مازن الغرباوي: الطريق إلى الدورة الثالثة لم يكن سهلا.. وأضع يدي على قلبي

مازن الغرباوي: الطريق إلى الدورة الثالثة لم يكن سهلا.. وأضع يدي على قلبي

العدد 552 صدر بتاريخ 26مارس2018

رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي:
عامان مضيا سبقتهما أعوام أخرى من التحضيرات والتجهيزات للمهرجان الحلم، الذي أصبح واقعا ملموسا، والذي تحقق على أرض الواقع بالكثير من الجهد والكثير من التحديات، حلم شاب سار بين غيره من الشباب ناظرا إلى غد أفضل، مؤمنا بحلمه وقدراته على تخطي الصعاب.. واقترب موعد الاحتفال بالعام الثالث من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، من المهم أن يكون لنا حديث مع رئيسه مازن الغرباوي، حول التحضيرات والضيوف والمكرمين والأهداف الجديدة..
 

- في البداية.. ما هو شعورك أثناء استعدادك للدورة الثالثة من المهرجان؟
- الطريق للدورة الثالثة لم يكن سهلا، نفس حالة التعب والإجهاد والضغط على الأعصاب والحراك والعراك في نفس الوقت، مجموعة أحاسيس مختلفة، كالمولود الجديد الذي نكون حريصين على كل خطوة يخطوها، أو مثل أول مرة يصعد فيها الممثل على خشبة المسرح، أو المخرج يقوم بعمل مسرحي جديد، في كل الأحوال إحساس المرة الأولى هو إحساس منطقي بالخوف على استمرارية نجاح التجربة، فنحن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ومن حيث نحن كمهرجان انتهينا، وطيلة الوقت نحن في منافسة مع أنفسنا لنكون قادرين على منافسة المهرجانات الدولية، لهذا أضع يدي على قلبي، وعملنا سنة وثلاثة أشهر ليكون هذا الزخم في الدورة الثالثة.
- من أين أتت فكرة أن تكون هذه الدورة باسم الفنان محمد صبحي؟
من عدة أفكار متنوعة أتت من اثنين من أساتذتنا الكبار وبحكم قيمتهم الفنية والمسرحية والأكاديمية العلمية، أستاذة سميحة أيوب باعتبارها الرئيس الشرفي للمهرجان التي تقوم بحضور كل اجتماعاتنا في اللجنة العليا للمهرجان، والدكتور أشرف زكي، واستشارتنا لأساتذتنا الذين ينصحونا بمشورة أو معلومة كالدكتور سامح مهران ودكتور حسن عطية. أستاذة سميحة أيوب عندما التقت بالأستاذ محمد صبحي اقترحت عليه أن تحمل هذه الدورة اسمه ووافق، بعدها التقيت بأستاذ محمد صبحي في أيام قرطاج المسرحية في ديسمبر وتحدثنا، وأنا من عشاقه وهو بالنسبة لي قدوة على المستوى المسرحي والفني والفكري والإنساني، فشعرت أن كل الأمور تسير بشكل جيد وأن هذا العام لا بد أن نحتفل بالأستاذ محمد صبحي، وتزامنا مع إعلاننا عن أن صبحي حامل اسم هذه الدورة وجدناه يحصل على جائزة الشارقة من الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فشعرت أنه ترتيب سماوي بأن يكون هذا العام هو عام الاحتفال بالفنان محمد صبحي وأن يكرم ويقدر، محمد صبحي حكاية وطن، وليس فنانا عاديا، له إرهاصات على المستوى الفكري والسياسي والاجتماعي والإنساني بالإضافة للمسرحي والفني والثقافي.
 - من أين أتت فكرة أن تكون هذه الدورة مهداة لروح الكاتب الكبير صلاح عبد الصبور؟
طيلة الوقت نفكر في العمل على الشباب مع عدم نسيان رموزنا الكبيرة، ولا بد أن يشعر أساتذتنا الكبار وأن ثمة تواصلا بيننا وبينهم، وهناك جملة أكررها من الدورة الأولى من المهرجان وهي (لا أحد يستطيع الصعود وحده)، وليس لأننا أصبحنا كبارا على المستوى العملي، فهذا معناه أننا علونا عنهم أو نسينا قيمتهم، وفي أحد الاجتماعات طرحت وفاء الحكيم أن تكون جائزة التأليف مهداة لروح اسم شاعر مسرحي كبير هو صلاح عبد الصبور ويتم الاحتفاء به، وبدأنا في التفكير في آليات الجائزة، وتواصلنا مع نجلته الفنانة معتزة عبد الصبور ورحبت بالفكرة، وهذا يحسب لرصيد الثقة الذي حققه المهرجان، كما جاء هذا في إطار تعاون المهرجان مع الهيئة العربية للمسرح فيما يخص ملف التأليف، مما جعل للجائزة رونقا خاصا، فالهيئة العربية للمسرح ستتكفل بطبع خمسمائة نسخة من الثلاثة نصوص الفائزة، والفنان محمد صبحي مشكورا سيعطي للنص الفائز بالجائزة الأولى عشرة آلاف جنيه وسينتنج أيضا هذا النص عرضا مسرحيا، قد يكون من إخراجه أو تحت إشرافه، وقد طورنا الفكرة في المهرجان، بحيث يكون الشباب المتميزون بالورش هم من يلتحقون بالتمثيل في النص الأول، وقد يكون الشاب المتميز من ورشة الإخراج هو من يخرج هذا النص، وهذه الفكرة أوحى لي بها الأستاذ محمد صبحي ونحن بالمؤتمر الصحفي، بحيث نكمل الدائرة وأن يكون للمهرجان إنتاجه الخاص وفريقه الخاص كنواة لفريق كبير من أجيال متميزة من السبع والعشرين محافظة.
