في مواجهة القرار الأمريكي الغاشم بنقل سفارتها إلى القدس

  في مواجهة القرار الأمريكي الغاشم بنقل سفارتها إلى القدس

العدد 538 صدر بتاريخ 18ديسمبر2017



لم يتأخر رد فعل الوسط المسرحي والفني عن مواكبة موجات الغضب التي انتابت العالم العربي والإسلامي من أقصاه إلى أقصاه بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة باعتبارها عاصمة الكيان الاستيطاني الصهيوني.
رفض الفنانون والمسرحيون قرار ترامب، وكذلك استمرار السياسة الإسرائيلية الاستيطانية في الأرض المحتلة، كما انتفضت النقابات والكيانات الفنية للدفاع عن القضية الأولى عربيا، ورغم تراجع الاهتمام بها خلال الأعوام الماضية فإن هذا القرار المسيء، أعادها إلى المشهد كما أعاد الالتفاف حولها مرة أخرى باعتبار أن الدفاع عن مدينة القدس بمثابة الدفاع عن الوطن والتاريخ والثوابت العربية.
وجه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الفني، نحو تخصيص الحصة الأولى بجميع المراحل التعليمية للتأكيد على أن القدس عربية وعاصمة دولة فلسطين، مشددا على ضرورة تعريف الطلاب تاريخ القدس، وأن تجاوزات أمريكا في هذا الشأن يعد مساسا بالحق الفلسطيني الأصيل في أرضها، وتعديا على الشرعية الدولية وجميع القرارات الدولية، مؤكدا أن التحرك المصري يتم في ضوء موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية.
ورغم وحدة الهدف فقد اختلف المسرحيون والمهتمون بالشأن العام في الطريقة التي يجب أن تتم مواجهة القرار بها دفاعا عن القدس، وفيما يلي نعرض لآراء المسرحيين حول ما يجب فعله.
 

وقف ضخ البترول لأمريكا وطرد سفرائها
طالب الكاتب والسيناريست الكبير محمد أبو العلا السلاموني الدول العربية باتخاذ مواقف حازمة من القرار الأمريكي بنقل العاصمة الأمريكية إلى القدس قائلا: لا بد من اتخاذ مواقف حقيقية بدلا من التوسل لأمريكا من أجل تأجيل هذه الخطوة، مثل قطع الإمدادات البترولية ووقف ضخ البترول لأمريكا وسحب السفراء العرب من أمريكا وإسرائيل ومقاطعة الواردات الأمريكية وغير ذلك من القرارات التي يمكن أن تمثل ضغطا على أمريكا وإسرائيل يج برهما على وقف الممارسات الاستعمارية التي تقومان بها.
وأضاف السلاموني في تصريحات خاصة: من المعروف أن أمريكا منحازة بطبيعتها إلى إسرائيل وهذا ليس بجديد ولا غريب، ولماذا نتعجب وهي من صنعت الإرهاب والتنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش، كما تحيك المؤامرات التي تؤدي إلى تقسيم الدول العربية. وانتقد السلاموني ما تقوم به المنظمات العربية من تنظيم مؤتمرات وقمم لا فائدة منها إلا الكلام فقط دون أي فعل حقيقي.
أما الكاتب المسرحي عاطف عبد الرحمن فقال: الرئيس الأمريكي وقع على قرارين، الأول هو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والثاني هو تأخير نقل السفارة الأمريكية لمدة ستة أشهر، وقد يبدو هذا متضاربا من وجهة نظر البعض، لكن من وجهة نظري فإن القرارين متسقين مع الطريقة الهوجاء التي يسير بها جاريد كوشينر مستشار ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية، فهي محاولة للصدام مع المنطقة ولكنه صدام المقامر، وسوف يعود بالخسارة على الجانب الأمريكي قبل أي طرف، فحتى الأنظمة العربية التي تحافظ على المصالح الأمريكية في المنطقة لن تستطيع معاداة شعوبها الذين تمثل لهم القدس قضية حياتية شعورية وجدانية لما تمثله من رمز ديني وتاريخي ووطني.. لهذا من الممكن أن تشهد المنطقة تحولات دراماتيكية نتيجة هذا القرار ستؤثر لا شك على المصالح الأمريكية أولا.
المخرج المسرحي الكبير فهمي الخولي قال: على المخرجين أن يختاروا نصوصا تعبر عن مواقفهم حتى لو كان الوضع السياسي يرفض تقديم نصوص جريئة، مضيفا: في كثير من الأوقات وعلى مر التاريخ فإن المخرج عليه أن يلجأ إلى الرمزية والتورية في التناول من أجل تحقيق الاستشراف والتنبؤ بالأحداث باعتباره دليل قوة للنصوص.
وأضاف الخولي: قدمت مسرحية «لن تسقط القدس» بطولة نور الشريف في المسرح القومي وطفنا بها خمس دول عربية وتم تصويرها في التلفزيون في عهد صفوت الشريف، ولم يتم إذاعتها حتى الآن وتم منعها، وأنا شخصيا لا أعلم مكان الشريط ولم نتقاضَ مليما من هذا التصوير، وكذلك مسرحية «باب الفتوح» التي قدمناها في مسرح السلام وتم تصويرها ولم يتم إذاعتها أيضا، على الرغم من أن عاطف منصف رئيس قطاع الإنتاج الثقافي الأسبق عقد بروتوكولا بين هيئات المسرح وبين التلفزيون المصري بأن يحصل التلفزيون على المسرحيات مقابل الدعاية لها مجانا، ومع ذلك لم يتم تنفيذ هذا البروتوكول، حيث قام التلفزيون بتصوير بعض الأعمال ولم يقم بإذاعتها لرفض الرقابة الداخلية به لها وكان على رأسها في ذاك الوقت سيدة تدعى يسرا السيوي وكانت ترفض التصوير من الأساس وقلت لها صوري الأعمال حتى لو لم تذع الآن سيأتي وقت تذاع فيه ولكنها كانت لا تقترب من أي محظورات.
وتابع الخولي: نفس الأمر ينطبق على مسرحية الوزير العاشق، أذيعت في تلفزيون الكويت في سهرة العيد منذ أكثر من عقدين من الزمان وكان التلفزيون المصري يرفض إذاعتها لولا تدخل بعض الكتاب، مثل مصطفى أمين وأحمد بهاء الدين، الذين كتبوا مقالات تساءلوا فيها لماذا لا تذاع مسرحية «الوزير العاشق»، والمفروض أن المسرح ينظر بنظرة مستقبلية ويتحايل على الأوضاع السياسية بالعروض الرمزية، مثل مسرحية «أهل الكهف» لمحمود دياب التي تنبأ خلالها بأن الانفتاح سيعيد بشوات زمان.
أما الفنان وليد راشد فقال: لا بد من التوعية بالقضية الفلسطينية قبل العروض من أجل إفهام الناس أن فلسطين ليست حركة حماس فقط، لأن الناس باتت تفهم القضية بشكل خاطئ، كما اقترح عمل فيلم وثائقي تكون مهمته تعريف الناس بتاريخ القضية وأبعادها منذ أكثر من 100 سنة وحتى الآن، على أن يتم عرضه في المسارح قبل بداية كل عرض.
بينما قال المخرج الكبير ناصر عبد المنعم: ينبغي أن نمتلك استراتيجية للتعامل مع القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الحركة الصهيونية تخطط وتعمل لما يزيد على المائة عام، من وعد بلفور إلى النكبة الأولى في 1948، إلى النكبة الثانية في 2017.. هذه الاستراتيجية من بلفور إلى ترامب، لم يقابلها فعل عربي على قدر خطورة الحدث ولأنني من المؤمنين بعدالة قضية فلسطين، وأنها ستنتصر حتما، ربما بفعل أجيال لم تولد بعد وبالتركيز على الشق الثقافي، ينبغي أن يتم التنسيق بين وزارات الثقافة والتربية والتعليم والشباب، لترسيخ القضية في نفوس الناشئة، وكشف الأكاذيب والمغالطات الصهيونية وفضح ممارسات الكيان المحتل.
