المعتقدات الشعبية المرتبطة بالأولياء والقديسين بين الحقيقة والخيال

المعتقدات الشعبية المرتبطة بالأولياء والقديسين بين الحقيقة والخيال

اخر تحديث في 10/6/2022 4:14:00 PM

محمد إبراهيم 

استمرارا لجهود الادارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية المصرية للتعريف بأقسام وعناصر التراث الشعبي المصري، نفذ الباحث عماد المصلحي محاضرة عن المعتقدات الشعبية المرتبطة بالأولياء والقديسين بمكتبة الطفل بشبين الكوم.

كما تم تنفيذ ورشة هويتي أنا مين؟ بطرح مجموعة من الأسئلة علي الحاضرين تخص الهوية المصرية وحصل صاحب الأجابة الصحيحة على مطبوعة من مطبوعات الهيئة.

وإذا تطرقنا بحديث أكثر تفصيلا عن هذا الأمر، نجد أن  الناس دائما ما يفكرون في من ينقذهم من الشرور ويعينهم في صعاب الأمور ويحقق لهم رغباتهم عندما تنتهي حيلتهم في تحقيقها، فيلجأون إلى الله الذي بيده قدر الإنسان سواء كان الأمر خيرا أم شرا من وجهه نظر الإنسان، ولكن في كل الأمور خير لو فطن الإنسان إلى عجائب قدر الله وحكمته البالغة سواء في المنح أو المنع وربما يلجأ الناس إلى أصحاب الكرامات من الأولياء والقديسين اعتقادا منهم بأنهم واسطة بينهم وبين الله فيشفعون لهم عند بارئهم لتحقيق أمر ما مستعصى والوقاية من شر ما يحيط بهم تبعا لاعتقادهم في ذلك ويظنون أن الله سخر هؤلاء الأولياء أو القديسين لذلك مما لا يقلل من اعتقدهم في وحدانية الله فهو الضار وهو النافع.

ويرتبط الناس بمعتقداتهم منذ الصغر ويستمر هذا الاعتقاد راسخا في أذهانهم مع الكبر وربما حتى الممات ويؤثر ذلك في حياتهم وقراراتهم الشخصية مما يجعل لهذا المعتقد القوة النافذة ويحاول الدارسون لعلم الفولكلور في تعرضهم للمعتقدات الشعبية فهم الحكمة التي تدعو الناس إلى اتباع هذه المعتقدات للكشف عن طبيعة الأفكار التي يحتويها العقل الجمعي واختياراته بين البدائل الثقافية للتعايش مع الظروف المحيطة به.

ولفهم الموضوع ينبغي أن نفهم معنى كلمة معتقد: لغويا   عَقّدَ: العقد نقيض الحل، عقدة المعقاد: خيط ينظم به خرزات ويعلق في العنق، وقسم الدكتور محمد الجوهري علم الفولكلور أو التراث الشعبي إلى أربعة أقسام أولها قسم المعتقدات والمعارف الشعبية، حيث عرف المعتقد الشعبي بأنه تلك الأفكار والأحاسيس التي تحرك الناس إزاء الظواهر الطبيعية العادية والشاذة مثل الزلازل وكذلك تصورات الناس عن أسرار بعض الظواهر الفيزيقية والنفسية كالأحلام والنوم والميلاد والوفاة، فالمعتقد هو اعتقاد الناس وشعورهم إزاء شيء ما.
بينما يعرف غوستاف لوبون المعتقد بأنه: إيمان ناشىء عن مصدر لا شعوري يكره الإنسان على تصديق فكر أو رأي أو تأويل أو مذهب جزاف.
والمعتقد هو كل ما يؤمن به الفرد أو الجماعة فيما يتعلق بتلك التصورات حول الحياة والوجود والعالم الخارجي والقوى الخفية المسيطرة والمتحكمة في تسيير الحياة الكونية وقد تكون هذه المعتقدات قد انبعثت من نفوس أبناء شعب من الشعوب وذلك عن طريق الكشف أو الرؤيا أو الإلهام.
و قد يكون أصل المعتقد ديني ثم تحولت في صدور الناس إلى أشكال أخرى بفعل التراث القديم الكائن على مدى الأجيال وكذلك التراكم الاجتماعي للعادات والتقاليد و الأفكار، وبذلك تكون المعتقدات الشعبية صفة أساسية في المجتمعات وهي ذات قوة أمرة قاهرة فهي تأمر في حال الإيجاب وتقهر في حالة السلب.
ودراسة المعتقدات الشعبية من أصعب الدراسات لكونها خبيئة في نفوس أصحابها والخيال الفردي هو الذي يحكم على مدى حدة المعتقد الشعبي لدى الأفراد فنجده حادا عند البعض وأقل حدة عند البعض الأخر.

وينتشر في ربوع مصر الكثير من الأضرحة للأولياء والقديسين على حد سواء منها ما هو معروف ومشهور ويقصده الناس في أوقات معينة إما لإقامة مولد لهذا الولي أو القديس وأما للبركة وتحقيق الرغبة ومنها ما هو مهجور وربما غير معلوم لكثير من الناس وربما يفسر ذلك الآن بتراجع الاهتمام بهذه الامور لدي كثير من الناس.

وصنفت الدكتورة سعاد عثمان الأولياء بصفة عامة إلى عشرة أصناف وفقا لاختلاف الولي من حيث الشهرة أو القدم والحداثة أو إقامة موالد له من عدمه أو تخصص الولي في جانب معين يأتيه الناس من أجله..

المراجع
- محمد الجوهري، علم الفولكلور، المجلد الأول، الأسس النظرية والمنهجية، مطبوعات مركز البحوث والدراسات الاجتماعية- كلية الآداب جامعة القاهرة، 2010م.
- سعاد عثمان، دراسات ميدانية في الثقافة الشعبية. محاضرات دبلوم الدراسات العليا، المعهد العالي للفنون الشعبية، أكاديمية الفنون، القاهرة 2009م.

شاهد بالصور


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @