في مؤتمرهم ال 19 طالب أدباء وسط الصعيد بجمع التراث الإنسانى والعمل على تنقيحه وتدوينه

في مؤتمرهم ال 19 طالب أدباء وسط الصعيد بجمع التراث الإنسانى والعمل على تنقيحه وتدوينه

اخر تحديث في 3/28/2019 1:28:00 AM

في إطار اهتمام الهيئة العامة لقصور الثقافة بإثراء الحركة الأدبية والفكرية وتنمية الفكر والإبداع برعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، والسيد اللواء محمد سليمان الزملوط، محافـظ الوادي الجديد، انطلقت وقائع المؤتمر الأدبي التاسع عشر لأدباء إقليم وسط الصعيد الثقافي، تحت عنوان «خصوصية الثقافة في إقليم وسط الصعيد وعلاقتها بالتسويق»، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الريحانى، وأمانة الشاعر بسام المنجى، وبحضور العديد من الأدباء والباحثين والإعلاميين، فى الفترة من 19 حتى 21 مارس 2019، بالمركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا بالخارجة بمحافظة الوادي الجديد.
وافتتح الأمين العام الشاعر بسام المنجى المؤتمر بكلمتة عن مفهوم الخصوصية الثقافية لمحافظات إقليم وسط الصعيد الثقافى، مستعرضا أهم الإشكاليات التى تواجه تسويق المنتج الثقافى لأدباء الإقليم، وفى ختام كلمته أوصى باستكمال جمع تراث الواحات بالوادي الجديد لإنقاذ ما تبقى منه.
وفى كلمته أشاد الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الريحانى، رئيس المؤتمر، بموضوع المؤتمر «خصوصية الثقافة في إقليم وسط الصعيد وعلاقتها بالتسويق»، وارتباطه الوثيق بموضوعات ومحاور بالمؤتمر العام لأدباء مصر فى دورته المنصرمة، كمخطط لرسم الأسس والمبادئ للعلاقة بين الصناعات الثقافية والمنتج الإبداعي بشكل عام، ملقية الضوء على إبداعات الإقليم وتراثه الشعبي فى ظل ندرة وسائل نقل المنتج بما تواجهه من تهميش إعلامي.
واختتم حفل الافتتاح بتبادل الدروع بين الهيئة ونائبة محافظة الوادى الجديد، وتكريم الدكتور محمد عبد الرحمن الريحانى، رئيس المؤتمر، بإهدائه درع الهيئة والمحافظة، وكذلك تكريم الأديب أشرف عكاشة (أسيوط)، والشاعر عماد القضاوى (الوادى الجديد)، بإهدائهم درع الهيئة، وانتهى بعرض فنى لفرقة الفنون الشعبية لقصر ثقافة الخارجة.
عقب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافى، عقدت الجلسة البحثية الأولى للمؤتمر بإدارة الدكتور شعيب خلف. لتناقش المحور النظري للمؤتمر «خصوصية الثقافة في إقليم وسط الصعيد وعلاقتها بالتسويق»، فقد تحدثت الدكتورة منار على سعيد، فى بحثها «الإرث الثقافى فى غرد شاعر النخيل» عن الشاعر عادل أحمد على، وهو من أبرز شعراء الوادى الجديد، وعن الملامح الدلالية فى ديوانه «الغرد كراسي»، وقيمة الأمكنة فى الثقافة الواحاتية، وخصوصية الثقافة فى مدينة الخارجة، حيث يتضمن الديوان مجموعة من الأنساق المضمرة، والتى تكشف عن مخزون ثقافي وتاريخي فريد، كما تحدث الباحث الدكتور محمد حسين هلال عن «حكاية بنت الصياد رحلة البطل فى الحكاية الدائرية»، وتحدث الباحث عبد العظيم عبد الصمد حسانين، عن خصوصية الثقافة فى إقليم وسط الصعيد وعلاقتها بالتسويق مشيرا إلى أن مفهوم الثقافة وعلاقته بالقراءة والأدب، وبعض المعوقات وتدنى المستوى الثقافي في الإقليم، موضحين آليات التسويق الأدبي في إقليم وسط الصعيد بين التأييد والاعتراض.
