حسن البارودي أداء متميز وحضور قوى

حسن البارودي أداء متميز وحضور قوى

العدد 544 صدر بتاريخ 29يناير2018

الفنان القدير حسن البارودي أحد عمالقة التمثيل خلال القرن العشرين الذين يصعب سقوطهم من الذاكرة، ولعل أكبر دليل على ذلك أن بعض شباب الأجيال الجديدة الذين قد لا يعرفون اسمه سرعان ما ينجذبون إلى صدق أدائه وأسلوبه المميز في الإلقاء، فيعجبون بمهاراته ويتعلقون به ويبحثون عن بقية أعماله. وقد تميز بجسده النحيل وصوته الأجش المعبر وبأدائه المتقن لأدوار الفلاح المصري بجلبابه البسيط أو بأدوار رجل الدين بعباءته الشهيرة وكذلك أيضا بأدوار الرجل البخيل أو الموظف الصغير الذي يستخدم دهاءه لكسب ثقة رؤسائه
 ويكفي أن نذكر بعض عباراته الشهيرة لنتذكره على الفور، ومن بينها على سبيل المثال فقط: «تعالى يا قناوي يا بني هاجوزك هنومة» بفيلم باب الحديد، أو «أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم» بفيلم الزوجة الثانية، وأيضا «تمام.. تمام يا فندم» بمسرحية سكة السلامة.
وهو من مواليد محافظة «القاهرة» في 19 نوفمبر عام 1898، واسمه بالكامل: حسن محمود حسانين البارودي. تعلم في مدرسة الأمريكان ثم المدرسة الأهلية وأجاد اللغات الأجنبية، وعشق هواية التمثيل من خلال مشاركته بعروض المسرح المدرسي، ثم من خلال انضمامه إلى «نادي المعارف الأدبية»، الذي كان يعد من أهم تجمعات هواة التمثيل في وائل القرن العشرين، وكان يشرف على تدريباته أحيانا الرائد عزيز عيد، ويذكر أن الزعيم الوطني سعد زغلول قد أعجب بصوته وطريقة إلقائه في إحدى المسرحيات التي قدمها «نادي المعارف» ووصفه آنذاك بأنه مؤثر وقوي ومقنع ونصحه بأن يعمل بالمحاماة.
بدأ حياته العملية بالعمل مترجما بشركة «توماس كوك». ولكن سرعان ما قرر ممارسة التمثيل هوايته المحببة، فبدأ حياته الفنية بالالتحاق بفرقة «حافظ نجيب» وهي إحدى الفرق المتجولة خلال النصف الأول من القرن العشرين، وقد عمل بالفرقة ملقنا وممثلا، ثم انضم إلى فرقة الرائد عزيز عيد عام 1921 وسافر معها في رحلة إلى بلاد الشام، ولكن انطلاقته الكبرى قد تحققت بافتتاح فرقة «رمسيس» التي أسسها فنان الشعب يوسف وهبي عام 1923، والتي نجحت في أن تضم إليها كبار الفنانين المسرحيين آنذاك، وقد انضم إليها الفنان حسن البارودي أولا للعمل كملقن ولكن سرعان ما أثبت وجوده خاصة بعدما أنقذ موقف غياب الفنان استيفان روستي ولعب دوره بمسرحية «غادة الكاميليا»، ومنذ ذلك الوقت شارك بالتمثيل وتجسيد بعض الأدوار المهمة، كما شارك أيضا بترجمة عدد من النصوص الأجنبية المهمة (من خلال انضمامه إلى لجنة الترجمة بالفرقة)، فقام بإعداد واقتباس عدد من المسرحيات ومن بينها: القناع الأزرق، إكسير الحياة، صاحبة الملايين، الجناية، الشرك، عمة شارل، المظلوم، التفاهم بالإشارة، بيومي أفندي، عريس في علبة، بنت ذوات.
