سليمان نجيب   برنس الفن العربي

سليمان نجيب   برنس الفن العربي

العدد 562 صدر بتاريخ 4يونيو2018

الفنان المصري القدير سليمان نجيب قامة انسانية شامخة وقيمة فنية سامية، وهو أحد أيقونات الفن العربي ورمز من رموزه الأصيلة الخالدة التي ساهمت في إثراء حياتنا الفنية بعدد كبير من الشخصيات الدرامية الخالدة بجميع القنوات الفنية (المسرح- السينما- الإذاعة). ويحسب له نجاحه في تحقيق مكانة خاصة له في قلوب جماهير وعشاق الفن بمشاركاته الفنية المتتالية وإبداعاته المتعددة على مدار عدة أجيال، تلك الجماهير التي أصبح “سليمان نجيب” بالنسبة لها علامة للجودة الفنية والأداء التلقائي المحبب وخفة الظل، بعدما أعجبت وعشقت صدق أدائه ومهارة تجسيده لمختلف الشخصيات. 
بالطبع لم يكن يستطيع أن يحقق تلك المكانة الرفيعة وأن يضع بصمة مميزة خاصة به إلا بعدما نجح في توظيف موهبته المؤكدة التي صقلها بكثير من التجارب المتتالية وبالعمل مع كبار المبدعين، ليقدم لنا في النهاية هذا الأداء الذي يمكن وصفه بدقة بأنه “السهل الممتنع”، فهو بالرغم من رصانة أدائه وجديته قادر على خلق الإبتسامة ببساطة الأداء وبتلك التلقائية الشديدة وبذلك الظرف الطبيعي اللامفتعل.
وهو من مواليد 21 يونيو عام 1892 لأسرة عريقة ومرموقة من أصل شركسي، والده هو القاص والشاعر/ مصطفى بك نجيب الذي عني بتربيته وتثقيفه، وقد ورث “سليمان نجيب” لقب البكوية عن والده الذي توفي ولم يزل “سليمان لم يبلغ العاشرة من عمره بعد. وكان والده يعمل بالديوان الملكي بسرايا عابدين كأمين أول في معية الخديوي/ عباس حلمي الثاني، وخاله أحمد زيور باشا رئيس مجلس الوزراء، وابن عمته الطبيب الشاعر/ أحمد زكي أبو شادي.
إلتحق “سليمان نجيب” بالمدارس الأجنبية بالقاهرة، ونظرا لنشأته في بيئة ثقافية ومنزل أديب وشاعر فقد عشق القراءة منذ طفولته، وبدأ حياته الأدبية بالكتابة فى مجلة “الكشكول الأدبية” وتحرير عمود ثابت تحت عنوان: مذكرات عربجى”، ولكن الكتابة لم تستطع أن تشبع رغبته القوية فأتجه للتمثيل الذي أحبه وعشقه منذ صغره، وبالتحديد منذ أن كان طالبا في المدرسة التحضيرية في منطقة “درب الجماميز” بحي “السيدة زينب” بالقاهرة، فإتجه إليه رغم صعوبة ذلك القرار بالنسبة إليه، خاصة مع انحداره من أسرة عريقة ثرية وهو ما كان يعتبر بالنسبة لها أمرا مرفوضا تماما بل ومستهجنا وقتئذ. فقد أتجه لممارسة الفن فى وقت صعب جدا كان ينظر فيه لأصحاب مهنة التمثيل على إعتبارهم مجرد مجموعة بهلوانات وأراجوزات ومشخصاتية، حتى أن شهاداتهم كانت لا يعتد بها في المحاكم!!
انضم “سليمان نجيب” في البداية إلى جمعية “أنصار التمثيل والسينما” عام 1913، وعقب تخرجه في كلية الحقوق ترك المحاماة وانضم إلى فرقة “عبد الرحمن رشدي” مع صديقيه/ زكي طليمات ومحمد عبد القدوس عام 1917، كما عمل أيضا لفترة قصيرة بفرقة الشيخ/ سلامة حجازي، ولكنه أضطر إلى الإستقالة من فرقة “عبد الرحمن رشدي” في العام التالي تحت ضغوط عائلية عنيفة. فقد شعرت أسرته بالصدمة آنذاك وأصرت على دفع ابنها إلى العمل بالسلك الدبلوماسي وإجباره على الابتعاد عن مهنة التمثيل، لذلك لم يستطع العودة لهوايته وممارسة التمثيل وإحتراف الفن إلا بعد وفاة أمه احتراما لوعده لها.