وأصاف عبد المنعم: على المسرح أن يلعب دوره في هذه المعركة، وأقترح تنظيم أسابيع ثقافية فلسطينية في كل أقاليم مصر.. تتناول أشكال التراث والفنون والأدب الفلسطيني، وتتضمن تعريفا بالفولكلور والموسيقى والأزياء والفنون الشعبية الفلسطينية، حفاظا على الهوية التي ستنتصر، ويمكن تنظيم «ليالي القدس المسرحية»، وتتضمن تقديم الأعمال التي تناولت القضية الفلسطينية لكتاب مثل: ألفريد فرج، سعد الله ونوس، معين بسيسو، غسان كنفاني وغيرهم.
وقال الشاعر المسرحي خميس عز العرب: قرار ترامب محاولة لإضفاء الشرعية الدولية على جريمة وخروج عن الحياد من دولة تعلن رعايتها لمفاوضات السلام، مؤكدا أن التوعية واجبة من خلال تقديم عروض تناقش القضية وتناهض ممارسات الصهاينة برعاية الأمريكان، تعقبها ندوات تعزز الرسالة التي يتبناها العرض المسرحي.
أما الناقد أحمد خميس فقال: لا أحبذ أن نقول القدس عربية قبل كل عرض فلن تزيد الاهتمام بالقضية وسيعتبرها الناس لا شيء بالنسبة للقضية، وأقترح إنتاج مجموعة من العروض سواء للأطفال أو للشباب أو الكبار، فللأطفال ننتج عروضا تتناول القضية منذ بدايتها عن طريق مسرح العرائس والمسرح القومي للطفل، إنتاجها يحتمل الانتقال بالعرض المسرحي للمدارس والمحافظات ويمكن بالموازاة عمل مسابقات تختبر ما استوعبه الأطفال من القضية وبأكثر من شكل، والجمهور المعتاد على المسرح يتم تقديم عرضين في مسرحين أحدهما المسرح القومي بموضوعات مشبعة بالقضية وتشعباتها المختلفة وما وصلت إليه، كما يمكن للمركز القومي للمسرح عمل ندوة موسعة عن القدس في الدراما العربية.
الفنان ياسر أبو العينين قال: بلا أي شك كلنا ندين هذا القرار الأهوج غير المحسوب، ونحن في غاية الاستياء من عدم إعلان القيادة السياسية موقفا حاسما من ذلك القرار، وأقترح أن يتم إعلان الدعم الكامل للإخوة الفلسطينيين في كفاحهم ضد الكيان الصهيوني، ولكني مع ذلك لا أحبذ أي تحرك مصري فردي.. فأي تحرك لا بد أن يكون في إطار عربي مشترك، كما أؤيد بالطبع أن يكون عام 2018 عام القدس في المسرح.. فالمسرح لا يجب أن ينفصل عن قضايا الواقع.. بل أرى أنه من أحق الوسائط الفنية بذلك ولكن يجب أن يتم ذلك بصورة أكثر فاعلية من مجرد التنديد.. كتقديم عروض تناقش القضية وتقترح لها حلولا.. وأنسب الأشكال المسرحية لهذا هي العروض التفاعلية القائمة على مشاركة الجمهور.
وأضاف أبو العينين: لست مع اقتراح التوعية قبل العروض.. لأن هذا قد يتنافى وطبيعة العرض المزمع تقديمه ويضر بالحالة التي يريد المخرج وضع المتلقي فيها قبل العرض، وأفضل أن تكون هناك نصوص جديدة.. ولكن كحل عاجل لا ضير من إعادة النصوص القديمة برؤية معاصرة.
عام القدس..
من جانبه قال الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف، نحن في حاجة أن يتم عمل عروض مسرحية عن فلسطين من خلال قطاع الإنتاج الثقافي وقصور الثقافة والجامعات والمدارس ونرفع شعار فلسطين وليس القدس فقط، وهنا أدعو إلى أن نعتبر عام 2018 عام فلسطين في كل عروضنا المسرحية.
