توصيات لجنة التحكيم مهرجان فرق الأقاليم بالثقافة الجماهيرية في دورتها الـ43

توصيات لجنة التحكيم مهرجان فرق الأقاليم بالثقافة الجماهيرية في دورتها الـ43

العدد 564 صدر بتاريخ 18يونيو2018

أعلن الدكتور علاء عبد العزيز توصيات لجنة تحكيم المهرجان الختامي لفرق الأقاليم بالثقافة الجماهيرية في دورتها الـ43، وتكونت لجنة التحكيم من المخرج أحمد طه، والناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا والدكتور علاء عبد العزيز سليمان مدرس الدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والمؤلف الموسيقي كريم عرفة، والدكتور مصطفى سلطان أستاذ الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والمخرج السعيد منسي مقررًا..
وقدم الدكتور علاء عبد العزيز نيابة عن لجنة التحكيم عن عظيم امتنانها لإدارة المهرجان على جهدهم المخلص في توفير الظروف الملائمة لعمل لجنة التحكيم في حيادية وتجرد. وتؤكد اللجنة على الملحوظات التالية:
واعتمدت اللجنة في عملها على مناقشة عناصر التسابق المختلفة في كل عرض مع مقارنتها بذات العناصر في العروض الأخرى قبل أخذ الأصوات، وفي حالة عدم الإجماع يقوم العضو أو العضوان اللذان يمثلان الأقلية في التصويت الأول بإعادة عرض وجهة نظرهم مرة أخرى وهو ما قد يستدعي المزيد من المناقشة التي يعقبها التصويت النهائي.
وتابع: تبدي اللجنة دهشتها من عدم وجود لائحة تنظيمية لهذا المهرجان العريق الذي يصل إلى دورته الثالثة والأربعين. من شأن هذه اللائحة أن تحتوي مثلا على شروط المدى الزمني للعروض المتنافسة فضلا عن المعايير التي يتم بواسطتها اختيار أعضاء لجنة التحكيم، ومعايير تقييم العروض المسرحية، والآليات التي يجب اتباعها في حالة غياب عضو أو أكثر من أعضاء لجنة التحكيم وهو الأمر الذي لم يحدث – نحمد الله – وإن كان من الوارد أن يفاجئ إدارة المهرجان فيما هو قادم من السنوات، وفي إدارة المسرح الحالية من الأساتذة الأكاديميين والممارسين المسرحيين البارزين الكثير ممن يستطيعون صياغة مثل هذه اللائحة على النحو الأمثل.
مستكملاً: «تقترح اللجنة أن يقتصر كل يوم على عرض واحد فقط مع ضرورة أن تلي كل عرض ندوة لمناقشته يقوم بإدارتها متخصصون يقدمون ملخصا تحليليا مكثفا للعمل الذي تمت مشاهدته، فضلا عن تنظيم الحوار ما بين المتفرجين وصناع العرض المسرحي، ولعل هذه الندوات تصبح أهم المكاسب التي تتحقق من المهرجان.
وأشار إلى تميز بعض عروض المهرجان بمشاركة أجيال مختلفة من المؤدين وكم كان مبهجا أن يتجاور على خشبة المسرح الأطفال والصبية والشباب والشيوخ من الجنسين، ولكن كان الأمر سيصبح أكثر جمالا لو تحقق هذا الوجود في سياق درامي مقنع وفاعل في صنع دلالات العرض المسرحي.
لاحظت اللجنة أن إسناد أدوار بعينها لبعض الممثلين قد أهمل سمات الشخصية في ما يتعلق بعمرها وأبعادها الفيزيقية، وعلى الرغم من موهبة وقدرات الممثل الأدائية، فإن إهمال هذه الأبعاد كان عائقا في سبيل الإقناع بالشخصية المؤداة لا سيما في علاقتها بالشخصيات الأخرى في ذات المسرحية.
رغم أن جميع العروض المشاركة في هذا المهرجان قد فازت في مسابقاتها الإقليمية، فإن اللجنة قد لاحظت تباينا لا تخطئه العين ولا الأذن في مستويات العروض المقدمة، واللافت للنظر أن هناك الكثير من العناصر المتميزة في الأداء التمثيلى التي كانت ولا شك ستعطي مردودا أكثر جودة لو أتيح لها التدريب المناسب والعمل في سياق أكثر ملاءمة لتوظيف طاقاتها.
