سعيد أبو بكر شيبوب الفن العربي

سعيد أبو بكر شيبوب الفن العربي

العدد 564 صدر بتاريخ 18يونيو2018

الفنان القدير الراحل/ سعيد محمود أبو بكر (والشهير بالاسم الفني/ سعيد أبو بكر) من نجوم التمثيل الكوميدي في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وقد تميز بخفة ظله وتمتعه بحضور قوي، وبقدرته على مزج الكوميديا مع التراجيديا وتفجير الكوميديا من خلال التناقض بينهما، مع براعته في فن الإرتجال وإطلاق الفكاهة بتلقائية محببة حتى ولو كان الحوار باللغة العربية الفصحى. وهو من مواليد مدينة “طنطا” بمحافظة الغربية في 20 نوفمبر 1913، وقد تلقى تعليمه فى مدرسة “طنطا الابتدائية” ثم “طنطا الثانوية”، وحصل على البكالوريا عام 1933، ومن خلال المسرح المدرسي تفتحت وتأكدت موهبته في التمثيل، حيث انضم إلى فريق التمثيل وكان عضوا بارزا به، ومن أشهر المسرحيات التي قدمها على مسرح المدرسة مسرحية “لويس التاسع”.
بدأت علاقته بمسارح المحترفين عندما كانت فرقة “رمسيس” ليوسف وهبي في زيارة فنية لمدينة “طنطا”، وشاهده الممثل الراحل/ مختار عثمان وهو يجسد إحدى الشخصيات فأعجب بتمثيله وخفه دمه، ووعده بضمه لفرقة “رمسيس” بعد حصوله على الشهادة، وبالفعل سافر “سعيد” إلى القاهرة بعد حصوله على شهادة “البكالوريا”، وقد وفى الفنان/ مختار عثمان بوعده وانضم سعيد للعمل بفرقة “رمسيس” مقابل أجر شهري ثلاثة جنيهات، ولكنه أضطر إلى ترك الفرقة والسفر إلى مدينة “السويس” بحثا عن فرصة أفضل للعمل، فعمل بوظيفة أمين مخازن في المجلس البلدي بمحافظة “السويس” في الفترة من 1933 إلي عام 1936.
وبرغم إقامته في مدينة “السويس” وإلتزامه بقواعد العمل ومتطلباته إلا أنه ظل مهتما بالمسرح، فجمع مجموعة من الهواة وكون فرقة مسرحية قدمت عددا من المسرحيات كان أهمها مسرحية “البخيل” التي أخرجها بنفسه وقام ببطولتها، وقد نجحت المسرحية ومنحته ثقة في نفسه، ولكنه كان حريصا على إحتراف الفن ومهتما ومتابعا لأخبار الحركة المسرحية في القاهرة، وبالفعل عاد مرة أخرى إلى مدينة “القاهرة” وانضم إلى عدة فرق مسرحية من بينها فرق: “أنصار التمثيل والسينما”، “فاطمة رشدي”، “أوبرا ملك” وفرقة “فؤاد الجزايرلي”. ونظرا لإيمانه بأهمية أن يصقل موهبته بالدراسة كان من أوائل الملتحقين بالمعهد “العالي للتمثيل” بمجرد نجاح الرائد/ زكي طليمات في إعادة إفتتاحه عام 1945، وقد نجح في أن يحوز على إعجاب الرائد/ زكي طليمات أثناء تقديمه لدخول المعهد حينما قدم مشهدا من مسرحية “البخيل” لموليير. وقد حصل على دبلوم “المعهد العالى التمثيل” عام 1947 ضمن أول دفعة، وهي الدفعة التي ضمت عددا من الموهوبين الذين نجحوا في تحقيق نجوميتهم بعد ذلك (ومن بينهم الأساتذة: فريد شوقي، عبد المنعم إبراهيم، شكري سرحان، محمد السبع، حمدي غيث، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، نعيمة وصفي، صلاح منصور، عمر الحريري، كمال حسين، يوسف الحطاب).  
