سيوة مهبط ديانات آمون والعرب.. الأصل والخصوصية

سيوة مهبط ديانات آمون والعرب.. الأصل والخصوصية

اخر تحديث في 11/4/2019 4:50:00 PM

 

 

سيوة المهبط لوحى ديانة آمون، هى إحدى الواحات الخمس فى أطراف الصحراء الغربية المصرية، كما أنها تمثل منخفضًا طوله نحو 80 كيلومتر، يتموضع من الغرب إلى الشرق، تحت سطح البحر ب 11 إلى 22م.

الطبيعة والتاريخ

واحة سيوة بها الكثير من الينابيع وعيون المياه والتى تمكن السكان من حفظ حدائقهم ورى نخيلهم وجميع زراعاتهم، فيما وراء نطاق المناطق المروية فالتربة هى خليط من الرمال والملح، وهى مجدبة تمامًا.

أنشئت مدينة سيوة فى أوائل القرن الثالث عشر. بحسب التاريخ المحلى المسجل فى "المخطوطات السيوية" كان موضعها الأول على الأرجح هو "عجرمى" بالقرب من معبد أمون. ولكن حيث أنه كان على السكان أن يدافعوا عن أنفسهم ضد غارات القبائل الرحّل فقد قرروا إقامة قرية محصنة على التل.

أصل التسمية

هذه المدينة القديمة التى كانت تدعى "شالى" سقط معظمها فى (الخراب) يقال هذا المصطلح على الأمطار حيث أن هناك ندرة كبيرة فى الأمطار بالنسبة لواحة سيوة ولكن تأتى الأمطار كل 80/ 100 عام مسببًا فيضان أو سيل يولد الخراب الذى يكسح المنازل والحدائق ومظاهر الحياة عن بكرة أبيها؛ بُنى فيها منازل أخرى بالأسلوب المعمارى ومواد البناء نفسها من جذوع النخيل وال "الكرشيف" والطفل المضغوط الذى يحتوى على نسبة كبيرة من بلورات الملح المخلوطة بطفلة الكرشيف والتى يبنى بها جدران المنازل لتمتطيها جذوع النخل والجريد وأفرع الشجر كالزيتون.

أطلق اسم سيوة على الواحة فى القرن السابع عشر فحسب. وكانت معروفة في العهود القديمة بواحة أمون أو واحة جيوبيتر- أمون. ثم أطلق عليها العرب اسم "سانتارياح"  والواقع أن لفظ "سيوة" هو تسمية بربريى لسكان الواحة ال "سوا" أو أهل "تى سوا".

أصحاب الثقافة

بحسب المخطوطات السيوية ذاتها التى تحكى أن الأربعين رجلًا الذين كانوا ينتمون إلى سبع عائلات ومع الوقت ارتفع العدد. بعض هذه العائلات لها صلات وثيقة فيما بينها. وأولئك الذين عاشو فى القسم الشرقي من المدينة- المشرقيون- شكلوا مجموعة واحدة فيما شكل المغربيون مجموعة أخرى فى الأصل كانت العائلات التى شكلت مجموعة المشرقيين تدعى عامة "اللفايح" وهى لفظة تعنى اللطيف وذو القلب الطيب وليس العدواني. وعائلات المغربيين كانوا يطلق عليهم "التخصيب"، وعلى الأغلب تعنى عكس لقب المجموعة الأخرى.

السكان

سكان سيوة الأصليون هم أحد أفرع جماعة بربرية من قبائل الزناتة التى اختلطت بالبدو العرب من مختلف القبائل الوافدة من الغرب. لهم لغتهم الخاصة المنطوقة بدأت بـ  (الأمازيغية) ثم اللغة العربية بدخول الفتح الاسلامى، بقيت لغتهم الأمازيغية على قيد الحياة كمنطوقة فقط وليست مدونة، بقيت على قيد الحياة بين قاطنى الواحة من قرون عدة قبل الفتح الاسلامى، وتظل سيوة ذات الخصوصية الثقافية البكر قليلة التأثر نظرًا لإنعزالها عن المدينة بمسافة لا بأس بها كذلك إختصاصها بالطابع الصحراوى ومنابع المياة ذات الشكل المختلف عن أى محافظو أو قرية فى مصر وإختصاصها أيضًا بالنخيل والزيتون والصناعات المتعلقة بهم والمُكونة للنظام الاقتصادة للواحة وأهلها.

بلغ تعداد سكان سيوة 20,000 نسمة يعيش معظمهم بمدينة سيوة وهى مركز الواحة الرئيسي إلى جانب قرى أصغر تقع بالقرب من الينابيع كقرى (خمسية وأبو شروف  والزيتون).

 

المخطوطات السيوية

المخطوطات السيوية بدأ إكتشافها  فى أواخر القرن التاسع عشر على يد كبير عائلة أبو مسلم قاضى سيوة الشرعى أنذاك. الذى درس فى شبابه فى الأزهر الشريف بالقاهرة، هذا الكتاب يجمع كل الكتاب العرب الذين كتبوا عن سيوة والواحات الأخرى. وأضاف أبو مسلم له التقاليد الشفاهية القائمة بين السكان والمتعلقة بأصول العائلات المختلفة والحروب التى دارت بين المشرقيين والمغربيين بالإضافة إلى بعض الروايات بعض الروايات المُعبرة عن عاداتهم وتقاليدهم وعقب وفاته اتم ابنه ومن ثم حفيده هذا العمل وعائلته لا زالت تضيف إليه ما تعتبره جديرًا بالتسجيل لكنها هذه الأيام لا ترغب فى إظهاره لكل زائر يطل رؤيته. إذ أن أحد مأمورى سيوة أخذ نسخة منه وأرسلها إلى القاهرة ولم يعدها أبدًا.

 

يتبع بعدة مقالات فى الشأن السيوى.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @