«مسرح وملعب» مبادرة شبابية من بيت فن المعادي

«مسرح وملعب» مبادرة شبابية من بيت فن المعادي

العدد 678 صدر بتاريخ 24أغسطس2020

قام  مجموعة من الفنانين والمثقفين الشباب ينتمون إلى « بيت الفن»  بحي المعادي بإطلاق مبادرة بعنوان ( مسرح وملعب) وهي مبادرة شبابية فنية تنفيذية تستهدف تفعيل العلاقات بين هيئات وزارة الشباب والرياضة و وزارة الثقافة،  شهد إطلاق المبادرة  عدد من الإعلاميين ومؤسسات المجتمع المدني. 
أشار مؤسس ومنسق المبادرة الشاعر أحمد سمك إلى أن المبادرة تقوم على ثلاثة محاور أساسية على النحو التالي:     
 الدعم اللوجيستي 
 وقد وُضع له عدد من الأهداف التي تعتمد في جوهرها على إنشاء ( مسرح ) بكل المؤسسات الشبابية وتطوير ما هو موجود بالفعل لتسهيل ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية للشباب . وذلك تحت إشراف فني من قبل الهيئات الفنية المتخصصة لوزارة الثقافة سواء كان ذلك بدعم حكومي خالص أو ذاتيً للمنشأة الشبابية ذاتها أو من خلال الطرح الاستثماري من قبل وزارة الشباب والرياضة ،  وكذلك الاهتمام بالبنية التحتية للمسرح بقصور الثقافة والتي يمارس بها أنشطة متعددة للشباب داخل المجتمعات المحلية سواء الثقافية أو الفنية والتي يعاني الكثير منها من ضعف الإمكانيات.
الدعم الفني: ويقوم هذا المحور على عدد من الأهداف، تشمل العمل المشترك بين المؤسسات الثقافية والشبابية على تنفيذ عدد من الورش والدورات التدريبية سواء المتخصصة منها أو غير المتخصصة لصقل المهارات والمواهب الشابة سواء على مستوى الكوادر الثقافية والفنية بشكلٍ خاص أو على مستوى الشباب بشكلٍ عام ، كذلك مشاركة المؤسسات الشبابية التي حققت تفوقا ملحوظا خلال  الفترة الماضية في المجالات الفنية والثقافية في المهرجانات القومية والإقليمية والدولية التي تنظمها وترعاها وزارة الثقافة ووفقاً للقواعد والأطر المعمول بها في هذا الشأن.  
دعم واكتشاف المواهب: وقد حمل هذا المحور مجموعة من الأهداف ترتكز على تبادل الخبرات والوسائل في اكتشاف ودعم المواهب الفنية والثقافية الشابة من خلال تعاون مشترك واضح بين المؤسسات الشبابية والثقافية والاهتمام بشكل تربوي بكل المشاركين في المسابقات الفنية والثقافية وليس الاهتمام فقط بالفائزين حتى لا يتم نشر حالة من السلبية بين الشباب ويتم إهمال مواهبه وطمس مهاراته وتوجيه طاقاته لأمور غير مفيدة.  
فيما أوضح المخرج المسرحي محمود نجيب أن التعامل من المؤسسات الشبابية للأنشطة الفنية والثقافية يجب أن يكون على قدر المساواة مع الاهتمام بالأنشطة الرياضية ، حيث أن الفكر السائد بين أغلب قيادات المنشآت الشبابية هو المكسب المادي الذي يحققه النشاط الرياضي وهو ما يعتبره  أمرا خاطئا تماماً نجني ثماره في المجتمع في شكل  ألوان هابطة من الفنون سلوكيات غريبة وشاذة لدى الشباب وتعرضهم للانحراف والتطرف ؛ وأوضح أن الهيئات الشبابية عليها دور كبير مكمل لدور الهيئات الثقافية في وعي هؤلاء الشباب وإعادة ضبط سلوكياتهم من خلال الأنشطة الفنية والثقافية المتعددة التي تعد هي الجزء المساوي في المقدار للاهتمام ببناء الأجسام وتنميتها، تأكيداً للقاعدة المعروفة أن ( العقل السليم في الجسم السليم ) 
وفي كلمته أكد حسام توفيق مؤسس ورئيس مبادرة (أنا إنسان) إن العمل على إيجاد وتطوير ( مسرح ) كبنية تحتية للتثقيف والتنوير والوعي داخل أي مؤسسة شبابية يعتبر عملا انتحاريا في ظل البيروقراطية و تغليب المصلحة المادية على الأنشطة في الهيئات الشبابية وأن العديد من مراكز الشباب تعاني من ذلك بشكلٍ كبير . 