انضم بعد تخرجه في المعهد وحصوله على البكالوريوس إلى الفرقة “المصرية للتمثيل والموسيقى”، وشارك بأداء بعض الأدوار الثانوية والمساعدة في عدة مسرحيات خلال الفترة من 1947 إلى 1950، لينضم بعد ذلك إلى فرقة “المسرح الحديث” التي أسسها الرائد/ زكي طليمات من خريجي “المعهد العالي للتمثيل” ويشارك بأداء أدوار البطولة بعدد من المسرحيات ومن بينها: “مسمار جحا”، “البخيل”، “مريض بالوهم”، طبيب رغم أنفه، الفرسان الثلاثة، وذلك حتى عام 1953 وهو تاريخ دمج الفرقة مع الفرقة “المصرية للتمثيل والموسيقى” لتصبح “الفرقة المصرية الحديثة”، والتي استمر الفنان/ سعيد أبو بكر يعمل بها ممثلا ومخرجا حتى عام 1967(كانت آخر مساهماته بها مشاركته في بطولة مسرحيتي: “حلاوة زمان”، “كوابيس في الكواليس”.   
جدير بالذكر أنه عمل مفتشا بالمسرح المدرسي لفترة إلى جانب عضويته كممثل في فرقة “المسرح الحديث”، كما أنه مع بداية الخمسينات أخرج عددا من المسرحيات لفرقة “المسرح القومي” منها: صندوق الدنيا، بابا عايز يتجوز، حواء، أكل عيش عاوز كده ، قاتل الزوجة ، بالإضافة إلى مسرحيتين للكاتب/ نعمان عاشور هما: الناس إللي فوق، سينما أونطة.
ومع بدايات فرق التليفزيون تم تكليف الفنان/ سعيد أبو بكر بإدارة فرقة “المسرح الكوميدي” سنة 1963، كما عين بعد ذلك مديرا للفرقة “الاستعراضية الغنائية”، والتي شارك من خلالها في بطولة بعض المسرحيات الغنائية والأوبريتات ومن بينها: “بنت بحري/ فرح حميدو”، “حمدان وبهانة” و”القاهرة في ألف عام”.
ويرجع الفضل في عمل الفنان/ سعيد أبو بكر في السينما إلى المخرج الكبير/ محمد كريم الذي كان يعتمد على أعضاء “جمعية أنصار التمثيل والسينما” في إختياراته لمجموعة الفنانين المشاركين معه في أفلامه الأولى، وكان أول دور له على شاشة السينما في فيلم “يوم سعيد” سنة 1939، بطولة المطرب/ محمد عبد الوهاب (الذي أخرج الرائد/ محمد كريم جميع  أفلامه).
أما عن حياته الشخصية فقد ارتبط بخطوبة مع الفنانة/ ماجدة ولكن للأسف فإن مشروع الزواج لم يكتمل، ثم تزوج بعد ذلك من أجنبية، وانشغل بعدها بالمسرح حتى بدأ المرض يهاجمه، فعاني من مرض القلب ثم توفى أثناء علاجه بالمملكة المتحدة (بالعاصمة “لندن”) في 16 أكتوبر 1971.
اشتهر الفنان/ سعيد أبو بكر بصفة عامة بأداء شخصية الصديق والتابع خفيف الظل، ومن أشهر أدواره على الإطلاق دور “شيبوب” الذي جسده بخفة ظل لا تقارن، وكذلك دور “قرقر” في “جمعية قتل الزوجات”.