استمر عمله بانتظام بفرقة رمسيس إلى ما يزيد على عشرين عاما، شارك خلالها بالتمثيل مع كبار النجوم في عشرات المسرحيات، ومن بينهم على سبيل المثال فقط: يوسف وهبي، فاطمة اليوسف، جورج أبيض، دولت أبيض، استيفان روستي، أحمد علام، حسين رياض، فاطمة رشدي، زينب صدقي، أمينة رزق، مختار حسين، أدمون تويما، منسي فهمي، نظلة مزراحي، عمر وصفي، علوية جميل.
بمجرد انتهاء عروض الموسم الشتوي بفرقة «رمسيس» وأثناء رحلات الفنان الكبير يوسف وهبي الصيفية إلى أوروبا، قام الفنان حسن البارودي بتشكيل فرقة مسرحية مع الفنانة.”نجمة إبراهيم، وضم إليها ثمانية عشر فنانا من بينهم عباس فارس، سرينا إبراهيم، محمود المليجي، عبد المجيد شكري، عبد العزيز أحمد، أحمد عبد الله، المونولوجيست سيد سليمان، والمطرب سيد فوزي، ونجح في تنظيم عدة جولات فنية لعروض الفرقة ببعض المحافظات، كما قام بتنظيم رحلة إلى. السودان في أبريل1935  لتقديم عدة مسرحيات من بينها: عاصفة في بيت، الحلاق الفليسوف، غادة الكاميليا. وقد حققت الفرقة نجاحا كبيرا خاصة وأنه قد ضمن برنامج الفرقة بعض فقرات الموسيقى والرقص الشعبي، وهي عناصر مهمة ولها دور مؤثر في اجتذاب الجمهور السوداني. وكانت الفرقة تحل أثناء المواسم الشتوية ثم يعاد تشكيلها مرة أخرى لإحياء بعض المواسم القصيرة.
عندما تم تأسيس فرقة «اتحاد الممثلين» عام1934  انضم إليها مع عدد كبير من نجوم الفرق الكبرى الثلاث (جورج أبيض، يوسف وهبي، فاطمة رشدي)، وشارك في بطولة بعض المسرحيات التي قام بإخراجها الفنان زكي طليمات، ولكن بعد فشل التجربة وتدخل الدولة بتأسيس «الفرقة القومية» انضم إليها عام 1937، وعمل لسنوات مع المسرح القومي )الفرقة القومية المصرية للتمثيل والموسيقى المصرية الحديثة)، ولكنه لم يعين رسميا سوى في يونيو عام 1951  وأحيل للتقاعد في عام 1965، وقد كان لقرار إحالته للتقاعد أثر سيء جدا على حالته النفسية.
ويذكر أنه خلال الفترة من1950  وحتى عام1954  تم انتدابه للعمل مشرفا على إحدى شعب «المسرح الشعبي»، وذلك مع الفنانين: أمينة رزق، وعبد الرحيم الزرقاني، وزوز نبيل.
خلال مسيرته الفنية شارك بعدد كبير من المسرحيات التي استطاع من خلالها وضع بصمة كبيرة مهما كان دوره صغيرا، فهو ينجح دائما في إضفاء صبغة وسمات خاصة وظلالا فنية بديعة تعمق الشخصية التي يقوم بتجسيدها وتؤكد أبعادها الدرامية، ومن أهم المسرحيات التي شارك بها: غادة الكاميليا، الذبائح، أولاد الفقراء، ملك الحديد، البؤساء، وذلك بالإضافة إلى مشاركته بجميع المسرحيات الأولى للكاتب سعد الدين وهبة )المحروسة، السبنسة، كوبري الناموس، سكة السلامة، بير السلم)، كذلك يضم رصيده السينمائي عشرات الأفلام المتميزة من أبرزها: باب الحديد، زقاق المدق، الطريق، الزوجة الثانية، الشيماء.