فيما قالت الإعلامية هدير زكي مدير مؤسسة الإعلام البديل أن المبادرة تحمل أهمية كبيرة لقطاع هام في مصر وهم الشباب الذي يستحق الكثير ولدية الكثير نحو تنمية وطنه، و أن المبادرة تشير الى المشكلات الحقيقية للشباب وتضع حلولاً جذرية لها في محاورها وأهدافها ، وأشارت إلى أن  مؤسسة الإعلام البديل تتبني وتدعم المبادرة بشكل تقني لوجيستي وإعلامي . حتى يتسنى لها تحقيق أهدافها بشكل كبير وأنه  سوف يتم وضع برامج وأنشطة مشتركة بين مؤسسة الإعلام البديل وبين المبادرة خلال الأيام القليلة القادمة . 
و أشار الدكتور ياسر عبد الفتاح أحد القيادات الشبابية بقطاع الشباب والرياضة بالقاهرة إلى أن مفهوم (المسرح ) كبنية تحتية في الهيئات الشبابية يستوعب ممارسة كافة الأنشطة الاجتماعية مثل ( النشاط الفني ، الثقافي التطوعي ، أنشطة المرأة والفتاة ، أنشطة التثقيف السياسى ، النشاط الديني ، أنشطة الفنون التشكيلية ) حيث  تمارس جميعها داخل المسرح،  لذلك يرى أن المسرح كمنشأة داخل الهيئة الشبابية يعد إيقونة ورمز للنشاط الاجتماعي بكامل تصنيفاته كما يشكل ( الملعب ) رمزا و أيقونة للنشاط الرياضي بكل ألعابة المتعددة. 
وذكر أن  القيادات الواعية التي تدير الهيئات الشبابية هي من تجعل  من نفسها داعما هاماً للأنشطة الثقافية والفنية بأن تعمل على جذب الشباب، حتى يكون  مؤثرا في المجتمعات المحلية بهذه المؤسسات، مشيرا إلى أن  خير مثال على ذلك اللقاءات والمهرجانات الفنية التي أقامتها الهيئات الشبابية في القاهرة مثل مهرجان الأميرية للفنون، مهرجان الأندلس الفني ، مهرجان منشية التحرير المسرحي ، وقد كان لها دور كبير في حشد الشباب وتنمية وعيه واكتشاف العديد من المواهب . 
كما أوضح الممثل المسرحي رفعت خيري أن هناك اهتمام بعمل أكاديميات تدريبية داخل الهيئات الشبابية للتدريب الرياضي، و إغفال واضح لذلك في المجال الفني والثقافي جريا وراء المكسب المادي ، وأن هذا التباين في التعامل مع الشباب جعلهم يلجأون لمؤسسات خاصة تفرض عليهم رؤى مختلفة كما يتم استغلالهم مادياً تحت مسمى اكتشاف ودعم وصقل مواهب وفتح مجالات فنية أمام الشاب، وهو ما ظهر جليا   في السنوات الماضية نتيجة إهمال المواهب في أغلب الهيئات الشبابية، مشيرا إلى ان  عدد المواهب الفنية والثقافية يعد بالملايين داخل محافظات مصر المختلفة وإلى انهم  يؤثرون بشكل ملحوظ في مجتمعاتهم و يتفوقون خارج حدود المؤسسات الحكومية سواء الشبابية منها أو الثقافية .
فيما قال مؤسس ومنسق المبادرة أحمد سمك إن أهم البنود التي طرحت خلال المبادرة أن يكون للشباب مقاعد فى المهرجانات المحلية والإقليمية التي تنظمها وزارة الثقافة، وقد استطاعوا بمجهودهم وقدراتهم حصد جوائز ومراكز متقدمة على مستوى الجمهورية فى المهرجانات المختلفة مثل مهرجان إبداع ومهرجان هواة المسرح ، لذا فمن حق مراكز الشباب أن تحصل على هذه المساحة . وتابع: تم تشكيل لجنة من مجموعة الفنانين المشاركين فى المبادرة تبحث في كيفية اعتماد المخرجين والمدربين للفنون من الهيئات الثقافية المعتمدة ، وتعديل البنود فى اللوائح بحيث  تعتمد وزارة الثقافة كل من يعمل  فى الهيئات سواء كانت شبابية أو ثقافية، وهو مقرر فى بروتوكولات التعاون بين وزارتي الثقافة والشباب والرياضة.


رنا رأفت