وفى مساء اليوم الأول لمؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافى، أدار الأستاذ أشرف عكاشة الجلسة البحثية الثانية للمؤتمر والتى تناقش محور «صناعة المنتج الثقافى وإشكاليات التسويق الثقافى»، حيث تحدثت الدكتورة فاطمة الزهراء سعد عن «تحديات التسويق الثقافى الرقمي»، ومفهوم الثقافة والمنتج الثقافى، وأنواع الاستراتيجيات التسويقية، وانتشار المفاهيم المغلوطة فى الحقل الثقافى عن عملية التسويق، والاستفادة من وسائل الاتصال الرقمية فى التسويق الثقافى، كما تحدث الباحث أحمد نادى راشد، عن «الأدب الرقمي وتحديات النشر الإلكتروني»، وعن أنواع ومشاكل وميزات النشر الإلكتروني، وتحدث الروائي أيمن رجب طاهر، حيث قدم رؤية مقترحة لتخطى مشكلات جودة المنتج الثقافى وتسويقه، لكسر حواجز الزمان والمكان ووصول الرسالة الثقافية فى أقل وقت لمستحقيها، وبتكلفة معدومة. 
واختتمت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر بأمسية شعرية غنائية بمسرح المركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا بالخارجة، شارك فيها كوكبة كبيرة من شعراء الإقليم بمحافظاته الأربع: المنيا، وأسيوط، وسوهاج، والوادي الجديد، وضيوف المؤتمر، وأدارها الشاعر ناصر محسب، تخللها فقرات غنائية للفنان الكبير محمد عزت.
فى صباح اليوم الثانى لمؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافى، عقدت الجلسة البحثية الثالثة للمؤتمر، بالقاعة الرئيسية بكلية الآداب، بجامعة جنوب الوادى، وكان محورها «موقع أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافى فى الدرس التعليمي»، حيث تحدث الأستاذ محمد رمضان الواحاتى، عن «أدباء الصعيد فى الدرس التعليمي بين القراءة الموضوعية وأثر التهميش»، مستعرضا إسهامات الأدباء ذوى الأصول الصعيدية فى مراحله التعليمية المختلفة، كما ألقت الدكتورة منى كمال العربي الضوء فى بحثها على «المؤثرات النوعية لأدباء وسط الصعيد فى العملية التعليمية بالمرحلة الثانوية الفنية دراسة فى الأنساق الثقافية (2000، 2019م)»، مؤكدة على أن المؤسسات التعليمية من الممكن أن تتطور بتضافر الجهود وتطبيق الطرق التعليمية الحديثة والاهتمام بالنماذج المشرفة من أدباء الصعيد، وأدارها: د. محمود فراج.
وفى الجلسة البحثية الرابعة للمؤتمر، تم مناقشة محور «إبداعات السرد والشعر فى إقليم وسط الصعيد الثقافى»، وتحدث فيها الدكتور سرى هاشم الشريف عن «التناص الديني فى إبداع شعراء الفصحى الثمانية بإقليم وسط الصعيد الثقافى»، متناولا ديوان «زمن الانكسار» لفرغلي الخبيرى، وديوان «بين مفترق الطرق» لمحمد على الأسيوطي، وديوان «أنا وأنت وحراس الخليفة» لعبد الرؤوف مرعى، وديوان «الشوارع سيرة المدن» لعشم الشيمى، وديوان «قرابين الاصطفاء» لفايز صادق، ومسرحية «المماليك» لمحمد سيد حمار، وديوان «وشوشات الليل» لعيد حجازي، وديوان «تراتيل الصمت» لمحمد محمود السيد.