شغل الفنان/ سليمان نجيب عدة وظائف رفيعة في كل من وزارتي الأوقاف والعدل، حيث عمل في السكرتارية الوزارة في كل منهما، وتنقل بعد ذلك بين وزارة المواصلات ومجلس الشيوخ وقنصلية “مصر” بإسطنبول، حيث أتيحت له فرصة تمثيل “مصر” كقنصل في السفارة المصرية بمدينة “إسطنبول” التركية عام 1925، ولكنه أحيل إلى المعاش مع تغير الوزارة - خلال فترة تولي “عبد الخالق ثروت باشا” الوزارة الذي قام بتصفية بعض الحسابات مع خاله أحمد زيور باشا (رئيس مجلس الوزراء السابق له) - ثم أعيد إلى العمل مع سقوط الوزارة وعين سكرتيرا لوزير الحقانية (العدل). نقل عام 1938 لدار الأوبرا المصرية، وعين مديرا لها، فكان أول مصري يشغل هذا المنصب، وإلى جانب عمله الرسمي بدار الأوبرا أسندت إليه أيضا الإدارة الفنية للفرقة “القومية” لفترة في أوائل أربعينيات القرن العشرين.
حافظ طوال مشواره الفني على عضوية “جمعية أنصار التمثيل والسينما”، وكان لفترات طويلة من أبرز أعضائها، ومارس هواياته في التأليف والإقتباس والتمثيل والإخراج من خلالها، وأنتخب عام 1935 رئيسا لها عقب إستقالة د.فؤاد رشيد، وظل في منصبه حتى وفاته.
بجانب المسرح الذي قدم من خلاله ما يزيد عن خمسين مسرحية، عمل “سليمان نجيب” في كلاسيكيات السينما المصرية منذ أوائل الثلاثينات وحتى منتصف الخمسينات كممثل وسيناريست، وشارك بالبطولة الثانية في عشرات الأفلام المهمة، وتميز بشخصيته المتميزة وخفة ظله وأدائه الفكاهي. واشتهر بأداء العديد من الشخصيات خاصة الأرستقراطية (الباشوات والبكوات) والتي تعكس حياته الواقعية والطبقة التي ينتمي إليها، فقدم صورا مثالية للباشا الطيب الأنيق الذي يعتني بذاته ومظهره والذي يدعي الجدية والعصبية ونفاذ الصبر وسرعة الغضب، وجميعها مظاهر خادعة قد تتناقض مع أسلوبه الفكاهي وعشقه للمغامرات والشقاوة وممارساته للغزل والغرام. ويعد دور “الباشا” في فيلم “غزل البنات” مع الفنانين/ نجيب الريحاني وليلى مراد وأنور وجدي من أشهر أدواره على الإطلاق، وإن كان هذا لا ينفي تميزه أيضا في عدد من الأفلام المهمة الأخرى ومن بينها - على سبيل المثال - أدواره التي لا تنسى في أفلام: “دنانير” مع أم كلثوم وعباس فارس، “لعبة الست” مع نجيب الريحاني وتحية كاريوكا، “الأنسة حنفى” مع اسماعيل يس، “بنت الأكابر” مع ليلى مراد، “الأنسة ماما” مع صباح، “يا حلاوة الحب”، و”لهاليبو” مع نعيمة عاكف وغيرها من الأدوار التي ارتبطت بذاكرة ووجدان المشاهد العربي.
 عرف الفنان/ سليمان نجيب بصداقته الوطيدة مع نخبة من الفنانين وكذلك بإرتباطه الوثيق بأهل الثقافة والسياسة بصفة عامة، خاصة وقد تميز منذ صغره بعشقه للثقافة وفصاحة اللسان، واكتسب مع الأيام ثقافة موسوعية، ومن أهم صفاته الشخصية سلوكيات الراقية واحترامه الشديد للمرأة، والصدق والأدب واللباقة، كما تميز بأدبه الجم وذوقه الرفيع وطيبة قلبه وخفة دمه الفطرية.
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (المسرح/ السينما/ الإذاعة) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان/ سليمان نجيب ومجال إبداعه الأساسي، وهو الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من أربعين عاما، شارك خلالها بعضوية أهم الفرق المسرحية (ومن أهمها: “أنصار التمثيل والسينما”، “عبد الرحمن رشدي”، “جورج أبيض”، “الفرقة القومية”). هذا ويمكن تصنيف إسهاماته في مجال المسرح إلي قسمين أساسيين هما:
1 - التأليف والترجمة والإقتباس:
كان الفنان/ سليمان نجيب من أنصار الترجمة والإقتباس والتمصير فاقتبس عددا كبيرا من الفارسات والكوميدات الفرنسية والإنجليزية - قدم بعضها بالإشتراك مع الفنان القدير/ عبد الوارث عسر (زميله بعضوية جمعية أنصار التثيل والسينما) - وقدمت هذه المسرحيات بعدة فرق: “أولاد عكاشة”، “الكسار”، “جورج أبيض”، “رمسيس”، “فاطمة رشدي”، “القومية”، “الطليعة”، “الكوميدي” وأيضا ببعض المدارس والجامعات، وبجمعية “أنصار التمثيل والسينما” ومن بينها مجموعة المسرحيات التالية: 24 ساعة جواز، فتاة الأناضول، المشكلة الكبرى، حادثة طلاق، التقرير السري، حادثة الطربوش، كلمة الحق، بيوت الذوات، إكسبريس قبلي، شروع في جواز، في بيوت الناس، زوجتي، عفريت مراتي، إلى الأبد، الحل الأخير، سوسو، أول بختي، اللعب بالنار، توت عنخ آمون، إلى الأبد، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، كلنا كده، علشان عيونك.