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (المسرح/ السينما/ الإذاعة/ التليفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا - أعماله السينمائية:
شارك الفنان القدير/ سعيد أبو بكر بأداء عدد قليل جدا من الأدوار الرئيسة في عدد لا يزيد عن عشرة أفلام ومن أهمها فيلم “السبع أفندي” عام 1951، وذلك بخلاف أدائه لعدد كبير من الأدوار الثانوية المؤثرة في عدد كبير من الأفلام السينمائية المهمة والتي قد يقارب عددها خمسة وستين فيلما. والحقيقة التي يجب تأكيدها هي أنه من هؤلاء الممثلين الذين يملكون القدرة على لفت الإنتباه وإثبات موهبتهم المؤكدة ومهاراتهم حتى ولو شاركوا بأداء مشهد واحد، ولعل أشهر الأمثلة على ذلك تجسيده لدور العامل الأخرس الذي يريد شراء “ورق سنفرة” من العملاق / نجيب الريحاني في فيلم “لعبة الست”. وتضم أدواره المتميزة دور “شيبوب” بفيلمي: “عنتر يغزو الصحراء”، “عنتر بن شداد” من إخراج/ نيازي مصطفى، ودور أمين مدير مكتب المحامي/ عادل (كمال الشناوي) بفيلم “الأستاذة فاطمة” من إخراج/ فطين عبد الوهاب.  
ويجب التنويه إلى أن علاقته بالسينما قد بدأت في فترة مبكرة نسبيا وبالتحديد عام 1939، عندما شارك في فيلم “يوم سعيد” من إخراج الرائد/ محمد كريم، وكانت آخر أفلامه فيلم “أفراح” للمخرج/ أحمد بدرخان عام 1968، وبالتالي فقد استمرت مسيرته السينمائية لمدة ثلاثين عاما شارك خلالها في خمسة وسبعين فيلما، هذا وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: يوم سعيد (1938)، الستات في خطر (1942)، العامل (1943)، حسن وحسن، الفلوس، أحلام الحب، الجنس اللطيف (1945)، الماضي المجهول، النائب العام، لعبة الست، دايما في قلبي، ليلى بنت الأغنياء، رجل المستقبل، مجد ودموع (1946)، عروسة البحر، قلبي دليلي، حبيب العمر، الهانم (1947)، فوق السحاب، عنبر، المستقبل المجهول (1948)، ليلة العيد، غزل البنات، البيت الكبير (1949)، الأفاكاتو مديحة، الصقر، كيد النساء، آخر كدبة، دموع الفرح (1950)، تعال سلم، لك يوم يا ظالم، آدم وحواء، ليلة غرام، السبع أفندي (1951)، عايزة أتجوز، الإيمان، حضرة المحترم، سيدة القطار، الأستاذة فاطمة (1952)، اللص الشريف، حميدو، موعد مع الحياة، نساء بلا رجال (1953)، علشان عيونك، عزيزة، أمريكاني من طنطا، الفارس الأسود، دستة مناديل، دايما معاك، تاكسي الغرام (1954)، الله معنا، الميعاد (1955)، معجزة السماء، شياطين الجو، النمرود، العروسة الصغيرة (1956)، إسماعيل يس للبيع!، سجين أبو زعبل، غرام المليونير، تجار الموت (1957)، الأخ الكبير، سواق نص الليل (1958)، لقمة العيش، بين السماء والأرض، عنتر يغزو الصحراء (1960)، رسالة إلى الله، عنتر بن شداد (1961)،  جمعية قتل الزوجات، دنيا البنات (1962)، القاهرة/ cairo، الساحرة الصغيرة (1963)، أرملة وثلاث بنات (1965)، ابتسامة أبو الهول، ثلاث لصوص (1966)، أفراح (1968).
ويذكر من خلال رصد مجموعة الأفلام السابقة تعاونه مع نخبة من كبار المخرجين الذي يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: محمد كريم، أحمد بدرخان، نيازي مصطفى، يوسف وهبي، إبراهيم عمارة، أحمد كامل مرسي، ولي الدين سامح، صلاح أبو سيف، أنور وجدي، عباس كامل، حسين فوزي، حمادة عبد الوهاب، حسين صدقي، أحمد سالم، أحمد خورشيد، فؤاد الجزايرلي، كامل التلمساني، حلمي رفلة، هنري بركات، يوسف شاهين، عز الدين ذو الفقار، عاطف سالم، محمود ذو الفقار، حسام الدين مصطفى، كمال الشيخ، حسن الصيفي، كمال عطية، حسن الإمام، فطين عبد الوهاب، سعد عرفة، جلال الشرقاوي.
