سيد على إسماعيل : حلوان عرفت المسرح عام 1891 مع افتتاح الخديوي توفيق تياترو كازينو حلوان

سيد على إسماعيل : حلوان عرفت المسرح عام 1891 مع افتتاح الخديوي توفيق تياترو كازينو حلوان

العدد 554 صدر بتاريخ 9أبريل2018


أقيم الثلاثاء الماضي بمدرج 55 بآداب حلوان قسم اللغة العربية ندوة علمية حول “ بدايات المسرح فى حلوان” وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، ناقشت الندوة بحث الدكتور سيد على إسماعيل عن الموضوع, وذلك فى حضور الهيئة المعاونة لقسم اللغة العربية بقيادة الدكتور منصور عبد السميع، والدكتورة نجوى صقر التي أدارت الندوة والدكتور الصديق عمر فرج، والدكتور محمد نصار وعدد من طلبة الفرقة الثانية لقسم اللغة الألمانية وطلاب الفرقة الرابعة لقسم اللغة العربية.
أستهلت الندوة بحديث الدكتور سيد على الذي أوضح أن بدايات المسرح فى مدينة حلوان كانت الأحد الثامن من مارس عام 1891 ,عندما أفتتح الخديوي توفيق “تياترو كازينو حلوان” , الذى بناه الخواجة “سوارس” صاحب شركة حديد حلوان .
وأوضح د. سيد على إسماعيل أن جريدة (المقطم ) نشرت وصفا لهذا الافتتاح قالت فيه “ أعترف الناس باليد البيضاء لجناب الوجيه الخواجة سوارس على ما أتمه من التحسين والتزيين في مدينة حلوان , حتى زادت رغبة الناس فى سكناها وترويح النفس بنزهتها وبهجتها . وقد احتفل أمس بافتتاح الكازينو الجديد الذى أنشأه الخواجة سوارس بها فتقاطر الناس إلى حلوان أفواجا , حتى زادت تذاكر الذهاب والإياب على ألف وخمسمائة . وكان الاحتفال شائقا والازدحام فائقا , شرفه سمو الخديوي المعظم” إلى آخر المقالة.
وأضاف د. سيد على إسماعيل أنه بافتتاح هذا الكازينو, دخلت حلوان التاريخ المسرحى من أوسع أبوابه، فقد عرضت على خشبة مسرحه أغلب الفرق المسرحية والعربية وبعض الفرق الأجنبية والجمعيات الأدبية .
تحدث د.سيد على عن أهم الفرق المسرحية العربية التي عرضت في حلوان وأكثرها شهرة مثل فرقة إسكندر فرح, وفرقة أبو خليل القباني, وفرقة سليمان القرداحى, وفرقة الشيخ سلامة حجازي , وفرقة جورج أبيض ..
و عن فرقة “ إسكندر فرح “ أوضح أنها تعد من أهم وأشهر الفرق المسرحية فى مصر فى القرن التاسع عشر, حيث تمتلك إمكانيات نجاحها من خلال نجمها اللامع الشيخ سلامة حجازى ,ومسرحها الثابت فى شارع عبد العزيز ومؤلفها الفذ الشيخ نجيب الحداد . هذه الفرقة بدأت أول عرض مسرحي لها فى كازينو حلوان بمسرحية (افيجينى) أو (الرجاء بعد اليأس) وذلك يوم 29/11 /1891 ,وقد حضر االعرض الخديوى توفيق.
ونشرت جريدة (المقطم ) كلمة وصفت فيه العرض مع نقده بصورة لافته للنظر – حيث إن اغلب الكتابات فى تلك الفترة , كانت من باب الدعاية والإعلان-
جاء فيه: “ مثلت عصر أمس رواية (افيجينى) أو (الرجاء بعد اليأس ) فى كازينو حلوان, وقد حضرها سمو الخديوي المعظم وجمهور غفير من الخلق .وافتتحت الرواية بتلاوة خطبة وجيزة وقصيدة رائعة في مدح الجناب العالي من قلم الأديب نجيب افتدى حداد مؤلف الرواية. وقد أجاد الممثلون جميعا في تمثيل أدوراهم , وأطرب المنشدون والمغنون بما حرك القلوب وأثار الأشجان” .
تحدث د. سيد على عن أهم عروض فرقة إسكندر فرح قال: “ فى ديسمبر 1891 عرضت الفرقة مسرحيتين بالكازينو الأولى (محاسن الصدف ) , وحضرها الخديوي بصحبة فهمي باشا رئيس مجلس النظار أى رئيس الوزراء, وبعد انتهاء عرض المسرحية , حدث انقطاع في الكهرباء و ذكر الدكتور سيد على إسماعيل أن المسرحية الأخرى للفرقة كانت مسرحية “ أبو الحسن المغفل “ , والتي قالت عنها الجريدة “ إنها رواية فكاهية أدبية ذات مناظر بديعة” .