تعلن لجنة التحكيم تقديرها لبعض العروض التي أثبت صانعوها – دون غيرهم – وعيهم بأن مراعاة قواعد اللغة العربية الفصحى هو شرط لازم ليس فقط للحفاظ على جماليات اللغة بل ولتوصيل المعنى دون لبس. من هنا فإن اللجنة تصر على أن يقوم كل المخرجين والممثلين بالتعامل مع ضبط اللغة بالجدية والاهتمام اللازمين.
تيسيرا لعمل لجان التحكيم في الدورات اللاحقة ترجو اللجنة من العروض المشاركة توفير نسخة من نص العرض، بما تحتويه من أشعار، وبالأخص في حالة المسرحيات غير المنشورة والمسرحيات المنشورة التي تم تعديلها لا سيما وأن بعض النصوص قد تم تقديم عروضها بعناوين مغايرة لنصوصها المطبوعة.
لفت انتباه اللجنة الدور الجوهري الذي لعبته الموسيقى والغناء في القليل من العروض، وعلى العكس من ذلك فقد لاحظت اللجنة في البعض الآخر من العروض إفراطا شديدا في استخدام عناصر الموسيقى والغناء وكذلك التعبيرات الحركية المصاحبة بما لم يضف كثيرا سواء على المستوى الجمالي أو في ما يتعلق بالمعنى، بل ووصل الأمر أحيانا إلى أن تصبح هذه العناصر عبئا على المتلقي لا سيما مع عدم وضوح كلمات الأغاني أو مع ارتفاع صوت الموسيقى المصاحبة للحوار فوق أصوات الممثلين، أو مع استمرار تلك الموسيقى أحيانا بلا توقف طوال العرض إلى حد إثارة الأعصاب.
تنبه اللجنة إلى الخلط ما بين مصطلحي السينوغرافيا والديكور الذي يعد واحدا من عناصرها إلى جانب الإضاءة والأزياء وحركة الممثلين بل ويمتد تعريف السينوغرافيا عند البعض ليشمل المؤثرات الصوتية الموحية بصورة ذهنية. من هنا تؤكد اللجنة على ضرورة استحداث جوائز منفردة للإضاءة وللأزياء المسرحية وللتعبير الحركي حسبما هو معمول به في المهرجانات الأوروبية والأمريكية ذات الشأن.
في ما يتعلق بالنص المسرحي فقد لاحظت اللجنة أن هناك نصوصا مسرحية راسخة «المقصود براسخة أنها قد أثبتت قدرتها على جذب انتباه المخرجين والرغبة في تقديمها في أزمان وأماكن مختلفة»، وقد تباين تعامل المخرجين معها ما بين الاستغلال المبدع لما تحتويه هذه النصوص من ثراء يتيح لهم طرح رؤية أصيلة كامنة داخل تلك النصوص وما بين إعادة كتابتها بما يشوش مضامينها بل ويصل أحيانا إلى حد تشويهها بما يثير تساؤلا حول مبررات اختيار المخرج لهذا النص من البداية. وفى ذات الوقت لاحظت اللجنة قدراتٍ مبشرة للقليل من الكتاب الذين استطاعوا إلى حدٍ مُرضٍ تقديم صياغتهم الأصيلة لحبكة مسرحية عالمية أو قصة قصيرة مصرية.
لاحظت اللجنة تكرار تقديم نصوص بعينها في دورات متعاقبة وفي أقاليم مختلفة، ومع تقدير اللجنة الكامل لقيمة وجدارة الكثير من هذه النصوص إلا أن اللجنة تبدي اندهاشها من غياب نصوص الكثير من الكتاب المصريين – وبعضها ربما منشور في إصدارات الهيئة ذاتها – لذا تقترح اللجنة أن يقتصر التسابق في مجال النصوص في المهرجانات التالية على تلك التي لم يفز أصحابها من قبل دون أن يخل ذلك بطبيعة الحال ليس فقط بحق المخرج في إعادة تقديم تلك النصوص التي سبق فوزها بل وفي فوز العرض الذي يقدمه إن كان يستحق.
وأكدت اللجنة على أن الفارق ما بين شهادات التقدير والجوائز من جهة والفاصل ما بين الجوائز الثلاثة في كل فرع على حدة لم يكن كبيرا في كثير من الأحيان وربما استدعى نقاشا طويلا بين أعضاء لجنة التحكيم، لذا تشد اللجنة على أيدي جميع المشاركين في المهرجان فكلنا فائزون مادامت مسارح مصر مضيئة بالعروض


سمية أحمد