وذلك بخلاف بعض مؤلفاته المسرحية التي قدمت من خلال عدة فرق كبرى كما يلي:
- فرقة “فاطمة رشدي”: 667 زيتون (1930)، الدكتور (1948).
- الفرقة “القومية”: الزوجة الثانية (1937)، الأمل (1939) مع عبد الوارث عسر، رجال (1942)،
- الفرقة “المصرية للتمثيل والموسيقى”: أرواح المرحومين (1946)، الغيرة (1948).
- جمعية “أنصار التمثيل والسينما”: واسطة خير (1960)، جوز عفاريت (1986).
- فرقة “المسرح الكوميدي”: حادث قطار (1963)
2- التمثيل:
يمكن تصنيف مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها طبقا لاختلاف الفرق وأيضا للتتابع الزمني كما يلي:
- “أنصار التمثيل والسينما”: العرائس (1915)، نبي الوطنية/ الرسول (1920)، الواجب (1932)، إلى الأبد (1935)، المرأة بين جيلين، الموظف (1936)، النضال (1937)، المشكلة الكبرى (1938).
- “عبد الرحمن رشدي”: البخيل، الرداء الأحمر (1918).
- “جورج أبيض”: حور محب، زواج فيجارو (1924)، الإسكندر الأكبر (1925).
- “القومي”: كلنا كده، مدرسة الأزواج، نص دقيقة (1943)، ابن مين فيهم، الجزاء (1944)، حسن الشحات، أرواح المرحومين، عفريت مراتي، مشغول بغيري (1946)، الشرف الياباني (1947)، الغيرة (1948) دور حسن بك،
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: عزيز عيد، زكي طليمات، جورج أبيض، فتوح نشاطي، عمر وصفي، السيد بدير، عبد الوارث عسر.
ثانيا - أعماله الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، والذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض الأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن خمسة وعشرين عاما ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: آخر إنذار، جمعية العزاب، وذلك بخلاف مشاركته بإعداد وتقديم بعض البرامج الدرامية وبرامج المنوعات للإذاعة المصرية ومن أهمها برنامج “حديث السهرة”.
ثالثا - أعماله السينمائية:
شارك الفنان القدير/ سليمان نجيب بأداء عدد قليل جدا من أدوار البطولة المطلقة والأدوار الرئيسة، وذلك بالإضافة إلى أدائه عدد كبير من الأدوار الثانوية المؤثرة في عدد كبير من الأفلام السينمائية المهمة والتي قد يقارب عددها خمسة وخمسين فيلما، وقد بدأت علاقته بالسينما متأخرة نسبيا - بعدما تخطى سن الأربعين - وذلك من خلال تعاونه مع المخرج الرائد/ محمد كريم في فيلمي: “دموع الحب”، و”الوردة البيضاء” وهما من بطولة الفنان/ محمد عبد الوهاب، وفي هذا الصدد يجب التنويه إلى أن الفنان القدير/ سليمان نجيب” كان قاسما مشتركا في عدد من الأفلام الغنائية المهمة لتي تعد من كلاسيكيات السينما العربية، تلك الأفلام التي أبدع في تقديمها كل من المطربين: محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، ليلى مراد، محمد فوزي، صباح، نعيمة عاكف، سعد عبد الوهاب، عبد العزيز محمود، شادية.