المخرج محمد الدسوقي قال: من الأهمية بمكان حث أبنائنا على القراءة حول عروبة القدس، خصوصا أن الجيل الجديد لا يعلم كثيرا عن قدسنا العربية، لذلك لا بد من التكاتف بين وزارات الثقافة والشباب والتعليم والمحليات.
الكاتب المسرحي أيمن حسانين قال: القضية الفلسطينية أكبر بكثير من قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال إسرائيل.. فهو يريد تحويلنا عن القضية الكبري إلى قضايا فرعية.. فالقضية الكبري هي إعادة دولة فلسطين لحدودها الطبيعية وعاصمتها القدس وإعادة اللاجئين الفلسطينيين... وليس النقاش والصراع على عاصمة فقط.. إن ما حدث لا يجب أن يجعلنا ننحرف عن القضية الكبرى ويجرنا إلى قضايا فرعية، ولا نقلل من قيمة ما حدث بل على العكس يجب أن تتضافر كل الجهود فالقضية الفلسطينية تحتاج إلى جهود دبلوماسية كبيرة، كذلك تحتاج إلى جهود الميديا والدراما لا تقل عن جهود الدبلوماسية تتناسب وأهمية القضية.. وهنا يجب أن نتعامل مع الموضوع بطريقة علمية مدروسة طويلة الأمد ولا نتعامل معها بطريقة عشوائية قصيرة الامد كما يحدث في كل مرة تثار فيها القضية أو يحدث طارئ.
وأضاف حسانين: إن إسرائيل استطاعت من خلال الفن أن تجعل شعوب العالم تتعاطف مع قضيتها بل أبعد من ذلك جعلت شعوب العالم تشعر بتأنيب ضمير وتقصير تجاه الشعب اليهودي.. وجعلته ينظر إلى اليهود على أنهم مستضعفون مغلوب على أمرهم وأن الشعوب العربية والمسلمين شعوب إرهابية مستبدة تريد أن تغتصب حق اليهود في الحياة... ونحن كعرب لسنا بعاجزين عن إنتاج أعمال درامية ضخمة لتعريف العالم بقضية فلسطين والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في أن يكون له دولة عاصمتها القدس وهو حق شرعي لهم.. كذلك بإمكان الميديا والأعمال الدرامية أن تكشف الوجه القبيح للمحتل الصهيوني وما يرتكبه من أعمال إجرامية وفظائع في حق الشعب الفلسطيني.. وكشف زيف ما يدعيه الإعلام الصهيوني من حق في الأراضي الفلسطينية.. إن الميديا لا تقل في أهميتها عن الحلول الدبلوماسية.. فالحلول الدبلوماسية تتحرك على مستوى القمة من رؤساء وزعماء العالم بينما الميديا تتحرك على مستوى الشعوب والعامة وهؤلاء هم من يحركون القمة من رؤساء وزعماء.. الاحتلال الصهيوني لم يتجاوز عمره السبعين عاما ومن يدعون أن القضية قد ماتت بالتقادم نقول لهم إن الاحتلال الصليبي استمر ما يقرب من مائتي عام ومع ذلك استطاع العرب أن يخرجوهم من القدس.. فمهما طال الأمد لا يموت حق وراءه مطالب.
وتابع حسانين: كل الاقتراحات جهود مشكورة ولكننا نحتاج إلى أعمال أكبر من ذلك.. نحتاج إلى أكثر من مخاطبة الذات إلى محاولة مخاطبة العالم ككل، تعبنا من مخاطبة أنفسنا والتحدث في الغرف المغلقة نحتاج إلى الانفتاح على العالم ومخاطبة العالم.. وذلك لن يكون إلا بالإنتاج الضخم الكبير.
من جانبه أكد الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، تضامنه مع جميع الاقتراحات المطروحة، مؤكدا استعداده لتنفيذ أي اقتراح يتفق عليه المسرحيون، قائلا: المسرح يعني المقاومة، وبالتالي فإنني موافق على أي الاقتراحات المطروحة سواء باقتراح 2018 عام القدس أو بعرض فيلم وثائقي قصير قبل العروض.