ثانيا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان/ سعيد أبو بكر طوال حياته، ومجال إبداعه الأساسي، فهو المجال الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من أربعين عاما، شارك خلالها بعضوية أهم الفرق المسرحية (من أهمها: “المسرح القومي”، “المسرح الكوميدي”، “الغنائية الإستعراضية”). هذا ويمكن تصنيف إسهاماته في مجال المسرح إلي قسمين أساسيين هما: التمثيل والإخراج، مع مراعاة التتابع الزمني وإختلاف الجهات الإنتاجية كما يلي:
1- التمثيل:
أثرى الفنان القدير/ سعيد أبو بكر حياتنا المسرحية بأدائه لعدد كبير من الشخصيات الدرامية والتي نجح في تجسيدها بصدق ومهارة، ومن أشهر أدواره الخالدة: أرباجون في مسرحية “البخيل”، سجاناريل في مسرحية “دونجوان”، نعمان بك الطمبورجي في مسرحية “كفاح شعب”، الأسطى/ عطية في مسرحية “دنشواي الحمراء”، عبد الحميد بك في مسرحية “كدب في كدب”، جحا في مسرحية “مسمار جحا”، بهروز في مسرحية “ابن جلا”، خليفة في مسرحية “أصحاب العقول”، حسن عرنوس في في أوبريت “العشرة الطيبة”،  الحاكم بأمر الله في مسرحية “القاهرة في ألف عام”، حنفي حنفي المحامي المشاغب غير الكفء في مسرحية “القضية”، يحيى بك الأرستقراطي في مسرحية “حلاوة زمان”، ويمكن تصنيف مشاركاته في التمثيل طبقا لإختلاف الفرق كما يلي:
- “أنصار التمثيل والسينما”: النضال (1939).
- “المسرح القومي”: سر الحاكم بأمر الله، الصهيوني (1948)، ابن جلا، البخيل، في خدمة الملكة (1950)، مسمار جحا، كدب في كدب، الفرسان الثلاثة، في خدمة الملكة، حورية من المريخ، مريض الوهم (1951)، طبيب رغم أنفه، قصة مدينتين، شروع في جواز، كفاح شعب، دنشواي الحمراء (1952)، أصحاب العقول، نفوسة، صندوق الدنيا (1953)، بابا عاوز يتجوز، إشاعة هانم (1954)، سكان العمارة، مقالب سكابان (1955)، الخطاب المفقود (1956)، جمعية قتل الزوجات (1957)، قهوة الملوك (1958)، العشرة الطيبة (1959)، بيوت الأرامل (1960)، دونجوان، السلطان الحائر، المحروسة، القضية (1961)، عريس في علبة، المحلل (1962)، كوبري الناموس (1963)، الخبر (1964)، حركة ترقيات (1965)، حلاوة زمان، كوابيس في الكواليس (1967).
- “مسرح التليفزيون”: أحلام النسور (1962).
- “مسرح الحكيم”: شلة الأنس (1964)، النصابين (1966).
- “المسرح العالمي”: مريض الوهم (1964).
- “المسرح الحديث”: عودة الروح (1965).
- “المسرح الكوميدي”: الزوجة آخر من يعلم، خلف البنات (1966).
- “الغنائية الإستعراضية”: حمدان وبهانة (1962)، بنت بحري/ فرح حميدو (1963)،  القاهرة في ألف عام (1969).
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: زكي طليمات، يوسف وهبي، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، حمدي غيث، نور الدمرداش، كمال يس، سعد أردش، كرم مطاوع، كمال عيد، جلال الشرقاوي، السيد راضي، علي الغندور، فؤاد الجزايرلي، دارين جنكنز، أرفن لايستر.
2- الإخراج:
لم تقتصر إسهامات الفنان/ سعيد أبو بكر الإبداعية في مجال الإخراج على فرقة واحدة، بل قام بإخراج ما يزيد عن عشرة مسرحيات في أكثر من فرقة، وإن كان للمسرح القومي النصيب الأكبر، حيث تضم قائمة المسرحيات التي أخرجها المسرحيات التالية:
- “المسرح القومي”: صندوق الدنيا (1952)، بابا عاوز يتجوز (1954)، حواء، أكل عيش عاوز كده (1955)، قاتل الزوجة (1956)، الناس إللي فوق، سينما أونطة (1958).
- “المسرح العالمي”: مريض الوهم (1964).
- “المسرح الكوميدي”: حركة ترقيات (1965)، الزوجة آخر من يعلم (1966)، إزاي ده يحصل (1968).
وجدير بالذكر أن بعض هذه المسرحيات قد حققت نجاحا أدبيا وجماهيريا كبيرا وفي مقدمتها: الناس إللي فوق، مريض الوهم، حركة ترقيات، إزاي ده يحصل.
ويذكر أنه كمخرج قد تعاون مع نخبة من المؤلفين المحليين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: توفيق الحكيم، نعمان عاشور، أنور فتح الله، محمود شعبان، عزت السيد إبراهيم، عزت عبد الغفور، حسين عبد النبي، كما قام أيضا بإخراج بعض النصوص العالمية لكبار الكتاب وفي مقدمتهم: موليير، سومرست موم، فريدريك فوج.
ويحسب له كمخرج إختياراته الدقيقة لمجموعة الممثلين بكل مسرحية، وتعاونه مع نخبة من كبار النجوم ومن بينهم الأساتذة: حسين رياض، نعيمة وصفي، فؤاد شفيق، محمود المليجي، عقيلة راتب، ملك الجمل، سناء جميل، سميحة أيوب، صلاح سرحان، عبد المنعم إبراهيم، توفيق الدقن، صلاح منصور، أحمد الجزيري، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، زهرة العلا، عمر الحريري، سهير البابلي، كمال حسين، روحية خالد، برلنتي عبد الحميد، أبو بكر عزت، نجوى سالم، جمال إسماعيل، إبراهيم سعفان، حسن مصطفى، مديحة حمدي، نادية رشاد، حمزة الشيمي، محمود أبو زيد، كوثر العسال.
ثالثا - أعماله الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، والذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من خمسة وعشرين عاما ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: حماتي في القمر، قاضي الزمان علي بابا، لسه شباب، عودة الروح، سارة، آخر كدبة، بنت مدارس، الولد الشقي، مذكرات المعلم شعبان، وذلك بخلال البرنامج الدرامي الشهير “مطبات في الهوا” والذي يجسد في شخصية “مصطفى”.
رابعا - الإسهامات التليفزيونة:
عاصر الفنان القدير/ سعيد أبو بكر بدايات البث التلفزيوني وبداية إنتاجه الفني مع بدايات ستينيات القرن الماضي. وكانت الصعوبة التي تواجه جميع العاملين خلال فترة البدايات هي ضرورة تصوير الحلقة كاملة دون توقف - لعدم وجود إمكانية لعمل “المونتاج” - وبالتالي فقد كان واحدا من جيل الممثلين المسرحيين الذين أثروا العمل التلفزيوني بقدرتهم على الحفظ وأيضا بتفهمهم لطبيعة التصوير ومراعاة زوايا الكاميرا المختلفة. هذا وتضم قائمة إسهاماته الإبداعية مشاركته في أداء بعض الأدوار الرئيسة بعدد من المسلسلات التلفزيونية المهمة ومن بينها: هارب من الأيام (1962)، الضحية (1964)، الكنز (1969)، مغامرات رجل زيي وزيك (1971). وذلك بخلاف عدد من التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها: بنسيون عديلة.
وللأسف أن هذا الفنان القدير الذي أثرى حياتنا الفنية بكثير من الإبداعات المهمة، والذي أثرى بصفة خاصة مسرحنا المصري بإسهاماته الكبيرة ممثلا ومخرجا ومديرا لم يحظ في حياته بأي شكل من التكريم يتناسب مع هذا الكم الكبير من العطاء والتضحيات، ولكن يبقى له في النهاية حب وتقدير الجمهور له ومجموعة أدواره الخالدة .


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