وتناول الدكتور يحي محمد القفاص، «النزعة التشاؤمية عند شعراء العامية فى صعيد مصر إقليم وسط الصعيد نموذجا» مشيرا إلى أن غلبة النزعة التشاؤمية وذلك لسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر، كما تحدث الدكتور شعبان عبد الحكيم محمد عن «الشخصية المهمشة فى القصة العربية نماذج من كتابات وسط الصعيد»، وأدارها: د. عقيلي محمد. 
وبالتوازى مع إقامة جلسات المؤتمر عقدت أصبوحتان شعريتان فى صباح اليوم الثانى للمؤتمر الأدبي لإقليم وسط الصعيد الثقافى الأولى بمدينة الداخلة، شارك فيها كوكبة كبيرة من شعراء الإقليم، وضيوف المؤتمر، وأدارها الشاعر أحمد دياب، تخللتها فقرات غنائية للفنان الكبير محمد عزت، والأصبوحة الثانية بكلية التربية بجامعة جنوب الوادى، وشارك فيها كوكبة كبيرة من شعراء الإقليم، وضيوف المؤتمر، وأدارها الشاعر حسين عبد المنعم.
وفى المساء كان موعدنا مع المائدة المستديرة الوحيدة فى المؤتمر، والتى تدور حول «التراث الشعبي فى الواحات»، وتحدث فيها كل من الأستاذ مصطفى معاذ، الأستاذ رافت عزمي، الأستاذ أيمن رجب طاهر، الدكتور شعيب خلف، الأستاذ سيد عبد العال، الأستاذ نعيم الأسيوطي، الأستاذ أحمد ناجى، ودار الحديث عن تعريف التراث الشعبى، وخصوصية التراث الشعبى بالواحات، ونماذج من التراث الشعبى بالواحات، وأغاني الزواج والحج والعديد، وبعض العادات التاريخية والتقاليد لساكني الواحات، والزى الواحاتى والتركيبة السكانية للواحات، كما تطرقوا إلى الحديث عن تاريخ الواحات عبر العصور بداية من التاريخ الفرعوني ثم العصر الروماني واليوناني والفارسي حتى الفتح الإسلامي، وأدارها: حسين بشندي.
عقدت الجلسة البحثية الخامسة مساءً، بالقاعة الرئيسية بالمركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا، لتتناول محور «التهميش الإعلامي للمنتج الثقافى فى وسط الصعيد»، وتحدث فيها: الدكتور جمال حمدان سيد، عن «مشكلة الثقافة فى الإذاعة المسموعة»، والبرامج الثقافية فى الإذاعة، ومميزات الإذاعة كوسيلة ثقافية، كما تحدت الإعلامي الدكتور شوقي السباعي عن «الإعلام والثقافة علاقة تبادلية وأثرهما على اللغة والهوية»، مستعرضا تجربته الذاتية فى القناة السابعة والبرامج الثقافية بها، وأدارها: د. سيد زنقور. 
اختتمت فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر الأدبي لإقليم وسط الصعيد الثقافى بأمسية شعرية وقراءة قصصية بمسرح بيت ثقافة بولاق بالخارجة، شارك فيها كوكبة كبيرة من مبدعي الإقليم، وضيوف المؤتمر، وأدارها الأديب أحمد البدرى.
فى مساء اليوم الثالث لمؤتمر أدباء إقليم وسط الصعيد الثقافى، عقدت جلسة الشهادات الأدبية بالمؤتمر، بالقاعة الرئيسية بالمركز الاستكشافي للعلوم والتكنولوجيا بالخارجة، حيث تحدث الأديب محمد سعد توفيق من محافظة أسيوط عن «أربعون عاما من القراءة ومحاولة الكتابة»، كما تحدث الأديب رجب لقى شحات من محافظة المنيا عن مراحل تشكيل وعيه وتجربته الشعرية، وعن دواوينه الشعرية.