أضاف: وفى عام 1893 مثلت الفرقة مجموعة مسرحيات فى الكازينو منها : حمدان , وأنس الجليس , وعجائب الأقدار , والاتفاق الغريب وكلها بطولة الشيخ سلامة حجازى , أما في عام 1894 مثلت الفرقة مسرحيتي تليماك , وصلاح الدين الايوبى مع قلب الأسد. تابع :
فى بداية عام 1896 اتخذت فرقة إسكندر فرح تقليدا جديدا فى عروضها بحلوان حيث خصصت ليلة الأحد من كل أسبوع لعروضها المسرحية في الكازينو, وبقية الأيام فى مسرحها بشارع عبد العزيز . ووفقا لهذا التقليد عرضت الفرقة مسرحيات : ومنها مى وهوارس , والخليفة أبو جعفر المنصور , ومحاسن الصدف والمهدى,وعظة الملوك,ومظالم الاباء.
وأشار الدكتور سيد على إن مسرحية (مظالم الاباء ) نالت اهتماما خاصا من جريدة المقطم ,فكتبت عنها عدة أسطر بها معلومات مهمة، قالت الجريدة يوم 22 ديسمبر عام 1896 , قبل التمثيل :” يمثل جوق حضرة الأديب إسكندر أفندي فرح رواية (مظالم الاباء) بكازينو حلوان مساء الجمعة الواقع 25 الجاري , ويقوم بأهم الأدوار الشيخ سلامة حجازى . وقد تفضل حضرة المطرب عبده افتدى الحامولى بتشنيف الأسماع أثناء التمثيل على تخت العقاد” .
وعن أهم أعمال فرقة إسكندر فرح وتألقها قال: مثلت مسرحية مطامع النساء و كتبت عنها جريدة الشرق نقدا أدبيا بمقياس هذا الزمن وكان نص المقال يشتمل على ان الممثلين أجادوا التمثيل إجادة كبيرة استوجبت شكر الحضور وثناء الجمهور وأن الرواية لاقت موقع الاستحسان والقبول ,لأنها والحق يقال رواية تاريخية غرامية أدبية مؤلفة” تابع :
وبهذا التألق أكملت الفرقة عروضها الناجحة فى كازينو حلوان طوال عام 1897 , لاسيما مع وجود المطرب عبده الحامولى , وغنائه بين الفصول , أشار إلى أن من أهم عروض الفرقة أيضا السر المكنون , وضرر الضرتين , وصلاح الأيوبي , مع ريكاردوس قلب الأسد ,وأنس الجليس وحمدان , وشهداء الغرام , والاتفاق الغريب , وهذه العروض كانت من تمثيل سلامة حجازى , وأحمد أبو العدل , وسليم وتوفيق فرح ومن العروض التي تحدثت عنها الصحف مسرحية ( محاسن الصدف ) أضاف: استمر تألق فرقة إسكندر فرح في عروضها بحلوان طوال عام 1898 أسوة بالعام السابق , وقد بدأت بعرض مسرحية (غرام وانتقام ) ,التي أعلنت عنه جريدة المقطم يوم 14 يناير عام 1898 حيث كتبت “ يمثل جوق حضرة الأديب إسكندر أفندى فرح مساء الاثنين القادم فى تياترو لسان العرب... وقد أقبل الجمهور إقبالا عظيما عليها فى بدء تمثيلها , لأنها من أبدع الروايات العربية نظما ونثرا , ولجودة مناظرها وحسن تبوبيها , ولما تضمنته من المعانى الشائقة والمبانى الرائعة وسيكون الدور المهم فيها لحضرة الممثل المشهور الشيخ سلامة حجازى . وقد وعد حضرة المطرب عبده افتدى الحامولى المشهور أن يطرب الجمهور تلك الليلة على تخت حضرة الأديب المهذب محمد أفندي العقاد , وخصص دخل تلك الليلة لحضرة الشيخ النجيب الحداد , فنحث الجميع على حضور تمثيلها واغتنام أوقات السرور” .