هذا وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: الوردة البيضاء (1932)، دموع الحب (1935)، الحل الأخير (1937)، دنانير، الدكتور (1939)، قلب المرأة، أصحاب العقول (1940)، إلى الأبد، (1941)، عايدة، أخيرا تزوجت (1942)، الحياة كفاح، ليلى بنت الفقراء، قبلة في لبنان، القلب له واحد (1945)، دنيا، لست ملاكا، أصحاب السعادة، لعبة الست (1946)، قلبي وسيفي، فاطمة (1947)، آه يا حرامي (1948)، غزل البنات، لهاليبو، الليل لنا، البيت الكبير، نادية (1949)، الأنسة ماما، الزوجة السابعة، الهانم (1950)، ورد الغرام، نهاية قصة، مشغول بغيري، حبيبتي سوسو (1951)، عايزة أتجوز، يا حلاوة الحب، المنتصر، بشرة خير، زينب، حضرة المحترم، ظلمت روحي (1952)، أنا ذنبي إيه؟، بيت الأكابر، قطار الليل، بائعة الخبز (1953)، الآنسة حنفي، المحتال، علشان عيونك، أمريكاني من طنطا، إلحقوني بالمأذون، جنون الحب (1954)، أماني العمر، تار بايت، أحلام للبيع (1955).
ويمكن من خلال رصد ودراسة مجموعة الأفلام السابقة أن نشير إلى تعاونه من خلالها مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: محمد كريم، كمال سليم، أحمد بدرخان، توجو مزراحي، عبد الفتاح حسن، أنور وجدي، ولي الدين سامح، أحمد كامل مرسي، نيازي مصطفى، عز الدين ذو الفقار، محمود ذو الفقار، حلمي رفلة، حسين فوزي، عباس كامل، حسن رمزي، هنري بركات، الإمام، فطين عبد الوهاب، سيف الدين شوكت، إبراهيم عمارة، بهاء الدين شرف، جمال مدكور.
والحقيقة أن إسهامات الفنان القدير/ سليمان نجيب في مجال السينما لم تقتصر على التمثيل فقط بل شارك أيضا بقلمه في كتابة القصة والسيناريو والحوار، حيث تضم قائمة إبداعاته: مشاركته في كتابة حوار فيلم “الوردة البيضاء”، وأيضا مشاركته في كتابة السيناريو والحوار لفيلم “لست ملاكا”، وكتابة قصة كل من فيلمي: “الدكتور” و “إلى الأبد”، وكذلك مشاركته في كتابة سيناريو وحوار فيلم “أخيرا تزوجت”.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان/ سليمان نجيب الذي حاول المنتجون والمخرجون حبسه في شخصيات الطبقة الأرستقراطية بالسينما قد تنوعت أدواره بصورة كبيرة جدا في مجال المسرح، حيث نجح من خلاله في تقديم عدد كبير من الشخصيات الدرامية الثرية سواء باللغة العامية أو باللغة العربية الفصحي (لبعض الشخصيات بالنصوص العالمية المترجمة). كما يحسب له نجاحه في تمرده على أداء تلك الشخصيات الإرستقراطية حتى في السينما، وذلك بتقديم تنويعات مختلفة عليها ولعل من أشهر النماذج على ذلك محاولاته لتجسيد بعض أدوار صغار الموظفين أو أدوار أبناء البلد والحرفيين، ومن بينها تجسيده لشخصية ناظر محطة سكة حديد بفيلم “جنون الحب”، وشخصية حاتي (كبابجي) بفيلم “تار بايت”. كذلك يجب التنويه إلى أن الفنان/ سليمان نجيب نجح أيضا في القيام ببعض أدوار البطولة المطلقة، فتفوق وأبدع في تقديمها ومن أهمها أفلام: “الحل الأخير” من إخراج/ عبد الفتاح حسن عام 1937، “الدكتور” من إخراج/ نيازي مصطفى عام 1939، “إلى الأبد” من إخراج/ كمال سليم عام 1941، “أخيرا تزوجت” إخراج/ جمال مدكور عام 1942 .
جدير بالذكر أن الفنان الراحل/ سليمان نجيب قد أضرب عن الزواج بإرادته وإختياره عن قناعة، فقد كان يرى أن الزوجة قد تثير في أغلب الأحيان كثيرا من المشاكل، خاصة إذا كانت مناكفة ونكدية ومثيرة للقلق، وبالتالي قد تقضى على راحة باله، كما كان يخاف من المستقبل بعد أنجاب الأطفال حيث من الممكن أن تتغير الظروف فيعيش الأطفال فى مرض أو فقر وضيق فى المعيشة وهو فى غنى عن ذلك كله .
والغريب أنه كان يشعر دائما بأنه لن يتعدى الستين من عمره بكثير، وقد تحقق ذلك بالفعل إذ توفي في 18 يناير 1955م عن عمر يناهز إثنين وستين عاما، وكان قد أوصى - في وصية رسمية - بإهداء شقته إلى طباخه، وسيارته إلى سائقه، وبكامل ثروته ومكتبته ومقتنياته لدار الأوبرا المصرية، وذلك لحبه لها وللفن الذى تقدمه، فقد كان رحمه الله مغرما بالفنون الراقية وبالتحديد بالتمثيل وفنون الأوبرا.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