 - هل واجهتكم صعوبات في إحضار بعض الفرق بعد اختيارها نظرا لظروف بلادها أو أية ظروف أخرى؟
هذا وجدناه مع تعدد مراحل الاختيار، لجنة المشاهدة اختارت عروضا أساسية وعروضا على قائمة انتظار، بحيث إذا كانت دولة ما ممثلة بعرض تعذر لديه الحضور يكون هناك عرض آخر من نفس الدولة كالمكسيك مثلا، بحيث نضمن مشاركة دولة متميزة في المسرح.
 - وماذا عن الدول التي تعاني أحداثا سياسية قد تقف حائلا دون حضورها؟
إذا كان هناك ظروف صعبة تعاني منها بعض البلدان التي يمكن لإدارة المهرجان التعاون مع الجهات والقطاعات المختلفة تسهيلها نقوم بذلك بالفعل، بينما إذا كانت مشكلة لدى العرض نفسه، لم يستطع إيجاد الدعم المادي لتذاكر السفر أو مرتبط بخطة أخرى وبرنامج وجدول مواعيد مشاركات أخرى وقتها نعود لقائمة الانتظار والعروض البديلة التي وضعناها، والجودة هي التي تحكم وتحدد الاختيار.
 - ماذا عن البروتوكولات وتأثيرها على ثبات استمرارية وآيديولوجية مهرجان شرم الشيخ؟
نحن كإدارة مهرجان شرم الشيخ كان أمامنا تحديات، أولها أن يعرف العالم كله بجميع قاراته من هو مهرجان شرم الشيخ الشبابي وما هي أهدافه، وما هي مدينة شرم الشيخ لمن لا يعلم، فكان علينا أن نقوم بالتسويق للمهرجان في قارات العالم المختلفة من خلال مؤسسات ومهرجانات دولية. ثانيها ألا تكون هذه الشراكة على ورق فقط، بل مفعلة، فبقدر ما نبذل نحن كمهرجان مجهودا بقدر ما يبذل الطرف الآخر مجهودا، لذلك فاللجنة العليا للمهرجان تتشكل من قامات كبرى على مستوى العالم، من أناس يعملون للمهرجان ولا يتقاضون أجرا، حبا في التجربة والفكرة ومصر لما لها من إسهامات كبيرة في تكوين شخصيات مسرحية على مستوى العالم، منهم أناس تعلموا بمصر، فهذه الشراكات تمثل عيونا كشافة في السبع قارات دون أن نقوم نحن بالسفر والتنقيب، فهم دليل يرشدنا إلى أهم الإنتاجات المسرحية التي أنتجت في السنة لنستطيع الاطلاع عليه من خلال المؤسسات والمهرجانات التي نتعاون معها، وهذا شيء يطور المهرجان عاما بعد آخر، ومذكرات التفاهم والبروتوكولات بها من المرونة ما يتيح لها تحقيق خدمة الطرفين، فمثلما يقوم الطرف الآخر بمساندتي في مهرجان شرم الشيخ، فنحن نستطيع تقديم دعم، خدمة فنية، معلومة حقيقية، خبرة إدارية، وحتى شكل هيكلة المهرجان، مثلما قدمنا الشكل والمنهج الذي قام عليه مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي لمهرجان موسكو الدولي للمسرح الشبابي الذي يقام على نفس شاكلة مهرجان شرم الشيخ، ونضع خطة بحيث إننا على نهاية عام 2018 نكون قد انتهينا من خمسة عشر بروتوكولا مع دول مختلفة، لنتمكن من الاطلاع على شكل الحركة المسرحية في العالم ولنتيح للمسرحي المصري مواكبة التطور الحادث العالم.
كيف ستكون الندوات الفكرية والتطبيقية في المهرجان هذا العام؟
سنبتعد عن الشكل التقليدي للندوات التطبيقية، الذي يضع مبدعي العمل أمام النقاد في نقاش مباشر، ونجعل هذا النقد على الصفحة الإلكترونية والنشرة اليومية. أما الندوة العلمية والفكرية، فقد رأينا كإدارة مهرجان مع الهيئة العربية للمسرح أن نعقد سيمينارا مكملا للمهرجان، ولكن في شهر آخر على مدى ثلاثة أيام، على سبيل المثال، يدرس هذا السيمينار قضية محددة ويستخلص منه نتائج محددة، مما يساهم في التطور المسرحي الذي ننشده.
 - ماذا عن الرعاة والمساندين الذين استجدوا في هذه الدورة؟
الرعاة هم التلفزيون المصري، قطاع النيل للقنوات المتخصصة، وسينقلون حفلي الافتتاح والختام، والكثير من الفعاليات، وبعض القنوات الخاصة مثل CBC، وقناة Ten، وقناة ON، شركة ريزم للخدمات الإعلانية والتوريدات أيضا من الشركاء الرئيسيين وتتحمل كل ما هو مطبوع مثل النشرة اليومية المقدمة من ثمانية وعشرين صفحة مترجمة بأربعة لغات، والدروع، المركز المصري للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، بالإضافة إلى وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة والسياحة، والهيئة المصرية لتنشيط السياحة، ومحافظة جنوب سيناء تحت قيادة سيادة اللواء خالد فودة راعي ومستضيف كل هذه الكيانات والوزارت ومؤسسات الدولة، ومنتجع الجافي، ومنتجع جولي فيل، وشركة أوبلكس المسئولة عن «السوشيال ميديا» والتصاميم الخاصة بالمهرجان، وإذاعة مونت كارلو، والكثير من الصحف المصرية والعربية.


رنا عبد القوي