وأضاف إسماعيل: ولكن في نفس الوقت أتساءل عن جدوى التوعية قبل العروض المسرحية، خصوصا أن الغالبية العظمى من الجمهور باتت على دراية تامة بالقدس وأهميتها ولا ينقصها أي معرفة في هذا الشأن وأبحث عن طريقة لتوصيل صوتنا إلى الخارج، مشددا على أن القدس تضم مقدسات إسلامية ومسيحية كلها تحت السيطرة اليهودية وهو أمر يجب أن نلفت النظر إليه حتى نكسب تعاطف العالم المسيحي مع القضية.
وتابع إسماعيل: أعجبني رد الفعل الرسمي المصري الذي شدد على أنه لا يجوز تغيير الوضع لحين انتهاء النزاع الحالي، لأن تغيير الشكل الاجتماعي والديموجرافي سيترتب عليه أخطار كثيرة، وبالتالي يجب تغليب الحلول الدبلوماسية بدلا من أن نؤجج المشاعر ولا أحد يشعر بنا، مشيرا إلى أن قرار نقل السفارة تم تأجيل تنفيذه أكثر من مرة وتم اتخاذه الآن لرفع شعبية ترامب لأن شعبيته في أدنى مستوياتها وعموما لا بد من التعامل بحكمة لأن الدول التي كانت في حالة وئام مثل سوريا وليبيا واليمن باتت في صراعات سياسية وكل الدول مشغولة بهمومها الداخلية ورفع معدلات التنمية.
وأكمل إسماعيل: أعتقد أن أغلب الاقتراحات التي قدمت هي اقتراحات محلية ولو كان الاقتراح بمهرجان دولي لكان اختلف الأمر بدلا من أن نخاطب أنفسنا وفي نهاية الأمر نحصل على صفر المونديال كما حدث قبل ذلك، ولو قرأت بعض الصحف الخارجية ستجد تعليقات مختلفة تماما عما نتحدث فيه وكأن هذا القرار فتح الموضوع من جديد وأكثر ما أخاف منه هو أن يمنح القرار التيارات الجهادية قبلة الحياة ويفتح الباب على مصراعيه أمامهم لأن يضرب مزيدا من الدول العربية أو ينشط الخلايا النائمة في العالم.
المخرج مجدي عبيد اقترح تقديم نصوص عن الصراع العربي الإسرائيلي، وأن تفكر هيئة قصور الثقافة في تبني هذا المشروع وأن تقوم الفرقة المركزية باعتبارها واجهة الهيئة بتبني مشروع عمل مسرحي عن القدس وتنشط فكرة الأمسيات الفنية التي تتبنى شعر المقاومة وأغانيها.
وقالت المخرجة عبير علي إن هناك أفكارا كثيرة يمكن تنفيذها على الأرض أكثر فاعلية، أضافت:
نحن في حاجة إلى العمل على الوعي، فعلى الجانب الآخر يتم تشويه الحقائق، بينما نحن نعتمد على الصياح والشجب الذي لا نتيجة له، غير أنه يشعر الناس بعد فترة نتيجة عدم الحل بالإحباط واللا جدوى، لكن عندما يصل إلى الناس العادية تاريخ النكبة ستكون هناك رؤية هادئة وموضوعية لقراءة ما يحدث بعيدا عن الصراخ، وتصورات ومحاولات للإجابة على السؤال المعضلة: ما العمل؟
تابعت: توعية الناس بالقضية الفلسطينية يمكن للفن أن يقوم فيها بدور كبير، إضافة لما اقترحه الزملاء من مقترحات، فمثلا يمكن عمل أمسية ضخمة بالنجوم بالمسرح القومي تقرأ فيها أشعار فؤاد حداد الذي خصص ديوانا كاملا عن القضية الفلسطينية هو ديوان الحمل الفلسطيني، بالإضافة لمعرض فن تشكيلي ومعرض كاريكاتير ويمكن أن يتبنى مركز الهناجر تقديم تلك الفعاليات مع عمل أفلام وثائقية حول القضية الفلسطينية وتاريخ النكبة، وذلك لتوعية الجمهور بالقضية وتصحيح المفاهيم حولها، وأن تقدم أفلام منها «باب الشمس»، ومنها «المخدوعون» لتوفيق صالح، إضافة لأفلام كثيرة وثائقية يمكن الحصول عليها من السفارة الفلسطينية ويمكن عمل أسابيع لتلك الأفلام بسينما الهناجر وسينما مركز الإبداع، والأهم أن يتم تجميع تلك الفعاليات وأن تنظم في شكل قوافل ثقافية تزور جامعات مصر وتطوف المدن والقرى للتعريف بالقضية دون مزايدة أو نضال متوقف على الهتاف فقط.
