مواجهة الفكر المضاد وإبداعات البحر الأحمر فى ثانى أيام المؤتمر الأدبي بالبحر الأحمر

مواجهة الفكر المضاد وإبداعات البحر الأحمر فى ثانى أيام المؤتمر الأدبي بالبحر الأحمر

اخر تحديث في 5/1/2019 2:51:00 PM

متابعة أسماء عبد الهادي ومحمد إمام

استكمالا لفعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الأدبى السابع لإقليم جنوب الصعيد الثقافى بالبحر الأحمر بعنوان "الثقافة في الجنوب بين الابداع والصناعة" والذي يستمر حتى الخميس ٢٠١٩. عقدت الجلسة البحثية الثالثة للمؤتمر بعنوان" الإبداع في مواجهة الفكر المضاد" أدارها الشاعر أشرف البولاقى. ناقش فيها د. عبد الرحمن أبو المجد ورقته البحثية بعنوان "دور الأدب فى تفكيك بنية روافد الإرهاب الثقافية" التى تناولت إمكانية الأدب باعتباره قوة ناعمة، أن يتقدم للمواجهة اضطرارا وانفعالا. ويقتصر البحث بطريقة رأسية وعرضية على تفكيك روافد الإرهاب الثقافية، والتي ينبغي مواجهتها، لاسيما وأنها تبرز كمنابع تستمر في التغذية المباشرة وغير المباشرة. وبهذا تساعد على نمو الجيوب والبؤر أو على الأقل تكون كحضانات تتشرنق فيها الأفكار إلى أن تتم بلورتها بعد حين.

 كما ناقش حسنى الإتلاتى في ورقته البحثية التى بعنوان "الإبداع والحرية وصناعة الكتاب وتسويقه" معنى الحرية والإبداع والأواصر التى تجمعها وصناعة الكتاب ومسؤولية الكاتب في تحمل العبء الأكبر في رفع قيمة ما يكتب. فالسلعة النادرة فقط هي التي يغلو ثمنها ويكثر الطلب عليها؛ فكم من كاتب عظيم نالت كتاباته شهرة تسع الآفاق بعد موته وكم من تافه غمر الأسواق ببضاعته الفاسدة لسوء فى المناخ العام. ويشمل السلوك الإبداعي فيما يشمل الاختراعات والتصاميم والاستنباط، والتأليف الفكري والأدبي والفنون التشكيلية والتأليف الموسيقي والإنشاءات الهندسية والعمرانية والابتكار والتجديد والتطوير في شتى مناحي الحياة ومجالاتها الإنسانية. إن الأشخاص الذين يظهرون مثل هذه الأنواع من السلوكيات هم الذين يوصفون بالمبدعين.

فيما عقدت الجلسة البحثية الرابعة التي ناقشت "إبداعات البحر الأحمر". وتناولت أوراق: للشاعر النوبي عبد الراضي التى بعنوان "المواجهة والانكسار قراءة في أعمال شعراء البحر الأحمر" وهم القاص بهاء الدين حسن، الشاعر فرج الضوى، الشاعر أحمد علي، الشاعرة فاطمة علي. فقال عن إبداع القاص بهاء الدين حسن فى إبداعه "لقطات من حياة خيرية البياضي": يعبر العنوان عن ملمح حداثي هو اندياح الفواصل بين الفنون، فقد تداخل الفن القصصي مع الفن السينمائي بتقنياته المختلفة مثل المشهد والاسترجاع والقطع؛ ليقدم لنا القاص هنا لقطات أو قل مشاهد، يوظف فيها عددا من هذه الآليات، وتبدأ لتنثر عناصرها فالشخصية الرئيسة تظهر معنا في العنوان، أما الصراع فيبدو للوهلة الأولى أنه الفوز بقلب خيرية البياضي؛ ليتحول الصراع في نفس خيرية البياضي التي آمنت بالبطولة فكان قلبها في صالح البطل (عبد الحكم)، ذلك المقاتل الذي فقد ساقه في الحرب ففضلته عل رجال العالمين:( كانت خيريـــة تحب جمـال عبد الناصـــر ، وكان عبد الحكم عائـــــدا لتـــوه من فلسطين بساق صناعية.

فيما جاءت الورقة البحثية لوائل النجمي بعنوان "بانوراما نقدية في إبداعات البحر الأحمر"، فقال: لم تكن المهمة سهلة أبدا، أن نقدم إطلالة نقدية متنوعة على نصوص مختلفة لعدد من أدباء واديبات البحر الأحمر، لكنني حاولت قدر الإمكان أن ارصد وأصف زوايا التدفق الأدبي في النص، كيف يعبر هؤلاء الأدباء عن معانيهم وأفكارهم عبر قوالب أدبية؟ ربما نكون قد ظلمناهم في هذه البانوراما التي انتقلت فيها سريعا كما النحلة – وربما الدبور أحيانا -  أحمل الرحيق من زهرة إلى أخرى، ولا شك أن كل مبدع منهم يحتاج لدراسة مفردة ولتأمل أكبر في ابداعه على حدة، لكن هكذا كان التكليف النقدي الوارد إلي: أن أقدم اطلالة حول هذه الابداعات، خاصة مع مقدار التجديد في الصورة، ومحاولة تقديم الفكرة والرؤية بنحو مغاير. فحيوية واستمرارية الأدب تكون في التجديد، ربما عالجت الأمر بسرعة لاعتبارات لها علاقة بتأخر وصول الأعمال، ولضيق الوقت، لكنني اعتقد أني قدمت تعريفا للكنه والجوهر الإبداعي لدى كل أديب ممن تناولناه.

ففى قصيدة فرج الضوي أحبك يا جوزفين، يقدم تنوعا حول رؤية الحب، وتحديد أسباب العشق التي أوقعت بقلبه لدى المحبوبة. والقصيدة رغم قصرها إلا أنها ممتلئة بالوصف والتشبيه، فالعينان كشمس، وهي ليست شمسا عادية، وإنما شمس تأتي من خلف جبل، في مشهد يذكرنا بالشروق، ثم ننتقل لتعبير أخر حول الزمن، بما يحمله من انتصارات واخفاقات، ولعلها إذن ظاهرة متكررة فكرة العودة للذكريات، وخلط ما مضى بما هو آت لدى شاعرنا، الذي يستعيد ذكريات قوله لمحبوبته: أحبك، ويستعيد معها أثر ذلك القول على يديه، فترتعش، هكذا تأتي الرقة البسيطة المعبرة عن عمق الحب وقدرته على التأثير في نفس الشاعر، هذه الرقة التي تنقلب رأسا على عقب عندما تأتي منها الرسائل، فيتحول لوحش ينقض على رسائلها، ولكنه وحش مسرور، وحش طيب يضع أنواع جديدة من الورود على مرقدها، فهنا تتنازع الرقة الشعورية، مع الاحباطات الزمنية، مشكِّلة بذلك رؤية متميزة حول قدرة الحب على تغيير الأشخاص، وفي الوقت نفسه نستمتع بما يقدمه شاعرنا من صور يبذل فيها قصارى جهده لكي يقدم لنا الجديد والمعبر عن حالاته الوجدانية الداخلية.

 

شاهد بالصور


محمد إمام

محمد إمام

راسل المحرر @