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية )الإذاعة، المسرح، السينما، التلفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا: أعماله السينمائية
شارك الفنان القدير حسن البارودي بأداء بعض الأدوار الثانوية المؤثرة في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي قد يقارب عددها المائة فيلم، وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: بنت النيل (1929)، ابن الشعب (1934)، وداد (1936)، سلامة في خير (1937)، شيء من لا شيء، لاشين (1938)، ليلى بنت الريف، عاصفة على الريف (1941)، علي بابا والأربعين حرامي، أولاد الفقراء، بنت ذوات (1942)، العامل (1943)، برلنتي (1944)، كازينو اللطافة، الجنس اللطيف، قتلت ولدي (1945)، ضحايا المدينة، عودة القافلة، النائب العام (1946)، شادية الوادي، المتشردة (1947)، حب لا يموت، هارب من السجن، عدل السماء (1948)، أمينة، كرسي الاعتراف، ولدي (1949)، أنا بنت مين، المظلومة، الأفوكاتو مديحة (1950)، أولاد الشوارع، الخارج عن القانون، ابن الحلال (1951)، الأم القاتلة، المهرج الكبير، انتصار الإسلام (1952)، مليون جنيه، بيت الطاعة، ثلاث قصص مصرية، أقوى من الحب، بلال مؤذن الرسول (1953)، أسعد الأيام، حلاق بغداد، جعلوني مجرما، حسن ومرقص وكوهين (1954)، درب المهابيل، نحن بشر، جريمة حب، عصافير الجنة، لحن الوفاء (1955)، إسماعيل يس في البوليس (1956)، المتهم، الفتوة (1957)، روميل ينادي القاهرة، باب الحديد، مجرم في أجازة (1958)، حسن ونعيمة، صراع في النيل (1959)، نهاية الطريق، وطني وحبي، سامحني، العاشقة، وداعا يا حب (1960)، دماء على النيل، أعز الحبايب، طريق الدموع، رسالة إلى الله (1961)، الاستعباد (1962)، زقاق المدق (1963)، الطريق، أمير الدهاء، هجرة الرسول (1964)، الحرام، فجر يوم جديد (1965)، ثورة اليمن، خرطوم (1966)، الدخيل، الزوجة الثانية (1967)، السيرك (1968)، الشيماء (1972)، السلم الخلفي (1973)، العصفور (1974). وجدير بالذكر أنه شارك بالتمثيل في بعض الأفلام الأجنبية )ثلاثة أفلام: هي الفيلم الإنجليزي: الخرطوم، والألماني: روميل يغزو الصحراء، بالإضافة إلى فيلم أمريكي).
ثانيا: أعماله المسرحية
ظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان حسن البارودي ومجال إبداعه الأساسي، وهو الذي قضى في العمل به بوصفه ممثلا محترفا أكثر من نصف قرن، ولذا كانت صدمته كبيرة عندما أحيل على المعاش وأصر على استكمال مسيرته المسرحية ببعض الفرق الخاصة. هذا ويمكن تصنيف مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها طبقا لاختلاف الفرق وأيضا للتتابع الزمني كما يلي:
1 - فرقة «حافظ نجيب»: قوة الحيلة (1919)، الجاسوس المصري، في سبيل الحرية، محور السياسة (1920)، بلياتشو (1921).
2 - فرقة «رمسيس»: الأب ليبونار، الحلاق الفليسوف، الذهب )ديفيد كوبر فيلد)، الشعلة، المدموزيل جوزيت مراتي، المرحوم، النائب هالير (البريء)، انتقام المهراجا )قتيل الوهم)، بلانشت )مدموزيل بلانشت)، صرخة الألم (1923)، الاستعباد، الجاه المزيف، الجبار، القناع الأزرق، اللزقة )لزقة إنجليزي)، المحامي المزيف، المرأة المقنعة، المركيز دي بيريولا، إكسير الحب، راسبوتين، في سبيل التاج )التاج)، فيدورا )فيدرا)، متى نتزوج؟ )زوجاتنا)، مونمارتر، نشيد العرس (1924)، البئر، الحب المغناطيسي، الذبائح، الرئيسة، السارق، الصحراء، الطاغية، الفريسة، المبادئ، المستر بيكوبك، أحدب نوتردام، أستاذ اللطافة، أنطونيو وكليوباترة، تحرير العبيد )كوخ العم توم)، تيار الملذات، حانة مكسيم، حياة المقامر )الموت المدني(، صاحب الملايين )المليونير)، عشرين ألف جنيه، كرسي الاعتراف، لو كنت ملك، مستشفى المجاذيب (1925)، الإغراء، البؤساء، التهديد، الحقد، الذئاب، الرعاع، الفضيحة، الكوكايين، الكونت دي مونت كريستو، النزوات، الوحوش، تحت العلم، توسكا، سيزار دي بورجيا، هرناني، وراء الستار )من وراء الستار)، وراء الهملايا )الآلهة الخضراء)، نائب رغم أنفه (1926)، اثنين يساوي واحد، البركان، البلياتشو، الجحيم، الحب المسكوفي، الشرق والغرب، القاتل )الرجل الذي قتل)، القبلة القاتلة، النسر الصغير، إسرائيل، جمهورية المجرمين، حب المس كوثر، دم الأخوين، صاحب البيت، عذراء سيسليا، عمة شارل، قلب الأم )الحنين)، قلوب الهوانم، ملك الحديد، يوليوس قيصر (1927)، الأرستقراطي، البرج الهائل، البرنس جان، الجريمة )الجريمة والعقاب)، الجيش، الحرية )في ظلال الحرية)، الزعيم، الصديقتان، العذاب، الفاجر، المائدة الخضراء، أرسين لوبين، أميرة بغداد، بريد ليون، بسلامته بيصطاد، شجرة الدر، غرام الوحش، قهوة الذوات، قيصر بول )المؤامرة)، كاترين دي مدسيس، كلمة الحق توجع، ليلة الدخلة )ليلة العرس)، نيرون )حريق روما)، كل شيء هادي (1928)، الأخرس )الكابورال سيمون)، البخيل، التفاهم بالإشارة، الحب المحرم، العدالة، العرائس، اللهب، الماسونية، المجهول، إيفان الهائل، أولاد الذوات، باجي سقا، بنت الخيال، شارع عماد الدين، في ظلال الحريم، قيصر لوك، مارجريت دي بورجينا، من المجرم؟، نجم هوى، نسوان وظاويظ (1929)، الجناية، المرأة الكاذبة، النائب المحترم، أنا أحبك، بهوات الريف، خفايا القاهرة )خفايا المدينة)، نار ورماد، نفاق المجتمع (1930)، الدفاع، أولاد الفقراء، بنات الهوى، بيومي أفندي، صندوق الدنيا (1931)، الطمع، بنات اليوم، هوانم اسبور (1932)، الخطر، العقاب، زواج بلا حب، فاجعة على المسرح، قمبيز (1933)، اللبخة، النبع الموبوء، مجنون ليلى، هكذا الدنيا (1934)، ثلاث عرسان وعريس، حب عظيم (1935)، صفارة الإنذار (1949).
3 - فرقة «حسن البارودي»: غادة الكاميليا، مأساة الحلمية (1932)، عاصفة في بيت، الحلاق الفليسوف (1933)، الموت المدني، عبد الستار أفندي (1934)، دخول الحمام مش زي خروجه (1935).
4 - فرقة «فاطمة رشدي»: المتمردة (1937).
 - فرقة «المسرح القومي»: اليتيمة (1937)، الخطاب، الفتاة المسترجلة، إسماعيل الفاتح (1938)، مصرع كليوباترة (1939)، شهرزاد (1942)، قيس ولبنى (1943)، مرتفعات وذرينج، ابن مين فيهم، شارع البهلوان (1944)، العباسة، تاج المرأة، دموع المهرج، كرسي الاعتراف، من القاتل (1945)، الولدان الشريدان، القبلة القاتلة، أول بختي (1946)، مدرسة النساء، الصهيوني، العائد من فلسطين (1948)، اليوم خمر (1949)، الصحراء (1950)، زوج أميركاني (1951)، البؤساء، صدور جريحة، عيلة مجانين، غروب الأندلس، نبي الوطنية (1952)، سر شهرزاد، مضحك الملك (1953)، أولاد الفقراء، رنين الذهب، الأيدي الناعمة (1954)، دماء في الصعيد، شهريار (1955)، إيزيس (1956)، المومس الفاضلة، سلطان الظلام (1958)، بداية ونهاية، صنف الحريم (1959)، اللحظة الحرجة، شقة للإيجار (1960)، القضية، المحروسة (1961)، السبنسة، إله رغم أنفه (1962)، الخال فانيا، كوبري الناموس (1963)، رحلة خارج السور (1964)، سكة السلامة (1965)، بير السلم (1966).