وتابع د.سيد على حديثه عن العروض التى مثلتها الفرقة فى حلوان ومنها مسرحية (صدق الإخاء ) تأليف إسماعيل عاصم المحامى و مسرحية (غانية الأندلس ) تأليف خليل كامل معاون أول محطة حلوان, الذى استغل وجود ابن ملكة إنجلترا فى حلوان فدعاه لحضور التمثيل كما دعا اغلب السياح المرافقين له، تابع: بدأ تألق فرقة إسكندر فرح يخفق تدريجا بالنسبة لعروضها في حلوان فى السنوات الأولى من القرن العشرين, ففى عام 1900 عرضت الفرقة فى كازينو حلوان مسرحيتى (حلم الملوك ) ( والسيد ) وفى عام 1901 مثلت مسرحية حسن العواقب وفى عام 1904 مثلت مسرحيات حفظ الوداد , وتليماك , وحسن العواقب،أما فى عام 1905 فلم يعرض شيئا للفرقة لأن النجم الأوحد الشيخ سلامة حجازى انفصل عنها وكون لنفسه فرقة أخرى . أضاف: وفى عام 1906 جاء إسكندر ببديل للشيخ سلامة حجازى , وهو الشيخ أحمد الشامي الذى لم ينجح فى سد فراغ الشيخ سلامة حجازى, ورغم ذلك حاول إسكندر فرح عرض بعضا من مسرحياته في حلوان بطولة أحمد الشامى ومنها ( ابنة حارس الصيد ) , ( وعداوة الإميرين أو عدل الخليفة ) و(الإنتقام الدموى) , وهذه المسرحيات ظلت الفرقة تعرضها حتى توقفت الفرقة نهائيا عن العمل عام 1909
وتابع د. سيد على إسماعيل حديثه عن أهم الفرق التي عرضت فى حلوان ومنها فرقة “ القبانى” والتي تحتل المرتبة الثانية بعد فرقة إسكندر فرح من حيث التألق فى عروضها المسرحية بحلوان , وتحديدا في عامى 1897 و 1898 , حيث بدأت الفرقة عروضها بمسرحية (أسد الشرى) فى يناير عام 1897 و وخصصت دخلها لمساعدة عائلة فقيرة . وفى أكتوبر بدأ التألق الكبير للقبانى وفرقته , بفضل بطلة الفرقة ومطربتها (ملكة سرور), التى تحدثت جريدة (مصر ) عن تمثيلها لمسرحية (إسكندر المقدونى ) ,وظهورها الأول فى حلوان يوم 4 اكتوبر 1897 قائلة “ أحسن جوق أبى خليل التمثيل أمس فى تياترو حلوان وراقت للجمهور نكات أحد الممثلين وهزله الرقيق , حتى أنهم أكثروا من التصفيق والاستحسان من ابتداء التمثيل إلى انتهائه . ولكن هذا كله لم يكن شيئا مذكورا عند التصفيق الهائل الذى ارتجت له جوانب الملهى مرارا وتكرارا”واشار على إلى أنه بفضل ملكة سرور لاقت عروض فرقة القبانى المسرحية نجاحا كبيرا فى حلوان , لاسيما بعد أن خصصت الفرقة ليلة الأحد من كل أسبوع للتمثيل فى حلوان .ومن أشهر العروض المسرحية التى مثلتها الفرقة : الأمير محمود , وأنس الجليس , والكوكايين , والانتقام , ولباب الغرام ووصل نجاح القبانى إلى حد مطالبة أهالي حلوان بوجوده يومين أسبوعيا بدلا من يوم الأحد ، وأضاف د. سيد على: مع بداية عام 1898 أصبحت بطلة الفرقة ومطربتها الأولى (ملكة سرور) وسيلة جذب للجمهور ومن خلال تتبع لعروض فرقة القبانى فى حلوان طوال عام 1898 , نستطيع أن نذكر هذه المسرحيات، ومنها على سبيل المثال: جميلة وجميلة , وولادة بنت المستكفى , والأمير محمود , وأنس الجليس , والأنتقام , وأسد الشرى , والسلطان حسن , والبخيل , ومكايد الغرام , ولوسيا , واللقاء المأنوس فى حرب البسوس , والكوكايين،
ثم أنتقل د.سيد على الى الحديث عن فرقة القرداحى المسرحية عام 1893 , عندما كان يدير كازينو حلوان ومسرحه المسيو” عاداه “ قال: وقد أشارت الى ذلك جريدة المقطم و استمرت الفرقة بهذا النجاح طوال عام 1893 من خلال عروضها المسرحية الناجحة مثل عائد , وإستير, وأبو الحسن المغفل , وأوتلو أو القائد المغربى (عطيل ) كما وجدت عروضا للفرقة تم عرضها فى حلوان فى عامى 1899و1904 ومنها السيد , وحمدان , وحفظ الوداد , والأمير حسن.