وأشارت المخرجة عبير علي إلى أن على الثقافة الجماهيرية دورا كبيرا يمكن أن تلعبه لصالح القضية، إضافة لما يمكن أن يقدمه البيت الفني للمسرح، فلدينا الفرقة المركزية التي يمكنها تقديم مشروع كبير عن القضية الفلسطينية.
أضافت: كنت قد تقدمت بمشروع منذ فترة لمسرحة رواية «زمن الخيول البيضاء» للأديب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، ويمكن تبني مشاريع تتحدث عن القضية الفلسطينية تطوف المحافظات وعمل مسابقة مسرحية لشباب المسرحيين بنوادي المسرح لتقديم عروض تخص قضية فلسطين، كما يمكن أن يقدم كل إقليم أو فرع ثقافي عرضا كبيرا حول قضية فلسطين ويمكن تقديم تلك العروض بمعرض الكتاب بالقاهرة بعد ذلك في يناير، لخلق وعي جماعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تم الزج بها في عقول العامة حول القضية الفلسطينية، أما عن الحراك الشعبي والثقافي فيمكن عمل وقفة بالشموع أمام السفارة الأمريكية بشكل صامت لتوصيل رسالة الرفض للقرار، إضافة لأن يخاطب المثقفون الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمؤسسات الثقافية الكبيرة الدولية لتتخذ موقفا من ذلك القرار بحيث نخاطب الآخر ولا يكون خطابنا واعتراضنا لنا فقط.
وقال الكاتب سليم كتشنر: الأنظمة العربية لم تعد تجدي والاتكال عليها سوف يضيع القدس وبلداننا ومستقبلنا، والاعتماد على الشعوب هو الحل، حتى ما يشاع عن صفقة القرن أو صفعته فسوف تحاول الأنظمة تمريره وهو ما نتج عن سقوط فكرة القومية العربية منذ احتلال العراق للكويت. وثمن كتشنر موقف شيخ الأزهر والبابا تواضروس لرفضهم مقابلة نائب الرئيس الأمريكي يوم 20 في القاهرة، وتمنى أن يحذو حذوهم كل المسئولين كبارا وصغارا، مضيفا: من المخزي أن نترك حسن نصر الله وحزبه يحرران فلسطين في يوم ما. تابع كتشنر: الصورة سيئة وأي فعالية دون تغطية واسعة من الإعلام لتصحيح الصورة لن يجدي، لأننا في تلك الحالة نكون نتحدث لأنفسنا والمهم أن يصل صوتنا لخارج القطر، وفي النهاية كل ذلك مرهون بموافقة السلطة.
وأكد المخرج الكبير عباس أحمد أنه ليس ضد أي مقترحات الزملاء بتقديم عروض فنية تدعم القضية الفلسطينية وتوعي الجماهير بالقضية الأم.
وقال المخرج عباس أحمد: قدمت من قبل عروضا مثل «انفجار» و»اليهودي التائه» سواء عن القضية الفلسطينية أو الصراع العربي الإسرائيلي، وأنا مع تقديم أعمال فنية تخص القضية مثل أشعار فؤاد حداد، وأنا مستعد للمشاركة وتقديم أعمال فنية تخص القضية الفلسطينية متطوعًا، وليس لدي مانع من النزول للشارع وتقديم تلك الأعمال الفنية للجمهور الحقيقي في القرى والنجوع لأنها قضية الساعة ولا يجب أن نصمت تجاه ما يحدث، بل من الواجب أن نشارك بما نملكه من إبداع وأن نحدث حراكا شعبيا يعود بالقضية للصدارة.

 


أحمد زيدان