 - فرق أخرى بمسارح الدولة :ياسين وبهية “مسرح الجيب” (1964)، حارة السقا “المسرح الحديث” (1966)، جسر آرتا، زيارة السيدة العجوز “المسرح العالمي” (1966) سلطان زمانه “مسرح الحكيم” (1970).
 - فرق قطاع خاص: البولوبيف “ابن البلد” (1971)، كدابين الزفة “تحية كاريوكا” 1972)).
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: عزيز عيد، زكي طليمات، جورج أبيض، يوسف وهبي، فتوح نشاطي، عمر جميعي، سراج منير، حمدي غيث، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، كمال يس، نور الدمرداش، سعد أردش، كرم مطاوع، فايز حلاوة، محمد عبد العزيز، سمير العصفوري، أنور رستم، والمخرج الروسي لسلي بلاتون.
ثالثا: أعماله الإذاعية
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، والذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن نصف قرن ومن بينها المسلسلات والتمثيليات التالية: حسن ونعيمة، قصر الشوق، الأرض، حظك هذا الأسبوع، فرط الرمان وحكاوي زمان، عنبر سبعة، في سبيل الحرية، الغريب، مذكرات المرحوم، بنات حارتنا، نادية، مسألة ضمير، لايحة حمزة أفندي، الرجل الكسول، سارة السحارة.
رابعا: أعماله التلفزيونية
شارك الفنان القدير حسن البارودي بأداء بعض الأدوار الرئيسية في عدد من المسلسلات التمثيليات والسهرات التلفزيونية، ولكن للأسف يصعب حصرها، وتضم قائمة أعماله المسلسلات التالية على سبيل المثال فقط: الفلاح، بنك القلق، البنورة المسحورة، وذلك بخلاف مشاركاته أيضا ببعض التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها: المعذبون في الأرض، المعدية.
جدير بالذكر أن الفنان حسن البارودي عرف واشتهر بطيبة قلبه وتمتعه بالأخلاق السامية الحميدة واتسام جميع معاملاته بالتواضع والهدوء والرقي، وكان من أقرب الأصدقاء إلى قلبه الفنانين حسين رياض، زكي رستم، محمود المليجي. وقد تزوج مرتين الأولى من الفنانة رفيعة الشال، والثانية من ربة منزل ووالدة أبنائه حيث أنجبا بنتين وولد )د. أشرف الخبير السياحي). وقد أصيب في نهاية الستينات بداء في عينيه وعجز الأطباء على علاجه فكانت من نتائجه إصابته بضعف شديد في بصره تطلب علاجه بالخارج، وعندما رفضت الدولة تحمل تكاليف علاجه تدخلت الفنانة الكبيرة كوكب الشرق أم كلثوم لدى كبار المسؤولين وبالفعل نجحت في إقناعهم بضرورة علاجه بالخارج، وكانت أم كلثوم قد اختارت صوته كأفضل وأجمل الأصوات المعبرة التي تحظى بإعجابها في التمثيل. وفي أواخر أيامه كان يتمنى الموت على خشبة المسرح وبالفعل بدأ مع نهايات عام 1973  إجراء بروفات مسرحية «ولد وجنية» لفرقة الفنانة نعيمة وصفي، ولكن ظروفه المرضية لم تسمح له باستكمال البروفات حيث أصيب بشل نصفي فانزوى بعيدا عن الأنظار ووسائل الإعلام في العوامة التي يعيش فيها مع أفراد أسرته، حتى وافته المنية في17  سبتمبر عام 1974.
وكان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم ولعل من أهمها حصوله على «وسام الفنون» عام 1959، جائزة الدولة التشجيعية في العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1962، وإن كان يظل حب الجمهور وتقديره لأعماله هو أكبر وأهم الأوسمة التي تمنح للفنان الحقيقي ويسعد بالحصول عليه.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