د. سيد على تابع : فرقة الشيخ سلامة حجازى ظهرت عام 1905 بوصفها أول فرقة مسرحية , بعد أن انفصل سلامة حجازى عن فرقة إسكندر فرح وبطبيعة الحال , تألقت عروض هذه الفرقة في حلوان فى هذا العام , حيث مثلت مجموعة من المسرحيات منها : ضحية الغواية , وضحايا الغرام , وشهداء الغرام , وغانية الأندلس , واليتيمتين وغيرها .
أما بالنسبة لفرقة جورج فأوضح أنه: عندما عاد جورج أبيض من فرنسا عام 1912 بعد دراسته للمسرح بمنحة خاصة من الخديوي عباس حلمى الثانى كون فرقة مسرحية نالت التشجيع الرسمي ,وتألقت فنيا فى العاصمة وكان لابد من أن تعطى حلوان نصيبها من هذا التألق , الذى بدأ عام 1913 , حيث مثلت الفرقة مسرحيات : أوديب , ومدرسة النساء , ولويس الحادى عشر ,ونابليون وفى عام 1914 اندمجت فرقة جورج أبيض مع فرقة الشيخ سلامة حجازى ليكونا معا (جوق أبيض وحجازى ) الذى مثل فى حلوان مسرحيتى عايدة , والأفريقية.
أضاف:هناك فرق أخرى ذات شهرة كبيرة , ولكنها كانت مقلة في عروضها بكازينو حلوان مثل فرقة الممثل الكوميدي الشهير أحمد فهيم الفار التي قدمت مسرحية ( العجائب والغرائب ), باكورة ما عرف فيما بعد باسم المونودراما , حيث قالت جريدة مصر يوم في 18 ديسمبر 1908 في إعلانها عن هذا العرض إن بطل العرض سيقوم بتجسيد 60 شخصا، وفى عام 1913 مثل جوق أحمد الشامي فى حلوان مسرحية (شهداء الغرام ) وفى عام 1914 مثلت فرقة عكاشة مسرحية (البريئة المتهمة ) , وفى عام 1928 مثلت فرقة منيرة المهدية مسرحية (الغندورة ) وفى عام 1929 مثلت فرقة نجيب الريحاني مسرحية (جنان فى جنان) اما بالنسبة للفرق الأجنبية – أشار علي - استقبلت أرض حلوان عددا من العروض الأجنبية التى تركت أثرا ملموسا في حلوان ومنها فرقة “جوق المسرة العثماني “
وهى فرقة مسرحية تركية، بالإضافة إلى انه عرضت فى حلوان مجموعة من العروض المسرحية منذ عام 1894 الى عام 1908 , ومن أهمها مسرحيات : البلابل والدماء , زواج مريض بالابنة المدينة , وجيلان بك , وابنة الصباغ أو العشاق ذوو الألوان الثلاثة , وديكولاتو , وقطاع طريق الحرش الأسود . كما عرض الجوق الإيطالى مسرحية عايدة يوم 18إبريل عام 1897 , وعرض الجوق اليابانى مسرحية (صوت الشعب ) في يناير 1908 , وعرض الجوق الفرنسي مسرحية (معامل الحديد) في يناير 1908 أيضا. تابع د. سيد على :
تأثرت مدينة حلوان بالنشاط المسرحى عبر تاريخها , مما شجع الأديب والكاتب المسرحى ( جورج طنوس) على تكوين أول فرقة مسرحية في حلوان من أبنائها , ولكن هذا الجوق لم يعمر طويلا , حيث تحدد نشاطه في أشهر قليلة من عام 1913 , ومثل مسرحتيى غرام وانتقام , والفلاحة، والمسرحية الثانية قالت عنها جريدة (المؤيد ) “أن رواية الفلاحة تمثل بعض الأحوال الاجتماعية المصرية وتحوى أسمى الحكم وأرق العواطف”
وختم الدكتور سيد على إسماعيل الندوة موضحا أن حلوان نالت أيضا حظها من العروض المسرحية التي أقيمت بواسطة الجمعيات والنوادي الفنية والأدبية , ومن اهمها (مجتمع التمثيل العصري ) تحت رئاسة الأديب والكاتب المسرحى جورج طنوس , الذي مثل مجموعة من المسرحيات فى كازينو حلوان عامى 1904 و1908 ومنها عثرات الآمال , أو النسر الصغير , وصوت الشعب , والشعب والقيصر , كما مثلت جمعية النهضة الأدبية الخيرية مسرحية (غرائب الخداع ) عام 1905 , أما (جمعية إحياء فن التمثيل ) فقد مثلت مسرحيتين فى ليلة واحدة يوم 15 إبريل عام 1917 , من تأليف وتمثيل رئيس الجمعية (حسن شريف )

 

 


رنا رأفت