اختتم المؤتمر فعالياته باجتماع لجنة التوصيات بعضوية الأستاذ الدكتور محمد عيد، الدكتور عماد حسيب، الدكتور شعيب خلف، الأديب ناصر محسب، والأديب بسام منجى، وتم فيها إقرار التوصيات التي أعلنت بالجلسة الخاصة بـ "إعلان التوصيات" والتى أدارتها الدكتورة فوزية أبو النجا رئيس اقليم وسط الصعيد الثقافى، وألقاها الأديب الشاعر بسام منجى أمين عام المؤتمر، والتى جاءت كالآتى:
أولًا: التوصيات العامة: 
1- يتوجه أعضاء المؤتمر بالشكر للسيد اللواء محافظ الوادى الجديد والدكتور رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على تقديمهم الدعم الكامل لإقامة المؤتمر فى دورته التاسعة عشر . 
2- يدعم أعضاء المؤتمر توجهات الدولة فى محاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله ويؤكدون على دعم سياسة مصر تجاه جميع الدول العربية والإفريقية . 
ثانيًا: التوصيات الخاصة: 
1- يوصى أعضاء المؤتمر أن تقوم المؤسسات الرسمية بجمع التراث الإنسانى والعمل على تنقيحه وتدوينه فى محافظات إقليم وسط الصعيد .
2- يطالب أعضاء المؤتمر الهيئة العامة لقصور الثقافة الاهتمام بالمحافظات الحدودية باعتبارها خط الدفاع القومى والعمل على إبراز خصائصها والتأكيد على هويتها الثقافية . 
3- يطالب أعضاء المؤتمر الإدارات المختصة بهيئة قصور الثقافة بوضع آليات وضوابط للأبحاث التي تُختار من لجنة الأبحاث بحيث تضمن جودتها وفق معايير علمية ومنهجية.
وجدير بالذكر أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تضمنت كلمات للمنظمين، وفى بداية حديثه تطرق الأستاذ ممدوح أبو يوسف، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية إلى التفرد والخصوصية الثقافية للصعيد وخصوصا فى تنوع الموروث الشفاهي الشعبي، فالهيئة العامة لقصور الثقافة تسعى للوصول والتفاعل مع فئات المجتمع المختلفة، حيث يتضح ذلك جليا فى خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030م، كما عقب على موضوع تهميش أدباء الصعيد الذى ورد فى كلمتي أمين المؤتمر، ورئيسه، مؤكدا على عدالة توزيع الخدمة الثقافية على جميع الأقاليم، بل هناك اهتمام خاص بالصعيد فى توجهات الدولة الثقافية، وفى نهاية كلمته دعي إلى تكاتف الأدباء والتحاور للخروج بتوصيات جادة للمؤتمر قابلة للتنفيذ. 
وأشارت الدكتورة فوزية أبو النجا، رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافى، إلى أن الثقافة تشمل العديد من المصنوعات الثقافية، تحمل الملامح التراثية للشخصية الصعيدية، ويجب الحفاظ على هذه الصناعات الثقافية وحمايتها من الإندثار، ويجب أن يقدم هذا المؤتمر الروشته العلمية لإثراء المنتج الثقافى والمحافظة عليه، وفى ختام كلمتها قدمت الشكر للسيدة حنان مجدى، نائبا عن محافظ الوادي الجديد، وكل من ساهم فى إنجاح المؤتمر.
وفى حديثها نقلت السيدة حنان مجدى، نائب المحافظ، تحيات اللواء محمد سليمان الزملوط محافظ الوادى الجديد، ثم تحدثت عن المنجز التاريخي والحضاري للوادى الجديد متطرقة إلى أهم المعالم التراثية والجمالية للمحافظة التى تمثل نصف مساحة مصر تقريبا، حيث توضع فى مقدمة المحافظات الحدودية المستهدفة بخطط التنمية المستدامة 2030م، وفى ختام حديثها تمنت النجاح للمؤتمر والخروج بتوصيات فاعلة.

شاهد بالصور


عزت إبراهيم

عزت إبراهيم

راسل المحرر @