الصعوبة الأكبر في النجاح للوصول إلى الوحدة العضوية للمنظر المسرحي فيما بين الديكور والأزياء، فلن ينجح هذا إلا إذا كان هناك توافق في الرؤى ما بين المخرج ومصمم الديكور ومصمم الأزياء حتى تتحقق سينوغرافيا العرض.
وعن عمله بالثقافة الجماهيرية قال: أعشق أعمال الثقافة الجماهيرية لأنها البداية على الرغم من عوائدها المادية الزهيدة، إلا أنها تحقق لي المتعة الفنية.
أما عن الصعوبات التي قابلته قال: طبعا كانت هناك تنازلات عن عناصر مكملة في التصميم نظرا لفقر الإنتاج واليات العمل الإداري في الهيئة والتنسيق السيئ ما بين إدارة المسرح وإدارة الإقليم التي تؤخر صرف الإنتاج إلى اللحظات الأخيرة والتي تجعلنا مضغوطين لأخر لحظة، وأيضا موافقة الرقابة التي قد تأتي بعد موسمين من موسم العرض وقد تخرج العروض من المسابقة الرسمية نظرا لهذه الظروف ولكني متفائل لوجود الدكتور صبحى السيد الذي أرى لمساته الواضحة في التطوير وكسر التابوهات وتذليل العقبات كما إنني متفائل أيضا لوجود الفنان هشام عطوة هذه الطاقة الهائلة واعلم أن وجوده سيحل سلبيات رئيس الهيئة حيث إنه ليس على دراية بطبيعة الهيئة من وجهة نظري.
وليد جابر خريج كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، gوالتحق بكلية الآداب قسم المسرح دفعة 2007، قام بتصميم ديكور وأزياء أكثر من 75 عرض مسرحي ما بين الثقافة الجماهيرية والكثير للفرق المستقلة والبيت الفني للمسرح والقطاع الخاص.
حصل على جائزة أفضل ديكور عن عرض أسطورة الفارس والبطل في مهرجان قصور الثقافة الختامي بالإسماعيلية 2009 وجائزة التميز في مهرجان الشباب التابع للبيت الفني 2010.
وقام بإخراج الكثير من مسرحيات القطاع الخاص وإخراج وتأليف مسرحية السلطان الحكيم للنجم محمد الحلو والقدير رضا حامد.
الدكتور محمد سعد: التحدي الأكبر هو كيفية توظيف الأفكار وفقا للإمكانيات الضئيلة
وفي ذات السياق قال الدكتور محمد سعد أستاذ مساعد بقسم علوم المسرح بكلية أدأب جامعة حلوان والذي قام بتصميم ديكور مسرحية ساحرات سالم أن العمل بالثقافة الجماهيرية هو التحدي الأكبر في كيفية توظيف الأفكار وفقا للإمكانيات الضئيلة، والقدرة على التفاعل وحل المشكلات، وأن فقر الإمكانيات يجعلنا في بعض الاحيان أن قوم بالعمل بأيدينا.
وعن ديكورات المسرحية قال: إننا قمنا بعمل الديكورات والبانوهات بشكل يجعلها تتناسب مع كل مراحلالعمل حيث قمنا باستخدام الاضاءة بفن السلويت في أثناء عملية تغيير الديكور لتكون شكلا جماليا وليكون غير مرهق للمثلين، كما قمنا بالابتعاد عن المباشرة في موضوع السلطة الدينية، وعملنا على أن تكون السلطة بوجه عام، حيث إننا لم نقم باستخدام أي من الرموز الدينية واضافنا لقطع الديكور بعض الأشكال الزخرفية لتعطي عمقا في المعنى، وقصدنا أن تكون محاكمة عادية بعيدة عن الرموز المباشرة، وكان الهدف إقامة علاقة تشكيلية في أقل الحدود، وقدرنا إلى أن نصل لعلاقة مناسبة للتكلفة وفقا للميزانيات المتاحة.
وعن عمله بالثقافة الجماهيرية قال: أنا أعمل بالثقافة الجماهيرية منذ أكثر من عشرين عاما، فأنا أحب اللعبة المسرحية لأنني أعمل بها من منظور الهواة وهذه متعة، لأننا نعمل بحب، كما ناشد المسئولين عن العمل بالثقافة الجماهيرية بأنهم يبتعدوا عن التنظير، فلا يجب محاسبة الهواة بنفس المعايير التي يحاسب بها المحترفين، فرفقا بهم فهم يحبون اللعبة المسرحية.
العرض من بطولة عادل سعيد «باريس»، إيمان إمام «أبيجال»، أحمد عامر «بزتنام»، رضوى حسن «ماري»، محمد مكي «بزوكتور»، أحمد السيد إسلام محمود «هال»، أحمد الخشاب «شيفر»، مها سمير «تيتويا»، علاء اللبودي «سوزانا»، ندى القاضي «ميرسى»، آية جوصم «بيبي»، مصطفى عماد «جايلز»، فاطمة أحمد «إليزابيث»، شادي مصطفى «داتلورث».
أهل القرية محمد هارون، ميرنا سند، عمرو محمود، أميرة أحمد، بريهان الطوخي.
تنفيذ ملابس دوداش، مكياج أليكا، ماشيزي أسامة جابر، مدير خشبة المسرح مصطفى العطار، صوت محمد القصراوى، مساعد مخرج محمد مسعد، مخرج منفذ يونس الشاعر، ديكور د.محمد سعد، ملابس وليد جابر، إضاءة إبراهيم الفرن، إعداد موسيقى جورج فتحي، كريوجراف محمد عبد الصبور.


سمية أحمد